أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - شخصيات غير عادية














المزيد.....

شخصيات غير عادية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 05:49
المحور: الادب والفن
    


حياة الفنانين والمبدعين ليست حياة عادية بل هي حياة تتسم أحيانا بالغموض وأحيانا بالتعب والإرهاق والفنان والمبدع هو بالأصل شخصية ليست عادية وهذا ما يجعل من بعض المبدعين شخصيات غير سوية على الإطلاق فتفكير المبدع هو أصلا تفكير غير عادي.
وإذا كانت حياة المبدعين حياة عادية تتغير قيمة إبداعهم ويفقدون قدرتهم على الإبداع كلما تساوو في حياتهم العادية والإبداعية مع باقي الناس والبشر .
فالمبدع بالإصل غير عادي ولا يمكن لمبدع أن تكون حياته عادية فطفولة المبدعين طفولة غير عادية وكذلك سلوكهم وهم في ريعان الصبى سلوك أيضا غير عادي وغير طبيعي على الإطلاق فكل السير الذاتية والتي قرأناها عن المبدعين والمثقفين تثبت أنهم شخصيات غير عادية على الإطلاق فلا توجد سيرة ذاتية لمبدع أو مفكر إلا وكانت حياته غير طبيعية منذ بدىء الخليقة والقلم وإنتهاءا بالعصر الحالي حتى كتاب هذه الأعمدة ومحرريها في الحوار المتمدن فحياة المبدعين هي رغبة عارمة بملىء الحياة بإبداعات فكرية على خلاف ما يملؤها الناس العاديين.
وبصراحة :أصحاب القلوب الكبيرة يموتون بأتفه الأسباب وهم على درجة عالية من الحساسية والحس والعاطفة والحب والحنان لذلك الفنانون غالبا ما يتأثرون بإبداعات غيرهم ويحسون بها أحيانا أكثر من كاتبيها وهم يوضفون كل شيء لخدمة إحساسهم :للزهرة وهي تتفتح على مهل ولحبات المطر ويخلق المبدعون من الأشياء العادية أشياء غير عادية وبدون أ، أشير إلى أسماء كتاب الحوار المتمدن ومحرريي صفحاتها فهم جميعا يخلقون أشياء غير عادية ومبهمة وأحيانا صراحتمه تجرحهم هم أنفسهم قبل أن تجرح قارئيها.

دعونا نلتمس الحياة في حركة اليدين وهي تتسلق عبر الصفحات وترسم أشياء تجريدية وأخرى تكعيبية وأحيانا رمزية وكل شيء في حياة المبدعين غير عادي .

لذلك كانت حياة المبدعين تنتهي بالتضحية من أجل الآخرين وذلك حين نبدأ بالتأمل قليلا في تضحياتهم وهم مقبلون على الموت كما يقبل الإنسان العادي على الحياة وكيف يضحي المبدعين بأرواحهم وهم راضون عن ذلك من أجل فكرة أو مبدأ ما أو غير ذلك .

إذن :حياة المبدع وسلوكه الجوهري والسطحي هو سلوك غير عادي ودرجة إحساس المبدع هي أكثر وأكبر من درجة إحساس الإنسان العادي ويظهر ذلك من خلال الأعمال التي مازالت إلى اليوم تؤثر بنا من قصائد ولوحات فنية وموسيقا ولو كانت درجة إحساس المبدع تتقارب مع درجة الإنسان العادي وإحساسه ومشاعره لما أصبح الإنسان المبدع مبدعا .
والإنسان المبدع يختلف في إسلوب تفكيره عن مستوى تفكير الإنسان العادي ولو تطابقت مستويات التفكير عند المبدع مع الإنسان العادي لإستحالت العملية الإبداعية .
وإبداع الإنسان المثقف يختلف عن المثقف العادي كل الإختلاف فليس من الواجب أو اللازم أن يكون الإنسان المثقف مبدعا فمعظم المثقفين لا يقدمون عملا إضافيا لإبداعهم وغالبيتهم مقلدين والتقليد كما يقول :توينبي:هدم للشخصية وليس فنا .
إن المبدع صفة من صفات الله في كافة الأديان السماوية لأن الله حسب تعريف الدين له في كل يوم يخلق شكلا ولونا جديدا ويبدع الكون أي يخلقه .
والإنسان المبدع في كل يوم يخلق أشكالا جديدة من التعبير والحب والإلهام فالغزل في المرأة والذي يبتكره الشعراء والأدباء ما زال في كل يوم يخلق من الأنثى شكلا جديدا ولونا جديدا كل ذلك مرتبط بالتجربة الشعورية والتي تختلف مبدئيا من مبدع إلى مبدع آخر .
إن المبدع فيلسوف يضطلع بعمل إضافي مثله في ذلك الفرق بين الفيلسوف المؤرخ والمؤرخ العادي وبعبارة أوضح :المثقف في غالب الأحيان لايقدم عملا إضافيا أما المبدع المثقف فإنه يقدم إضافة إلى ثقافته عملا إضافيا من صنعه هو أي:من صنع أوهامه وخيالاته ووسواسه.

وأوهام المثقف هي أوهام فصامية فالمثقف المبدع يعيش حياة من الشيزيفرونيا الفصامية وهو لا يبخل عن تقديم أي شيء يمتلكه من ثقافة وإبداع.
وأريد أن أشير هنا إلى الفنان :فان كوخ:
وولد فان كوخ:1853 ومات سنة 1890 ويلفظ إسمه بالهولندية : فنست.
وقد عاش قصة حب مؤلمة وجارحة مع المعشوقة التي كان يعشقها من طرف واحد وكان يسألها دائما أن تحبه وكان يقول لها أستطيع تقديم أي شيء من أجلها ولكنها خذلته وعاش بعدها معلما وبأجر زهيد ثم واعظا وقسيسا ومن ثم وصلت به إبداعاته وسلوكه إلى مستشفى المجاذيب وقد أطلق على نفسه الرصاص وهو في ريعان شبابه عن عمر يناهز ال 36 سنة قضاها في أحلام اليقضة التي لم تصبح حقيقة وقبل وفاته أعجبت سيدة بأذنه فقطعها وقدمها لها وما أن رأتها حتى أغمى عليها :
وهذه نيذة عن مبدع إنساني لا يبخل على الناس حتى بأعضائه الجسدية.
فالمبدع شخصية غير عادية على الإطلاق ولو كان المبدعون شخصيات عادية تحس بما تحس به الناس وتشعر بما تشعر به الناس لإستحال عملهم الإبداعي حقا فالمبعون يشعرون بالناس وقضاياهم أكثر منهم :أي من الناس العاديين

وسألوا فان كوخ :من هو أعظم فنان في العالم ؟
فأجاب:الإنسان ....الإنسان الذي يفكر بقلبه,فينعكس تفكيره هذا على وجهه وتصرفاته وطريقة معاملته الناس.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان: حيوان بن حيوان
- طز بالأقلام الجاهزة
- الطاغية :صلاح الدين الأيوبي
- المثقف السياسي
- عبادة الله
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة


المزيد.....




- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جهاد علاونه - شخصيات غير عادية