التصور الذاتي,مشكلة الآخر_ثرثرة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1990 - 2007 / 7 / 28 - 08:05
المحور: الادب والفن
    

في غياب عمل مستقرّ وأدوار محدّدة(تحقق شروط المصداقية المشتركة), يتعذّر بناء تصوّر ذاتي متوازن مع الصورة الشخصية, كما تظهر من الخارج عبر الموقع الاجتماعي_الثقافي. المثيرات العشوائية تولّد الاضطراب في التلقي والاستجابة_تتردد وتتواتر في تعبيرات الحيرة والقلق,ليسود تعدد المعايير وتناقضها الصارخ أحيانا, لشخص حائر أمام شظايا مرآته الداخلية وصورها المروّعة,وقسوة الخارج وجموده...قطرة ماء تسقط فوق المحيط, داخلها صرخة, تعكس فزع إنساني, ساقط بسرعة هائلة إلى العدم.
المعجم الموسوعي لعلم النفس يعرّف المرض: انحراف في الصحّة ناجم عن عجز العضوية عن أن تقاوم عدوانا خارجيا(ميكروبي, رضّي,سمّي...) وتعيد التوازن المفقود, أو عن أن تحلّ نزاعا سيكولوجيا. حالة المرض بالنسبة للإنسان السوي, وضع جديد يجد نفسه فيه يواجه الألم فجأة, والعجز والموت.
*
كيف تبني تصّورك الذاتي المناسب, والملائم لشروط البيئة المتغيّرة والخارجة كليا عن إرادتك, وقدرتك على التأثير...وحتى التعديل الجزئي والبسيط!؟
كيف تحقق التوازن الضروري, أو تستعيده, لا فرق إن استحال ذلك...!
....يكمل المعجم الموسوعي وصف حالة المرض والمريض....إن عليه, من الآن فصاعدا, أن يحتاز الشعور بالعمل الوظائفي لأعضائه التي لم يكن يستشعر وجودها حينئذ وأن يعنى بجسمه, الذي أراد أن يستمرّ في اعتقاده أنه منيع على المرض. فالمرض يذكّرنا بالواقع أو كما كان مين دوبيران(1766_1824) يلاحظ في يومياته الحميمة:
إذا كانت الصحّة تلقينا إلى الخارج, فالمرض يعيدنا على ذواتنا.
...في هذه المرحلة يعود الآخر صورة للذات, وأصل يستحيل الفكاك منه.
.
.
يبتعد الأصدقاء غالبا عن المريض لأنه أقلّ فاعلية ولأن مرضه يجعلهم قلقين, وهو نفسه يسهم بموقفه إلى أن تنقطع العلاقات, بحيث أنه يسقط في النسيان تدريجيا.
.
.
مفهوم المرض المقبول في علم النفس والاجتماع على حد سواء(توجد مجتمعات مريضة), مستقل عن معايير الطب النفسي أو المعايير النموذجية. إنه(مفهوم المرض) لا يعبّر عن حكم قيمة ولكنه يشرح ضروب الخلل الوظائفي المتنامية, ووجود"حلقة مفرغة", ويبدو الأمر على النحو نفسه عندما يكون,كل ما نفعله لبلوغ هدف محدد,يبعدنا عنه في الواقع إبعادا لا نهاية له.
وكلما بحث الفرد أو المجتمع عن الإفلات من "الدارة المغلقة", غاصا فيها, وتلك هي حالة العصابي, وتلك كانت إسبارطة أو ألمانيا النازية.
ينهي المعجم الموسوعي شرحه لحالة المرض الفردي والاجتماعي, ويبدأ عقلي ومشاعري....الأسئلة والتساؤلات والشجون....
ماذا عن.....بلاد العرب أو طاني
من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن
إلى مصر فتطوان.....
.
.
أخبرونا أنهم تعساء
ماذا عنهم
الغد لا يأتي.
*
بدأت بتصوّر عن مادة"التصوّر الذاتي" وانتهيت بشكل مفاجئ لم يخطر على بالي.
بعدما تأخرت في الاستيقاظ, وبدأت الزحمة على سرافيس جبلة, ورفض رفيقي حسن الخروج في عزّ الحرّ, وافقت أخيرا على الانتظار حتى المساء, وإلى بيت ياشوط مع البرودة المسائية.
بالمصادفة قرأت فقرة"المرض" في المعجم الموسوعي لعلم النفس, ووجدت فيها ما يوضح ويؤلم...لا بأس...سأعود لاحقا لفكرة(التصوّر الذاتي ومشكلة الآخر)...والآن أعدّ أغراضي.... إلى بيت ياشوط,حيث, المرض يشمل الشجر والصخور والهواء, لكنها الحياة مرةّ لا غير.

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل