أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق السويراوي - ولادة














المزيد.....

ولادة


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 05:20
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة :
السيارة البيضاء توقفت للتو بالقرب من باب البيت الخارجي ,وقد إنعكس على سطح زجاجتها الأمامية , قرص شمس الصباح , فبدا كمصباح شديد التوهج .فتح السائق الباب , وما
إنْ ترجّل حتى خرجت ثلاث نسوة من البيت وهنّ متلفعات بعباءاتهنّ . همّ السائق بالتوجه صوب النسوة ثم فتح الباب الخلفي للسيارة . خطواته كانت رتيبة جدا , غير أنّ إلتفاتة لاحت منه نحو المرأة التي كاد جنبها الأيسر يلامس باب السيارة الخلفي , وقد أمسكت بيدها اليمنى صرة للملابس , فيما أسندتْ جاهدة بيدها الأخرى , ظهر الفتاة التي تتوسطهنّ , أمّا المرأة الثالثة فكانت هي الأخرى تسعى لإسناد الفتاة من الخلف . وعندما التقت نظراته بنظرات المرأة الممسكة بالصرة , خمّن مع نفسه أنها تودّ لو أنّه أعانها بأخذ صرة الملابس , وفعلاّ عمل بما خمّنه فتناول الصرة منها . كانت الفتاة تتلوى من الألم , ولفرط شدّته انطبعت سحنة صفراء على وجهها الذي أخذ العرق يتصبب منه بالرغم من عدم إشتداد حرارة الجو . وبين اللحظة والأخرى ,كانت تزمّ شفتيها بقوة فبان الذبول عليهما جلياً , ولكي تخفّف من وطأة الألم الذي يعتصرها , كانت تضع يديها أسفل بطنها المندلق أمامها , والذي لم تخف عباءتها إنتفاخه الواضح , حتى أنّ السائق ضحك في سرّه من التشابه الكبير , بين تكوّر وإنتفاخ بطنها , وبين صرة الملابس التي وضعها في هذه اللحظة فوق المقعد الأمامي للسيارة . حركة الناس في الزقاق ما زالت متسمة بالهدوء , فالصباح ما زال في أوّله , أمّا النسوة الثلاث فقد تهالكن بأجسادهن فوق المقعد الخلفي لتنطلق السيارة ولكن على غير عجل .....في المساء , وقبيل أنْ تشتدّ جحافل ظلمة الغروب , توقفت سيارة سوداء حيث الباب الخارجي للبيت , فترجّلت منها إمرأتان ولكن ببطء خالطه تعب بدا واضحا عليهما . إحداهنّ كانت تحتضن بباطن كفّيها , رضيعاً كان يبدّد بصراخه سكون الغروب , فيما كانت المرأة الأخرى تمسك بلامبالاة بصرّة الملابس التي بدت أصغر حجما عمّا كانت عليه صباحا . صراخ الرضيع ما زال يتواصل دون إنقطاع فيما همّت المرأتان بالدخول في البيت . بدأت في هذه الأثناء , تتوافد باتجاه البيت , بعض نسوة الزقاق مع عدد من الرجال .أنصرف السائق بسيارته لكن عويلاً بدأ يتعالى تدريجياً من داخل الدار , ليطغى على صراخ الرضيع الذي ُلفّ بقطعة قماش قارب لونها , لون بشرة وجه الرضيع .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من نهاية لمظاهر العنف في العراق؟؟
- قصة قصيرة : شريط الباراسيتول
- صحيفة الصباح في ذكرى الصدور: مزيدا من الكلمة الهادفة
- قصة قصيرة : شريط الباراسيتول
- الكتلة الصدرية تخوّل المالكي إختيار الوزراء وفقا للكفاءة وال ...
- قصة قصيرة:موكبان
- الأسلام والديمقراطية :توافق أم تقاطع؟؟
- المخبول : قصّة قصيرة
- النخب السياسية العراقية :وحرية التعبير عن الرأي
- لجنة بيكر :والملف الأمني العراقي
- الحالة العراقية : من يقود من؟ السياسة أم الأحداث ؟
- تساؤلات عن مصير لجان التحقيق الحكومية
- أمنيات ليستْ مستحيلة
- الراي العام العراقي بين الولاء للنخبة وسخونة الاحداث
- مجلة ( مدارك) في عددها الثاني
- ازمة المجتمع العربي في رؤية الدكتور برهان غليون
- قصّة قصيرة - صور جامدة
- (مقاربة فكرية بين( د. سميرأمين ) و( د. برهان غليون
- قراءة في مفهوم الأرهاب
- ( ليْلتان )


المزيد.....




- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرزاق السويراوي - ولادة