أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - الحالة العراقية : من يقود من؟ السياسة أم الأحداث ؟














المزيد.....

الحالة العراقية : من يقود من؟ السياسة أم الأحداث ؟


عبد الرزاق السويراوي

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



السياسة التي نعرّفها دوما بأنها فن الممكن , شأنها شأن أيّ نشاط آخر يقوم به الإنسان . فهي تؤثر وتتأثر بما يحيط بها من العوامل , وخاصة عامل الزمان والمكان . وفي قبال ذلك , فأنّ هناك بعض الأحداث التي تتمخض كنتيجة لتفاعل العامل السياسي مع بعض المستجدات التي ترافق النشاط السياسي , على أن هذا الأمر لا يعني بالضرورة أن كل الأحداث ترتبط دائما بالعامل السياسي وإنْ كانت السمة الغالبة على الأحداث أنها ترافق عادة بعض النشاطات السياسية . وما يعنينا هنا هو تلك الأحداث التي تكون وليدة لبعض الممارسات السياسية التي ترتهن بشكل أو بآخر بحركة المسار الذي يتبنّاه القائمون بهذا الدور أو ذاك , والذي يتسم بالصبغة السياسية أكثر من أي نشاط آخر . ولنقف الآن ولو إجمالاً على عملية التفاعل التي تتم , بين التحرك السياسي وما يتمخض عنه من أحداث تصل أحيانا حدا من التأزم , وصولا الى معرفة : مَنْ يقود مَنْ ؟ السياسة هي التي تمسك بزمام الأمور وتحرك الأحداث ؟ أمْ أنّ الأحداث عصية على المطاوعة لرجالات السياسة بحيث يتمكنوا من إخماد هيجان الأحداث لتصبح أدوات فاعلة من أجل تحقيق ما تطرحه ـ السياسة ـ من معالجات وحلول .. وقبل ذلك يجدر بنا القول الى أن تناول الجانب السياسي بمعزل عن الجوانب الأخرى قد لا يتيح فرصة للمعالجة وبما يتناسب مع حجم إستحقاقات الموضوع , لكن هذا القول لا يعني عدم التمكن في ضوء الحالة العراقية الراهنة من مناقشة التأثير المتبادل , بين السياسة من جهة والأحداث الجارية من جهة أخرى ,أو بصياغة اخرى مَنْ يقود مَنْ السياسة أمْ الأحداث كما عبرنا آنفاً ؟
من الواضح تماما أنّ التيارات السياسية الفاعلة في العراق لا تنهل من مشرب واحد من حيث الخطاب السياسي , فهناك مثلا التيار اليساري والتيار الديمقراطي الذي تتعدد رؤاه , وهناك أيضا التيارات الأسلامية , وهذه ايضا تتباين في خطابها ورؤيتها السياسية , وجميع هذه التيارات تتسلم الآن جميع المهام الرسمية للدولة رغم التفاوت في حجم المسؤوليات التي بيدها , حيث أنّ البعض منها يتسلم المراكز الأولى في سلّم مناصب الدولة , وبالرغم من أنّ هناك بعض القواسم المشتركة لهذه الكتل السياسية والتي من الممكن الأستفادة منها في بناء أساس رصين للحراك السياسي , إلاّ أنّ هذا الأمر وكما أثبته الواقع , لم يُستغل بما يحقق الشروع لبناء هيكل متماسك لآجهزة الدولة , فكانت النتيجة في الغالب ومع الأسف , أنْ سارت هذه التعددية في بعض منعطفاتها بالأتجاه الذي ساهم بإيجاد الكثير من الفجوات التي باتت تشكل مصدر قلق للشارع العراقي , الأمر الذي إنعكس سلبا بحيث تمخض عنه حالة من التشظي السياسي بدلا من الإندماج أو التقارب ولو في مستوياته الدنيا , بحيث بدأت تبرز على الساحة السياسية العراقية وكنتيجة لما ذكرنا , مجموعة من الأحداث التي تعبر عن حالة من التشظي الذي لا مبرر له إطلاقا وقد لا نبالغ إذا ما قلنا أن بعض هذه الأحداث وصلت حدا ربما يصعب السيطرة عليه كونها تجاوزت في حجمها الحد المألوف , كما هو الحال عليه بخصوص أعمال الإرهاب التي أستفحلت والتي إذا ما إستقرأناها بشكل موضوعي نجد أن حالة التشظي السياسي للتيارات السياسية قد ساهمت بشكل أو بآخر حتى وان كان عفويا , في تأجيج بعض حالات الأرهاب , الأمر الذي يعني أيضا أنّ بعض هذه الأحداث باتت في بعض جوانبها هي التي تتحكم أحيانا بزمام العامل السياسي بحيث يجد السياسي نفسه أمام أحداث تفقده بعض الخيارات الإيجابية والمطلوبة والتي يسعى الى التمسك بها بغية التحكم في مسار الأحداث , إذن , إذا شأنا الدقة نستطيع القول , بأنّه على الرغم من أن العامل السياسي في الوقت الذي بإمكانه قيادة مسار الأحداث وتوجيهها ’ فأن بعض الأحداث خرجت عن طوع قبضة القائد السياسي حتى وإنْ كان هذا الخروج مرحليا , ولكن يبقى التأكيد ضروريا على أن الكتل السياسية العراقية إذا ما أصرّت على العمل بما هو متاح لديها من القواسم المشتركة , فأنها ستمسك حتما بخيوط الأحداث مهما كبرت , والتحكم بها خدمة للعراق وشعبه .



#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤلات عن مصير لجان التحقيق الحكومية
- أمنيات ليستْ مستحيلة
- الراي العام العراقي بين الولاء للنخبة وسخونة الاحداث
- مجلة ( مدارك) في عددها الثاني
- ازمة المجتمع العربي في رؤية الدكتور برهان غليون
- قصّة قصيرة - صور جامدة
- (مقاربة فكرية بين( د. سميرأمين ) و( د. برهان غليون
- قراءة في مفهوم الأرهاب
- ( ليْلتان )


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق السويراوي - الحالة العراقية : من يقود من؟ السياسة أم الأحداث ؟