أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - خارج نطاق التغطية














المزيد.....

خارج نطاق التغطية


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 06:23
المحور: الادب والفن
    


المثقف بالمفهوم اللاتيني الشائع هو كل من يعرف شيئا عن كل شيء أما بالمفهوم العربي فيتجه ليعطي معنى التقويم والتعديل فالعرب تقول : ثقف الرمح أي عدله وقومه وشذبه أي جعله أملسا فكل رمح معتدل القوام هو رمح مثقف أي رمح يدرك الرمية ويصل إليها بسهولة وانسياب ولذلك يقولون : ثقفناه في مكان كذا وكذا أي أدركناه أما الرجل المدرك الواعي فيدعى مثقفا أي رجل حاذق فطن والثقافة تكتسب من المناقشة المنتجة والقراءة والكتابة والخطابة قال الشاعر : ( من يعدل الشيخ الرئيس ثقافة / وكتابة وخطابة وحوارا ) والشيخ الرئيس هو ابن سينا الذي برع في كل علم وأدب لذا فهو من المثقفين المبرزين , وهذا يجرنا إلى أن نطح القضية التالية هل أن كل عالم مثقف ؟ والجواب كلا لأن العالم المختص بعلمه فقط يسمى عالما ولا يسمى مثقفا أما ابن سينا الذي برع في كل علم وفن فقد كان عالما ومثقفا في الوقت نفسه لأنه عالم في الطب الذي اشتهر به ومثقفا مطلعا إطلاعا عميقا على الفلسفة والرياضيات والأدب والفقه والقانون ملما بها فهو مثقف والثقافة تأتي عن تدريب وتبصرة كما يقول الشاعر : ( وثقفوهم بتقويم وتبصرة / ثقافة تجعل المعوج معتدلا ) لذا فالعالم مبدع لأنه مبتكر أما المثقف فيأتي بعد العالم كمطلع وأحيانا منظر ( بكسر الظاء ) أما ايهما اسبق الثقافة أم العلم ؟ فعملية التعلم هي اللبنة الأولى في حياة الإنسان فالإنسان يتعلم أولا ثم يتثقف ثانيا والثقافة تأتي أحيانا عن طريق السفر والاحتكاك بالناس وكثرة التجارب في الحياة وتعلم الحوار والمناقشة والإطلاع على الآخر واستيعابه. إن المثقف بالمفهوم المعروف هو كل من يقرأ الكتب وهنا تعددت آراء بعض الأيدلوجيات والاتجاهات الفكرية فينظر المثاليون إلى القراءة على أنها كمال بشري أما البراغماتيون فيرون بالقراءة على أنها يمكن أن تجود للإنسان بالمنفعة أما الوجوديون فيرون بالقراءة حالة للوصول إلى معرفة ماهية وجود الإنسان في الحياة ويمكن أن نجمع هذه الآراء ونقول إن القراءة ـــ وهي البذرة الأولى للثقافة ـــ يمكن أن توصل الإنسان إلى حوار إنساني متكافيء مع أخيه الإنسان هذا إذا كان هذا الإنسان (الآخر) مثقفا والمثقف باللغة العصرية الحديثة هو ذلك الإنسان الذي يستوعب الآخر دون أن يشطب على أفكاره ويجعله هامشيا ملغيا معتقدا أن أفكاره المتوارثة أو المكتسبة أو المقروءة هي الأفكار الصحيحة وغيرها خطأ فالثقافة هي الإطلاع على الأديان والآداب والفنون والفلسفة والإفادة منها ومن الطرح الموجود فيها وقد تجد إنسانا جاهلا يحمل شهادة وقد تجد المثقف بلا شهادة وقد تلتقي الثقافة مع الشهادة.
على الإنسان أن يتثقف ويحمل الثقافة لا ليتفذلك بها في المجالس وإنما لكي تفيده وتشذبه وتعدله لكي يكون( إنسانا ) واضع هذه الكلمة بين قوسين لأنها أصبحت كلمة لا يستحق حملها الكثير من البشر الذين أهلهم ( عدم الإطلاع ) إلى التحكم بمصائر الناس وحياتهم لأنهم يختلفون معهم في الرأي أو المعتقد . ثمة حكمة لشاعر الهند الكبير طاغور هي : ( عندما يكون الأنسان كالحيوان يكون عندئذ أسوا من الحيوان ) فالثقافة تعمل على أنسنة الأنسان وإعادة تشكيله نحو الأفضل لكي يتوصل مع أقرانه إلى التصادق الروحي أما الذين يصرون على إلغاء الآخر فيبقون دائما خارج نطاق التغطية .



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستشهاد الثقافي القضية والراي
- جدلية الأسم والمسمى
- الاستشهاد الثقافي القضية والراي
- السرد في صاحب الاسمال
- نيرون لم يحرق روما مسرحية من مشهد واحد
- اسم الوردة رواية ناجحة لفيلم ناجح
- السيجارة في الادب العربي
- نظرة حول ظاهرة البكاء في الشعر العربي
- استجابة المتلقي للنثعيرة
- نحو مقالة عراقية ساخرة
- هل غادر الشعراء؟
- الغائب عن ذهن الشاعر
- تحذير
- يوتوبيا المعري
- السجن في الرواية العربية المعاصرة
- إشكالية القيادة بين المثقف والجاهل في المنطقة العربية العرا ...
- الأحاجي في الادب العربي
- شكسبير ام شيخ زبير
- المقاهي والأدباء


المزيد.....




- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - خارج نطاق التغطية