أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - محاولات اعتكاف: هو الفيلسوف الراحل كمال جنبلاط أمدّني بكلماتي .














المزيد.....

محاولات اعتكاف: هو الفيلسوف الراحل كمال جنبلاط أمدّني بكلماتي .


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1994 - 2007 / 8 / 1 - 06:14
المحور: الادب والفن
    


اعتمادا على كلماته النورانية في محاولة لبلوغ وطن الذات

1
هذا بمثابة صعود اخر ومحاولة مني لترك الجسد قليلا واللحاق بها إلى اللاوجود ، فإنْ أعتكف الحياة هو أن اعتكف الجحيم الكوني.

كنا اثنتين: أنا وأنا هي, أنا الجسد, أنا هي الروح المقبورة في سراديب هذا الجسد. زادنا هو قناعتنا وقناعتنا أننا لا نملك شيئا مما سنقصده في رحلتنا.

قلت: لا وطن لي.
أخذت يدي إلى المكتبة الكبيرة زودتني ببعض صبر قائلة: ثمة عظماء بيننا.

هو القائل:" لا زمان بدون فكر أو مستقلا عن الفكرـ هو الوطن الحقيقي للإنسان. وما كانت اللغة الواحدة المشتركة إلا الوسيلة والأداة لتعميم هذا الفكر التاريخي ".
السهروردي الذي رفض هيمنة المافيا القبلية على حرية التعبير والروح قال" الوطن هو الخطيئة الأولى".
جزمت وقالت: وطني هو أنا.

سحر إبنة الرابعة تسألني من أنت ؟ قلت لها أنا وطن نفسي.

2

حين اقرأه أمحو ظلماتي واعرف قيمة من لا اعرفهم.
سألتها عن عظمائنا فقضت نحو الشمس تشكو وجعها وجهلي, وجعها وجهلي هما سيان, فقد أرادت إثبات عدم وجودها وسط تقدم حضاري إلى الوراء.
فتحنا حروفه التي تعداها فوجدنا: "ما زال جمهور الناس بل نخبتنا لا يعرفون من هو جلال الدين الرومي وشمس الدين التبريزي وحافظ سعدي وفريد الدين العطار وسواهم الكثير ولا نزال نجهل إنهم قد يكونون أضخم شأنا وأعمق إنسانية ربما من جوته وشكسبير ودانته وسواهم من القمم الغربية".

سحر ابنة الرابعة تسألني عن العظماء فقلت لها: هم من ناضلوا ضد ثورات الجهل وهم من أعدمتهم الإنسانية بجهلها.
3

أملك كل شيء ولا أملك شيئا ً فقد أيقنت أني أجهل أغلب الأشياء.

تعديت الحرف والآلهة والحضارة الروحية. إدراكي أني لن أصل يوما إلى جسر بغداد ، حيث هولاكو احرق الحضارة هناك ، هو بمثابة تمسك اعتراف حزين بأني لن أصل يوما إلى جمع ما حرق.

اعتكاف الجحيم الكوني هو اعتكاف الجسد المادي أيضا ومحاولة تفتيش عن اله يسكنني.
قلت لها: عساني أرسم إلها واقطنه.
قالت: اقرأي فلسفة الحكيم الشرق أوسطي وفلسفة الحكيم المصري القديم والحكيم اليوناني والهندي, فثمة اله يسكنك.
هو القائل:" يكفي أن نعلن وأن نكرر دائما اننا لسنا بعد ذاك بل علينا أن نصبح ذاك الإنسان وأنه علينا أن نفتح أمامنا بابا واسعا باب التنقيب والتفكير وأن نستقطب قوى الحدس والشعور وأن ننكب نسأل أنفسنا على ضوء التاريخ والدين والعلم الحقيقي واختيار التصرف في كل عصر ومكان, واعتمال مسالك الحقيقة الأخيرة..علينا أن نفتش عن الإله المجهول الموجود فينا".

سألتها أن تنتظر عودتي إليها لأمشي بها نحوها فهي لا تمل التفتيش والتنقيب عن المجهول فكيف إذا كان إلها مجهولا فيها.

سحر سألتني ما معنى جملتي: أملك كل شيء ولا أملك شيئا ً ؟
قلت لها: أحد الأشياء التي لا أملكها هو أن أجيب سؤالك هذا.

4

عودتي اليه هي عودتي من عالم أناني. عالم غابت فيه نفوسنا بالسفر إلى ماورائيات نفوسنا, تلك اللاهية عن النور الحقيقي .
عندما أقرأه أتحرر إلى وطن الكمال. أنا أقرأه فأنا قابلة للتجدد.
قلت لها: هناك فروق كثيرة بين الحياة والموت.
قالت لي: تأملي النرجس في فصل الخريف.

هو القائل:"الموت ليس بحد ذاته ذا شأن الا بالنسبة لكثرة من النفوس المريضة المتعامية عن حقيقة الحياة والموت, التي لم تتعرف بعد إلى أن الحياة والموت توأمان مزدوجان فلا حياة بدون موت ولا موت بدون حياة".

سحر ابنة الرابعة عادت إلى حديقتي في بداية الربيع. سألتني عن سر موت النرجس, فتعديت خوفي من الموت لأني أدركت أن حياة النرجس ولدت من موته.



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة لا تعرف التقشف
- المتنبي والكترا المغايرة في تجاوز الاسطورة
- الكاتبة نبال شمس في حوار خاص مع جريدة الحياة الثقافية
- ماري والحجاج بن يوسف الثقفي... علاقة تبحث عن إثبات
- عدت حاملة رأسي
- خوله ونبوة المتنبي
- أطواق_الجزء4
- أطواق_الجزء 3
- أطواق_الجزء2
- أطواق- الجزء 1
- أريد الكتابة, لكني لا اريد ان اصبح قاصة , شاعرة او روائية
- صديقتي والمتنبي
- حمامة, هاوية ونص
- كوني كما أنت
- علميني ما لا تعلمين
- الدخول من النهاية
- محاولات للتعالي عن أناها
- لغة الروح
- رثاء لرجال الثامن من اذار
- هل أنا ميتة فعلا؟؟


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - محاولات اعتكاف: هو الفيلسوف الراحل كمال جنبلاط أمدّني بكلماتي .