حسين فوزي توفيق قاتل رستم حيدر يوم 18 كانون الثاني -يناير سنة 1940
ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن
-
العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 15:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
وكما ترون الى جانب هذه السطور ومن الجهة اليسرى ، صورة لحسين فوزي توفيق ، وهو من اغتال وزير المالية العراقي رستم حيدر(الاول من يمين الصورة) .
وفي تاريخ العراق السياسي الحديث ، حوادث لإغتيالات سياسية عديدة منها حادثة اغتيال رستم حيدر وزير المالية العراقي في يوم 18 كانون الثاني 1940 وقبلها بثلاث سنين اغتيل الفريق الركن بكر صدقي قائدانقلاب 29 تشرين الاول 1936 في الموصل سنة 1937 . وحسين فوزي توفيق من مواليد سنة 1912 كان يعمل مفوض شرطة ويقال انه فصل من وظيفته مفوضا للشرطة في مدينة الرمادي -محافظة الانبار حاليا بسبب عدم التزامه بالدوام .وعندما تزوج وانجب اطفالا شعر بحاجته الى الوظيفة بعد ان مرت عليه ظروف صعبة وهو رجل عصبي المزاج وكان عمره عندما اغتال رستم حيدر (29) وقيل انه اراد الانتحار اكثر من مرة بسبب ضنك المعيشة .
للكاتب والصحفي الاستاذ حمزة مصطفى مقالة جميلة في مجلة ( آفاق عربية) عدد كانون الاول 1987 بعنوان ( لماذا اغتيل رستم حيدر ؟ ) .
ورستم حيدر لمن لايعرفه من ابناء الجيل الحاضر من اسرة بعلبكية لبنانية معروفة .مثقف ثقافة رفيعة المستوى ، وقد التحق بالثورة العربية الكبرى 1916 وهو من خريجي المعاهد العثمانية والفرنسية وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة كان سكرتيرا للملك فيصل الاول .عمل رئيسا للديوان الملكي في 26 تشرين الثاني سنة 1934 وكان وزيرا للاقتصاد والموصلات ثم وزيرا للمالية حتى مصرعه وهو غير متزوج .
الاستاذ حمزة مصطفى ، التقى شخصيتين لهما معرفة برستم حيدر هما الاستاذ جميل الاورفلي حاكم التحقيق والثاني نجل القاتل علاء حسين فوزي توفيق .ولرستم حيدر مذكرات منشورة . والعقيد الركن صلاح الدين الصباغ في كتابه (فرسان العروبة في العراق ) اتهم الانكليز انهم كانوا وراء اغتيال رستم حيدر لتوجهه العروبي القومي ، وطبيب الاسرة المالكة سندرسن يقول كان اغتياله يمثل كارثة بالنسبة لنوري السعيد وناجي شوكت يقول وهورئيس وزراء عراقي سابق : ان رستم حيدر كان من خصوم نوري السعيد واراد تصفيته لكي لاينافسه على الزعامة على العموم ادعوكم لقراءة مقال الاستاذ حمزة مصطفى ؛ فقصة اغتيال رستم حيدر لم تحسم بعد فمقتل رستم حيدر اثارت ردود فعل في كواليس السياسة العراقية المعاصرة .هل فصل القاتل من الوظيفة هو وراء الاغتيال ؟ هل استغلت ظروفه المالية لكي يُدفع لتنفيذ الاغتيال . القاتل سلم نفسه وهو في حالة يأس شديد وعدم التزامه بالوظيفة يعود الى انه كان مخطوبا ويضطر للمجيء الى بغداد لكي يلتقي خطيبته وقيل انه كان نازيا يحب هتلر ووجدت صورة لهتلر في داره وان رستم حيدر قال قبل ان يلفظ انفاسه ان القاتل كان مدفوعا من قبل جهة لم يحدهها ، ووصية القاتل تؤكد ان احدا لم يحرضه لكنه كان يعد نفسه مظلوما ويرى ان النظام كله هو السبب في ظلمه .
الاستاذ احمد فوزي الكاتب والصحفي المعروف له كتاب مهم بعنوان (اشهر الاغتيالات السياسية في العراق ) . كما ان ثمة اكثر من رسالة ماجستير قدمت في الجامعات العراقية عن الاغتيالات ، كما ان هناك رسالة ماجستير عن ( رستم حيدر ودوره السياسي) قدمها الباحث عباس فرحان ظاهر سنة 1997 في قسم التاريخ بكلية التربية ابن رشد للعلوم الانسانية - جامعة بغداد .
رحم الله الجميع برحمته الواسعة .