علميني ما لا تعلمين

نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1881 - 2007 / 4 / 10 - 11:32
المحور: الادب والفن
    

1
أتذهبين معي إلى السماء, لننثر بقايا الحلم الأبيض؟ هل أستطيع أن أنثر ما لا أملكه, لكنه إصرار يا صديقتي, إصرار فيه قوة, تفوق قوة بقايا نثر الحلم الذي لا نملكه.

2
غريب ما أقول, أليس كذلك؟

لا تقولي: كان لي أمل فيهم, بل قولي ثمة بضع احترام لذاتهم, قد فقدوه.
امضي يا فيروزية العيون, وأعيدي الزمن الذي رسمنا فيه مفتاح الصول متعرجا بين سطور النوتة, فقد كان يشبه ما فقدوه.

3
هل تذكرين ذلك المفتاح, الذي شبهناه أنت وأنت أنا, لخيوط العنكبوت ولم نكن نعلم أن العالم كله يلفه خيط عنكبوت, ألهذا تعاليت عن العالم؟

4
" أكره المجاملات, فهي كذب أبيض", فكيف التقى معي الكره والأبيض؟
"أحب الأبيض فهو لون الطهر", فكيف في عالمنا يلتقي الكذب مع الطهر؟
تضحكين كعادتك, يا متناثرة الشعر, تضحكين على فلسفتي ألتي لم تفكري بها يوما, وهي موجودة بك تحرقك كنبال الشمس, وضعت يدك إذن, على خيط العنكبوت الذي كان في داخلك.

5
عما تبحثين داخلي ؟ تعالي إلى عالمي الورقي,فهناك أنت موجودة بكلمات ابسط دون خيوط, فداخلي مبعثر وأنت لن تفهمي تلك البعثرة. تعالي ونور اللوز يسقط على أجسادنا في صباحات نيسان, تعالي لنقرأ روايتنا على سفح الجليل, نكتب ونمزق مسوداتنا على التراب.

6
هل نعطي الشمس حقا بأن تلامس نصوصنا وأجسادنا وحبرنا؟هل نعطي الحق لأزهار الطيون بأن تتداخل مع حروفنا؟
تعالي لنتحرر من العنكبوت الذي ينسج خيوطه في داخلنا, يلف نصوصنا بإيقاع زمني مادي مبرمج, لك الحق, بل كامل الحق, بإبادة تلك الخيوط, وجمع الشمس المبعثرة من أنحاء روحك, فمنها تتفتح سنابل القمح وتويج اللبلاب.
7
أتذهبين معي إلى السماء لننثر بقايا الحلم الأبيض قبل أن يمتزج بخيوط العنكبوت؟

8
أتعودين معي إلى زمن مضى لنحرر مفتاح الصول من الخيوط التي لففناه بها, ونعيد ترميمه قبل أن يصل الزمان الآتي, ويبقى خيوطا داخل سطور النوتة؟

9
أتعيدين ترميم ذاتك, تعالي وانسجي جدائل من خيوط شمسك وقولي: ثمة بضعة احترام لذاتهم قد فقدوه.

10
علميني ما لا تعلمين, فمن الظلام ندرك حاجتنا إلى النور.ومن خيوط العنكبوت ندرك حاجتنا إلى التحرر.

#نبال_شمس (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل