حوار مجلة آفاق عربية) العراقية مع عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في منزله أيار - مايو عام 1992


ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن - العدد: 8449 - 2025 / 8 / 29 - 20:12
المحور: قضايا ثقافية     

حوار مجلة آفاق عربية) العراقية مع عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي في منزله أيار - مايو عام 1992
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
والاستاذ الدكتور علي الوردي (1913-1995) ، كان عالما اجتماعيا حرا مستقلا له آراءه ، ومنطلقاته الفكرية . وقبل وفاته بثلاث سنوات أجرى معه في ايار - مايو 1992 فريق من الاساتذة المختصين في علم الاجتماع عراقيين بتكليف من مجلة ( آفاق عربية) البغدادية ، ونشر في عدد تموز 1992 .
وصفت المجلة بدء اللقاء وقالت انه جرى في " حديقة منزله الواسعة كان ينتظرنا .كان الجو مفتوحا على صباح أياري متنسم ،يضئ المحيط والجوار .دخلنا بأوراقنا واسئلتنا فرحب بنا بسعادة العالم ، وامتنان المفكر انه الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع العراقي المعروف .جلسنا عنده في صالة بيته ، فارهة كانت تطل على البيوت الانيقة المجاورة لمنزله ذي النوافذ العالية ذات السعة والذي يقع في الاعظمية " . قال في البدء انني وحدي لكن محاط بالناس ..وكان سعيدا جدا بذلك .
الحديث استمر لساعات . كان الناس وطباعهم واصولهم وهذه مادة علم الاجتماع ومما قاله ، وبإختصار ، ويمكن العودة الى تفاصيل الحوار في عدد المجلة المشار اليه .
1. بعض باحثينا الاجتماعيين أو الكثيرين منهم ، هم ( مترجمون) اكثر مما هم (باحثون) ، فهم يدرسون مجتمعهم في ضوء النظريات التي درسوها في الخارج .
2. قال الدكتور الوردي :" في كلمتي التي القيتها في مؤتمر القاهرة في كانون الثاني من عام 1992 اكدت على ان لمجتمعنا طابعه الخاص " .
3. قال :" في كتاب صدر لي في عام 1969 قلت : :"اننا في هذه المرحلة المتأزمة من تاريخنا في أشد الحاجة الى التوازن بين دافع الحماس والفخار في انفسنا ، ودافع الموضوعية .بمعنى عندما نريد ان ندرس مجتمعنا يجب ان ندرسه بعلمية وموضوعية وليس بنفس عاطفي .
4.البداوة عندنا تقلصت كثيرا . كانت في منتصف القرن الماضي نحو 35% الى نحو 2% او اقل من ذلك الان
5.لكن الكثيرين منا هم ( متحضرون في ظاهرهم) بينما هو في باطنهم متخلفون .
6. البلدان العربية تختلف فيما بينها في ناحيتين اولا الاحداث التاريخية التي مرت بها ، ومبلغ انفتاح البلد تجاه الصحراء المتاخمة له .
7. قال الوردي انه يعد نفسه من تلاميذ ابن خلدن الذي عاش في القرن 14 الميلادي ، وكان هو موضوع اطروحته للدكتوراه من جامعة تكساس في عام 1950.. وعبد الرحمن بن خلدون اول مفكر في التاريخ البشري حاول دراسة الظاهر الاجتماعية كما هي في الواقع وليس كما يجب ان تكون .
8. ان ابن خلدون لم يذم العرب في كتابه ومقدمته ، وانما تحدث عن البدو منهم والعرب لهم حضارات عظيمة ومع هذا قال :" ان اهل البدو اقرب الى الخير من اهل الحضر وافضلهم اخلاقا " .ولكن الحضر اهل صناعة وعلم وعمران .
9.الاستاذ ساطع الحصري المفكر والمربي الكبير دافع عن ابن خلدون بموضوعية وانتقد من هاجمه وابرز من هاجمه اولا الدكتور طه حسين واطروحته من السوربون تدور حول ابن خلدون وكان عنوانها (فلسفة ابن خلدون الاجتماعية ) وثانيا الدكتور سامي شوكت بدافع من تعصبه القومي .قالا انه ذم العرب لانه ( بربري ) ، وهذا غير صحيح فما كان يقصده ابن خلدون البدو حصرا .. البدو من العرب عندما قال انهم يخربون البلاد التي يستولون عليها وانهم بعيدون عن سياسة الملك وعن العلم والصناعة
10. الدكتور علي الوردي دعا الى انشاء علم اجتماع عربي يستمد جذوره من ابن خلدون وظل يدعو الى ذلك قبيل وفاته رحمه الله .الموصل في 29-8-2025