متحدون من أجل غزة.. عشرات الآلاف يتظاهرون في برلين ضد جرائم الإبادة
رشيد غويلب
الحوار المتمدن
-
العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 17:18
المحور:
القضية الفلسطينية
بعد عامين من الحرب على غزة، خرج عشرات الآلاف إلى شوارع برلين، السبت الفائت، تحت شعار "متحدون من أجل غزة". ووصفت التظاهرة بأنها الأكبر حتى الآن ضد الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال في غزة، والمساعدات التي تقدمها ألمانيا له. وتمت التعبئة للتظاهر في جميع انحاء البلاد. وأفاد المنظمون بمشاركة 50 ألف متظاهر، بينما أحصت الشرطة كالعادة 12 ألفًا فقط. وتميزت التظاهرة بمشاركة حزب اليسار الألماني في التظاهر، بعد قرار لقيادة الحزب في اجتماعها الأخير. وسينظم الحزب تظاهرة أخرى في تموز المقبل. وقد تعرض تجمع التظاهرة الختامي لعنف الشرطة، واعتُقل قرابة 50 متظاهرًا.
تجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية في المنطقة المقابلة لمبنى البرلمان الاتحادي. وتميزت التظاهرة بانتشار الأعلام الفلسطينية فيها. وكذلك الأعلام الحمراء التي تحمل شعارات مختلفة.، وارتداء معظمهم المتظاهرين ملابس حمراء.
جاءت التظاهرة على إثر مبادرة من مواطنين فلسطينيين من غزة والضفة الغربية (عابد وأمين). وجاء في بيانهما الصحفي: "نحن صوتان فلسطينيان من غزة والضفة الغربية، يجمعنا الألم والمعرفة والمسؤولية للتحدث بصوت عالٍ عندما يصمت الآخرون". وانضمت العديد من المنظمات إلى هذه الدعوة. نُظمت التظاهرة بشكل رئيسي من قِبل الجالية الفلسطينية. ودعمتها قوى عديدة: حزب اليسار، الحزب الشيوعي الألماني، ومجموعات ماركسية مناهضة للفاشية، وحركة حماية المناخ ومنظمات المجتمع المدني.. يقول أمين، صاحب المبادرة: "لقد اسعدتنا الاستجابة الإيجابية لتظاهرتنا".
منصة للتضامن
يهدف تحالف "متحدون من أجل غزة" إلى "إنشاء منصة اجتماعية واسعة النطاق لتوجيه رسالة إنسانية قوية ضد الإبادة الجماعية والتهجير وتواطؤ الدولة الألمانية. ومن جملة مطالب التحالف، إنهاء الدعم الألماني الفوري لـ "الإبادة الجماعية والفصل العنصري والاحتلال"، و"احترام القانون الدولي والإجراءات القانونية الدولية"، وإلغاء تجريم الأصوات والرموز والاحتجاجات الفلسطينية.
أندرياس، الذي لا يريد نشر اسمه الكامل، والمشارك في التظاهرة مع أطفاله، يقول: "نتظاهر هنا مع العديد من الذين تضررت عائلاتهم من الإبادة الجماعية". ويضيف ساخرًا إن حجم التظاهرة كبير بما يكفي بحيث لا تستطيع الشرطة ضرب الناس عشوائيًا. " ويشير إلى الحواجز التي تُحيط بساحة الجمهورية بأكملها. "عليك تسلق البنية التحتية لمكافحة الشغب للوصول إلى التظاهرة". وان: "هناك معاملة استثنائية من الشرطة للتظاهرات المؤيدة لفلسطين".
قلق ونقد
في الأسبوع الماضي، أعرب مفوض حقوق الإنسان في المجلس الأوروبي، مايكل أوفلاهيرتي، عن قلقه إزاء تصرفات السلطات الألمانية خلال التظاهرات المناهضة لحرب غزة. وفي رسالة إلى وزير الداخلية الاتحادي ألكسندر دوبريندت (الحزب المسيحي الاجتماعي)، انتقد القيود المفروضة على حرية التجمع وحرية التعبير خلال الاحتجاجات. وفي إشارة رئيسية إلى أحداث برلين السابقة، انتقد حظر حرية التعبير خلال التظاهرات، والعنف المفرط من جانب الشرطة، وحظر التظاهرات. ودعا أوفلاهيرتي الحكومة الألمانية إلى الامتناع عن أي إجراءات تمييزية ضد الأفراد بناءً على آرائهم السياسية أو دينهم أو جنسيتهم أو وضعهم كمهاجرين.
وادعت الشرطة في تقاريرها المسائية، أن عدة جرائم ارتكبت في التجمع الختامي للتظاهرة، تضمنت أعمال عنف، ودعاية محضورة، بما في ذلك اعتداءات على منتسبي الشرطة. وخلال أكثر من 50 عملية اعتقال، استلزم بعضها استخدام القوة، مما أدى إلى نقل عدد من المصابين إلى المستشفيات. وانتشرت مقاطع فيديو لعملية اعتقال وحشية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث فقد المعتقل وعيه.
قال منظمو التظاهرة، إنها تعرضت لمضايقات مسبقة. ومن بين أمور أخرى، مُنع أمين، أحد منظميها، من المشاركة. نجح في رفع دعوى قضائية، لكن في نهاية التظاهرة أُلقي القبض عليه، وهو مثال لا يُحصى على تجريم التضامن مع فلسطين في ألمانيا. مع ذلك، كان عنف الشرطة هذه المرة أقل بشكل ملحوظ مقارنةً بالتظاهرات السابقة.
ووصف المتحدثة باسم التحالف، التظاهرة بأنها "نجاح باهر"، وأنها كانت بلا شك واحدة من أكبر التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين منذ عام 2023. وأضافت: "لقد نجحنا في نقل المقاومة ضد الإبادة الجماعية، وضد الفصل العنصري، والاحتلال، وسرقة الأراضي إلى الشوارع وكسر حاجز الصمت".
أهمية التظاهرة
على الرغم من إصرار حكومة يمين الوسط الحالية على موقفها الداعم بلا حدود لدولة الاحتلال. لكن التظاهرة تشكل بداية، لاحتجاجات مرئية. وهذا أمر بالغ الأهمية أيضًا لأن ألمانيا هي ثاني أكبر داعم لإسرائيل، ويمكن لتغيير موقفها أن يُحدث فرقًا.
بالمقابل عادت وسائل الإعلام الأكثر يمينية لتتهم المتظاهرين بمعاداة السامية. لكن هذا ليس مفاجئًا، لان مؤسسات الإعلام السائدة في ألمانيا، مهتمة جدا بدعم ترامب ونتنياهو في خططهما لإعادة تنظيم الشرق الأوسط.
وعلى قوى اليسار التي اشتركت هذه المرة بقوة، أن تعزز حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني. لقد ميز المتحدثون الفلسطينيون بين الحركة الصهيونية واليهود المعارضين للاحتلال، واصفين الأخيرين بالأخوة.