أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرزاق السويراوي - الأسلام والديمقراطية :توافق أم تقاطع؟؟














المزيد.....

الأسلام والديمقراطية :توافق أم تقاطع؟؟


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1860 - 2007 / 3 / 20 - 12:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثرت في السنوات الأخيرة , التنظيرات والكتابات التي تتناول الديمقراطية من منظور إسلامي , أو الإسلامية من منظور ديمقراطي . وما يمكن ملاحظته في مجمل هذه الكتابات التي يتبنّاها هذا الكاتب أو ذاك , أنّها تأتي في الغالب منسجمة مع رؤى كتّابها وتتركز كما قلنا على الوجه الديمقراطي في الأسلام , أو كما يسميها البعض بالاسلام الديمقراطي , وهذا الموضوع في الواقع ثري جدا في مضامينه تماما كثراء المفهوم الديمقراطي ذاته. فمن قائل , لا يرى أيّ تعارض أو تقاطع بين المفهوم الديمقراطي العام , وبين تعاليم الدين الإسلامي كتشريع سماوي . وقائل آخر يقف بالضد من هذا الراي أو هذا الخطاب , بحيث يرى هذا الطرح غريبا بل دخيلا على الاسلام , منطلقا في ذلك من أنّ الديمقراطية انما نِشأت في الغرب المسيحي , وما يصدر من الغرب المسيحي لا يصحّ الأخذ به , كونه يتقاطع في كثير من الجوانب مع بعض التشريعات الاسلامية , فضلا عن أنّ الدساتير الغربية في نظر هذه الشريحة هي دساتير وضعية تستند في روحيتها ومضامينها على مبتكرات الإنسان , ولأن الأنسان وفقا للرسالات السماوية , ليس معصوما من الخطأ , وعرضة لإرتكاب الاخطاء , فأن عدم العصمة هذه , تنسحب حتما على ما يقوم به من تشريعات من حيث خضوعها الى الخطأ والصواب , بخلاف ما يصدر من السماء من احكام وتشريعات معصومة عن الخطأ . وما بين هاتين الشريحتين , أي الشريحة التي تجد في الاسلام جوانب تلتقي من حيث المبدأ وفي اطرها العامة مع الافق الديمقراطي , والشريحة الأخرى التي ترى العكس من ذلك أو لا تجوّز المقاربة مع الدساتير والنظم الوضعية مهما اختلفت تسمياتها , هناك شريحة اخرى تحاول الذهاب الى أكثر مما تقول به الشريحة الاولى , حيث تسعى الى إيجاد جملة من المقاربات أو المشتركات ما بين المنظور الاسلامي لحرية وحقوق الانسان , وما بين النظم الديمقراطية .
في الواقع أنّ وقفة متأنية لبعض ما يطرح من رؤى في هذا المجال , نجد فيه خلطا واضحا في بعض المفاهيم لا يخلو من تعسف في التنظير سببه فيما اعتقد الرؤية السطحية التي صيّرها البعض معيارا يقيس به ليس التعاليم الاسلامية فحسب وانما يتعداها الى مجموع القيم والمفاهيم الديمقراطية كممارسة وسلوك حضاري .لكن هذا لا يعدم قوة الاستدلال والاستنتاج في بعض الطروحات القابلة للحوار والبحث , من قبيل الرأي الذي يذهب الى ان الاسلام سبق الغرب في تأكيده على أمر الشورى التي يعتبرها البعض , أنها من أرقى ما جاء به الاسلام في امور الرعية وبذلك يكون الاسلام قد سبق الغرب بمدى زمني كبير في مضمار الكشف والتأسيس لمبادئ الديمقراطية . رؤية اخرى لا تعتقد بصحة الربط بين الديمقراطية والاسلام كتشريع سماوي . ولكن في قبال هاتين الرؤيتين , هناك من يذهب بخطابه المتطرف بحيث لا يرى في الاسلام اكثرمن قائمة للممنوعات والمحظورات المتأتية من التأويلات الجامدة للنصوص التي هي , واعني النصوص , بالتأكيد بعيدة عن الجوهر الحقيقي لمضامين الاسلام كرسالة سماوية تدعو الى نبذ استعباد البشرية وقد ولدتهم امهاتهم احرارا . ونرى ايضا في هذه الشريحة , انها بدلا من أن تتجه بحربها ضد السلوك الاستبدادي لأنظمة الحكم الجائرة والتي تنتهك حرية الفرد وتتجاوز على حقوقه , لا ترى غريما لها تناصبه العداء غير الاسلام . وغير خاف بالطبع ان مثل هذه الخطابات التي تبحث عن فجوة بين التعاليم الاسلامية من جهة وبين السلوك الديمقراطي من جهة اخرى ليس من ورائها إلاّ فئة ارتبطت مصالحها الضيقة بهكذا توجهات وقد تكون هي ذاتها ضحية افكارها المنغلقة على ذاتها , وإلاّ فأن الاسلام هو اوسع من انْ يُؤدلج بأطر ضيقة تتحكم فيها مصالح حفنة من السياسيين فضلا عن عدم المنافاة بين تطلعات الانسان الى مجموعة من النظم التي تأخذ بيده الى الفضاء الارحب للحرية والعدل والمساواة وبين تعاليم سماوية لا يشوبها مكر الساسة وألاعيبهم والتي تأخذ هي الاخرى بيد الانسان ايضا جنبا الى جنب مع التوجه الديمقراطي الحقيقي لينهل من المشارب الروحية والاخلاقية الصافية , ولكن أنّى للطواغيت والمستبدين من أنْ يتركوا البشرية تبحث عن خلاصها من مخالب وانياب الوحوش المفترسة .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخبول : قصّة قصيرة
- النخب السياسية العراقية :وحرية التعبير عن الرأي
- لجنة بيكر :والملف الأمني العراقي
- الحالة العراقية : من يقود من؟ السياسة أم الأحداث ؟
- تساؤلات عن مصير لجان التحقيق الحكومية
- أمنيات ليستْ مستحيلة
- الراي العام العراقي بين الولاء للنخبة وسخونة الاحداث
- مجلة ( مدارك) في عددها الثاني
- ازمة المجتمع العربي في رؤية الدكتور برهان غليون
- قصّة قصيرة - صور جامدة
- (مقاربة فكرية بين( د. سميرأمين ) و( د. برهان غليون
- قراءة في مفهوم الأرهاب
- ( ليْلتان )


المزيد.....




- الاحتلال يطرح 6 عطاءات لبناء أكثر من 4 آلاف وحدة استعمارية ف ...
- نصرة الفلسطينيين فريضة لا يجوز التهاون فيها.. ما هي توصيات م ...
- لماذا انتقد الداعية الكويتي سالم الطويل المذهب الإباضي ومفتي ...
- واشنطن تضيق الخناق.. -الإخوان- في مرمى التصنيف الإرهابي
- سالم الطويل.. فصل الداعية الكويتي بعد تهجمه على المذهب الإبا ...
- سفير إسرائيل في بروكسل: التكتل سيخسر إذا عاقبنا بسبب غزة ولم ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال ...
- الأردن.. توقيف أشخاص على صلة بجماعة الإخوان المحظورة
- روبيو: نعمل على تصنيف -الإخوان- كتنظيم إرهابي
- روبيو: الولايات المتحدة في طور تصنيف جماعة الإخوان منظمة إره ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرزاق السويراوي - الأسلام والديمقراطية :توافق أم تقاطع؟؟