أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - ثلاثة ذكور من ضلع امرأة














المزيد.....

ثلاثة ذكور من ضلع امرأة


نبال شمس

الحوار المتمدن-العدد: 1842 - 2007 / 3 / 2 - 06:59
المحور: الادب والفن
    


اليوم اقتحمتها جدا. عاندتها. تنفست أنفاسها الباردة. قررت الخروج إليها, لرحمتها وقسوتها, أردت أن أدركها وأدرك أصدقائها. أردت معرفة ماهية ذكورها الثلاثة.
أنثى وثلاثة ذكور؟ لا أريد, أن يذهب قلمي إلى الشذوذ. أريد أن أبقى هنا, أتأملها. أريد أن أكون شقية, وألملم أسرار ذكورها الثلاثة.
الأول: رجل ابيض جميل جدا, هادئ جدا, تعشقه النساء. يحبه الأطفال ويحترمه الرجال. يأتي بلا صوت ويذهب بلا صوت, عنيف بلا ضجة. رجل ساكن, يحب الليل. يهوى الأجساد الباردة, فيلتصق بها التصاقا شديدا, رجل: يكره الأنثى الحارة النارية. يفضل بيضاوات البشرة, الهادئات ,الجميلات ذوات الأطراف الباردة.
الثاني: رجل صاخب يحب الفوضى. لا يحب الهدوء. ينتقل من مكان إلى مكان بسرعة كبيرة. يحب الركض في المنحدرات وسرقة الأشياء من أمكنتها. رجل مشاغب فضولي, يحب الإناث التي تعشق موسيقاه وفوضاه وجنونه. يحب الاقتحامات بكل الطرق, حتى يصل الأجساد المرتعشة.
الثالث: رجل جامد جدا, وجدي جدا وخطير جدا, اللعب معه ممنوع, واللعب عليه فيه متعة جميلة, عصبي المزاج لكنه لا يثور, فترى عصبيته تتجمع به, حتى تأتي أنثى حامية فتكسره وتكسر عصبيته, رجل لا ينكسر بسهولة. يحب الظل جدا ويكره وقع الأقدام وضجيج السيارات.
هؤلاء هم ذكورها الثلاثة, أتساءل كيف تجمع بينهم وكيف تقسم نفسها من اجلهم, ؟ لكنها امرأة مصنوعة من قسوة الطبيعة وجمالها وعنفها. امرأة تحب التحدي. تعايش ثلاثتهم. تمنحهم الحب علنا. جاهزة لرغباتهم في كل وقت تتواجد به. تعرف كل واحد منهم على حدة. تسايرهم وتدللهم وتلبسهم جسدها فروا ابيض يحميهم منها.

معطفي الزهري مبلل بالماء, شعري امتص جنون المطر كله. هذه هي المرة الأولى, التي أكتب والبرد تسلل إلى أعماقي.
هذه هي الأولى التي أكتب فيها وأصابعي ترتعش من البرد.
هذه هي الأولى أكتب بها نصي الأول دون أن أكون مستلقية على فراشي, ربما خوفا على كلماتي من الهروب, أو خوفا من خيانة حبري لي.
خروجي إلى هناك كان ممزوجا بالجون ، فنسياني المتعمد لمظلتي هو كرها مني للعادي الذي يلازمني, فأنا أحب غير العادي, أحب طقوسه وجنونه, أحب قدرته على تحرري من ذاتي, فمظلتي مكسورة الأضلاع ،أنثى قويه أمام همجية الريح, تحب المغازلة جدا وتجيدها بدهاء كبير.
خرجت لأرى تلك المرأة, لأكتشفها وأحدثها, رغم إنها مكشوفة السر, الكل ينتظرها وعندما تأتي فارعة يحتمون منها, هل السبب يعود لذكورها الثلاثة؟أم لأنها امرأة لا تقمع.؟
أغبية أنا جدا ام ان بداخلي شيئا من الغباء, اكتشفته اليوم عندما زلزلت تلك المرأة أعماقي وكادت تكسر عظامي, ربما ظنت إني أتيت لأساومها على أنوثتها. خرجت لأتحسس شعرها الهارب مع الريح. خرجت لأجد إجابات على أسئلتي, لكني كنت كمن يحدث نفسه إجابة على استطلاعاتي.
امرأة صمتها مسكون بعنفها وصوتها مطرز بلآلئ البرق, المشي هذا الصباح إليها كان رغبة مني في اكتشاف رهبتها, فهي تحمل بين راحتيها أقسى الرجال وأجملهم.
المشي إليها رغبة مني في اكتشاف سرها الذي جرى في شراييني وحواسي.
رجعت إلى حجرتي الباردة الملم حساسيتي للبرد والصقيع, لكنه الجنون الطفو لي الذي سكنني منذ صغري وممارسة استطلاعات مؤجلة من زمن بعيد أو ربما تحريرا لتلك العاصفة الموجودة داخلي.
عدت وما زالت تلاحقني وتطرق على شبابيكي, وتخترق الستائر.
عدت وما زالت تلاحقني مع رجلها الثاني, المجنون, المتهور, الفوضوي المخترق للأشياء كما أخترق معطفي وصب جنونه على شعري.
لم أتنازل على جنوني, استطلاعاتي ورغباتي, لكني سأدون في سطوري جنونها وتمردها الذي يحيل النار ماء. تمردها الذي يثير المحيط, ليمارس الحب مع الريح..
لما لا تصمتين قليلا يا صديقتي, كي أعيد صوابي؟ أمس كنت صامتة, صمتك كان منسوخا من ثلجك الأبيض عندما نثرته على مدينتي في النصف الآخر من الليل, كنت تشتعلين بنور ابيض وتنسجين بصمتك ردائك الجميل المحتشم|. فلماذا لا تصمتين هذه الليلة.؟
سأدون في سطوري سرك المكشوف, وسأكتب: من ضلعك, ولد ثلاثة رجال.
أيتها العاصفة
أيتها الأنثى الجميلة
أيتها المرأة القاسية المجنونة
أيتها العاصفة التي تجتاح بلادي
هل تأخذين مطرك المجنون وترحلين عني قليلا؟ أريد أن أتابع كتابة نصي..



#نبال_شمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشرة رسائل قصيرة, وثرثرة نسائية غير محمودة
- تداخلات وانتظارات
- جاك، جوليبير وحمار جحا
- سر -الجمعية لحماية الحمير-
- محاولة في نسيج كرة مجنونة
- طلابي وتجاوز رشاش الدم
- كفوا عن قتل الاطفال..صرخة بعيدة من انسانة قريبة
- كفوا عن قتل الأطفال - صرخة بعيدة من إنسانة قريبة
- أحذية ومقامات
- العودة من ارض النور
- كيف سأعاقب أمي؟
- برؤية مغايرة -Remorse-
- وجوهي التسعة
- رسائل إلى شخص ليس هو , الى برجر سلاين
- تقمص كائن شتوي
- ريتا
- فراشه مجنونة
- بانتظار الصياد
- طيف ريمورا
- نجيب محفوظ : كفرنا بك مرتين


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبال شمس - ثلاثة ذكور من ضلع امرأة