شدراك يوسف 1942-2025 ................الرمز الرياضي العراقي الكبير


ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن - العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 13:37
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات     

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
خلال النصف قرن الماضي ، لم يغب اسم اللاعب والرياضي والاعلامي شدراك يوسف عن الحضور .إسمه ، منذ سنوات بعيدة ، يتقافز ان كان على مستوى لعبة كرة القدم أو على مستوى الاعلام الرياضي وتقديم البرامج الرياضية . انسان مثابر ، ومخلص خدم العراق اجل خدمة من خلال تميزه في مجال كرة القدم ، وكلنا يعلم انه اختير افضل لاعب على مستوى كأس العرب .
شدراك يوسف رحمه الله غادرنا يوم الثلاثاء الموافق لليوم 5 من آب -اغسطس الجاري 2005 بعدمعاناة طويلة مع مرض السرطان علما انه قد اعتزل الرياضة منذ سنة 1975 .
وشدراك يوسف من اهلنا العراقيين الاشوريين ولد سنة 1942 ، وعندما غادرنا في الخامس من آب -اغسطس كان عمره (83) سنة وخلالها ترك ارثا رياضيا واعلاميا رياضيا ثرا جديرا بالدراسة ومن الممكن ان تكتب عنه رسالة ماجستير في التاريخ الحديث ، فهو يستحق ذلك واكثر .
كان يلعب في مركز خط وسط، ضمن منتخب العراق الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس آسيا في سنة 1972، لعب للمنتخب الوطني العراقي بين سنتي 1965 و1973. فاز بكأس العرب سنتي 1964 و1966، ثم قرر الاعتزال بعد تصفيات كأس العالم سنة 1974.
تاريخه الرياضي والاعلامي حافل بالكثير من الانجازات ومحطات وقوفه كانت واسعة .ابتدأ في الحبانية ، ولعب مع منتخب تربية الرمادي ، وفريق الفرقة الثالثة لكرة القدم . وسجله الرياضي يشير الى خوضه ( 31 )مباراة دولية ضمن المنتخب العراقي وحاز للعراق على كأس العرب سنة 1966 في بغداد وحصل على لقب أفضل لاعب آنذاك.
مارس التدريب ، ومن الفرق التي اهتم بتدريبها منتخب العراق النسوي لكرة القدم . وفي سنة 1979 اتجه نحو التعليق الرياضي فكان رمزا اعلاميا رياضيا مشهورا بقدرته على على التحليل الرياضي، وادارة البرنامج بكل كفاءة وتميز .
كان لوفاته صدى اعلاميا ليس في العراق وانما في الوطن العربي والعالم . وقد دبجت عنه المقالات واستحضر الصحفيون لقاءاتهم السابقة معه ، وخصصت له جريدة (الزمان ) اللندنية بعددها الصادر يوم 10-8-2025 ، صفحة كاملة ضمت اعادة نشر حوار سابق معه اجراه الاعلامي الكبير الدكتور مجيد السامرائي فضلا عن مقال امجاد ناصر من اربيل عنه .
من الجميل اننا عرفنا من خلال ذلك كله ان الراحل يمتلك ارشيفا بخط يده عن حياته .كما ان ارشيف برنامجه الرياضي )التلفزيوني متوفر وقالت الرياضية بيان صليوا انه كان من خلال عملها معه في ( النادي الاثوري) داعما للرياضة النسوية.
وقال الاعلامي الرائد شمعون متي ان الراحل عمل معه في قناة عشتار الفضائية فوجده انسانا طيبا وودودا ولم يحصل في كل حياته الرياضية على بطاقة ملونة.. كان يحمل رسالة اعلامية ، وكان يحب الاستاذ مؤيد البدري ويحترمه ..قال :"كنت احب الاستاذ مؤيد البدري واسمع له كثيرا وكان احيانا يوجهني لكني ما كنت اتمنى ان اكون مجرد نسخة منه " ..يقصد في التعليق الرياضي .
واستعاد يوسف شدراك بداياته الاولى في الملعب الذي اسسه الانكليز في الحبانية وكان معه عمو بابا ويورا وهشام عطا عجاج وكان اسم الملعب ( السيسي) من (سيبل كونتون ) ، والان يسمى الحي الاهلي لان هناك الحي العسكري .
رحم الله شدراك يوسف وطيب ثراه .