الامير زيد بن الحسين 1898- 1970 سفير العراق في بريطانيا في ذكرى وفاته ال (55)


ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن - العدد: 8500 - 2025 / 10 / 19 - 00:12
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

الامير زيد بن الحسين 1898- 1970 سفير العراق في بريطانيا في ذكرى وفاته ال (55)
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
هذه الصورة للامير زيد بن الشريف حسين شريف مكة الشقيق الاصغر للملك فيصل الاول مؤسس المملكة العراقية 1921-1933 التقطت له مع اسرته .عمل الامير زيد بمنصب سفير العراق السابق في لندن . والامير زيد كما يقول الاستاذ محمد مجيد الدليمي ، نقلا عن ما كتبه الاستاذ عبد الرزاق الهلالي هو عم الوصي الامير عبد الاله بن الملك علي ملك مملكة الحجاز ، تولى عدة مناصب دبلوماسية ، حيث عمل وزيرا مفوضا في عواصم عدد من الدول منها تركيا ومصر والمانيا , واخيرا عين سفيرا للعراق في لندن سنة 1946 حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 .
تميز الامير زيد بالذكاء ، والحكمة والقدرة على التصرف , وقيل عنه بانه يُعد مثالا للسياسي والدبلوماسي العاقل الرزين الحكيم . .وهنا يستذكر الكاتب والباحث والمؤرخ المعروف الاستاذ عبد الرزاق الهلالي الذي عمل سبع سنوات موظفا في التشريفات الملكية للفترة الممتدة بين (1947-1954 ) والذي كانت له علاقة طيبة وذكريات حسنة مع الامير زيد ، ايام عمله معه . ويقول بانه لكثرة سفر الوصي عبد الاله الى الخارج لاسيما في فصل الصيف ، فقد كان ينسب عمه (الامير زيد) ليتولى ادارة عرش العراق بالنيابة عن الملك طيلة مدة غيابه , و لقد ظهر لي من خلال علاقتي الحسنة معه و بحكم عملي في التشريفات الملكية , بانه رجل بسيط جدا ، طيب السريرة , بعيد كل البعد عن التكبر والغرور , واذا تحدث مع احد من الناس تحدث بصوت رقيق ، وخافت ، تتجلى فيه روح الاحترام والتقدير ، والذي اذكره عن الامير زيد انه عندما كان ياتي الى بغداد ونخرج لاستقباله في المطار ، كان ياتي وليس معه أية حقيبة , غير حقيبة يدوية صغيرة تضم بجامه وقميصا وعددا من علب التبغ لانه كان يدخن الغليون ، وكان لايجلب معه الا البدلة التي يرتديها ، ولبساطته كان ينام في احدى غرف البلاط على الرغم من شدة الحر في الصيف.
الامير زيد بن الحسين تقلد عدة مناصب في سوريا والعراق والاردن ومن ذلك انه كان وليا للعهد في المملكة السورية المتحدة سنة 1920 اي وليا للعهد في وقت كان شقيقه فيصل بن الحسين ملكا على سوريا 1918-1920 وانه من مواليد العاصمة العثمانيةاسطنبول في 28 شباط - فبراير سنة 1898، وكان والده الشريف الحسين بن علي شريف مكة مقيماً هناك ثم جاء مع والده إلى الحجاز ونشأ كأخوته الامراء فيصل وعبد الله وعلي نشأة عسكرية واسهم معهم في احداث الثورة العربية الكبرى 1916 ضد العثمانيين .ثقافته رفيعة المستوى وهو خريج كلية باليول بجامعة أوكسفورد- المملكة المتحدة .
عمل وزيراً مفوضاً للعراق في أنقرة لمدة سنتان ، ثم وزيراً مفوضاً في مصر ثم في برلين وتولى ولاية العرش عدة مرات بالإنابة منذ سنة 1925 وحتى سنة 1950 وقد عُيّن سفيراً للعراق في لندن سنة 1946 حتى سنة 1958، وعقب ثورة 14 تموز 1958 غادر إلى إنكلترا ثم فرنسا، حيث توفي في أحد مستشفيات باريس في مثل هذا اليوم وبالتحديد في 18 تشرين الاول - اكتوبر سنة 1970 عن عمر يناهز ال (72 سنة) ونقل جثمانه الى العاصمة الاردنية عمان ودفن في المقابر الملكية . زوجته هي الأميرة فخر النساء وله ولد منها هو الأمير رعد بن زيد . يحمل اوسمة منها صليب الفارس الأعظم لنيشان الإمبراطورية البريطانية و النيشان الفيكتوري الملكي من رتبة ( فارس) اي يحمل لقب سير sir وهولقب رفيع في بريطانيا .
وللامير زيدمذكرات نشرها المؤرخ الاردني الكبير المرحوم الاستاذ سليمان موسى بعنوان (مذكرات الأمير زيد : الحرب في الأردن 1917-1918) نشرها في العاصمة الاردنية عمان سنة 2011.وللاستاذ محمدحسن يوسف الحسيني كتاب بعنوان ( الأمير زيد بن الشريف حسين ودوره العسكري والسياسي في الثورة العربية الكبرى وسورية والعراق 1916-1958).كما يبق للدكتور سعد ابودية ان الف عنه كتابا بعنوان ( الامير زيد والحكومة العربية في دمشق 1918-1920) .والف عنه الصديق الاستاذ غزوان محمودغناوي الزهيري كتابا كان عنوانه ( الامير زيد بن الحسين ..حياته ودوره في الحياة الاجتماعية والسياسية ) .
رحم الله الامير زيد وطيب ثراه .