رؤية العراق 2050 هل ستتحقق ؟ومن يحققها ؟


ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن - العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 23:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
والعراق (بإستثناء اقليم كردستان العراق) ، منذ احتلاله من قبل الولايات المتحدة الامريكية في 9 نيسان -ابريل سنة 2003 وحتى اليوم ، وهو يتخبط ، وتتنازعه آراء ، وافكار ، وبرامج ، ورؤى ، وتوجهات .
ولااعتقد انه استطاع ان يجد له طريقا واضحا وصحيحا . ويقينا - انا مؤرخ - اتابع مسيرته فهوبلدي وما زلت اتذكر ما قدمه بعض السياسيين السابقين ، في مجال وضع الرؤى والاستراتيجيات التي لم تجد طرقا للتنفيذ فهي بلا جذور ، ولا ادوات ، ولا خطط .
وقبل ايام تحدثت وقلت ان الدولة ان لم تكن قادرة على وضع الخطط ، والاهداف ، والستراتيجيات ؛ فستظل كالريشة في مهب الريح .
والاصلاح السياسي يجب ان يأخذ طريقه وطريقه في اولا تعديل الدستور ، وثانيا جعل النظام السياسي رئاسي ومغادرة النظام البرلماني الفاشل ، والعراق لايمكن ان يُحكم بدون رأس .
والرأس يجب ان يكون قادرا ، وصادقا ، وقويا ، وأمينا ، وعادلا ، ونزيها .
ما اريدان اقوله ان رئيس الوزراء الحالي المهندس محمد شياع السوداني يحاول ان يقود المسيرة كما تعلمها هو ومنذ وجود النظام السابق هو قال انه تعلم ما اسماه (شمرة) الاداريين السابقين في الادارة ، والقوة ، والانضباط ، والضبط ، وبدون تراخ ، وضمن خطة محددة . ومنذ توليه السلطة وهو يغذ السير ، ويحث الخطى وقد اوعز بوضع (رؤية 2050) .. ولمن لايعرف ما تتضمنه هذه الرؤية اقول :"انها تقوم على مجموعة من المحاور الرئيسية وهي اولا :بناء مجتمع حي منتج ، وثانيا وضع اقتصاد متنوع ، ومستدام ، وثالثا اقامة حكومة ذكية رشيدة ورابعا اعادة العراق الى مكانته الاقليمية والدولية المتوازنة ).
وهذه الرؤية وضعت منذ شهر آذار -مارس 2023 من خلال وزارة التخطيط والاستعانة بمستشارين متخصصين والاستفادة من الاستشارات العالمية ومنها (معهد مكنزي ) وكانت الغاية تطوير برامج عملية ، وواقعية ، وايجاد حلول مبتكرة لاعادة هيكلة الاقتصاد العراقي بعيدا عن النفط او على الاقل التقليل من الاعتماد على النفط .
والرؤية تضمنت اقامة مشاريع ستراتيجية منها مثلا تطوير طريق التنمية ، وتطوير ميناء الفاو والتقليل من الاعتماد على الغاز الاجنبي وحل مشاكل الكهرباء ، والاسكان ، والفقر ، والمرض ، والامية وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة .
واضيف التحديات ما تزال قائمة ، واهمها عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي .هل نحن دولة رأسمالية ؟ واين موقع البطاقة التموينية من هذا النظام . هل نحن دولة تبتغي التنمية وتريد ان تبتعد عن الصراعات والحروب وهي قد اكتوت بنار الحروب عبر نصف قرن ؟ هل ان الدولة تتمتع بثقة الشعب ؟ هل ان للعراق نظام سياسي بعيد عن المناكفات والتنافسات وافكار التسقيط الشخصي ؟ .هل استطاعت الدولة ان تضع آليات لمكافحة الفساد الاداري واتمتة المؤسسات وتحقيق الشفافية ؟ .
هذه التحديات قائمة .. نعم هناك تقدم هنا وهناك ، وهناك رؤى هنا وهناك ، وهناك تباين في التطور والتقدم لكن هذا كله غير مرتبط ب(منظومة ستراتيجية) و( بقيادة سياسية ) قادرة تعرف ما الذي تفعله ، ولماذا وكيف ، ومتى ؟ .
كمواطن ، وكمؤرخ اتطلع الى نهضة بلدي وتقدمه لكني غير واثق من ان هناك من يحقق ذلك ؛ أو على الاقل هناك من هو مستعد ليواجه التحديات والعقبات والعصي والمشاكل التي تواجهه بقوة ، وعزم ، وحكمة .26-10-2025