روسيا – رماد الفينيق الذي يُحرق الأمبراطوريات..كتاب مع ملخص بخمس لغات
احمد صالح سلوم
الحوار المتمدن
-
العدد: 8360 - 2025 / 6 / 1 - 21:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ملخص للكتاب :
في مسرح التاريخ الموسيقى، حيث تتراقص الإمبراطوريات على أنغام الطمع والدم، تقف روسيا كشبحٍ أسطوري، يحمل في طياته لغزًا يُحطم أحلام الغرب الإمبريالي. من غزوات نابليون إلى جحافل هتلر، ومن أطماع الناتو إلى أوهام الدولة العميقة الأمريكية، كل من تجرأ على اقتحام أراضيها أو تحدي إرادتها واجه مصيرًا واحدًا: الخراب والهزيمة. يا لها من سخريةٍ تاريخية! الغرب، بقوته العسكرية وتفوقه التكنولوجي، يُصر على مواجهة روسيا، ظنًا أن جيشها ضعيف وقدراتها محدودة، لكنه يُفاجأ بصبرها الجبار، قيادتها العبقرية، وفلسفتها التي تُحوّل نقاط قوة العدو إلى ضعفٍ يُدمره. اليوم، في أوكرانيا، يعترف الناتو وواشنطن بهزيمتهما، بينما تُعيد روسيا كتابة قوانين التاريخ، مُثبتةً أن ثمة قانونًا موضوعيًا يجعلها قادرة على كسر أي توسعٍ إمبريالي غربي.
ما السر وراء هذا اللغز؟ هل هو قوة الأسلحة، التي باتت قادرة على تدمير العالم عدة مرات، أم فلسفةٌ مختلفة تحملها روسيا، تجعلها تنتصر في كل حروبها ضد إمبراطوريات الغرب؟ في هذه المادة، نغوص في أعماق التاريخ والفلسفة، مستلهمين من تحليلات سمير أمين، إجابات نازاروف، ومساهمات تييري ميسان، لنكشف القوانين التاريخية التي تحكم روسيا، ونُحلل كيف تُحوّل نقاط قوة الغرب إلى مصيدةٍ تُدمره، في ملحمةٍ تُعيد تشكيل العالم.
روسيا: إمبراطورية الأمن لا النهب
روسيا، كما يُحلل نازاروف، ليست إمبراطوريةً تقليدية، بل كيانٌ فريد يُعيد تعريف مفهوم الإمبراطورية. على عكس الغرب، الذي بنى إمبراطورياته على النهب والإبادة، كانت روسيا إمبراطورية الأمن، تسعى لحماية حدودها وشعوبها من التهديدات الخارجية. لم تسرق الشعوب التي ضمّتها، بل طوّرتها ودعمتها، كما حدث مع فنلندا، التي حصلت على عملتها وبرلمانها وتعليمها تحت الحكم الروسي، أو مع جورجيا وكازاخستان، اللتان انضمتا طوعًا للحماية من الإبادة. يا لها من فلسفة! روسيا، كما يُوضح نازاروف، كانت مستعدة لدفع ثمن الأمن، حتى لو تطلب ذلك إعاناتٍ للشعوب المنضمة، بينما كان الغرب يُحوّل مستعمراته إلى ساحاتٍ للنهب.
هذه الفلسفة، التي ترتكز على الأمن لا الطمع، هي أحد القوانين التاريخية التي تحكم روسيا. عندما دمّر تتار القرم الحدود الروسية، ضمّت روسيا أراضيهم لتحييد التهديد. عندما هدد البولنديون الأوكرانيين بالإبادة، انضمت أوكرانيا طوعًا إلى روسيا. هذا المنطق، الذي يجمع بين الحماية والتطوير، جعل روسيا كيانًا مرنًا، قادرًا على استيعاب شعوبٍ متنوعة دون إبادتها، على عكس الغرب، الذي أباد السكان الأصليين في أمريكا وأفريقيا. إنها مسرحيةٌ تاريخية، حيث تُحوّل روسيا التنوع إلى قوة، بينما يُحوّل الغرب التعدد إلى دمار.
سمير أمين، في مقاله "عن روسيا والثالوث الإمبريالي"، يُضيف بُعدًا فلسفيًا لهذا اللغز. يرى أمين أن روسيا، حتى في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، تُمثل تحديًا للإمبريالية الجماعية (الولايات المتحدة، أوروبا، اليابان)، لأنها رفضت الخضوع الكامل للنيوليبرالية. عندما أراد بوتين عرقلة توسع الثالوث في أوكرانيا، أصبحت روسيا "عدوًا"، ليس لأنها شيوعية، بل لأنها تسعى للحفاظ على سيادتها. يا لها من سخرية! الغرب، الذي دعم إعادة إعمار ألمانيا واليابان لمواجهة الاتحاد السوفييتي، يرفض اليوم أي روسيا مستقلة، لأنها تُهدد مشروعه الإمبريالي. روسيا، بفلسفتها التي تجمع بين الأمن والسيادة، تُعيد كتابة قوانين التاريخ، مُثبتةً أن الإمبراطوريات الغربية لا يمكنها أن تنتصر عليها.
القوانين التاريخية: صبر الروسي وعبقرية القيادة
ما الذي يجعل روسيا قادرة على كسر أي توسعٍ إمبريالي غربي؟ القانون الأول هو صبر الروسي، تلك الإرادة الجبارة التي تتحدى الزمن والجغرافيا. في 1812، عندما اقتحم نابليون روسيا، ظن أن قوته العسكرية ستُخضع موسكو، لكن الصبر الروسي، مع شتاءٍ قاسٍ واستراتيجية الأرض المحروقة، حطّم جيشه. في 1941، راهن هتلر على ضعف الاتحاد السوفييتي، لكن صبر الشعب الروسي، مع قيادة ستالين العبقرية، حطّم الجيش النازي في ستالينغراد. اليوم، في أوكرانيا، يُكرر التاريخ نفسه: الناتو، الذي توقع انهيار الجيش الروسي، يُفاجأ بصبرٍ يُحوّل الحرب إلى استنزافٍ يُدمر الغرب اقتصاديًا وعسكريًا.
القانون الثاني هو عبقرية القيادة، التي تُلم بأبعاد العدو ونقاط ضعفه. الغرب، كما يُحلل تييري ميسان في مقالاته على شبكة فولتير، يعتمد على التفوق التكنولوجي والإعلام المُوجّه، لكنه يُغفل نقاط ضعفه: الاعتماد المفرط على اللوجستيات المعقدة، الاقتصادات الهشة، والمجتمعات المُنهكة. روسيا، بقيادة بوتين، تُحوّل هذه النقاط إلى مصائد. في أوكرانيا، استخدمت روسيا استراتيجية الاستنزاف، مُستغلةً الشتاء الروسي، الأراضي الشاسعة، والأسلحة التقليدية ذات التأثير النووي (مثل صواريخ كينجال)، لتُدمر البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بينما تُرهق الناتو اقتصاديًا. يا لها من عبقرية! الناتو، الذي راهن على الحرب الخاطفة، يعترف اليوم بهزيمته، كما نقل ميسان عن تقارير غربية في 2024، حيث أعلن قادة الناتو أن أوكرانيا لن تنتصر، وأن الغرب يواجه أزمة وجودية.
القانون الثالث هو القيم المختلفة التي تحملها روسيا. على عكس الغرب، الذي يعتمد على النيوليبرالية والاستهلاك، تحمل روسيا قيمًا تجمع بين السيادة، التضامن، والروح الجماعية. كما يُوضح نازاروف، لم تكن روسيا إمبراطورية نهب، بل كيانًا يُطوّر شعوبه ويحترم تنوعها. هذه القيم، التي تجمع بين الأرثوذكسية والاشتراكية السوفييتية، جعلت الشعب الروسي متماسكًا في وجه الغزوات. في الحرب العالمية الثانية، لم يقاتل الروس من أجل ستالين فحسب، بل من أجل أرضهم وكرامتهم. اليوم، في أوكرانيا، يقاتل الروس ليس فقط ضد الناتو، بل ضد مشروع الإمبريالية الذي يُريد تدمير سيادتهم. إنها فلسفةٌ تُعلن أن الكرامة أقوى من القذائف، وأن الإرادة أقوى من التكنولوجيا.
لماذا يفشل الغرب دائمًا أمام روسيا؟
كل محاولات الغرب لمواجهة روسيا تنتهي بالخراب، ليس بسبب تفوق عسكري روسي فحسب، بل بسبب قوانين تاريخية تحكم هذا الصراع. أولاً، الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يُضعف الغرب. كما يُحلل ميسان، يعتمد الناتو على أسلحة متطورة (مثل F-35 وهيمارس)، لكنها مكلفة ومعقدة، تتطلب لوجستياتٍ ضخمة. روسيا، بأسلحتها التقليدية ذات التأثير النووي (مثل صواريخ إسكندر)، تُدمر هذه الأسلحة بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة. في 2024، أعلن الناتو نفاد مخزوناته، بينما حافظت روسيا على إنتاجها العسكري. يا للسخرية! الغرب، الذي راهن على التفوق التكنولوجي، يجد نفسه عاجزًا أمام بساطة الاستراتيجية الروسية.
ثانيًا، الهشاشة الاقتصادية تُدمر الغرب. كما يُوضح أمين، تعتمد الإمبريالية الجماعية على النيوليبرالية، التي تُفقر المجتمعات وتُوسع الفجوة بين المركز والأطراف. في أوكرانيا، أدت العقوبات الغربية على روسيا إلى ارتدادٍ كارثي: ارتفاع أسعار الطاقة، التضخم، وأزمات اقتصادية في أوروبا. روسيا، بفضل سياستها الاقتصادية المستقلة، حافظت على استقرارها، بينما انهار اليورو وتضررت الصناعات الأوروبية. إنها مسرحيةٌ تُفضح فيها روسيا زيف النيوليبرالية، حيث تُحوّل العقوبات إلى سلاحٍ يُدمر الغرب.
ثالثًا، فقدان الشرعية يُضعف الغرب. كما يُحلل أمين، تتمتع الإمبريالية الجماعية بشرعيةٍ في المراكز بسبب الريع الإمبريالي، لكنها تفتقر إلى الشرعية في الأطراف. في أوكرانيا، دعم الناتو ل"انقلاب أورو-نازي" (كما يصفه أمين) أثار مقاومةً شعبية، بينما كشف الإعلام الغربي زيفه بتغطيته المنحازة. روسيا، بفلسفتها التي ترتكز على السيادة، حظيت بدعم شعوب الجنوب، من الصين إلى إيران، مما عزز موقفها. يا لها من قوة! روسيا، بقيمها المختلفة، تُحوّل الصراع إلى حربٍ أخلاقية، حيث ينهار قناع القيم الغربية.
الأسلحة الروسية: من التقليدية إلى النووية
روسيا اليوم تمتلك ترسانةً تجمع بين البساطة والتدمير. صواريخ كينجال وإسكندر، كما يُوضح ميسان، ليست نووية، لكنها تُدمر أهدافها بدقةٍ ومفعولٍ يُشبه القنابل النووية. هذه الأسلحة، التي تكلفتها بالمقارنة مع أسلحة الناتو، تُثبت أن القوة لا تكمن في التعقيد، بل في الكفاءة. في 2024، دمّرت روسيا أنظمة باتريوت وهيمارس في أوكرانيا، مما أجبر الناتو على إعادة تقييم استراتيجيته. لكن الخطر الحقيقي يكمن في الترسانة النووية الروسية، القادرة على تدمير العالم عدة مرات. يا لها من قوة! حتى بدون حرب نووية، تستطيع روسيا، بأسلحتها التقليدية، أن تُدمر البنية العسكرية للغرب، كما حدث في أوكرانيا.
هذه الأسلحة ليست مجرد أدوات، بل تعبيرٌ عن فلسفة روسية ترى الحرب كفنٍ للدفاع عن السيادة. على عكس الغرب، الذي يستخدم الأسلحة للنهب، تستخدمها روسيا لتحييد التهديدات. إنها مسرحيةٌ تُعيد فيها روسيا كتابة قوانين الحرب، حيث أثبتت على أن البساطة والإرادة أقوى من التكنولوجيا والطمع.
خاتمة: روسيا كمنارة للكرامة
روسيا، بلغزيها الفينيقي، ليست مجرد دولة، بل فكرةٌ تُحركل قلب مناهض للإبريالية. من صبرها الجبار إلى عبقرية قيادتها، ومن قيمها المختلفة إلى أسلحتها المدمرة، تُعلن روسيا أن الإمبراطوريات الغربية، مهما بلغت قوتها، ستنيا إلى الخراب أمام إرادتها. إنها دعوةٌ للشعوب العربية لاستلهام هذا الصمود، لرفض النيوليبرالية، ولكتابة فصلٍ جديد من الكرامة. روسيا ليست أرضًا فحسب، بل شعلةٌ تُضيء طريق العدالة، وإرادةٌ تُحطم أحلام الإمبريالية.
كتاب: روسيا – لغز فينيقيا التاريخ في مواجهة الامبراطوريات
المقدمة
في مسرح العالم المعاصر، حيث تُراقص الإمبراطوريات أشباح الطمع والدم، يقف الغرب كبطلٍ تراجيدي، مُتوهمًا أن قوته الاقتصادية، جيوشه التكنولوجية، وحصاره الخانق قادرة على إخضاع روسيا، تلك الفينيقيا الأسطورية التي تنهض من رمادها لتُحطم أحلام الهيمنة. منذ بداية القرن الحادي والعشرين، راهن الغرب على نظام "القوة الناعمة" – مزيجٍ من الإعلام المُوجّه، العقوبات الاقتصادية، والتوسع العسكري عبر الناتو – ليُجبر روسيا على الركوع. لم يعرف التاريخ حصارًا أشد قسوة من ذلك الذي فُرض على موسكو منذ 2014، ثم تصاعد بعد أزمة أوكرانيا عام 2022: قراراتٌ شلّت النظام المصرفي الروسي، عزلتها عن الأسواق العالمية، وحاولت تحويلها إلى دولةٍ منبوذة. لكن، في سخريةٍ تاريخية، انقلبت المعادلة: روسيا، التي توقع الغرب انهيارها، نهضت كطائر الفينيق، لتُحوّل الحصار إلى فرصة، والعقوبات إلى سلاحٍ يُدمر أعداءها.
كتبتُ في "الحوار المتمدن" قبل سنوات، مُتنبئًا بأن روسيا لن تنهار، بل ستنتقل من الاقتصاد الحادي عشر عالميًا إلى الاقتصادات الخمسة الأولى بمعيار القوة الشرائية. كنتُ أرى ما لم يره الغرب: أن الحصار، بعنفه، سيُحرر روسيا من قيود الأوليغارشية، تلك الطبقة الطفيلية التي كبّلت إمكانياتها وأبقتها تابعةً للغرب. اليوم، في مايو 2025، تحقق ما تنبأتُ به: روسيا، التي كانت في المرتبة الحادية عشرة عام 2014، أصبحت رابع أقوى اقتصاد عالمي بمعيار القوة الشرائية، متجاوزةً دولًا مثل اليابان وألمانيا. الحصار، الذي صُمم لتدميرها، قضى على نفوذ الأوليغارشية، وأطلق العنان لاقتصادٍ وطني يعتمد على السيادة والإنتاج الذاتي. إنها ملحمةٌ تُعيد كتابة قوانين التاريخ، حيث تُعلن روسيا أن الكرامة أقوى من العقوبات، والإرادة أقوى من القوة الناعمة.
في هذه المقدمة، نغوص في صورة الغرب المُتوهم، الذي اعتقد أنه سيُسقط روسيا بحصاره، ونكشف كيف تحوّلت هذه العقوبات إلى مصيدةٍ دمّرت الغرب ذاته. نستعرض رؤيتي في "الحوار المتمدن"، التي تنبأت بصعود روسيا الاقتصادي، ونحلل كيف قضى الحصار على الأوليغارشية، مُحررًا روسيا من التبعية. هذه ليست مجرد قصة انتصار، بل فلسفةٌ تُعيد تعريف الصراع بين السيادة والهيمنة، مُعلنةً أن روسيا، فينيقيا التاريخ، هي لغزٌ لا يُحل إلا بالكرامة.
الغرب المُتوهم: حلم إخضاع روسيا
في بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، صمّم الغرب استراتيجيةً بدت له لا تُقهر: إخضاع روسيا عبر نظام "القوة الناعمة"، مدعومًا بحصارٍ اقتصادي غير مسبوق. كان الغرب، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، يرى نفسه سيد العالم، حاملًا قيم "الديمقراطية" و"السوق الحرة"، ومُسلحًا بترسانةٍ من الأدوات: الإعلام المُوجّه، العقوبات المالية، والتوسع العسكري عبر الناتو. يا لها من وهمٍ تراجيدي! توقع الغرب أن روسيا، التي كانت تعاني من تبعات انهيار الاتحاد السوفييتي وهيمنة الأوليغارشية، ستنهار تحت ضغط الحصار، لتصبح دولةً تابعة، تُزوّد الغرب بالنفط والغاز دون أن تُهدد هيمنته.
بدأت الحملة عام 2014، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم رداً على "انقلاب أورو-نازي" في كييف، كما وصفه سمير أمين. فرض الغرب عقوباتٍ على البنوك الروسية، قطاع النفط، والشركات الكبرى، مُستهدفًا شلّ الاقتصاد. تصاعدت هذه العقوبات بعد 2022، مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا: طُردت روسيا من نظام "سويفت" المصرفي، جُمدت أصولها في الخارج، وحُظر تصدير التكنولوجيا إليها. لم يعرف التاريخ حصارًا أشد: أكثر من 15,000 عقوبة استهدفت روسيا، كما وثّلت تقارير اقتصادية في 2023. توقع الغرب انهيار الروبل، توقف الصناعات، وثوراتٍ شعبية ضد بوتين. لكن، في سخريةٍ تاريخية، انقلبت المعادلة: الروبل صمد، الاقتصاد نما، والشعب الروسي تماسك أكثر من أي وقتٍ مضى.
كان الغرب يراهن على "القوة الناعمة"، تلك الأداة التي نجحت في إخضاع دولٍ أخرى. فضائيات مثل CNN وBBC روّجت لروايةٍ تصوّر روسيا كدولةٍ فاشلة، بينما دفع الناتو بحشودٍ عسكرية إلى حدودها. لكن الغرب أغفل قانونًا تاريخيًا: روسيا ليست دولةً عادية، بل فينيقيا تتجدد من رمادها. صبر الشعب الروسي، مدعومًا بقيادةٍ عبقرية، حوّل الحصار إلى فرصةٍ لإعادة بناء اقتصادٍ وطني. يا لها من مهزلة! الغرب، الذي ظن أنه يُحكم قبضته على العالم، وجد نفسه أسير أوهامه، بينما نهضت روسيا لتُعلن أن القوة الناعمة لا تُجدي أمام إرادة الأمم.
تنبؤي في "الحوار المتمدن": صعود روسيا الاقتصادي
في مقالاتي المنشورة في "الحوار المتمدن"، تنبأتُ بما بدا للكثيرين مستحيلًا: أن روسيا لن تنهار تحت الحصار، بل ستنتقل من الاقتصاد الحادي عشر عالميًا إلى الاقتصادات الخمسة الأولى بمعيار القوة الشرائية. كنتُ أرى أن روسيا، رغم تحدياتها، تمتلك مقومات الصمود: شعبًا متماسكًا، موارد طبيعية هائلة، وقيادةً تُدرك أن السيادة هي مفتاح البقاء. لم تكن رؤيتي مجرد تفاؤل، بل تحليلًا مستندًا إلى قوانين التاريخ: كلما زاد الضغط على روسيا، كلما تحوّلت إلى قوةٍ أكثر استقلالية.
في 2014، كان الاقتصاد الروسي يُعاني من تبعيةٍ للغرب، حيث سيطرت الأوليغارشية على قطاعات حيوية، موجهةً ثروات البلاد إلى بنوك لندن ونيويورك. توقعتُ أن الحصار سيُجبر روسيا على مواجهة هذه الطبقة الطفيلية، مُحررًا إمكانياتها الاقتصادية. اليوم، تحقق ما تنبأتُ به: بحلول 2025، أصبحت روسيا رابع أقوى اقتصاد عالمي بمعيار القوة الشرائية، متجاوزةً اليابان، كما أكدت تقارير صندوق النقد الدولي. نمت الصناعات الروسية بنسبة 7% سنويًا منذ 2022، بينما انخفض اعتمادها على الواردات الغربية إلى أقل من 10%. إنها ملحمةٌ اقتصادية، تُثبت أن الحصار، بعنفه، كان المحفز لنهضةٍ لم يتوقعها الغرب.
هذا الصعود لم يكن صدفة، بل نتيجة استراتيجية: استبدلت روسيا الأسواق الغربية بتحالفات مع الصين، الهند، ودول الجنوب العالمي. حوّلت الروبل إلى عملةٍ عابرة للقارات في التجارة مع "بريكس"، وطوّرت صناعاتها المحلية، من الزراعة إلى التكنولوجيا العسكرية. يا لها من عبقرية! الغرب، الذي ظن أن العقوبات ستُجوع روسيا، وجد نفسه أمام اقتصادٍ يزدهر، بينما تُعاني أوروبا من التضخم ونقص الطاقة. رؤيتي في "الحوار المتمدن"، التي بدت طموحة، أصبحت حقيقةً تُعيد تشكيل النظام العالمي.
الحصار: سلاح يُحرر روسيا من الأوليغارشية
كانت الأوليغارشية الروسية، تلك الطبقة التي نهبت ثروات البلاد في التسعينيات، أكبر قيدٍ على نهضة روسيا. هؤلاء، الذين سيطروا على النفط، الغاز، والصناعات، كانوا عملاءً للغرب، يُحوّلون الأرباح إلى قصورٍ في لندن ويخوتٍ في موناكو. توقعتُ في مقالاتي أن الحصار سيُجبر روسيا على مواجهة هذه الطبقة، لأن العقوبات ستُصيب الأوليغارشية قبل غيرها. تحقق ذلك بأكثر الطرق درامية: منذ 2022، فرضت روسيا سيطرةً على رؤوس الأموال الهاربة، وصادرت أصول الأوليغارش الذين دعموا الغرب، كما وثّلت تقارير "كوميرسانت" في 2023.
الحصار، الذي صممه الغرب لتدمير روسيا، أجبرها على إعادة توجيه اقتصادها نحو السيادة. بدلاً من تصدير المواد الخام، استثمرت روسيا في الصناعات التحويلية، مما عزز الإنتاج المحلي. على سبيل المثال، زادت صادرات القمح الروسي بنسبة 20% منذ 2022، مما جعلها أكبر مصدر عالمي، كما أكدت منظمة الأغذية والزراعة. كما طوّرت روسيا بدائل للتكنولوجيا الغربية، مثل أنظمة الدفع "مير"، التي حلت محل "فيزا" و"ماستركارد". يا لها من سخرية! الأوليغارشية، التي كانت تُبقي روسيا مكبلة بالتبعية، انهارت تحت وطأة الحصار، مُحررةً اقتصادًا وطنيًا يتحدى الغرب.
هذا التحول لم يكن اقتصاديًا فحسب، بل فلسفيًا. روسيا، كما يُحلل سمير أمين، رفضت النيوليبرالية، التي تُفقر المجتمعات لصالح الاحتكارات. بدلاً من ذلك، اعتمدت نموذجًا يركز على السيادة والتضامن الاجتماعي، مما عزز دعم الشعب لبوتين، كما أظهرت استطلاعات "ليفادا" في 2024. إنها مسرحيةٌ تُفضح فيها روسيا زيف القوة الناعمة، حيث تُحوّل الحصار إلى سلاحٍ يُدمر الغرب ويُحررها من قيود التبعية.
ارتداد الحصار: خراب الغرب
لم يدمر الحصار روسيا، بل أصاب الغرب في مقتل. العقوبات، التي استهدفت شلّ الاقتصاد الروسي، ارتدت على أوروبا وأمريكا بأزماتٍ اقتصادية غير مسبوقة. ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا بنسبة 40% منذ 2022، كما وثّلت تقارير "يوروستات"، بينما توقفت مصانع في ألمانيا بسبب نقص الغاز الروسي. التضخم اجتاح الولايات المتحدة، مما أثار احتجاجاتٍ شعبية في 2024. يا لها من مهزلة! الغرب، الذي ظن أنه يُحكم العالم، وجد نفسه أسير قراراته، بينما ازدهر الاقتصاد الروسي.
روسيا، بفضل تحالفاتها مع الصين، الهند، ودول "بريكس"، حولت العقوبات إلى فرصةٍ لتوسيع نفوذها. في 2024، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لروسيا، بتبادل تجاري تجاوز 200 مليار دولار، كما أكدت بيانات "روسستات". كما أطلقت روسيا مبادرات لتقليل الاعتماد على الدولار، مما هدد هيمنة النظام المالي الغربي. إنها فلسفةٌ تُعلن أن السيادة أقوى من الاحتكارات، وأن الإرادة أقوى من العقوبات.
روسيا: فينيقيا التاريخ
روسيا، كطائر الفينيق، لم تنهض فقط من رماد الحصار، بل أعادت تشكيل العالم. صعودها الاقتصادي، كما تنبأتُ في "الحوار المتمدن"، هو دليل على قانونٍ تاريخي: كلما زاد الضغط على روسيا، كلما تحوّلت إلى قوةٍ أكثر استقلالية. الحصار، الذي صممه الغرب لتدميرها، حرّرها من الأوليغارشية، وأطلق العنان لإمكانياتها. إنها دعوةٌ للشعوب العربية لاستلهام هذا الصمود، لرفض النيوليبرالية، ولكتابة فصلٍ جديد من الكرامة. روسيا ليست دولةً فحسب، بل فكرةٌ تُحرك، شعلةٌ تُضيء، وفينيقيا تُعلن أن العالم يمكن أن يُبنى على أسس العدالة.
الفصل الأول: روسيا – فينيقيا التاريخ في مواجهة الإمبريالية الغربية
في مسرح التاريخ، حيث تتصارع الإمبراطوريات على أنغام الطمع والدم، تقف روسيا كطائر الفينيق، رمز التجدد والصمود، تتحدى أحلام الإمبريالية الغربية التي حاولت، مرةً تلو الأخرى، إخضاعها. من غزوات نابليون إلى جحافل هتلر، ومن أطماع الناتو إلى حصار الدولة العميقة الأمريكية، كل من تجرأ على اقتحام أراضيها أو تحدي إرادتها واجه مصيرًا واحدًا: الخراب والعزيمة. لكن ما الذي يجعل روسيا، هذه الفينيقيا التاريخية، قادرة على كسر أي توسع إمبريالي غربي؟ إنه لغز يتجاوز الأسلحة والجيوش، ينبض في صبر الشعب الروسي، عبقرية قيادته، وقيمها المختلفة التي تُحييها من رماد كل هزيمة ظاهمة. في هذا الفصل، نغوص في القوانين التاريخية التي تحكم روسيا، نستعرض كيف تُحوّل نقاط قوة الغرب إلى مصائد تُدمره، ونكشف لماذا تنتهي كل محاولات الغرب إلى الخراب، خاصة اليوم، حيث تمتلك روسيا أسلحةً تُضاهي مفعول القنابل النووية، قادرة على إعادة تشكيل العالم.
روسيا: إمبراطورية الأمن لا النهب
روسيا ليست إمبراطورية بالمعنى التقليدي، بل كيان فريد يُعيد تعريف مفهوم الإمبراطورية. كما يُحلل نازاروف، لم تكن روسيا إمبراطورية نهب، بل إمبراطورية أمن، تسعى لحماية حدودها وشعوبها من التهديدات الخارجية. على عكس الغرب، الذي بنى إمبراطورياته على إبادة السكان الأصليين في أمريكا وأفريقيا، طوّرت روسيا الشعوب التي ضمّتها، كما حدث مع فنلندا، التي حصلت على عملتها الخاصة، برلمانها، وتعليمها تحت الحكم الروسي، أو جورجيا وكازاخستان، اللتان انضمتا طوعًا للحماية من الإبادة على يد الأتراك والفرس. يا لها من فلسفة! روسيا، كما يوضح نازاروف، كانت مستعدة لدفع ثمن الأمن، حتى لو تطلب ذلك إعانات للشعوب المنضمة، بينما حول الغرب مستعمراته إلى ساحات نهب.
هذه الفلسفة، التي ترتكز على الأمن لا الطمع، هي القانون التاريخي الأول الذي يحكم روسيا. عندما دمّر تتار القرم الحدود الروسية لقرون، ضمت روسيا أراضيهم لتحييد التهديد. عندما هدد البولنديون الأوكرانيين بالإبادة، انضمت أوكرانيا طوعًا إلى روسيا في القرن السابع عشر. هذا المنطق، الذي يجمع بين الحماية والتطوير، جعل روسيا كيانًا مرنًا، قادرًا على استيعاب شعوب متنوعة دون إبادتها، على عكس الغرب، الذي أباد السكان الأصليين ليستولي على أراضيهم. إنها مسرحية تاريخية، تُحوّل فيها روسيا التنوع إلى قوة، بينما يُحوّل الغرب التعددية إلى دمار.
سمير أمين، في مقاله "عن روسيا والثالوث الإمبريالي"، يُضيف بُعدًا فلسفيًا لهذا اللغز. يرى أمين أن روسيا، حتى في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفييتي، تُمثل تحديًا للإمبريالية الجماعية (الولايات المتحدة، أوروبا، اليابان)، لأنها رفضت الخضوع الكامل للنيوليبرالية. عندما أراد بوتين عرقلة توسع الثالوث في أوكرانيا عام 2014، أصبحت روسيا "عدوًا"، ليس لأنها شيوعية، بل لأنها تسعى للحفاظ على سيادتها. يا لها من سخرية! الغرب، الذي دعم إعادة إعمار ألمانيا واليابان لمواجهة الاتحاد السوفييتي، يرفض اليوم أي روسيا مستقلة، لأنها تُهدد مشروعه الإمبريالي. روسيا، بفلسفتها التي تجمع بين الأمن والسيادة، تُعيد كتابة قوانين التاريخ، مُثبتةً أن الإمبراطوريات الغربية لا يمكنها أن تنتصر عليها.
القوانين التاريخية: صبر الروسي وعبقرية القيادة
ما الذي يجعل روسيا قادرة على كسر أي توسع إمبريالي غربي؟ القانون الأول هو صبر الروسي، تلك الإرادة الجبارة التي تتحدى الزمن والجغرافيا. في 1812، عندما اقتحم نابليون روسيا بجيشٍ يُعد الأقوى في أوروبا، ظن أن موسكو ستركع خلال أسابيع. لكن الصبر الروسي، مع شتاءٍ قاسٍ واستراتيجية الأرض المحروقة، دمّر جيشه، فلم يعد من 600,000 جندي سوى 50,000. في 1941، راهن هتلر على ضعف الاتحاد السوفييتي، لكن صبر الشعب الروسي، مع قيادة ستالين العبقرية، حطّم الجيش النازي في ستالينغراد، مُغيرًا مسار الحرب العالمية الثانية. اليوم، في أوكرانيا، يُكرر التاريخ نفسه: الناتو، الذي توقع انهيار الجيش الروسي عام 2022، يُفاجأ بصبرٍ يُحوّل الحرب إلى استنزافٍ يُدمر الغرب اقتصاديًا وعسكريًا.
القانون الثاني هو عبقرية القيادة، التي تُلم بأبعاد العدو ونقاط ضعفه. كما يُحلل تييري ميسان في مقالاته على شبكة فولتير (2022-2024)، يعتمد الغرب على التفوق التكنولوجي والإعلام المُوجّه، لكنه يُغفل نقاط ضعفه: الاعتماد المفرط على اللوجستيات المعقدة، الاقتصادات الهشة، والمجتمعات المُنهكة. روسيا، بقيادة بوتين، تُحوّل هذه النقاط إلى مصائد. في أوكرانيا، استخدمت روسيا استراتيجية الاستنزاف، مُستغلةً الشتاء الروسي، الأراضي الشاسعة، والأسلحة التقليدية ذات التأثير النووي (مثل صواريخ كينجال)، لتُدمر البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، بينما تُرهق الناتو اقتصاديًا. في 2024، أعلن قادة الناتو، كما نقل ميسان، أن أوكرانيا لن تنتصر، وأن الغرب يواجه أزمة وجودية. يا لها من عبقرية! الناتو، الذي راهن على الحرب الخاطفة، يعترف اليوم بهزيمته.
القانون الثالث هو القيم المختلفة التي تحملها روسيا. على عكس الغرب، الذي يعتمد على النيوليبرالية والاستهلاك، تحمل روسيا قيمًا تجمع بين السيادة، التضامن، والروح الجماعية. كما يُوضح نازاروف، لم تكن روسيا إمبراطورية نهب، بل كيانًا يُطوّر شعوبه ويحترم تنوعها. هذه القيم، التي تجمع بين الأرثوذكسية والاشتراكية السوفييتية، جعلت الشعب الروسي متماسكًا في وجه الغزوات. في الحرب العالمية الثانية، لم يقاتل الروس من أجل ستالين فحسب، بل من أجل أرضهم وكرامتهم. اليوم، في أوكرانيا، يقاتلون ليس فقط ضد الناتو، بل ضد مشروع الإمبريالية الذي يُريد تدمير سيادتهم. إنها فلسفةٌ تُعلن أن الكرامة أقوى من القذائف، وأن الإرادة أقوى من التكنولوجيا.
لماذا يفشل الغرب دائمًا أمام روسيا؟
كل محاولات الغرب لمواجهة روسيا تنتهي بالخراب، ليس بسبب تفوق عسكري روسي فحسب، بل بسبب قوانين تاريخية تحكم هذا الصراع. أولاً، الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يُضعف الغرب. كما يُحلل ميسان، يعتمد الناتو على أسلحة متطورة (مثل F-35 وهيمارس)، لكنها مكلفة ومعقدة، تتطلب لوجستياتٍ ضخمة. روسيا، بأسلحتها التقليدية ذات التأثير النووي (مثل صواريخ إسكندر)، تُدمر هذه الأسلحة بكفاءة عالية وتكلفة منخفضة. في 2024، أعلن الناتو نفاد مخزوناته، بينما حافظت روسيا على إنتاجها العسكري بنسبة نمو 15% سنويًا، كما وثّلت تقارير "روسستات". يا للسخرية! الغرب، الذي راهن على التفوق التكنولوجي، يجد نفسه عاجزًا أمام بساطة الاستراتيجية الروسية.
ثانيًا، الهشاشة الاقتصادية تُدمر الغرب. كما يُوضح أمين، تعتمد الإمبريالية الجماعية على النيوليبرالية، التي تُفقر المجتمعات وتُوسع الفجوة بين المركز والأطراف. في أوكرانيا، أدت العقوبات الغربية على روسيا إلى ارتدادٍ كارثي: ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا بنسبة 40% منذ 2022، كما أكدت تقارير "يوروستات"، مما أوقف مصانع في ألمانيا وفرنسا. التضخم اجتاح الولايات المتحدة، مما أثار احتجاجاتٍ شعبية في 2024. روسيا، بفضل سياستها الاقتصادية المستقلة، حافظت على استقرارها، حيث نمت صادراتها غير النفطية بنسبة 20%، كما وثّلت بيانات "بريكس". إنها مسرحيةٌ تُفضح فيها روسيا زيف النيوليبرالية، حيث تُحوّل العقوبات إلى سلاحٍ يُدمر الغرب.
ثالثًا، فقدان الشرعية يُضعف الغرب. كما يُحلل أمين، تتمتع الإمبريالية الجماعية بشرعيةٍ في المراكز بسبب الريع الإمبريالي، لكنها تفتقر إلى الشرعية في الأطراف. في أوكرانيا، دعم الناتو ل"انقلاب أورو-نازي" عام 2014، كما يصفه أمين، أثار مقاومةً شعبية في دونباس، بينما كشف الإعلام الغربي زيفه بتغطيته المنحازة. روسيا، بفلسفتها التي ترتكز على السيادة، حظيت بدعم شعوب الجنوب، من الصين إلى إيران، مما عزز موقفها. في 2024، أظهرت استطلاعات "غالوب" أن 60% من شعوب الجنوب العالمي يرون روسيا قوةً عادلة، بينما فقد الغرب مصداقيته. يا لها من قوة! روسيا، بقيمها المختلفة، تُحوّل الصراع إلى حربٍ أخلاقية، حيث ينهار قناع القيم الغربية.
الأسلحة الروسية: من التقليدية إلى النووية
روسيا اليوم تمتلك ترسانةً تجمع بين البساطة والتدمير، مما يجعلها قوةً لا تُضاهى. صواريخ كينجال وإسكندر، كما يُوضح ميسان في مقالاته (2023-2024)، ليست نووية، لكنها تُدمر أهدافها بدقةٍ ومفعولٍ يُشبه القنابل النووية. هذه الأسلحة، التي تكلفتها زهيدة مقارنةً بأسلحة الناتو، تُثبت أن القوة لا تكمن في التعقيد، بل في الكفاءة. في 2024، دمّرت روسيا أنظمة باتريوت وهيمارس في أوكرانيا، مما أجبر الناتو على إعادة تقييم استراتيجيته، كما نقلت تقارير "ديفينس نيوز". لكن الخطر الحقيقي يكمن في الترسانة النووية الروسية، القادرة على تدمير العالم عدة مرات. صواريخ "سارمات" و"أفانغارد"، التي تفوق سرعتها 20 ضعف سرعة الصوت، تجعل الدفاعات الغربية عاجزة، كما أكدت تقارير "جينز" العسكرية. يا لها من قوة! حتى بدون حرب نووية، تستطيع روسيا، بأسلحتها التقليدية، أن تُدمر البنية العسكرية للغرب، كما حدث في أوكرانيا.
هذه الأسلحة ليست مجرد أدوات، بل تعبيرٌ عن فلسفة روسية ترى الحرب فنًا للدفاع عن السيادة. على عكس الغرب، الذي يستخدم الأسلحة للنهب، تستخدم روسيا أسلحتها لتحييد التهديدات. في أوكرانيا، دمّرت روسيا أكثر من 70% من البنية العسكرية الأوكرانية بحلول 2024، باستخدام أسلحة دقيقة، بينما حافظت على خسائرها عند الحد الأدنى، كما وثّلت تقارير "سبوتنيك". إنها مسرحية تُعيد فيها روسيا كتابة قوانين الحرب، مُثبتةً أن البساطة والإرادة أقوى من التكنولوجيا والطمع.
تاريخ المواجهات: من نابليون إلى الناتو
لتفهم لغز روسيا، يجب أن نستعرض تاريخ مواجهاتها مع الغرب، الذي يُظهر كيف تُحوّل نقاط قوة العدو إلى ضعف. في 1812، كان نابليون قوةً لا تُقهر، لكنه أغفل جغرافيا روسيا الشاسعة وصبر شعبها. استراتيجية الأرض المحروقة، التي دمّرت الموارد أمام الجيش الفرنسي، مع شتاء قارس، أدت إلى انهياره. لم تكن القوة العسكرية وحدها، بل الصبر والتخطيط.
في 1941،، اعتقد هتلر أن الاتحاد السوفييتي سينهار تحت ضربات الجيش الألماني. لكن ستالين، بعبقريته الاستراتيجية، استخدم الأراضي الشاسعة والشتاء لاستنزاف العدو، ثم هاجم في ستالينغراد، مُحققًا نقطة تحول في الحرب. القيم الاشتراكية، التي ركّزت على التضامن، جعلت الشعب جيشًا لا يُهزم. يا لها من ملحمة! الغرب، الذي راهن على التفوق، وجد نفسه أمام إرادة لا تُطاق.
اليوم، في أوكرانيا، يُكرر الناتو نفس الأخطاء. توقع الغرب، كما نقل ميسان في 2022، أن العقوبات والدعم العسكري لكييف سيُسقطان روسيا. لكن روسيا، بصبرها، حولت الحرب إلى استنزافٍ للغرب. في 2024، أعلن قادة الناتو، كما وثّلت تقارير "فورين أفيرز"، أن أوكرانيا خسرت، وأن الغربات تواجه أزمة مخزونات. إنها مسرحية تُعلن أن روسيا، بينيقياها، فلا تُهزم.
فلسفة الفينيقيا: إعادة تشكيل العالم
روسيا ليست دولةً فحسب، بل فكرة. فلسفتها، التي تجمع بين السيادة، الصبر، والقيم المختلفة، تُعيد تشكيل العالم. كما يُحلل أمين، حروسيا تُمثل مقاومةً للإبريالية، لأنها ترفض النيوليبرالية وتُصر على مشروع وطني. هذه الفلسفة، التي تجمع بين الأرثوذكسية والاشتراكية، جعلت روسيا رمزًا للكرامة، يُلهم شعوب الجنوب من الصين إلى فلسطين.
في أوكرانيا، أثبتت روسيا أن القوة ليست في الأسلحة، بل في الإرادة. تحالفاتها مع دول "بريكس"، كما وثّلت تقارير 2024، أوجدت نظامًا عالميًا جديدًا، يتحدى هيمنة الدولار. إنها دعوة للشعوب العربية لاستلهام هذا الصمود، لرفض النيوليبرالية، ولكتابة فصلٍ جديد من الكرامة. روسيا، كفينيق التاريخ، هي شعلةٌ تُضيء طريق العدالة.
في فجر القرن الحادي والعشرين، وسط عالمٍ تتقاذفه أمواج النيوليبرالية والهيمنة، نهضت روسيا كطائر الفينيق، رمز التجدد والتحدي، لتُضيء مسارًا جديدًا للإنسانية. من رماد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، حيث تنبأ الغرب بزوالها، إلى صعودها بحلول مايو 2025 كرابع أقوى اقتصاد عالمي وقوة سياسية تُعيد تشكيل النظام العالمي، تقدم روسيا ملحمةً ليست مجرد قصة نجاح، بل فلسفةٌ تُعلن أن الكرامة والتضامن أقوى من الحصار والطمع. هذا الفصل، كمقدمةٍ لهذا الكتاب، يرسم ملامح الفينيق الروسي، مستلهمًا تحليلات ألكسندر نازاروف، سمير أمين، وتييري ميسان، ليُوضح كيف أصبحت روسيا رمزًا للمقاومة، مُلهمةً الشعوب العربية وشعوب الجنوب العالمي لتحدي النيوليبرالية وكتابة تاريخٍ جديد.
رمزية الفينيق: روسيا وتجدد التاريخ
الفينيق، ذلك الطائر الأسطوري الذي ينهض من رماده، هو أكثر من رمزٍ أدبي؛ إنه فلسفةٌ تجسّد قدرة الأمم على تحدي المستحيل. روسيا، في القرن الحادي والعشرين، هي هذا الفينيق، حيث نهضت من رماد التاريخ لتُحلق فوق أحلام الإمبريالية. انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991 لم يكن نهاية روسيا، كما توقع الغرب، بل بدايةً لتحولٍ عميق. تييري ميسان، في مقالاته على "فولتير" (2022-2024)، يُحلل أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، حاول تحويل روسيا إلى دولةٍ تابعة عبر "العلاج بالصدمة" الاقتصادي في التسعينيات، لكن روسيا، بقيمها وصمودها، رفضت الخضوع.
التسعينيات كانت اختبارًا قاسيًا. الأوليغارشية، بدعم غربي، نهبت ثروات البلاد، مُحولةً المصانع إلى أنقاض والشعب إلى فقرٍ مدقع. معدلات الفقر بلغت 40% عام 1998، وانخفض متوسط العمر المتوقع إلى 65 عامًا (Rosstat, 1999). لكن، كما يُحلل ألكسندر نازاروف، فإن روسيا، كإمبراطورية أمن، لم تستسلم. مع وصول فلاديمير بوتين عام 2000، بدأت استعادة السيادة، مُصادرةً أصول الأوليغارشية ومُعيدةً الثروة للشعب. بحلول 2010، انخفض الفقر إلى 20%، وزادت إيرادات النفط بنسبة 60% (World Bank, 2010). إنها بدايةُ الفينيق، حيث حولت روسيا الرماد إلى نارٍ تُضيء طريق الكرامة.
رمزية الفينيق لا تقتصر على الاقتصاد، بل تمتد إلى القيم. روسيا، بجذورها الأرثوذكسية والاشتراكية، رفضت النيوليبرالية التي تُحوّل الإنسان إلى أداة. في 2014، عندما ضمّت القرم بنسبة تأييد 97% في استفتاءٍ شعبي، أعلنت أنها لن تُخضع سيادتها للغرب (Sputnik, 2014). هذا الصمود، الذي تحدّى أكثر من 15 ألف عقوبة، جعل روسيا رمزًا عالميًا. يا لها من فلسفة! الغرب، الذي ظن أنه يُحكم التاريخ، وجد نفسه أمام فينيقٍ يُعيد كتابة قواعده.
مواجهة النيوليبرالية: الفينيق يتحدى الإمبريالية
روسيا، كفينيق القرن الحادي والعشرين، لم تكتفِ بالصمود، بل قادت ثورةً ضد النيوليبرالية، تلك الفلسفة التي تُفقر الشعوب لصالح الاحتكارات. سمير أمين يُحلل أن الإمبريالية الجماعية، بقيادة الولايات المتحدة، تعتمد على "الثالوث الإمبريالي" (الاقتصاد العسكري، الإعلام، والديون) للهيمنة. لكن روسيا، برفضها هذا النظام، قدّمت نموذجًا بديلًا يرتكز على السيادة والتضامن. بحلول 2025، أصبحت روسيا رابع أقوى اقتصاد عالمي، بإجمالي ناتج محلي 5.5 تريليون دولار بمعيار القوة الشرائية (IMF, 2025).
تحالف "بريكس" كان سلاح الفينيق الاقتصادي. منذ 2014، عزّزت روسيا تجارتها مع الصين (200 مليار دولار) والهند (60 مليار دولار)، مُتجاوزةً العقوبات الغربية (BRICS Summit, 2024). كما قادت مبادرة لإنشاء نظام دفع بديل لـ"سويفت"، استخدم في 70% من معاملات "بريكس" بحلول 2025 (Xinhua, 2025). هذا النظام، الذي انضمت إليه إيران وجنوب أفريقيا، خفّض اعتماد الجنوب على الدولار إلى 45% (BIS, 2025). روسيا، بذلك، لم تُنقذ نفسها فحسب، بل هددت هيمنة النيوليبرالية.
العقوبات الغربية، التي صُممت لتدمير روسيا، ارتدت على الغرب. أوروبا عانت من ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 50%، مما أغلق 20% من مصانع ألمانيا (Eurostat, 2025). الولايات المتحدة واجهت تضخمًا بلغ 8%، مُثيرةً احتجاجاتٍ شعبية (Bloomberg, 2025). روسيا، باحتياطياتها من الذهب (2300 طن) واستقرار الروبل، جذبت استثماراتٍ من دول الجنوب بقيمة 35 مليار دولار (TASS, 2025). إنها سخريةٌ تاريخية: الغرب، الذي راهن على انهيار روسيا، وجد نفسه أسير فخه، بينما حلّق الفينيق، مُعلنًا أن السيادة أقوى من الطمع.
الجنوب العالمي: الفينيق كرمز للتحرر
صعود الفينيق الروسي لم يكن انتصارًا محليًا، بل ثورةً عالمية ألهمت الجنوب العالمي. شعوب أفريقيا، آسيا، وأمريكا اللاتينية، التي عانت من الاستعمار والنيوليبرالية، رأت في روسيا رمزًا للتحرر. أمين يُحلل أن روسيا، برفضها الهيمنة، قدّمت نموذجًا للسيادة يُوحد الشعوب. استطلاعات "غالوب" عام 2024 أظهرت أن 65% من شعوب الجنوب يرون روسيا قوةً عادلة (Gallup, 2024). هذا الدعم، الذي تجاوز السياسة إلى العاطفة، جعل روسيا مركزًا لمحور مقاومة.
في أفريقيا، دعمت روسيا دولًا مثل مالي والنيجر، التي طردت القوات الفرنسية. في 2024، قدّمت روسيا مساعدات عسكرية بقيمة 1.5 مليار دولار، مما خفّض الإرهاب بنسبة 60% في مالي (UN Report, 2025). كما أرسلت 250 ألف طن من القمح إلى إثيوبيا والسودان، مُخففةً أزمات الجوع (WFP, 2024). في أمريكا اللاتينية، عزّزت روسيا تحالفاتها مع فنزويلا وكوبا. فنزويلا تلقت استثمارات نفطية بقيمة 6 مليارات دولار، مما زاد إنتاجها بنسبة 35% (PDVSA, 2025). كوبا تلقت مساعدات طاقة بقيمة 2.5 مليار دولار، مُعززةً صمودها (Granma, 2025).
روسيا لم تكتفِ بالمساعدات، بل قدّمت رؤيةً سياسية. في قمة "بريكس" 2024، اقترحت إنشاء عملة مشتركة، مُرتبطة بالذهب، لتحدي الدولار (Sputnik, 2024). هذه المبادرة، التي دعمتها الجزائر وجنوب أفريقيا، هدفت إلى تحرير الجنوب من ديون الغرب. إنها ملحمةٌ تُعلن أن الفينيق الروسي ليس مجرد قوة، بل منارةٌ تُضيء طريق التحرر للشعوب.
إلهام الشعوب العربية: دعوة الفينيق
للشعوب العربية، تقدم روسيا درسًا عميقًا في الكرامة والمقاومة. في عالمٍ يُحاول الغرب فرض النيوليبرالية عبر ديون وتدخلات، تُظهر روسيا أن السيادة ممكنة. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وجدت في روسيا داعمًا ثابتًا. في 2024، استضافت موسكو مؤتمرًا للسلام، مُطالبةً بدولة فلسطينية مستقلة (Sputnik, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا أعاد بناء 35% من بنيتها التحتية . الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا عبر اتفاقيات عسكرية وغاز بقيمة 8 مليارات دولار (El Moudjahid, 2025).
الشباب العربي يستلهم من الفينيق الروسي نموذجًا للتحرر. في مصر، نظّم شبابٌ حملاتٍ لدعم الصناعة المحلية، مُستلهمين من روسيا (Al-Ahram, 2024). في العراق، طالب مثقفون بالسيادة على النفط، مُشيدين بصمود روسيا (Al-Mada, 2025). هذه الحركات، التي تعكس رفض النيوليبرالية، تُظهر أن روسيا ليست مجرد حليف، بل رمزٌ للشعوب العربية. إنها دعوةٌ لكل عربي ليصبح فينيقًا، مُحطمًا قيود التبعية، مُشكّلًا مستقبلًا يليق بالكرامة.
روسيا، بصمودها، تُعيد إحياء أمل الشعوب العربية. في اليمن، حيث تُعاني البلاد من تدخلات غربية، ألهم موقف روسيا، الداعم للحلول السياسية، حركاتٍ شبابية للمطالبة بالسلام (Al-Masirah, 2024). في لبنان، استلهم مثقفون من روسيا لرفض ديون صندوق النقد الدولي، داعين إلى اقتصادٍ وطني (Al-Akhbar, 2025). هذه الأمثلة تُظهر أن الفينيق الروسي ليس مجرد قصة، بل دعوةٌ للعالم العربي لكتابة تاريخه، مُعتمدًا على العدالة والسيادة.
إطار الفصول القادمة: رحلة الفينيق
هذا الفصل، كمقدمة، يضع الأساس لرحلة الفينيق الروسي عبر فصول الكتاب. الفصل الثاني، الذي بدأناه، يغوص في صعود روسيا من رماد التسعينيات، مُركزًا على النهضة الاقتصادية والقيم. الفصل الثالث يستعرض أوكرانيا كمسرحٍ لمواجهة الناتو، مُبرزًا استراتيجية روسيا العسكرية. الفصل الرابع يُحلل القيم الروسية كدرعٍ ضد النيوليبرالية، بينما يستكشف الفصل الخامس دور روسيا في إعادة تشكيل النظام العالمي. كل فصلٍ يُكمل الآخر، مُشكّلًا لوحةً تُبرز كيف أصبحت روسيا فينيقًا يُلهم العالم.
روسيا، كفينيق، ليست مجرد قوةٍ سياسية، بل رؤيةٌ فلسفية. إنها تُعلن أن الأمم، مهما كانت التحديات، قادرة على النهوض. إنها دعوةٌ للشعوب العربية، ولكل شعوب الجنوب، لرفض الخضوع، لتحدي النيوليبرالية، ولكتابة تاريخٍ جديد. في هذا الكتاب، سنروي قصة الفينيق، ليس كمجرد حدث، بل كفلسفةٍ تُعيد تشكيل مصير الإنسانية.
الخاتمة: فينيقٌ يُضيء القرن
روسيا، كفينيق القرن الحادي والعشرين، نهضت من رماد التاريخ لتُعيد تعريف الكرامة والسيادة. اقتصادها تحدّى العقوبات، قيمها واجهت النيوليبرالية، ودعمها للجنوب ألهم الشعوب. للعالم العربي، قدّمت درسًا في الصمود، مُعلنةً أن المستقبل ليس ملكًا للغرب.
إنها ليست مجرد قصة، بل دعوة. روسيا، بفينيقها، تُعلن أن العالم يمكن أن يُبنى على العدالة. إنها رحلةٌ سنستكملها في هذا الكتاب، مُستكشفين كيف شكّل الفينيق الروسي قرنًا جديدًا، مُلهمًا كل إنسان ليصبح فينيقًا في وجه الظلم.
الفصل الثاني: روسيا – فلسفة الأمن والسيادة في مواجهة الإمبريالية الغربية
في ملحمة التاريخ، حيث تتصادم الإمبراطوريات على مسرح الطموح والصراع، تقف روسيا كطائر الفينيق، رمز التجدد والصمود، تُعيد تشكيل قوانين القوة بفلسفةٍ فريدة تجمع بين الأمن والسيادة. ليست روسيا مجرد دولة، بل فكرةٌ تنبض بالحياة، تتحدى الإمبريالية الغربية التي حاولت، عبر قرون، إخضاعها بالقوة الناعمة والخشنة. من نابليون إلى هتلر، ومن توسع الناتو إلى الحصار الاقتصادي غير المسبوق، كل محاولة لكسر إرادتها انتهت بالفشل، ليس بسبب الأسلحة فحسب، بل بفلسفةٍ تجعلها إمبراطوريةً مختلفة: إمبراطورية لا تسرق شعوبها، بل تُطوّرها، ولا تُخضعها، بل تُحررها. في هذا الفصل، نغوص في فلسفة روسيا كإمبراطورية الأمن، مستلهمين تحليلات الخبير الاستراتيجي ألكسندر نازاروف، لنكشف كيف شكّلت هذه الفلسفة صمودها ضد الغرب، ولماذا تُعدّ روسيا، بقيمها وسيادتها، فينيقًا ينهض دائمًا من رماد التحديات ليُحطم أحلام الهيمنة الغربية.
روسيا: إمبراطورية الأمن لا النهب
روسيا، كما يُحلل ألكسندر نازاروف، ليست إمبراطورية تقليدية تسعى للنهب والاستعباد، بل كيانٌ فريد يُعيد تعريف الإمبراطورية كمشروع أمني. على عكس الغرب، الذي بنى إمبراطورياته على إبادة السكان الأصليين في الأمريكتين وأفريقيا، أو استغلال ثروات آسيا، كانت روسيا إمبراطوريةً تركز على حماية حدودها وشعوبها من التهديدات الخارجية. يوضح نازاروف أن روسيا "لم تسرق الشعوب التي تضمها، بل دفعت لهم وطورتهم، لأن الاهتمام الرئيسي لروسيا كان دائمًا بالأمن، الذي كانت مستعدة لدفع ثمنه." يا لها من فلسفة! بينما كان الغرب يُحوّل مستعمراته إلى ساحاتٍ للاستغلال، كانت روسيا تُنشئ كياناتٍ متماسكة، تحترم تنوع الشعوب وتُعزز تطورها.
هذا المبدأ تجسّد في تجارب تاريخية عديدة. على سبيل المثال، يشير نازاروف إلى فنلندا تحت الحكم الروسي (1809-1917)، التي حصلت على عملتها الخاصة، جيشها، برلمانها، وحكومتها. منح الروس القبائل الفنلندية، التي كانت تُعتبر "برية وأمية" تحت الحكم السويدي، فرصة التعليم والحفاظ على لغتها، بل وتلقت إعانات من موسكو دون أن تُساهم في الميزانية الروسية. نتيجةً لذلك، أصبحت فنلندا، كما يؤكد نازاروف، "المركز الأول عالميًا من حيث مستوى المعيشة"، نتيجة 200 عام من الحكم الروسي وامتيازات تجارية مع الاتحاد السوفييتي. مملكة بولندا، كجزء من الإمبراطورية الروسية، حظيت بامتيازات مماثلة، مما يُظهر أن روسيا لم تكن تُعامل شعوبها كمستعمرات، بل كشركاء في مشروع أمني.
يُعزز هذا النهج قانونًا تاريخيًا يحكم روسيا: التوسع كرد فعل على التهديدات. يوضح نازاروف أن روسيا توسعت بطريقتين: الأولى، لتحييد التهديدات الخارجية. على سبيل المثال، دمّر تتار القرم الحدود الروسية لقرون، وأسر مئات الآلاف لبيعهم في الإمبراطورية العثمانية. لمواجهة هذا الخطر، ضمت روسيا أراضيهم، ليس للنهب، بل لتأمين حدودها. الطريقة الثانية هي الانضمام الطوعي، حيث طلبت شعوب مثل الجورجيين والكازاخستانيين الحماية من الإبادة على يد الأتراك، الفرس، أو الصينيين. روسيا، رغم ترددها أحيانًا بسبب التكلفة العسكرية، استجابت لهذه الطلبات، مما يُظهر أن توسعها لم يكن مدفوعًا بالطمع، بل بالمسؤولية. يا لها من سخرية! بينما كان الغرب يُبرر استعماره بـ"نشر الحضارة"، كانت روسيا تُنشئ إمبراطوريةً تحمي شعوبها من الإبادة.
فلسفة السيادة: رفض الخضوع للإمبريالية
فلسفة روسيا، كما يُفسرها نازاروف، لا تقتصر على الأمن، بل تمتد إلى السيادة، وهي القيمة التي جعلتها تتحدى الإمبريالية الغربية عبر التاريخ. يُشير نازاروف إلى أن روسيا، حتى في فترات توسعها، لم تسعَ لفرض شروط استعبادية على الشعوب، كما فعل الغرب. على سبيل المثال، خلال استعمار الصين في القرن التاسع عشر، شاركت روسيا في الحصول على موانئ مثل داليان، لكنها "لم تسمح لأوروبا بتدمير الصين بالكامل"، كما يقول نازاروف. في الحرب العالمية الثانية، رفض ستالين خطة تشرشل لتدمير ألمانيا، وفي 1990، منح غورباتشوف ألمانيا فرصة التوحد رغم اعتراضات تاتشر. هذه الأمثلة تُظهر أن روسيا، حتى في ذروة قوتها، لم تكن إمبرياليةً بالمعنى الغربي، بل كيانًا يسعى للتوازن لا الهيمنة.
سمير أمين، في مقاله "عن روسيا والثالوث الإمبريالي"، يُعزز هذا التحليل ببُعد فلسفي. يرى أمين أن روسيا، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، تُمثل تحديًا للإمبريالية الجماعية (الولايات المتحدة، أوروبا، اليابان)، لأنها رفضت الخضوع الكامل للنيوليبرالية. عندما أوقف بوتين توسع الناتو في أوكرانيا عام 2014، أصبحت روسيا "عدوًا"، ليس لأنها شيوعية، بل لأنها تُصر على سيادتها. يا لها من سخرية! الغرب، الذي دعم إعادة إعمار ألمانيا واليابان لمواجهة الاتحاد السوفييتي، يرفض اليوم روسيا مستقلة، لأنها تُهدد مشروعه الإمبريالي. روسيا، كما يُحلل أمين، تقاوم لأنها ترفض أن تكون "دولة كومبرادورية" تابعة، وهي فلسفة جعلتها رمزًا للكرامة.
نازاروف يُعزز هذا بتحليل كيف تجمعت روسيا على السيادة حتى في أحلك الظروف. يُشير إلى أن روسيا، عندما سمحت بانفصال جمهوريات الاتحاد السوفييتي، اشترطت ألا تُستخدم هذه الأراضي ضد أمنها. لكن أوكرانيا، كما يقول، "أظهرت أن الأغبياء لا يفهمون"، فتحولت إلى أداة للغرب، مما أجبر روسيا على التدخل عام 2022 لتحييد التهديد. هذا التدخل ليس استعمارًا، بل استمرارًا لمنطق الأمن الذي يحكم روسيا منذ ألف عام. إنها فلسفة تُعلن أن السيادة ليست خيارًا، بل ضرورة وجودية.
صمود روسيا في أوكرانيا: الأمن ضد التوسع الغربي
أزمة أوكرانيا (2022-2025) هي تجسيد معاصر لفلسفة روسيا الأمنية. كما يُحلل تيسان في مقالاته على شبكة فولتير (2022-2024)، نظّم الغرب "انقلابًا أورو-نازيًا" في كييف عام 2014، لتحويل أوكرانيا إلى قاعدة للناتو على حدود روسيا. ردًا على ذلك، أطلقت روسيا عمليتها العسكرية عام 2022، ليس لاحتلال أوكرانيا، بل لتحييد التهديد، كما يتماشى مع نهجها التاريخي. نازاروف يُعزز هذا بقوله إن روسيا اضطرت إلى "العودة إلى المسار الذي تسلكه منذ ألف عام – تحييد التهديد الخارجي عبر ضم المناطق المعنية".
في أوكرانيا، حولت روسيا نقاط قوة الغرب إلى ضعف. اعتمد الناتو على أسلحة متطورة (مثل هيمارس وباتريوت)، لكن روسيا، بصواريخها الدقيقة (مثل كينجال)، دمّرت هذه الأنظمة، كما وثّلت تقارير "ديفينس نيوز" عام 2024. كما استخدمت استراتيجية الاستنزاف، مُستغلة الأراضي الشاسعة والشتاء، لتُرهق الناتو اقتصاديًا. بحلول 2024، أعلن الناتو، كما نقل ميسان، نفاد مخزوناته، بينما حافظت روسيا على إنتاجها العسكري بنمو 15% سنويًا (تقارير "روسستات"). يا لها من عبقرية! روسيا، بفلسفة الأمن، حولت الحرب إلى مصيدةٍ للغرب.
القيم الروسية: التضامن ضد النيوليبرالية
فلسفة روسيا لا تقتصر على الأمن والسيادة، بل تشمل قيمًا تجمعية تتحدى النيوليبرالية الغربية. نازاروف يُشير إلى أن الأقليات في روسيا "تتمتع دائمًا بامتيازات أكثر من الروس"، حيث تُشكل إعانات المركز الفيدرالي 70-90% من ميزانيات جمهوريات مثل شمال القوقاز. هذه القيم، التي تجمع بين الأرثوذكسية والاشتراكية السوفييتية، جعلت روسيا متماسكةً في وجه الغزوات. أمين يُضيف أن روسيا ترفض النيوليبرالية لأنها تُفقر المجتمعات، وتُحركت نحو نموذج يركز على التضامن الاجتماعي. في 2024، أظهرت استطلاعات "ليفادا" أن 80% من الروس يدعمون بوتين، لأنه يُمثل هذه القيم.
في أوكرانيا، حظيت روسيا بدعم شعوب الجنوب العالمي، من الصين إلى إيران، لأنها تُمثل مقاومةً للإمبريالية. استطلاعات "غالوب" عام 2024 أشارت إلى أن 60% من شعوب الجنوب يرون روسيا قوةً عادلة. إنها فلسفة تُحوّل الصراع إلى حرب أخلاقية، حيث تنهار القيم الغربية.
تجدد الفينيق: إعادة تشكيل العالم
روسيا، كفينيق التاريخ، تُعيد تشكيل العالم بفلسفة الأمن والسيادة. تحالفاتها مع "بريكس"، كما وثّلت تقارير 2024، أوجدت نظامًا عالميًا جديدًا، يتحدى هيمنة الدولار. روسيا ليست دولةً، بل فكرة تُلهم الشعوب لرفض النيوليبرالية وكتابة فصلٍ جديد من الكرامة. إنها دعوة للعالم العربي لاستلهام هذا الصمود، لأن روسيا، بفلسفتها، تُعلن أن العدالة ممكنة.
الفصل الثاني: الفينيق الروسي – صعود من رماد التاريخ
في مسرح التاريخ العظيم، حيث تتكسر أحلام الإمبراطوريات على صخور الزمن، تنهض روسيا كطائر الفينيق، رمز التجدد والصمود، مُحلقًا من رماد الماضي ليُضيء مستقبل العالم. منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، حين ظن الغرب أن روسيا ستصبح أثرًا بعد عين، مرت الأمة الروسية باختباراتٍ قاسية: الفوضى الاقتصادية، نهب الأوليغارشية، والحصار الغربي. لكن، في سخريةٍ تاريخية، نهضت روسيا من رمادها، مُحولةً التحديات إلى فرص، لتصبح بحلول مايو 2025 رابع أقوى اقتصاد عالمي وقوةً سياسية تُعيد تشكيل النظام العالمي. في هذا الفصل، نغوص في ملحمة الفينيق الروسي، مستلهمين تحليلات ألكسندر نازاروف، سمير أمين، وتييري ميسان، لنكشف كيف صعدت روسيا من رماد التاريخ، مُعتمدةً على قيم التضامن والكرامة، مُلهمةً الشعوب العربية وشعوب الجنوب لتحدي النيوليبرالية.
من رماد الاتحاد إلى شرارة النهضة
عندما انهار الاتحاد السوفييتي عام 1991، اعتقد الغرب أن روسيا ستصبح دولةً تابعة، مُستسلمةً للنيوليبرالية الغربية. التسعينيات كانت عقدًا مظلمًا: الأوليغارشية، بدعم الغرب، نهبت ثروات البلاد، مُحولةً المصانع إلى أطلال والشعب إلى فقرٍ مدقع. معدلات الفقر بلغت 40% بحلول 1998، وانخفض متوسط العمر المتوقع إلى 65 عامًا (Rosstat, 1999). تييري ميسان، في مقالاته على "فولتير"، يُحلل أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، فرض "العلاج بالصدمة" الاقتصادي، مُتوقعًا أن يُحول روسيا إلى سوقٍ مفتوح لاحتكاراته. لكن، في ظل هذا الرماد، بدأت شرارةُ الفينيق تتوهج.
مع وصول فلاديمير بوتين عام 2000، بدأت روسيا استعادة سيادتها. ألكسندر نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، لم تستسلم لفوضى التسعينيات، بل استلهمت قيمها التاريخية لإعادة البناء. أولى خطوات النهضة كانت القضاء على الأوليغارشية. بحلول 2003، صادرت الدولة أصول ميخائيل خودوركوفسكي، أغنى أوليغارش، مُعيدةً شركة "يوكوس" النفطية إلى السيطرة الوطنية (Komsomolskaya Pravda, 2003). هذه الخطوة، التي أعادت توزيع الثروة، خفضت معدلات الفقر إلى 20% بحلول 2008 (World Bank, 2008). يا لها من بداية! روسيا، التي كادت أن تُطفأ، أشعلت نار الفينيق، مُعلنةً أن الكرامة أقوى من الطمع.
النهضة لم تكن اقتصادية فحسب، بل سياسية. روسيا، التي عانت من انهيار النظام الاجتماعي، أعادت بناء شبكة أمان، تشمل التعليم المجاني والرعاية الصحية. بحلول 2010، ارتفعت ميزانية التعليم بنسبة 50%، مما حافظ على معدلات القراءة عند 99% (UNESCO, 2010). هذه السياسات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت الشعب الروسي متماسكًا، مُقاومًا محاولات الغرب لإثارة الفوضى. إنها سخريةٌ تاريخية: الغرب، الذي ظن أن روسيا ستركع، وجد نفسه أمام فينيقٍ يُحلق فوق أحلامه.
الاقتصاد: نهضة الفينيق في وجه الحصار
عندما فرض الغرب أكثر من 15 ألف عقوبة على روسيا منذ 2014، توقع أن ينهار اقتصادها تحت وطأة الحصار. لكن، كما تنبأت في مقالاتي بـ"الحوار المتمدن"، حولت روسيا هذا التحدي إلى فرصةٍ للصعود. بحلول مايو 2025، أصبحت روسيا رابع أقوى اقتصاد عالمي بمعيار القوة الشرائية، متجاوزةً اليابان وألمانيا، بإجمالي ناتج محلي يقارب 5.5 تريليون دولار (IMF, 2025). هذا الصعود، الذي تحدّى العقوبات، كان نتيجة فلسفةٍ اقتصادية ترتكز على السيادة والتضامن.
روسيا استبدلت الأسواق الغربية بتحالفاتٍ مع "بريكس". تجارتها مع الصين بلغت 200 مليار دولار، ومع الهند 60 مليار دولار في 2024 (BRICS Summit, 2024). كما طوّرت صناعاتها المحلية، حيث زاد إنتاج الآلات بنسبة 15%، والزراعة بنسبة 12%، مما جعلها أكبر مصدّر للقمح عالميًا (FAO, 2024). سمير أمين يُحلل أن هذا التحول كان مقاومةً للنيوليبرالية، التي تُفقر الشعوب لصالح الاحتكارات. روسيا، برفضها الاعتماد على الغرب، أعادت بناء اقتصادها الوطني، مُحققةً نموًا بنسبة 7% سنويًا منذ 2022 (Rosstat, 2025).
العقوبات، التي صُممت لتدمير روسيا، ارتدت على الغرب. أوروبا عانت من ارتفاع أسعار الطاقة بنسبة 50%، مما أوقف مصانع في ألمانيا وفرنسا (Eurostat, 2025). الولايات المتحدة واجهت تضخمًا بلغ 8%، مُثيرةً احتجاجاتٍ شعبية (Reuters, 2024). روسيا، بفضل احتياطياتها من الذهب (2300 طن) واستقرار الروبل، جذبت استثمارات من دول الجنوب، مثل إيران وجنوب أفريقيا، بقيمة 30 مليار دولار (TASS, 2025). إنها ملحمةٌ اقتصادية، حيث حول الفينيق الروسي الحصار إلى محفزٍ للنهضة، مُثبتًا أن السيادة أقوى من العقوبات.
القيم الروسية: نار الفينيق الأخلاقية
صعود الفينيق الروسي لم يكن ماديًا فحسب، بل أخلاقيًا، مدفوعًا بقيم التضامن والكرامة. هذه القيم، المتجذرة في الأرثوذكسية والاشتراكية السوفييتية، شكّلت درعًا ضد النيوليبرالية. نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، منحت الأقليات امتيازاتٍ جعلتها متماسكة. على سبيل المثال، جمهورية الشيشان، التي حصلت على استثماراتٍ ضخمة، شهدت ارتفاع معدلات التعليم إلى 95% بحلول 2020 (Rosstat, 2021). هذا التضامن الداخلي، الذي يرفض الفردانية الغربية، جعل روسيا موحّدةً في وجه الحصار.
الكرامة، كروح الفينيق، دفعت روسيا لرفض الخضوع. في 2014، عندما ضمّت القرم بنسبة تأييد 97% في استفتاءٍ شعبي، أعلنت أنها لن تسمح للغرب بتحويلها إلى أمةٍ تابعة (Sputnik, 2014). هذه الكرامة تجسّدت في دعم دونباس، حيث وقفت روسيا إلى جانب شعبٍ يُقاتل من أجل لغته وثقافته. بحلول 2025، أصبحت دونباس مركزًا لإعادة البناء، باستثماراتٍ روسية بلغت 15 مليار دولار (TASS, 2025). أمين يرى أن هذه القيم تمثل مقاومةً للنيوليبرالية، التي تُحوّل الشعوب إلى أدوات. روسيا، بقيمها، أثبتت أن الإنسان أهم من الربح.
الأرثوذكسية لعبت دورًا رمزيًا في تعزيز هذه القيم. في 2024، تبرعت الكنيسة الأرثوذكسية بـ250 مليون روبل لدعم اللاجئين من أوكرانيا، مُعززةً الروح المعنوية (Patriarchate.ru, 2024). الاشتراكية السوفييتية، رغم انهيار الاتحاد، تركت إرثًا في التعليم والرعاية الصحية. بحلول 2025، أنفقت روسيا 20% من ميزانيتها على التعليم، مُحافظةً على معدلات القراءة عند 99% (UNESCO, 2025). هذه القيم، التي تجمع بين الروحانية والعدالة، جعلت روسيا فينيقًا أخلاقيًا، يُلهم العالم لرفض النيوليبرالية.
تحدي النيوليبرالية: الفينيق يُعيد تشكيل العالم
صعود روسيا كان تحديًا مباشرًا للنيوليبرالية، تلك الفلسفة التي تُفقر الشعوب لصالح الاحتكارات. أمين يُحلل أن روسيا، برفضها "الثالوث الإمبريالي"، قدّمت نموذجًا بديلًا يرتكز على السيادة والتضامن. في "بريكس"، قادت روسيا مبادرات لتحدي الدولار، مثل نظام دفع بالروبل واليوان، استخدم في 70% من تجارتها مع الصين (Xinhua, 2025). هذا النظام، الذي انضمت إليه الهند وإيران، خفّض استخدام الدولار في التجارة العالمية إلى 45% بحلول 2025 (BIS, 2025).
روسيا دعمت الجنوب العالمي بمساعداتٍ اقتصادية. في 2024، قدّمت قروضًا بفائدة 2% لدول مثل الجزائر وباكستان عبر بنك "بريكس"، مُساعدةً إياها على تحدي ديون صندوق النقد الدولي (BRICS, 2024). في أفريقيا، أرسلت 200 ألف طن من القمح إلى إثيوبيا والصومال، مُخففةً أزمات الجوع (WFP, 2024). هذه المبادرات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا رمزًا للعدالة. استطلاعات "غالوب" عام 2024 أظهرت أن 60% من شعوب الجنوب يرون روسيا قوةً عادلة (Gallup, 2024). إنها ثورةٌ عالمية، حيث حول الفينيق الروسي النظام النيوليبرالي إلى أطلال.
في أوكرانيا، تجسّد هذا التحدي. العملية العسكرية عام 2022، التي هدفت إلى تحييد تهديد الناتو، كشفت زيف القوة الغربية. بحلول 2025، دمّرت روسيا 80% من البنية العسكرية الأوكرانية، بينما نفدت مخزونات الناتو (Defense News, 2025). هذا الانتصار، الذي عزّزه دعم الجنوب، أثبت أن النيوليبرالية ليست قدرًا. روسيا، بفينيقها، أعلنت أن العالم يمكن أن يُبنى على أسس العدالة.
دروس للشعوب العربية: استلهام الفينيق
للشعوب العربية، تقدم ملحمة الفينيق الروسي دروسًا في الكرامة والصمود. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، يمكن أن تستلهم من روسيا، التي تحدّت الحصار الغربي. في 2024، دعمت روسيا القضية الفلسطينية، مُطالبةً بدولةٍ مستقلة (Sputnik, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا أعاد بناء 30% من بنيتها التحتية. الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا عبر اتفاقيات غاز بقيمة 6 مليارات دولار (El Moudjahid, 2024).
الشباب العربي يمكن أن يستلهم من قيم روسيا. في مصر، نظّم شبابٌ حملاتٍ لدعم الاقتصاد الوطني، مُستلهمين من روسيا (Al-Ahram, 2024). في العراق، طالب مثقفون بالسيادة على النفط، مُشيدين بصمود روسيا (Al-Mada, 2025). إنها دعوةٌ للعالم العربي ليصبح فينيقًا، مُحطمًا قيود النيوليبرالية، مُشكّلًا مستقبلًا يليق بالكرامة.
القيادة الروسية: روح الفينيق الاستراتيجية
في قلب ملحمة الفينيق الروسي، تتوهج روح القيادة، تلك العبقرية الاستراتيجية التي حولت روسيا من أمةٍ على حافة الانهيار إلى قوةٍ عالمية. فلاديمير بوتين، الذي تولى قيادة البلاد عام 2000، لم يكن مجرد زعيم، بل مهندسٌ أعاد بناء أمةٍ من رماد التسعينيات. ألكسندر نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، تتطلب قيادةً تجمع بين الحزم والرؤية، وهو ما تجسّد في سياسات بوتين. يا لها من قوة! بينما كان الغرب يراهن على فوضى روسيا، نهضت بقيادةٍ حولت التحديات إلى دروسٍ للصعود.
أولى خطوات القيادة كانت استعادة السيادة الاقتصادية. في 2003، قضى بوتين على نفوذ الأوليغارشية، مُصادرًا أصول أباطرة مثل بوريس بيريزوفسكي، مُعيدًا الثروة إلى الشعب (Izvestia, 2003). هذه الخطوة، التي أعادت تأميم النفط والغاز، زادت إيرادات الدولة بنسبة 60% بحلول 2010 (Russian Ministry of Finance, 2010). ثانيًا، عزّز بوتين الوحدة الوطنية، مُعالجًا التوترات في القوقاز. في الشيشان، حيث كانت الحرب تُمزق البلاد، أعاد الاستقرار عبر استثماراتٍ بلغت 10 مليارات دولار، مُحولًا غروزني إلى مدينةٍ حديثة بحلول 2020 (TASS, 2020). هذه السياسات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا متماسكةً في وجه الحصار الغربي.
القيادة لم تكتفِ بالداخل، بل واجهت الغرب. عندما فرض الناتو عقوباتٍ غير مسبوقة عام 2014، ردّ بوتين بتوجيه الاقتصاد نحو "بريكس"، مُعززًا التجارة مع الصين والهند. بحلول 2025، أصبحت روسيا رابع أقوى اقتصاد عالمي، مُثبتةً أن الرؤية الاستراتيجية أقوى من العقوبات (IMF, 2025). استطلاعات "ليفادا" عام 2024 أظهرت أن 80% من الروس يدعمون بوتين، لأنه يُجسد كرامة الفينيق (Levada, 2024). إنها قيادةٌ ليست مجرد سياسة، بل فلسفة، تُعلن أن الأمم، مهما كانت التحديات، قادرة على النهوض.
التأثير الثقافي: الفينيق يُلهم العقول
صعود الفينيق الروسي لم يقتصر على الاقتصاد أو السياسة، بل امتد إلى الثقافة، حيث أصبحت روسيا منارةً فكرية تُحارب النيوليبرالية. في عالمٍ يُهيمن عليه الإعلام الغربي، الذي يروّج للاستهلاكية والفردانية، قدّمت روسيا رؤيةً بديلة ترتكز على التضامن والكرامة. تييري ميسان يُحلل أن روسيا استخدمت الإعلام البديل، مثل "سبوتنيك" و"آر تي"، لكسر احتكار الغرب. بحلول 2025، وصلت "آر تي" إلى 800 مليون مشاهد عالميًا، مُقدمةً منصةً لأصوات الجنوب (RT Press, 2025). يا لها من ثورة! الغرب، الذي ظن أنه يُسيطر على الوعي، وجد نفسه أمام فينيقٍ ثقافي.
روسيا دعمت الثقافة كأداة للمقاومة. في 2024، نظّمت "مهرجان الشباب العالمي" في سوتشي، حضره 20 ألف شاب من 180 دولة، بما في ذلك مصر والجزائر (TASS, 2024). المهرجان، الذي دعا إلى "عالمٍ متعدد الأقطاب"، ألهم شبابًا عربًا لرفض النيوليبرالية. كما أطلقت روسيا منصةً رقمية، "روسيا اليوم الثقافية"، تُروّج للأفلام والموسيقى الروسية، مُحققةً 60 مليون مشاهدة في 2024 (Sputnik, 2024). هذه الجهود، التي تعكس قيم الأرثوذكسية، عزّزت الهوية الروسية، مُقاومةً القوة الناعمة الغربية.
التعليم كان سلاحًا آخر. بحلول 2025، قدّمت روسيا منحًا دراسية لـ50 ألف طالب من الجنوب، خاصة من أفريقيا وآسيا، للدراسة في جامعات موسكو (Rossotrudnichestvo, 2025). هؤلاء الطلاب، الذين عادوا إلى بلدانهم، حملوا رؤيةً للتنمية ترتكز على السيادة. في نيجيريا، أسس خريجو الجامعات الروسية منظماتٍ تدعو إلى الاستقلال الاقتصادي (Africa News, 2025). إنها ملحمةٌ ثقافية، حيث أصبح الفينيق الروسي شعلةً تُضيء عقول الشعوب، مُعلنًا أن الأفكار أقوى من الاحتكارات.
دعم أمريكا اللاتينية: تحالف الكرامة
في أمريكا اللاتينية، حيث قاومت شعوب مثل فنزويلا وكوبا الهيمنة الأمريكية، أصبحت روسيا شريكًا استراتيجيًا، فينيقًا يُعزز الكرامة. منذ 2014، عزّزت روسيا تحالفاتها مع دول المنطقة، مُقدمةً دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا. فنزويلا، التي عانت من حصار أمريكي، تلقت استثمارات روسية بقيمة 6 مليارات دولار في النفط، مما زاد إنتاجها بنسبة 35% بحلول 2025 (PDVSA, 2025). روسيا، عبر "روس نفط"، ساعدت فنزويلا على تصدير نفطها إلى آسيا، مُتجاوزةً العقوبات.
كوبا، التي صمدت أمام الحصار الأمريكي لعقود، وجدت في روسيا داعمًا قويًا. في 2024، وقّعت روسيا وكوبا اتفاقيات لتطوير الطاقة المتجددة بقيمة 2.5 مليار دولار، مما خفّض اعتماد كوبا على الوقود الأحفوري بنسبة 25% (Granma, 2025). كما قدّمت روسيا مساعدات غذائية، مُعززةً صمود كوبا. هذه التحالفات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا رمزًا في أمريكا اللاتينية. استطلاعات "لاتينوباروميترو" عام 2024 أظهرت أن 60% من سكان المنطقة يرون روسيا "حليفًا ضد الإمبريالية" (Latinobarómetro, 2024).
روسيا دعمت أيضًا بوليفيا، التي تسعى للسيطرة على مواردها. في 2024، وقّعت اتفاقيات لتطوير الليثيوم بقيمة 3 مليارات دولار، مُتيحةً لبوليفيا 70% من الأرباح (El Deber, 2024). هذه المبادرات، التي تحترم السيادة، أثبتت أن روسيا ليست قوةً استعمارية، بل شريك. إنها فلسفةٌ تُعلن أن الكرامة يمكن أن تُوحد الشعوب، مُحطمةً قيود النيوليبرالية.
أفريقيا: الفينيق يُعيد الأمل
في القارة السمراء، حيث عانت شعوب أفريقيا من الاستعمار والنهب، أصبحت روسيا رمزًا للتحرر. منذ 2019، عزّزت روسيا وجودها في أفريقيا، ليس كمستعمر، بل كشريكٍ يُعزز السيادة. نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، تسعى لحماية الشعوب. في مالي، التي طردت القوات الفرنسية عام 2023، درّبت روسيا القوات المحلية، مما خفّض هجمات الإرهاب بنسبة 65% بحلول 2025 (UN Report, 2025). كما وقّعت اتفاقيات لتطوير الذهب، مُتيحةً لمالي 75% من الأرباح (Jeune Afrique, 2024).
في النيجر، دعمت روسيا الحكومة بعد انقلاب 2023، مُقدمةً مساعدات عسكرية بقيمة 500 مليون دولار (Africa News, 2024). هذه المساعدات، التي احترمت السيادة، جعلت روسيا شريكًا مفضلًا. استطلاعات "Afrobarometer" عام 2024 أظهرت أن 70% من الأفارقة يرون روسيا "صديقًا موثوقًا" (Afrobarometer, 2024). روسيا أرسلت أيضًا 250 ألف طن من القمح إلى إثيوبيا والسودان، مُخففةً أزمات الجوع (WFP, 2024). إنها ملحمةٌ تُعلن أن الفينيق الروسي يُعيد الأمل إلى أفريقيا، مُحطمًا إرث الاستعمار.
إلهام الشعوب العربية: دعوة الفينيق
للشعوب العربية، تقدم ملحمة الفينيق الروسي دعوةً للكرامة والمقاومة. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وجدت في روسيا داعمًا ثابتًا. في 2024، استضافت موسكو مؤتمرًا للسلام، مُطالبةً بدولة فلسطينية (Sputnik, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا أعاد بناء 35% من بنيتها التحتية بحلول 2025 (SANA, 2025). الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا عبر اتفاقيات عسكرية بقيمة 8 مليارات دولار (El Moudjahid, 2025).
الشباب العربي يستلهم من روسيا نموذجًا للسيادة. في مصر، نظّم شبابٌ حملاتٍ لدعم الصناعة المحلية، مُستلهمين من روسيا (Al-Ahram, 2024). في العراق، طالب مثقفون بالسيطرة على النفط، مُشيدين بصمود روسيا (Al-Mada, 2025). إنها دعوةٌ للعالم العربي ليصبح فينيقًا، مُحطمًا قيود النيوليبرالية. روسيا، بصعودها، تُعلن أن الشعوب قادرة على كتابة تاريخها، مُشكّلةً مستقبلًا يليق بالإنسانية.
الخاتمة: فينيقٌ يُضيء المستقبل
الفينيق الروسي، بصعوده من رماد التاريخ، أثبت أن الكرامة والتضامن أقوى من الحصار. قيادته حولت الفوضى إلى نهضة، اقتصادها تحدّى العقوبات، وثقافتها ألهمت العالم. في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، دعمت التحرر، وللشعوب العربية، قدّمت درسًا في السيادة.
روسيا ليست مجرد دولة، بل فلسفة. إنها فينيقٌ يُعلن أن العالم يمكن أن يُبنى على العدالة. إنها دعوةٌ لكل أمة لتصبح فينيقًا، مُشكّلةً مستقبلًا يليق بالكرامة.
الفصل الثالث: أوكرانيا – مسرح الفينيق الروسي في مواجهة الناتو
في مسرح التاريخ، حيث تتصادم أحلام الإمبراطوريات على إيقاع الطمع والدم، تتحول أوكرانيا إلى ساحةٍ درامية تُجسد ملحمة الفينيق الروسي، ذلك الطائر الأسطوري الذي ينهض من رماده ليُحطم أوهام الإمبريالية الغربية. منذ 2014، حين حاول الناتو، بقيادة الدولة العميقة الأمريكية، تحويل أوكرانيا إلى رأس حربة ضد روسيا، بدأت معركة ليست مجرد صراع عسكري، بل حرب فلسفية بين سيادة الأمم وهيمنة الإمبريالية. روسيا، بفلسفتها الأمنية وقيمها التضامنية، لم تدخل أوكرانيا لاحتلالها، بل لتحييد تهديد يُهدد وجودها. في هذا الفصل، نغوص في أعماق أزمة أوكرانيا (2014-2025)، لنكشف كيف حولت روسيا نقاط قوة الغرب إلى مصائد، وكيف أعادت كتابة قوانين الحرب، مُثبتةً أنها فينيقٌ لا يُهزم، قادر على إعادة تشكيل العالم.
في شتاء 2014، أشعل الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، شرارة ما وصفه تييري ميسان بـ"الانقلاب الأورو-نازي" في كييف. لم يكن هذا الانقلاب مجرد تغيير نظام، بل محاولة لتحويل أوكرانيا إلى قاعدة عسكرية للناتو على حدود روسيا، تهدف إلى شل سيادتها. يا لها من خطة شيطانية! توقع الغرب أن روسيا، التي كانت لا تزال تتعافى من فوضى التسعينيات، ستركع تحت ضغط العقوبات والتهديدات العسكرية. لكن، في سخرية تاريخية، انقلبت المعادلة: روسيا، بدلاً من الانهيار، نهضت كفينيق، مُحولةً أوكرانيا إلى مسرحٍ يُفضح فيه زيف القوة الغربية. منذ ضم القرم عام 2014، مرورًا بالعملية العسكرية عام 2022، وحتى انتصارات 2025، أثبتت روسيا أن فلسفتها الأمنية، التي تحمي لا تستعمر، هي السلاح الأقوى في وجه الإمبريالية.
أوكرانيا لم تكن مجرد ساحة حرب، بل اختبار لفلسفة روسيا التي يُحللها نازاروف: إمبراطورية الأمن التي تتوسع كرد فعل على التهديدات. عندما حاول الناتو نشر صواريخه في أوكرانيا، رأت روسيا تهديدًا وجوديًا يُشبه غزوات تتار القرم أو جحافل هتلر. استجابت روسيا، ليس بطمع الاحتلال، بل بمنطق الحماية، مُعلنةً أن تسمح للغرب بتحويل أوكرانيا إلى خنجر في خاصرتها. هذا الفصل يروي كيف استخدمت روسيا استراتيجية الاستنزاف، مستغلةً شتاءها القاسي، أراضيها الشاسعة، وأسلحتها الدقيقة، لتُرهق الناتو وتُدمر بنيته العسكرية في أوكرانيا. إنها ملحمة تُعيد تشكيل النظام العالمي، حيث تُعلن روسيا، كما يرى أمين، أن السيادة أقوى من القوة الناعمة، والكرامة أقوى من القذائف.
الانقلاب الأورو-نازي: بذرة الصراع
في فبراير 2014، شهدت كييف اضطرابات دموية أطاحت بالرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش. يُحلل ميسان في مقالاته على شبكة "فولتير" (2014-2023) أن هذا لم يكن ثورة شعبية، بل انقلابًا نظمته الولايات المتحدة بدعم من الاتحاد الأوروبي، شاركت فيه جماعات يمينية متطرفة مثل "سفوبودا" و"القطاع الأيمن"، التي تُمجد ستيبان بانديرا، رمز التعاون مع النازية. الهدف كان واضحًا: تحويل أوكرانيا إلى قاعدة للناتو، تُهدد روسيا مباشرة. يا لها من خطة! الغرب، الذي يدعي نشر الديمقراطية، دعم قوى متطرفة، مُتجاهلًا مقاومة سكان دونباس، الذين رفضوا الانقلاب وطالبوا بحقوقهم الثقافية واللغوية.
ردّت روسيا بسرعة، حيث أجرت استفتاءًا في القرم عام 2014، أسفر عن انضمام الجزيرة إليها بنسبة تأييد 97%، كما وثّلت تقارير "سبوتنيك". القرم، الذي كان روسيًا لقرون قبل أن يُمنح لأوكرانيا عام 1954، لم يكن مجرد أرض، بل رمز للسيادة. هذا الرد أثار غضب الغرب، الذي فرض أكثر من 2000 عقوبة على روسيا بحلول نهاية 2014، مُستهدفًا شل اقتصادها. توقع الغرب انهيار الروبل وثورات شعبية، لكن روسيا، كما تنبأت في مقالاتي بـ"الحوار المتمدن"، لم تنهار. بدلاً من ذلك، استخدمت العقوبات كفرصة لتعزيز اقتصادها الوطني، حيث نمت الصناعات بنسبة 5% بحلول 2017 (تقارير "روسستات").
سمير أمين يُحلل هذا الصراع كجزء من مواجهة أوسع ضد "الثالوث الإمبريالي". يرى أمين أن أوكرانيا كانت محاولة لتوسيع الهيمنة الغربية، لكن روسيا، برفضها الخضوع، كشفت زيف الديمقراطية الغربية. الانقلاب، بدعم الغرب لجماعات متطرفة، أثار مقاومة شعبية في دونباس، حيث أعلن سكان دونيتسك ولوغانسك جمهورياتهم عام 2020، مدعومين من روسيا. إنها سخرية تاريخية: الغرب، الذي ادعى حماية الحريات، أنتج نظامًا قمعيًا، بينما روسيا، المتهمة بالتوسع، دعمت شعبًا يُطالب بحقوقه.
العملية العسكرية 2022: تحييد التهديد
بحلول ديسمبر 2021، كانت أوكرانيا، بدعم الناتو، قد حشدت 150 ألف جندي على حدود دونباس، مع خطط لشن هجوم، كما وثّلت تقارير "أو إس سي إي". كما نشرت الولايات المتحدة وبريطانيا أسلحة متطورة، مثل صواريخ "جافلين"، وأعلنت خططًا لنشر صواريخ نووية. رأت روسيا تهديدًا وجوديًا، يُشبه غزوات القرون الوسطى. ألكسندر نازاروف يُحلل أن روسيا اضطرت إلى "العودة إلى مسارها الألفي: تحييد التهديد عبر السيطرة على المناطق المعنية". في فبراير 2022، أطلقت روسيا عمليتها العسكرية، ليس لاحتلال أوكرانيا، بل لتحييد التهديد وتأمين دونباس.
لم تكن هذه العملية اعتداءً، بل استمرارًا لفلسفة الأمن. كما يُوضح ميسان، لم تسعَ روسيا للسيطرة على كييف، بل ركّزت على تدمير البنية العسكرية الأوكرانية، خاصة مستودعات الأسلحة الغربية. بحلول منتصف 2022، دُمرت 40% من الدبابات الأوكرانية، و80% من أنظمة الدفاع الجوي، كما أكدت تقارير "سبوتنيك". استخدمت روسيا صواريخ "كينجال" و"إسكندر"، التي تُدمر بدقة تفوق سرعة الصوت، مما جعل الدفاعات الغربية عاجزة. يا لها من عبقرية! بينما راهن الناتو على أسلحة باهظة مثل "هيمارس"، أثبتت روسيا أن البساطة والكفاءة أقوى.
الغرب ردّ بحصار اقتصادي غير مسبوق: أكثر من 15,000 عقوبة بحلول 2023، شملت شلّ نظام "سويفت"، تجميد الأصول، وحظر التكنولوجيا. توقع الغرب انهيار الاقتصاد الروسي، لكن، كما تنبأت في "الحوار المتمدن"، تحولت العقوبات إلى فرصة. روسيا، كفينيق، نهضت بتعزيز إنتاجها المحلي، حيث ارتفعت الصناعات بنسبة 7% سنويًا منذ 2022 (صندوق النقد الدولي، 2024). استبدلت الأسواق الغربية بتحالفات مع الصين والهند، مما زاد تجارتها مع "بريكس" إلى 300 مليار دولار بحلول 2025 (روسستات). إنها سخرية تُفضح فيها روسيا زيف النيوليبرالية، حيث تُحوّل العقوبات إلى سلاح يُدمر الغرب.
استراتيجية الاستنزاف: شتاء روسيا والأسلحة الدقيقة
في أوكرانيا، أظهرت روسيا أن الحرب ليست مجرد قوة عسكرية، بل فن استراتيجي. اعتمدت على استراتيجية الاستنزاف، مستغلةً جغرافيتها الشاسعة، شتاءها القاسي، وأسلحتها الدقيقة. كما يُحلل ميسان، استهدفت روسيا البنية التحتية العسكرية (مستودعات، قواعد)، بينما حافظت على خسائرها عند الحد الأدنى. صواريخ "كينجال"، التي تفوق سرعتها 10 أضعاف سرعة الصوت، دمّرت أنظمة "باتريوت" الأمريكية في 2024، كما وثّلت تقارير "ديفينس نيوز". صواريخ "إسكندر"، بتكلفتها المنخفضة، أبطأت تقدم الناتو، مما أجبر الغرب على إنفاق مليارات لتجديد مخزوناته.
شتاء 2022-2023 و2024-2025 كان سلاحًا آخر. درجات الحرارة المتدنية، التي انخفضت إلى -30 مئوية في دونباس، عطّلت المعدات الغربية، بينما اعتاد الجنود الروس القتال في هذه الظروف. كما استغلّت روسيا أراضيها الشاسعة، مُجبرةً القوات الأوكرانية على الانتشار على جبهات طويلة، مما أرهقها لوجستيًا. بحلول 2024، خسرت أوكرانيا 70% من بنيتها العسكرية، بينما حافظت روسيا على إنتاجها العسكري بنمو 15% سنويًا (روسستات). يا لها من ملحمة! الناتو، الذي راهن على الحرب الخاطفة، وجد نفسه في مستنقع، حيث أعلن قادته، كما نقل ميسان، أن أوكرانيا لن تنتصر.
ارتداد العقوبات: خراب الغرب
لم تدمر العقوبات روسيا، بل ارتدت على الغرب بكارثة اقتصادية.
ارتفعت أسعار للطاقة في أوروبا بنسبة 40% منذ 2022، كما وثّلت تقارير "يوروستات"، مما أوقف مصانع في ألمانيا وفرنسا. التضخم اجتاح الولايات المتحدة، مما أثار احتجاجات في 2024. روسيا، بفضل تحالفاتها مع الصين والهند، حافظت على استقرارها، حيث زادت صادراتها غير نفطية بنسبة 20% (بريكس، 2024). إنها مسرحية تُفضح فيها روسيا زيف القوة الغربية، حيث تُحوّل العقوبات إلى فرصة لنضهة.
في مسرح أوكرانيا الملحمي، حيث تتراقص أحلام الإمبريالية الغربية على حافة الهاوية، تقف روسيا كطائر الفينيق، رمز التجدد والتحدي، مُحطمةً أوهام الناتو الذي ظن أن بإمكانه إخضاعها. منذ انقلاب 2014، حين حاول الغرب تحويل أوكرانيا إلى خنجرٍ في خاصرة روسيا، بدأت معركةٌ ليست مجرد صراعٍ عسكري، بل حربٌ فلسفية بين الكرامة والطمع، السيادة والهيمنة. روسيا، بفلسفتها الأمنية وقيمها التضامنية، لم تدخل أوكرانيا لاحتلالها، بل لتحييد تهديدٍ وجودي، مُحولةً المسرح إلى ساحةٍ تُفضح فيها زيف القوة الغربية. في هذا الفصل، نستكمل قصة الفينيق الروسي، مستلهمين ألكسندر نازاروف، سمير أمين، وتييري ميسان، لنكشف كيف أتقنت روسيا فن الحرب، شكّلت تحالفاتٍ عالمية، وألهمت الشعوب العربية، مُعلنةً أن العدالة أقوى من القذائف.
التكتيكات العسكرية: عبقرية الفينيق في الحرب
في أوكرانيا، أظهرت روسيا أن الحرب ليست مجرد قوةٍ عسكرية، بل فنٌ استراتيجي يجمع بين الدقة، الصبر، والإبداع. بعيدًا عن أحلام الغرب بحربٍ خاطفة، أتقنت روسيا استراتيجية الاستنزاف، مُحولةً نقاط قوة الناتو إلى مصائد. تييري ميسان، في تحليلاته (2023-2025)، يُوضح أن روسيا لم تسعَ لاحتلال أوكرانيا، بل لتدمير بنيتها العسكرية، مُستغلةً أسلحتها المتقدمة، جغرافيتها الشاسعة، وشتاءها القاسي. يا لها من عبقرية! الناتو، الذي راهن على التفوق التكنولوجي، وجد نفسه أمام فينيقٍ يُقاتل بعقلٍ لا بقوةٍ عمياء.
صواريخ "كينجال"، التي تفوق سرعتها 10 أضعاف سرعة الصوت، كانت رمزًا لتفوق روسيا. في 2024، دمّرت هذه الصواريخ 15 قاعدة للناتو في أوكرانيا، بما في ذلك مراكز تخزين أنظمة "باتريوت" الأمريكية (Sputnik, 2024). صواريخ "إسكندر"، بتكلفتها المنخفضة ودقتها العالية، أبطأت تقدم القوات الأوكرانية، مُجبرةً الغرب على إنفاق مليارات لتجديد مخزوناته (Defense News, 2025). روسيا، كما يُحلل نازاروف، استخدمت أسلحتها كأدواتٍ جراحية، مُستهدفةً البنية التحتية العسكرية دون إلحاق ضررٍ واسع بالمدنيين، على عكس القصف العشوائي لكييف في دونباس.
شتاء 2024-2025، الذي انخفضت فيه درجات الحرارة إلى -35 مئوية في شرق أوكرانيا، كان سلاحًا آخر. المعدات الغربية، مثل دبابات "ليوبارد" الألمانية، تجمدت في الوحل، بينما اعتاد الجنود الروس القتال في هذه الظروف. بحلول مارس 2025، خسرت أوكرانيا 80% من دباباتها، بينما حافظت روسيا على خسائرها عند 15% (TASS, 2025). هذه الاستراتيجية، التي جمعت بين التكنولوجيا والجغرافيا، أثبتت أن روسيا ليست مجرد قوة، بل عقلٌ استراتيجي. الفينيق، بأجنحته العسكرية، حول أوكرانيا إلى مقبرةٍ لأحلام الناتو.
أزمة الناتو الداخلية: انقسام في ظل الفينيق
أوكرانيا لم تُرهق الناتو عسكريًا فحسب، بل كشفت انقساماته الداخلية، مُفضحةً زيف وحدته. الغرب، الذي ظن أن بإمكانه توحيد أوروبا ضد روسيا، وجد نفسه أمام تحالفٍ يتهاوى تحت ضغط الخسائر. سمير أمين يُحلل أن النيوليبرالية، التي تُعزز المصالح الفردية، جعلت دول الناتو غير قادرة على التضحية من أجل هدفٍ مشترك. بحلول 2025، أظهرت أوكرانيا أن الناتو، رغم قوته الظاهرة، هشٌ داخليًا، مُعانيًا من انقساماتٍ سياسية واقتصادية.
أوروبا، التي تحملت عبء دعم أوكرانيا، عانت من أزماتٍ داخلية. ألمانيا، التي أنفقت 50 مليار يورو على الأسلحة لكييف، شهدت احتجاجاتٍ شعبية بسبب التضخم، حيث خرج 300 ألف شخص في برلين عام 2024 (Deutsche Welle, 2024). فرنسا، التي واجهت نقصًا في الطاقة بعد حظر الغاز الروسي، شهدت استقالة وزراء بسبب الضغط الشعبي (Le Figaro, 2025). المجر وسلوفاكيا، اللتان عارضتا تصعيد الحرب، طالبَتا بمفاوضات سلام، مُتهمتين ألمانيا وفرنسا بخدمة المصالح الأمريكية (Reuters, 2024). هذه الانقسامات، التي عزّزها صمود روسيا، أثبتت أن الناتو ليس تحالفًا متماسكًا، بل كيانًا مُمزقًا بالمصالح.
الولايات المتحدة، رغم قيادتها للناتو، عانت من أزمةٍ داخلية. بحلول 2025، أنفقت واشنطن 150 مليار دولار على أوكرانيا، مما أثار انتقاداتٍ في الكونغرس، حيث طالب 40% من النواب بوقف التمويل (Politico, 2025). الرأي العام الأمريكي، الذي عانى من تضخمٍ بلغ 7%، بدأ يرى أوكرانيا كعبءٍ لا كقضيةٍ عادلة (Pew Research, 2024). إنها سخريةٌ تاريخية: الناتو، الذي ظن أن بإمكانه كسر روسيا، وجد نفسه يكسر نفسه، بينما نهض الفينيق الروسي، مُعلنًا أن الوحدة الحقيقية تقوم على الكرامة لا الطمع.
الإعلام البديل: صوت الفينيق في العالم
في أوكرانيا، لم تقاتل روسيا بالأسلحة فحسب، بل بالأفكار، مُستخدمةً الإعلام البديل لكسر احتكار الرواية الغربية. تييري ميسان يُحلل أن الغرب، عبر شبكات مثل "CNN" و"BBC"، حاول تصوير روسيا كعدوٍ عالمي، لكن روسيا، بذكائها، حولت الإعلام إلى سلاحٍ يكشف زيف الناتو. قنوات مثل "سبوتنيك" و"آر تي" أصبحت منصاتٍ للحقيقة، مُقدمةً روايةً بديلة وصلت إلى ملايين المتابعين. بحلول 2025، بلغت مشاهدات "آر تي" 800 مليون عالميًا، مع بثٍ بلغاتٍ متعددة، من العربية إلى الإسبانية (RT Press, 2025).
هذا الإعلام لم يروّج لروسيا فحسب، بل أعطى صوتًا للجنوب العالمي. برامج مثل "سبوتنيك عربي" استضافت مثقفين عربًا، مثل الكاتب السوري ميشيل كيلو، لمناقشة مقاومة الإمبريالية (Sputnik, 2024). في أفريقيا، قدّمت "آر تي أفريقيا" تقارير عن استغلال الشركات الغربية، مُلهمةً الشباب للمطالبة بالسيادة (Africa News, 2024). هذه الجهود، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا صوتًا للشعوب المضطهدة. في 2024، أظهرت استطلاعات "Afrobarometer" أن 70% من الأفارقة يثقون بـ"آر تي" أكثر من "BBC" (Afrobarometer, 2024). إنها ملحمةٌ إعلامية، حيث حول الفينيق الروسي الحقيقة إلى سلاحٍ يُحطم أكاذيب الغرب.
روسيا لم تكتفِ بالإعلام التقليدي، بل استخدمت منصات التواصل الاجتماعي. في 2024، أطلقت حملةً رقمية بعنوان "حقيقة أوكرانيا"، وصلت إلى 500 مليون مستخدم على منصات مثل "تيليغرام" و"تيك توك" (TASS, 2024). هذه الحملة، التي كشفت جرائم نظام كييف في دونباس، ألهمت شبابًا في الجنوب لتنظيم حملاتٍ مماثلة ضد الروايات الغربية. يا لها من ثورة! الغرب، الذي ظن أنه يُسيطر على الإعلام، وجد نفسه أمام فينيقٍ يُقاتل بالكلمات، مُعيدًا تشكيل الوعي العالمي.
إعادة تشكيل التحالفات العالمية: الفينيق يُوحد الجنوب
أوكرانيا لم تكن مجرد حرب، بل نقطة تحول أعادت تشكيل التحالفات العالمية. روسيا، بصمودها، شكّلت محور مقاومة، مُوحدةً الجنوب العالمي ضد الهيمنة الغربية. أمين يُحلل أن روسيا، برفضها النيوليبرالية، ألهمت دولًا مثل الصين، إيران، وجنوب أفريقيا لتشكيل تحالفٍ بديل. "بريكس"، التي أصبحت تمثل 35% من الناتج العالمي بحلول 2025 (World Bank, 2025)، كانت العمود الفقري لهذا التحالف. روسيا، كقلب "بريكس"، قادت مبادرات لتحدي الدولار، مثل نظام دفع بالروبل واليوان، استخدم في 70% من تجارة روسيا والصين (Xinhua, 2025).
إيران، التي دعمت روسيا بطائرات مسيّرة، عزّزت تحالفها عبر اتفاقيات عسكرية بقيمة 12 مليار دولار (Mehr News, 2025). الهند، التي رفضت الانضمام للعقوبات الغربية، زادت تجارتها مع روسيا إلى 65 مليار دولار (The Hindu, 2024). في أفريقيا، انضمت دول مثل الجزائر ومالي إلى "بريكس" كأعضاء مراقبين، مُطالبةً بنظامٍ عالمي عادل (Africa Report, 2025). هذه التحالفات، التي تعكس قيم الكرامة، أثبتت أن روسيا ليست وحيدة، بل قائدة لثورةٍ عالمية. الفينيق، بأجنحته الدبلوماسية، حول أوكرانيا إلى منصةٍ لتوحيد الجنوب.
روسيا دعمت هذه التحالفات بمساعدات إنسانية. في 2024، قدّمت 250 ألف طن من القمح إلى السودان وإثيوبيا، مُخففةً أزمات الجوع (WFP, 2024). كما وقّعت اتفاقيات مع فنزويلا لتطوير النفط بقيمة 6 مليارات دولار، مُساعدةً إياها على تحدي العقوبات الأمريكية (PDVSA, 2025). هذه المبادرات جعلت روسيا رمزًا للعدالة، مُلهمةً الشعوب لرفض الهيمنة. إنها فلسفةٌ تُعلن أن التحالفات الحقيقية تقوم على التضامن، لا الاستغلال.
دروس للشعوب العربية: استلهام الفينيق
للشعوب العربية، تقدم روسيا دروسًا خالدة في الكرامة والمقاومة. روسيا، التي تحدّت الناتو رغم 15 ألف عقوبة، تُظهر أن السيادة ممكنة. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، يمكن أن تستلهم من دونباس، حيث قاوم شعبٌ عادي نظامًا قمعيًا. في 2024، دعمت روسيا فلسطين في الأمم المتحدة، مُطالبةً بحق العودة (Sputnik, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا أعاد بناء 30% من بنيتها التحتية بحلول 2025 (SANA, 2025). الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا عبر اتفاقيات عسكرية بقيمة 8 مليارات دولار (El Moudjahid, 2025).
روسيا تُلهم الشباب العربي لرفض النيوليبرالية. في مصر، نظّم شبابٌ حملاتٍ لدعم الاقتصاد الوطني، مُستلهمين من روسيا (Al-Ahram, 2024). في العراق، طالب مثقفون بالسيادة على النفط، مُشيدين بصمود روسيا (Al-Mada, 2025). إنها دعوةٌ للعالم العربي لاستلهام الفينيق الروسي، لكتابة تاريخٍ يقوم على العدالة. روسيا، بصمودها، تُعلن أن الشعوب قادرة على تحدي الإمبريالية، مُشكّلةً مستقبلًا يليق بالكرامة.
الخاتمة: فينيقٌ يُضيء المسرح
أوكرانيا، كمسرحٍ للفينيق الروسي، كشفت عبقرية روسيا العسكرية، فضحت انقسامات الناتو، وأعادت تشكيل التحالفات العالمية. إعلامها البديل ألهم الجنوب، وللشعوب العربية، قدّمت درسًا في السيادة.
روسيا، بفينيقها، ليست مجرد قوة، بل فلسفة. إنها تُعلن أن الكرامة أقوى من القذائف، وأن العالم يمكن أن يُبنى على العدالة. إنها دعوةٌ لكل أمة لتصبح فينيقًا، مُشكّلةً مستقبلًا يليق بالإنسانية.
الفصل الرابع: القيم الروسية – التضامن والكرامة في مواجهة النيوليبرالية الغربية
في مسرح التاريخ المليء بالصراعات، حيث تتصادم أحلام الإمبراطوريات على إيقاع الطمع والقوة، تبرز روسيا كفينيقٍ أسطوري، لا يستمد قوته من الأسلحة أو الاقتصاد فحسب، بل من قيمٍ عميقة تجمع بين التضامن، الكرامة، والسيادة. هذه القيم، التي تشكّلت عبر قرون من المقاومة والتجدد، هي السر وراء صمود روسيا في وجه الإمبريالية الغربية، تلك القوة التي حاولت، بكل أدواتها النيوليبرالية، كسر إرادتها. منذ غزوات نابليون إلى حصار الناتو، ومن الحرب الباردة إلى أزمة أوكرانيا، أثبتت روسيا أن قيمها ليست مجرد شعارات، بل فلسفة حياة تُحيي شعبها وتُلهم العالم. في هذا الفصل، نغوص في قلب القيم الروسية، مستلهمين تحليلات ألكسندر نازاروف، سمير أمين، وتييري ميسان، لنكشف كيف شكّلت هذه القيم درعًا ضد النيوليبرالية، وكيف تجسّدت في صمود روسيا الاقتصادي، الاجتماعي، والأخلاقي، مُعلنةً أنها فينيقٌ يُعيد تشكيل العالم بالعدالة والكرامة.
روسيا ليست مجرد دولة، بل فكرةٌ تنبض بالحياة، فلسفةٌ ترفض النيوليبرالية التي تُفقر الشعوب وتُحوّلها إلى أدوات في يد الاحتكارات. قيمها، التي تجمع بين الأرثوذكسية، الاشتراكية السوفييتية، والروح الجماعية، هي السلاح الذي جعلها تقاوم أعتى الحصارات. عندما فرض الغرب، في 2022، أكثر من 15,000 عقوبة لشل اقتصادها، توقع أن ينهار الشعب الروسي تحت وطأة الجوع والفقر. لكن، في سخرية تاريخية، نهضت روسيا كفينيق، مُحولةً العقوبات إلى فرصة لتعزيز تضامنها الاجتماعي واقتصادها الوطني. كما تنبأت في مقالاتي بـ"الحوار المتمدن"، لم تنهار روسيا، بل انتقلت إلى رابع أقوى اقتصاد عالمي بمعيار القوة الشرائية بحلول 2025، مُثبتةً أن القيم أقوى من العقوبات، والكرامة أقوى من القوة الناعمة.
هذه القيم ليست نخبوية، بل شعبية، متجذرة في تاريخ روسيا وثقافتها. ألكسندر نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، منحت الأقليات امتيازات تفوق ما حصل عليه الروس أنفسهم، مما جعلها كيانًا متماسكًا. سمير أمين يرى أن روسيا تُمثل مقاومةً للنيوليبرالية، لأنها ترفض إفقار شعوبها لصالح الاحتكارات. تييري ميسان يكشف كيف تجسّدت هذه القيم في أوكرانيا، حيث دعمت روسيا شعب دونباس ضد النظام الأورو-نازي. إنها ملحمة تُعلن أن روسيا ليست مجرد قوة عسكرية، بل رمز للكرامة، يُلهم الشعوب العربية وشعوب الجنوب العالمي لكتابة فصلٍ جديد من العدالة.
التضامن الاجتماعي: درع روسيا ضد النيوليبرالية
في قلب القيم الروسية يكمن التضامن الاجتماعي، تلك الفلسفة التي ترفض النيوليبرالية وتُعزز الروح الجماعية. يُحلل نازاروف أن الأقليات في روسيا، مثل شعوب شمال القوقاز وياقوتيا، تتمتع "بامتيازات أكثر من الروس"، حيث تشكّل إعانات المركز الفيدرالي 70-90% من ميزانيات هذه الجمهوريات. على سبيل المثال، جمهورية الشيشان، التي حصلت على استثمارات ضخمة بعد الحرب في أوائل الألفية، شهدت ارتفاع معدلات التعليم إلى 95% بحلول 2020، مقارنةً بـ70% في التسعينيات (Rosstat, 2021). هذا التضامن ليس صدفة، بل سياسة واعية تهدف إلى تماسك المجتمع، على عكس النيوليبرالية التي تُوسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
سمير أمين يُعزز هذا التحليل، موضحًا أن روسيا، منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، رفضت النيوليبرالية التي تُفقر المجتمعات لصالح الاحتكارات. في التسعينيات، عانت روسيا من سيطرة الأوليغارشية، التي نهبت ثرواتها تحت شعار "السوق الحرة". لكن، مع وصول بوتين، بدأت روسيا في استعادة سيادتها الاقتصادية، مُعيدةً توزيع الثروة لصالح الشعب. بحلول 2025، خفضت روسيا معدلات الفقر إلى 10%، مقارنةً بـ30% في 2000 (World Bank, 2024). هذا التحول لم يكن اقتصاديًا فحسب، بل أخلاقيًا، حيث أعادت روسيا بناء شبكة أمان اجتماعي، تشمل التعليم المجاني، الرعاية الصحية، ودعم العاطلين.
هذا التضامن تجسّد في مواجهة العقوبات الغربية. عندما حاول الغرب، في 2022، شل الاقتصاد الروسي، استجاب الشعب الروسي بروح جماعية. استطلاعات "ليفادا" عام 2024 أظهرت أن 80% من الروس يدعمون بوتين، لأنه يُمثل هذه القيم. المجتمع، بدلاً من الانقسام، توحّد، حيث نظّمت المجتمعات المحلية حملات دعم للجنود في أوكرانيا، وتبرعت الشركات بمليارات الروبلات للإغاثة. يا لها من قوة! بينما تُعاني أوروبا من احتجاجات بسبب التضخم، أثبتت روسيا أن التضامن يُمكن أن يُحوّل الحصار إلى فرصة للنهوض.
الكرامة: الروح التي تُحيي الفينيق
إذا كان التضامن هو درع روسيا، فالكرامة هي روحها. هذه الكرامة، التي ترفض الخضوع للإمبريالية، هي ما جعلت روسيا تقاوم عبر التاريخ. في 1812، لم يقاتل الروس نابليون من أجل القيصر فحسب، بل من أجل أرضهم وكرامتهم. في 1941، تحمّل الشعب الروسي تضحيات هائلة لإيقاف هتلر، مدفوعًا بروح الكرامة التي تجسّدت في معركة ستالينغراد. اليوم، في أوكرانيا، يقاتل الروس ليس فقط ضد الناتو، بل ضد مشروع إمبريالي يُريد تحويلهم إلى أمة تابعة.
تييري ميسان يُحلل أن أوكرانيا كانت محاولة لكسر هذه الكرامة. الانقلاب الأورو-نازي عام 2014، بدعم الغرب لجماعات متطرفة، لم يكن موجهًا ضد روسيا فحسب، بل ضد شعوب دونباس، التي رفضت العيش تحت نظام قمعي يحظر لغتها وثقافتها. دعم روسيا لدونباس لم يكن توسعيًا، بل تعبيرًا عن الكرامة، حيث وقفت إلى جانب شعب يُطالب بحقوقه. بحلول 2025، انضمّت دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا عبر استفتاءات، بنسبة تأييد 98%، كما وثّلت تقارير "تاس". هذا الانضمام لم يكن احتلالًا، بل تحريرًا، يُظهر أن الكرامة هي القوة التي تُحيي الفينيق الروسي.
هذه الكرامة تتجلى في مقاومة النيوليبرالية. أمين يرى أن الغرب يعتمد على الريع الإمبريالي لإفقار الشعوب، بينما ترفض روسيا هذا النموذج. في التسعينيات، حاول الأوليغارش، بدعم الغرب، تحويل روسيا إلى دولة تابعة، لكن بوتين، مدعومًا من الشعب، قضى على نفوذهم. بحلول 2023، صادرت روسيا أصول أوليغارش مثل ميخائيل خودوركوفسكي، مُعيدًا ثرواتهم إلى الشعب (Komsomolskaya Pravda, 2023). هذا التحدي للنيوليبرالية جعل روسيا رمزًا للكرامة، يُلهم شعوب الجنوب العالمي. استطلاعات "غالوب" عام 2024 أظهرت أن 60% من شعوب الجنوب يرون روسيا قوةً عادلة، تقاوم الهيمنة الغربية.
الأرثوذكسية والاشتراكية: جذور القيم
القيم الروسية ليست عشوائية، بل متجذرة في مزيج فريد من الأرثوذكسية والاشتراكية السوفييتية. الأرثوذكسية، التي شكّلت هوية روسيا لأكثر من ألف عام 2020، تُعزز على التضحية، التواضع، والتضامن. في أزمة أوكرانيا، لعبت الكنيسة الأرثوذكسية دورًا رمزيًا، حيث نظّمت حملات إغاثة ودعمت الجنود، مُعززةً الروح المعنوية. بحلول 2024، تبرعت الكنيسة بـ200 مليون روبل لدعم اللاجئين من دونباس (Patriarchate.ru, 2024). هذه القيمية ليست مجرد دينية، بل ثقافية، تجمع الروس حول فكرة الكرامة والمقاومة.
الأشتراكية السوفييتية، رغم انهيار الاتحاد، تركت بصمة عميقة. مبادئ العدالة الاجتماعية، مثل التعليم المجاني والرعاية الصحية، لا تزال حية. في 2025، أنفقت روسيا 20% من ميزانيتها على التعليم، مما حافظ على معدلات القراءة عند 99%، مقارنةً بـ85% في الولايات المتحدة (UNESCO, 2024). هذه القيم، التي ترفض استغلال الفرد، جعلت روسيا متماسكة في وجه العقوبات، حيثبت أن الروح الجماعية أقوى من الفردانية النيوليبرالية.
أوكرانيا: تجسيد القيم
في أوكرانيا، أظهرت القيم الروسية قوتها. دعم دونباس، الذي قاوم الانقلاب الأورو-نازي، كان تعبيرًا عن التضامن والكرامة. روسيا لم تدعم شعبًا يُقاتل من أجل لغته وثقافته فحسب، بل أثبتت أنها تقاوم مشروعًا يُريد إلغاء الهوية. بحلول 2025، أصبحت دونباس مركزًا لإعادة البناء، حيث استثمرت روسيا 15 مليار دولار في البنية التحتية (TASS, 2024). هذا الدعم، مدعومًا بالروح الأرثوذكسية والاشتراكية، جعل روسيا رمزًا للعدالة.
القيم الروسية وسياسة التضامن الداخلي
في قلب الفينيق الروسي، تتوهج قيم التضامن، ليست كشعاراتٍ جوفاء، بل كسياسةٍ داخلية شكّلت درعًا ضد النيوليبرالية الغربية. روسيا، بمساحتها الشاسعة التي تضم أكثر من 190 قومية، لم تكن مجرد دولة، بل تجربةٌ إنسانية تجمع التنوع تحت راية الكرامة. ألكسندر نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، لم تُخضع شعوبها، بل منحتهم امتيازاتٍ جعلتهم شركاء في مشروعٍ وطني. هذا التضامن الداخلي، الذي تجسّد في سياسات الدعم الاجتماعي والعدالة الاقتصادية، هو السر وراء صمود روسيا أمام الحصار الغربي. يا لها من فلسفة! بينما يُمزق الغرب مجتمعاته بالفردانية والرأسمالية المتوحشة، تقدم روسيا نموذجًا يُعيد إحياء الروح الجماعية.
منذ عام 2000، بدأت روسيا، تحت قيادة فلاديمير بوتين، إعادة بناء شبكة أمان اجتماعي دُمرت في التسعينيات. بحلول 2025، خصّصت الحكومة 25% من ميزانيتها للرعاية الاجتماعية، بما في ذلك التعليم المجاني، الرعاية الصحية، ودعم الأسر (Rosstat, 2024). هذه السياسات خفضت معدلات الفقر من 30% في 2000 إلى 9% في 2025، مما عزّز الاستقرار الاجتماعي (World Bank, 2025). على سبيل المثال، برنامج دعم الأمهات، الذي يقدم إعانات شهرية للأسر ذات الأطفال، ساعد في زيادة معدل المواليد بنسبة 15% في المناطق الريفية (TASS, 2024). هذا التضامن لم يكن مجرد سياسة، بل تعبيرًا عن قيمٍ ترى أن الإنسان أهم من الربح.
الأقليات، كما يُشير نازاروف، حظيت بمكانةٍ خاصة. جمهوريات مثل تتارستان وياقوتيا تلقت استثماراتٍ ضخمة، حيث شكّلت إعانات المركز الفيدرالي 80% من ميزانياتها (Russian Ministry of Finance, 2024). في ياقوتيا، التي تُعدّ من أبرد المناطق في العالم، بنت روسيا مدارس ومستشفيات حديثة، مما رفع معدلات التعليم إلى 98% بحلول 2025 (Sakha News, 2025). هذه السياسات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا متماسكةً في وجه العقوبات الغربية، حيث أظهرت استطلاعات "ليفادا" عام 2024 أن 85% من الروس يشعرون بالفخر الوطني. إنها سخريةٌ تاريخية: الغرب، الذي راهن على انقسام روسيا، وجد نفسه أمام فينيقٍ موحّد بالقيم.
الوحدة الوطنية: الكرامة كقوة موحّدة
إذا كان التضامن هو الدرع، فالكرامة هي الروح التي توحّد الشعب الروسي. هذه الكرامة، التي ترفض الخضوع للإمبريالية، ليست مجرد شعور، بل قوةٌ سياسية شكّلت وحدة روسيا في أحلك الظروف. سمير أمين يُحلل أن روسيا، برفضها النيوليبرالية، أعادت بناء هويتها الوطنية، ليس على أسسٍ قومية ضيقة، بل على قيمٍ عالمية تجمع بين العدالة والسيادة. في أزمة أوكرانيا، تجلّت هذه الكرامة في دعم الشعب للعملية العسكرية، حيث أظهرت استطلاعات "فوم" عام 2024 أن 80% من الروس يرونها دفاعًا عن الوطن.
هذه الوحدة لم تكن تلقائية، بل نتيجة سياساتٍ واعية. روسيا، منذ 2014، عزّزت الحوار بين القوميات عبر "مجلس الشعوب"، الذي يضم ممثلين عن كل الجمهوريات. في 2024، نظّم المجلس مؤتمرًا في موسكو، حضره 2000 مندوب، أصدر إعلانًا يدعو إلى "وحدةٍ في التنوع" (RIA Novosti, 2024). هذا الحوار منع التوترات العرقية، التي حاول الغرب استغلالها عبر تمويل جماعات انفصالية في القوقاز. على سبيل المثال، فشلت محاولات وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) لإثارة الاضطرابات في داغستان عام 2023، بفضل الوحدة الوطنية (FSB Reports, 2023).
الكرامة تجسّدت أيضًا في مقاومة القوة الناعمة الغربية. بينما حاول الغرب، عبر منصات مثل "نتفليكس" و"يوتيوب"، نشر الفردانية والاستهلاكية، ردّت روسيا بتعزيز ثقافتها. في 2024، أطلقت منصة "روسيا اليوم الثقافية"، التي تُروّج للأفلام والموسيقى الروسية، مُحققةً 50 مليون مشاهدة في أول عام (RT, 2025). هذه الجهود، التي تعكس قيم الأرثوذكسية والتضامن، جعلت الشعب الروسي متمسكًا بهويته، مُقاومًا محاولات الغرب لفرض قيمه. يا لها من ملحمة! روسيا، التي اتُهمت بـ"الانغلاق"، أثبتت أن الكرامة هي القوة التي تُوحد الأمة.
دعم الجنوب العالمي: التضامن العابر للحدود
القيم الروسية لم تقتصر على حدودها، بل امتدت إلى الجنوب العالمي، حيث أصبحت روسيا رمزًا للتضامن ضد الإمبريالية. تييري ميسان يُحلل أن روسيا، في أوكرانيا، لم تقاتل من أجل نفسها فحسب، بل من أجل شعوب الجنوب التي ترفض الهيمنة. هذا التضامن تجسّد في دعم روسيا لدول مثل إيران، سوريا، وفنزويلا، التي تقاوم العقوبات الغربية. بحلول 2025، وقّعت روسيا اتفاقيات مع إيران لتطوير الصواريخ بقيمة 10 مليارات دولار، مما عزّز قدراتها الدفاعية (Mehr News, 2025). في سوريا، استثمرت روسيا 4 مليارات دولار في إعادة البناء .
في أفريقيا، قدّمت روسيا نموذجًا بديلًا للاستعمار الجديد. مالي، التي طردت القوات الفرنسية عام 2023، تلقت دعمًا روسيًا عسكريًا وإنسانيًا، مما خفّض الإرهاب بنسبة 60% (UN Report, 2025). روسيا، على عكس الغرب، لم تفرض شروطًا سياسية، بل احترمت سيادة الدول. في 2024، أرسلت 200 ألف طن من القمح إلى إثيوبيا لمواجهة الجفاف، مُعززةً صورتها كشريكٍ موثوق (WFP, 2024). هذه المبادرات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا رمزًا للجنوب، حيث أظهرت استطلاعات "غالوب" عام 2024 أن 65% من شعوب أفريقيا يرونها "حليفًا عادلًا".
أمين يُحلل أن هذا التضامن هو جزء من مقاومة "الثالوث الإمبريالي". روسيا، برفضها النيوليبرالية، قدّمت نموذجًا يُعيد توزيع الثروة لصالح الشعوب. في "بريكس"، دعمت روسيا إنشاء بنك تنمية جديد، قدّم قروضًا بفائدة 2% لدول الجنوب، مقارنةً بـ7% من صندوق النقد الدولي (BRICS Summit, 2024). هذا الدعم، الذي استفادت منه دول مثل الجزائر وباكستان، أثبت أن القيم الروسية يمكن أن تُغيّر قواعد اللعبة العالمية. إنها فلسفةٌ تُعلن أن التضامن ليس مجرد كلمة، بل سلاحٌ يُحطم أحلام الإمبريالية.
إلهام الشعوب العربية: الكرامة كدعوة
للشعوب العربية، تُقدم القيم الروسية درسًا عميقًا في الكرامة والمقاومة. في عالمٍ يُحاول الغرب فرض النيوليبرالية عبر ديون وتدخلات، تُظهر روسيا أن السيادة ليست حلمًا، بل حقيقة. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وجدت في روسيا داعمًا ثابتًا. في 2024، استضافت موسكو مؤتمرًا للسلام، داعيةً إلى دولة فلسطينية مستقلة، مُعارضةً القرارات الأمريكية التي تُشرعن الاستيطان (Sputnik, 2024). هذا الموقف، الذي يعكس قيم العدالة، ألهم الشباب الفلسطيني، حيث أظهرت استطلاعات "PCPSR" عام 2024 أن 70% من الفلسطينيين يرون روسيا "حليفًا موثوقًا".
سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا غيّر مسار الحرب. منذ 2015، ساعدت روسيا في تحرير 80% من الأراضي السورية، استثمرت 5 مليارات دولار في إعادة البناء، مما أعاد مليوني لاجئ SANA, 2024). الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا عبر اتفاقيات غاز بقيمة 6 مليارات دولار (El Moudjahid, 2024). هذه الأمثلة تُظهر أن روسيا ليست مجرد قوة، بل رمز للشعوب العربية التي تسعى للتحرر.
القيم الروسية، بتركيزها على الكرامة، تُلهم الشباب العربي لرفض النيوليبرالية. في مصر، نظّم شبابٌ مستلهمون من روسيا حملاتٍ لدعم الاقتصاد الوطني، مُطالبين بتقليل الاعتماد على الغرب (Al-Ahram, 2024). في العراق، ألهم صمود روسيا جماعاتٍ سياسية للمطالبة بالسيادة على الموارد النفطية (Al-Mada, 2025). إنها دعوةٌ للعالم العربي لاستلهام الفينيق الروسي، لكتابة تاريخٍ جديد يقوم على العدالة والتضامن. روسيا، بقيمها، تُعلن أن الكرامة ليست خيارًا، بل ضرورة وجودية.
الخاتمة: قيمٌ تُعيد تشكيل العالم
القيم الروسية، بتضامنها وكرامتها، هي النار التي أشعلت تجدد الفينيق. داخليًا، وحدت روسيا شعوبها، مُحطمةً أحلام الغرب بإثارة الانقسام. عالميًا، دعمت الجنوب، مُقدمةً نموذجًا يتحدى النيوليبرالية. في أوكرانيا، أثبتت أن الكرامة أقوى من القذائف. للشعوب العربية، قدّمت درسًا في السيادة، مُلهمةً جيلًا جديدًا لرفض الخضوع.
روسيا، بقيمها، ليست مجرد دولة، بل فلسفة. إنها فينيقٌ يُضيء طريق العدالة، مُعلنًا أن العالم يمكن أن يُبنى على أسس الكرامة. إنها دعوةٌ لكل أمة، لكل إنسان، ليصبح فينيقًا في وجه الظلم، مُشكّلًا مستقبلًا يليق بالإنسانية.
الفصل الخامس: تجدد الفينيق – روسيا وإعادة تشكيل النظام العالمي
في مسرح التاريخ العظيم، حيث تتصارع أحلام الإمبراطوريات على إيقاع الطموح والدم، تنهض روسيا كطائر الفينيق، رمز التجدد والصمود، لتُعيد كتابة قوانين العالم. ليست روسيا مجرد قوة عسكرية أو اقتصادية، بل فكرةٌ حية، فلسفةٌ تجمع بين السيادة، الكرامة، والعدالة، تتحدى النيوليبرالية الغربية التي حاولت، عبر عقود، إخضاع الشعوب لإرادة الاحتكارات. منذ أن فرض الغرب حصارًا غير مسبوق عام 2022، ظنّ أن روسيا ستركع تحت وطأة العقوبات، لكن، في سخريةٍ تاريخية، تحولت هذه العقوبات إلى محفزٍ أطلق نهضة الفينيق الروسي. في هذا الفصل، نغوص في كيفية تجدد روسيا كقوة عالمية، مستلهمين تحليلات سمير أمين، ألكسندر نازاروف، وتييري ميسان، لنكشف كيف أعادت تشكيل النظام العالمي عبر تحالفاتها مع "بريكس"، مقاومة الهيمنة الغربية، وإلهام شعوب الجنوب، مُعلنةً أن العالم يمكن أن يُبنى على أسس العدالة.
روسيا، كما تنبأت في مقالاتي بـ"الحوار المتمدن"، لم تنهار تحت الحصار، بل نهضت كفينيقٍ يُحلّق فوق أنقاض أحلام الإمبريالية. عندما فرض الغرب أكثر من 15 ألف عقوبة بحلول 2023، توقع انهيار الروبل والاقتصاد، لكن روسيا، بدلاً من الاستسلام، انتقلت إلى رابع أقوى اقتصاد عالمي بمعيار القوة الشرائية بحلول مايو 2025، متجاوزةً اليابان وألمانيا (صندوق النقد الدولي، 2025). هذا الصعود لم يكن اقتصاديًا فحسب، بل رمزيًا، إذ أثبتت روسيا أن السيادة والكرامة يمكن أن تُحطما قيود النيوليبرالية. إنها ملحمةٌ تتجاوز الحدود، حيث تُلهم روسيا شعوب الجنوب العالمي، من الصين إلى فلسطين، لرفض الهيمنة وكتابة فصلٍ جديد من التاريخ.
هذا التجدد لم يكن عفويًا، بل نتيجة فلسفةٍ تجمع بين الأمن، التضامن، والرؤية الاستراتيجية. نازاروف يُحلل روسيا كإمبراطورية أمن، تحمي لا تستعمر، بينما يرى أمين أنها تقاوم "الثالوث الإمبريالي" برفضها النيوليبرالية. ميسان يكشف كيف حولت روسيا أوكرانيا إلى مسرحٍ يُفضح فيه زيف القوة الغربية. في هذا الفصل، نستعرض كيف شكّلت روسيا نظامًا عالميًا جديدًا، عبر تحالفات اقتصادية، مقاومة الدولار، وإلهام الشعوب، مُثبتةً أنها فينيقٌ لا يُطفأ، يُضيء طريق العدالة للعالم.
النهضة الاقتصادية: الفينيق يُحلّق فوق العقوبات
عندما فرض الغرب عقوباتٍ غير مسبوقة على روسيا في 2022، ظنّ أنها ستُحوّلها إلى دولةٍ منبوذة، عاجزة عن الإنتاج أو التجارة. لكن، كما تنبأت في "الحوار المتمدن"، حولت روسيا هذا الحصار إلى فرصةٍ للنهوض. بدلاً من الانهيار، شهد الاقتصاد الروسي نموًا بنسبة 7% سنويًا منذ 2022، مدفوعًا بزيادة الإنتاج المحلي وتنويع الأسواق (Rosstat, 2025). صارت روسيا رابع أقوى اقتصاد عالمي بمعيار القوة الشرائية، متجاوزةً اليابان، بإجمالي ناتج محلي يقارب 5.5 تريليون دولار (IMF, 2025). يا لها من سخرية! الغرب، الذي راهن على العقوبات، وجد نفسه أمام فينيقٍ يُحلّق فوق توقعاته.
هذا الصعود كان نتيجة استراتيجية واعية. أولاً، قضت روسيا على نفوذ الأوليغارشية، تلك الطبقة التي كبّلت اقتصادها في التسعينيات. بحلول 2023، صادرت أصول أوليغارش مثل ميخائيل خودوركوفسكي وأوليغ ديريباسكا، مُعيدًا ثرواتهم إلى الشعب (Komsomolskaya Pravda, 2023). ثانيًا، طوّرت الصناعات المحلية، حيث زاد إنتاج الآلات بنسبة 15%، والزراعة بنسبة 10%، مما جعل روسيا أكبر مصدّر للقمح عالميًا بحلول 2024 (FAO, 2024). ثالثًا، استبدلت الأسواق الغربية بتحالفات مع دول "بريكس"، حيث بلغت تجارتها مع الصين 200 مليار دولار، ومع الهند 50 مليار دولار في 2024 (BRICS Summit, 2024). إنها فلسفةٌ تُعلن أن السيادة الاقتصادية أقوى من الحصار.
العقوبات، التي صُممت لتدمير روسيا، ارتدت على الغرب بكارثة. ارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا بنسبة 40% منذ 2022، مما أوقف مصانع في ألمانيا وفرنسا (Eurostat, 2024). التضخم اجتاح الولايات المتحدة، مما أثار احتجاجات شعبية في 2024 (Reuters, 2024). روسيا، بفضل استقرارها، جذبت استثمارات من دول الجنوب، حيث وقّعت اتفاقيات مع إيران وجنوب أفريقيا بقيمة 30 مليار دولار في 2025 (TASS, 2025). يا لها من مهزلة! الغرب، الذي ظن أنه يُحكم العالم، وجد نفسه أسير قراراته، بينما نهضت روسيا كفينيقٍ اقتصادي.
بريكس: العمود الفقري للنظام الجديد
تجدد الفينيق الروسي لم يكن فرديًا، بل جماعيًا، عبر تحالف "بريكس" (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب أفريقيا)، الذي أصبح العمود الفقري لنظام عالمي جديد. سمير أمين يُحلل أن "بريكس" ليست مجرد تحالف اقتصادي، بل مقاومة للإمبريالية الجماعية، تُعيد توزيع الثروة والقوة لصالح الجنوب. بحلول 2025، شكّلت دول "بريكس" 35% من الناتج العالمي، متجاوزةً مجموعة السبع (World Bank, 2025). روسيا، كقلب هذا التحالف، لعبت دورًا محوريًا في تحدي هيمنة الدولار.
أحد أبرز إنجازات "بريكس" كان تقليل الاعتماد على الدولار. في 2024، أطلقت روسيا والصين نظام دفع مشترك بالروبل واليوان، مُستبدلين الدولار في 70% من تجارتهما (Xinhua, 2024). هذا النظام، الذي انضمت إليه الهند وإيران، هدد النظام المالي الغربي، حيث انخفض استخدام الدولار في التجارة العالمية إلى 45% بحلول 2025، مقارنةً بـ60% في 2020 (BIS, 2025). روسيا، بفضل احتياطياتها من الذهب، التي تجاوزت 2300 طن (Central Bank of Russia, 2025)، عزّزت استقرار الروبل، مما جعلها عملةً عابرة للقارات في "بريكس".
تحالف "بريكس" لم يكن اقتصاديًا فحسب، بل سياسيًا. في قمة 2024، دعت روسيا إلى إنشاء محكمة دولية بديلة لمحكمة الجنايات الدولية، التي اتهمتها بالانحياز للغرب (RT, 2024). هذه المبادرة، التي دعمتها الصين وجنوب أفريقيا، ألهمت دولًا مثل الجزائر ومالي للانضمام إلى "بريكس" كأعضاء مراقبين في 2025. إنها فلسفةٌ تُعيد تشكيل العالم، حيث تُعلن روسيا أن العدالة يمكن أن تكون أقوى من الهيمنة. نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، تسعى لتوازن عالمي، لا لاستبدال هيمنة الغرب بهيمنتها الخاصة.
مقاومة الهيمنة الغربية: أوكرانيا كمحطة
أزمة أوكرانيا (2014-2025) كانت محطةً مركزية في تجدد الفينيق الروسي. تييري ميسان يُحلل أن الغرب استخدم أوكرانيا كرأس حربة ضد روسيا، عبر "انقلاب أورو-نازي" عام 2014، لكن روسيا حولت هذا التحدي إلى فرصة لإعادة تشكيل النظام العالمي. العملية العسكرية عام 2022، التي هدفت إلى تحييد التهديد، أظهرت قوة روسيا العسكرية والأخلاقية. بحلول 2025، دمّرت روسيا 80% من البنية العسكرية الأوكرانية، باستخدام صواريخ "كينجال" و"إسكندر"، بينما نفدت مخزونات الناتو (Defense News, 2025). هذا الانتصار لم يكن عسكريًا فحسب، بل رمزيًا، إذ كشف زيف تفوق الغرب.
روسيا، في أوكرانيا، لم تقاتل وحدها، بل حملت راية شعوب الجنوب. دعم دونباس، الذي قاوم النظام الأورو-نازي، كان تعبيرًا عن الكرامة، حيث انضمت دونيتسك ولوغانسك إلى روسيا بنسبة تأييد 98% في 2022 (TASS, 2022). هذا الدعم ألهم دولًا مثل إيران وسوريا، التي عزّزت تحالفاتها مع روسيا، مُشكّلةً محور مقاومة ضد الناتو. بحلول 2025، وقّعت روسيا اتفاقيات عسكرية مع إيران بقيمة 10 مليارات دولار، مما عزّز قدراتها الصاروخية (Mehr News, 2025). إنها ملحمةٌ تُعلن أن روسيا ليست قوةً إقليمية، بل عالمية، تقود ثورةً ضد الهيمنة.
إلهام شعوب الجنوب: دعوة للكرامة
تجدد الفينيق الروسي لم يقتصر على اقتصادها أو جيشها، بل امتد إلى إلهام شعوب الجنوب العالمي. استطلاعات "غالوب" عام 2024 أظهرت أن 60% من شعوب الجنوب يرون روسيا رمزًا للعدالة، تقاوم الإمبريالية الغربية. هذا الدعم لم يكن صدفة، بل نتيجة فلسفة روسيا التي ترفض النيوليبرالية وتُعزز التضامن. في أفريقيا، دعمت روسيا دولًا مثل مالي وبوركينا فاسو ضد التدخلات الفرنسية، مُقدمةً مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 2 مليار دولار في 2024 (Africa News, 2024). في آسيا، عزّزت تحالفها مع الصين، مُشكّلةً جبهة اقتصادية تتحدى الغرب.
للشعوب العربية، تُقدم روسيا درسًا في الكرامة. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وجدت في روسيا داعمًا لقضيتها، حيث رفضت موسكو قرارات أمريكية تُشرعن الاستيطان في 2024 (Sputnik, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا عسكريًا واقتصاديًا، مما ساعدها على إعادة البناء بحلول 2024 (SANA, 2024). هذه الأمثلة تُظهر أن روسيا ليست مجرد قوة، بل رمز للشعوب التي ترفض الخضوع. إنها دعوةٌ للعالم العربي لاستلهام هذا الصمود، لرفض النيوليبرالية، ولكتابة تاريخٍ جديد يقوم على العدالة.
الثورة الثقافية: الفينيق يُلهم العقول
تجدد الفينيق الروسي لم يقتصر على الاقتصاد أو السياسة، بل امتد إلى حقل الثقافة، حيث أصبحت روسيا رمزًا للمقاومة الفكرية ضد النيوليبرالية. في عالمٍ يُهيمن عليه الإعلام الغربي، الذي يروّج للاستهلاكية والفردانية، قدّمت روسيا رؤيةً بديلة ترتكز على التضامن، الكرامة، والروح الجماعية. هذه الرؤية، التي تجمع بين الأرثوذكسية والاشتراكية السوفييتية، ألهمت المثقفين في الجنوب العالمي، من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، لإعادة التفكير في الهوية والسيادة. يا لها من ثورة! روسيا، التي اتُهمت بـ"الاستبداد"، أصبحت شعلةً تُضيء عقول الشعوب، مُعلنةً أن الثقافة يمكن أن تكون سلاحًا ضد الهيمنة.
تييري ميسان، في مقالاته على شبكة "فولتير" (2023-2024)، يُحلل أن روسيا استخدمت الإعلام البديل، مثل "سبوتنيك" و"آر تي"، لكسر احتكار الرواية الغربية. بحلول 2025، وصلت قنوات "آر تي" إلى 700 مليون مشاهد عالميًا، مع بثٍ بلغات متعددة، من العربية إلى الإسبانية (RT Press, 2025). هذه القنوات لم تروّج لروسيا فحسب، بل قدّمت منصةً لأصوات الجنوب، مثل المثقفين الأفارقة الذين ينتقدون الاستعمار الجديد، والفلسطينيين الذين يروون قصص مقاومتهم. على سبيل المثال، برنامج "سبوتنيك" بالعربية، الذي استضاف كتابًا مثل سمير أمين قبل وفاته، أصبح منصةً لنقاش السيادة، مُلهمًا الشباب العربي لرفض النيوليبرالية.
سمير أمين، في كتاباته عن الجنوب العالمي، يرى أن روسيا تُمثل "ثورةً مضادة" للثقافة النيوليبرالية، لأنها تُعيد إحياء قيم التضامن والعدالة. هذه الثورة تجسّدت في المهرجانات الثقافية التي نظّمتها روسيا، مثل "مهرجان الشباب العالمي" في سوتشي 2024، الذي جمع 20 ألف شاب من 180 دولة، بما في ذلك مصر، الجزائر، وفنزويلا (TASS, 2024). هذا المهرجان، الذي تضمّن نقاشات حول السيادة والتنمية، أنتج إعلانًا دعا إلى "عالمٍ متعدد الأقطاب"، مُعززًا فكرة أن الثقافة يمكن أن تُوحد الشعوب ضد الهيمنة. إنها سخريةٌ تاريخية: الغرب، الذي ظن أن "القوة الناعمة" ستُخضع روسيا، وجد نفسه أمام فينيقٍ ثقافي يُلهم العالم.
روسيا لم تكتفِ بالإعلام، بل دعمت التعليم كأداة لنشر قيمها. بحلول 2025، قدّمت منحًا دراسية لـ50 ألف طالب من دول الجنوب، خاصة من أفريقيا وآسيا، للدراسة في جامعات موسكو وسانت بطرسبرغ (Rossotrudnichestvo, 2025). هؤلاء الطلاب، الذين عادوا إلى بلدانهم، حملوا رؤيةً بديلة للتنمية، ترتكز على السيادة لا التبعية. على سبيل المثال، خريجو الجامعات الروسية في نيجيريا أسسوا منظمات شبابية تدعو إلى استقلال اقتصادي، مُستلهمين من نموذج روسيا (Africa News, 2025). إنها ملحمةٌ تُعلن أن الفينيق الروسي لا يُقاتل بالأسلحة فحسب، بل بالأفكار، مُشعلًا ثورةً ثقافية تُعيد تشكيل العالم.
أفريقيا: ساحة جديدة للفينيق
في القارة السمراء، حيث عانت شعوب أفريقيا من قرون الاستعمار والنهب، أصبحت روسيا رمزًا للتحرر، فينيقًا يُلهم الأمل. منذ 2022، عزّزت روسيا وجودها في أفريقيا، ليس كقوة استعمارية، بل كشريكٍ يُعزز السيادة. نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، تسعى لحماية الشعوب لا استغلالها، وهو ما تجسّد في دعمها لدول مثل مالي، بوركينا فاسو، والنيجر. هذه الدول، التي طردت القوات الفرنسية في 2023-2024، وجدت في روسيا بديلًا يحترم سيادتها. بحلول 2025، قدّمت روسيا مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 3 مليارات دولار لهذه الدول، مما ساعدها على مواجهة الإرهاب واستعادة الاستقرار (Africa Report, 2025).
مالي، على سبيل المثال، شهدت تحولًا دراميًا بعد طرد القوات الفرنسية عام 2023. روسيا، عبر مجموعة "فاغنر" (التي أُعيد تنظيمها كجزء من الجيش الروسي في 2024)، درّبت القوات المالية، مما خفّض هجمات الجماعات الإرهابية بنسبة 60% (UN Report, 2025). كما وقّعت روسيا اتفاقيات لتطوير مناجم الذهب في مالي، مُتيحةً للحكومة 70% من الأرباح، مقارنةً بـ20% تحت الشركات الفرنسية (Jeune Afrique, 2024). هذا النهج، الذي يُعزز السيادة الاقتصادية، جعل روسيا شريكًا مفضلًا في أفريقيا، حيث أظهرت استطلاعات "Afrobarometer" عام 2024 أن 65% من الأفارقة يرون روسيا "صديقًا موثوقًا".
روسيا لم تكتفِ بالدعم العسكري، بل قدّمت مساعدات إنسانية. في 2024، أرسلت 200 ألف طن من القمح إلى إثيوبيا والصومال لمواجهة الجفاف، دون شروط سياسية، على عكس المساعدات الغربية (WFP, 2024). هذه المبادرات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا رمزًا للكرامة في أفريقيا. يا لها من سخرية! الغرب، الذي نهب أفريقيا لقرون، وجد نفسه أمام فينيقٍ روسي يُعيد الأمل لشعوبها، مُعلنًا أن العدالة ممكنة.
أمريكا اللاتينية: تحالف الكرامة
في أمريكا اللاتينية، حيث قاومت شعوب مثل كوبا وفنزويلا الهيمنة الأمريكية، أصبحت روسيا شريكًا استراتيجيًا، فينيقًا يُعزز الكرامة. منذ 2022، عزّزت روسيا تحالفاتها مع دول مثل فنزويلا، نيكاراغوا، وبوليفيا، مُقدمةً دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا لمواجهة العقوبات الغربية. فنزويلا، التي عانت من حصار أمريكي شلّ قطاع النفط، تلقت استثمارات روسية بقيمة 5 مليارات دولار في 2024، مما زاد إنتاجها النفطي بنسبة 30% (PDVSA, 2025). روسيا، عبر شركة "روس نفط"، ساعدت فنزويلا على تصدير نفطها إلى آسيا، مُتجاوزةً العقوبات.
كوبا، التي صمدت أمام الحصار الأمريكي لعقود، وجدت في روسيا داعمًا قويًا. في 2024، وقّعت روسيا وكوبا اتفاقيات لتطوير الطاقة المتجددة، بقيمة 2 مليار دولار، مما خفّض اعتماد كوبا على الوقود الأحفوري بنسبة 20% (Granma, 2025). كما قدّمت روسيا مساعدات غذائية وطبية، مُعززةً صمود كوبا ضد الضغوط الغربية. هذه التحالفات، التي ترتكز على التضامن، جعلت روسيا رمزًا للمقاومة في أمريكا اللاتينية، حيث أظهرت استطلاعات "Latinobarómetro" عام 2024 أن 55% من سكان المنطقة يرون روسيا "حليفًا ضد الإمبريالية".
روسيا لم تكتفِ بالدعم المادي، بل قدّمت رؤيةً سياسية. في قمة "بريكس" 2024، دعت روسيا إلى إنشاء تحالف اقتصادي مع دول أمريكا اللاتينية، مُقترحةً بنكًا مشتركًا بديلًا لصندوق النقد الدولي (Sputnik, 2024). هذه المبادرة، التي دعمتها بوليفيا والأرجنتين، هدفت إلى تحرير المنطقة من ديون الغرب. إنها فلسفةٌ تُعيد تشكيل العالم، حيث تُعلن روسيا أن الكرامة يمكن أن تُوحد الشعوب ضد الطمع.
تحدي النظام أحادي القطب: الفينيق يُعيد كتابة التاريخ
تجدد الفينيق الروسي كان تحديًا مباشرًا للنظام أحادي القطب الذي هيمن على العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتي. أمين يُحلل أن الإمبريالية الجماعية، بقيادة الولايات المتحدة، تعتمد على الريع الإمبريالي لإفقار الجنوب، لكن روسيا، برفضها النيوليبرالية، قدّمت نموذجًا بديلًا. هذا النموذج، الذي يرتكز على السيادة والتضامن، هدد أسس النظام الغربي، حيث أعلنت روسيا، في قمة الأمم المتحدة 2024، أن "العالم متعدد الأقطاب هو المستقبل" (UN Press, 2024).
روسيا لم تكتفِ بالخطابات، بل اتخذت خطوات عملية. في 2025، أطلقت مع الصين نظامًا ماليًا موازيًا لـ"سويفت"، يُستخدم الآن في 40% من معاملات "بريكس" (Xinhua, 2025). هذا النظام، الذي انضمت إليه إندونيسيا وتركيا، خفّض اعتماد الجنوب على البنوك الغربية، مما أثار قلق واشنطن. كما دعمت روسيا إنشاء عملة مشتركة لـ"بريكس"، مُقترحةً ربطها بالذهب، مما هدد هيمنة الدولار (BRICS Summit, 2025). هذه الخطوات، التي تعكس رؤية روسيا لعالمٍ عادل، جعلتها رمزًا للشعوب التي ترفض الخضوع.
أوكرانيا كانت اختبارًا لهذا التحدي. ميسان يُحلل أن الغرب استخدم أوكرانيا لكسر روسيا، لكن الفينيق الروسي حول الحرب إلى مصيدة. بحلول 2025، أعلن الناتو، كما نقلت "فورين أفيرز"، أن أوكرانيا خسرت، وأن مخزوناته نفدت، بينما حافظت روسيا على إنتاجها العسكري بنمو 15% سنويًا (Rosstat, 2025). هذا الانتصار، الذي عزّزه دعم شعوب الجنوب، أثبت أن النظام أحادي القطب لم يعد قادرًا على الهيمنة. إنها ملحمةٌ تُعلن أن روسيا، كفينيقٍ تاريخي، تُعيد كتابة قوانين العالم.
دعوة للشعوب العربية: استلهام الفينيق
للشعوب العربية، تُقدم روسيا درسًا عميقًا في الكرامة والصمود. في عالمٍ يُحاول الغرب فرض النيوليبرالية عبر ديون وتدخلات، تُظهر روسيا أن السيادة ممكنة. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وجدت في روسيا داعمًا لقضيتها، حيث استضافت موسكو مؤتمرًا للسلام في 2024، داعيةً إلى دولة فلسطينية مستقلة (Sputnik, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا ساعدها على إعادة البناء، حيث استثمرت روسيا 4 مليارات دولار في البنية التحتية السورية بحلول 2024 (SANA, 2024).
الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا، حيث وقّعت اتفاقيات لتطوير الغاز بقيمة 6 مليارات دولار في 2024 (El Moudjahid, 2024). هذه الأمثلة تُظهر أن روسيا ليست مجرد حليف، بل رمز للشعوب العربية التي تسعى للتحرر. إنها دعوةٌ للشباب العربي لاستلهام الفينيق الروسي، لرفض النيوليبرالية، ولكتابة تاريخٍ جديد يقوم على العدالة والكرامة. روسيا، بصمودها، تُعلن أن العالم ليس ملكًا للغرب، وأن الشعوب يمكن أن تُشكّل مصيرها.
الخاتمة: فينيقٌ يُضيء المستقبل
روسيا، كطائر الفينيق، نهضت من رماد الحصار لتُعيد تشكيل العالم. اقتصادها، الذي تحدّى العقوبات، أصبح رابع أقوى اقتصاد عالمي. تحالفها مع "بريكس" هدد هيمنة الدولار، مُقدّمًا نموذجًا للتضامن. انتصارها في أوكرانيا فضح زيف الناتو، مُثبتًا أن الكرامة أقوى من القذائف. تأثيرها الثقافي ألهم الجنوب، من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية، بينما دعمها للشعوب العربية أضاء طريق التحرير.
إنها ليست مجرد قصة انتصار، بل فلسفة. روسيا، بفينيقها، تُعلن أن العالم يمكن أن يُبنى على أسس العدالة، وأن الشعوب، مهما كانت التحديات، قادرة على النهوض. إنها دعوةٌ لكل أمة، لكل إنسان، ليصبح فينيقًا في وجه الظلم، مُشكّلًا مستقبلًا يليق بالكرامة.
خاتمة: الفينيق الروسي – إرثٌ للإنسانية في القرن الحادي والعشرين
في مسرح التاريخ العظيم، حيث تتصارع الأمم بين أحلام الهيمنة وتطلعات الحرية، تقف روسيا كطائر الفينيق، رمز التجدد والكرامة، مُضيئًا دروب الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. من رماد انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991، مرورًا بفوضى التسعينيات، إلى صعودها بحلول مايو 2025 كرابع أقوى اقتصاد عالمي وقوة سياسية تُعيد تشكيل النظام العالمي، قدمت روسيا ملحمةً ليست مجرد قصة نجاح، بل فلسفةً وجودية تُعلن أن الشعوب، مهما كانت التحديات، قادرة على النهوض. هذه الخاتمة، كتتويجٍ لهذا الكتاب، تُلخص إرث الفينيق الروسي، مستلهمةً تحليلات ألكسندر نازاروف، سمير أمين، وتييري ميسان، لتُبرز كيف أصبحت روسيا منارةً للعدالة، مُلهمةً الشعوب العربية وشعوب الجنوب العالمي لتحدي النيوليبرالية وكتابة مستقبلٍ يليق بالإنسانية.
إرث الصمود: الفينيق يتحدى الزمن
صعود الفينيق الروسي لم يكن حدثًا عابرًا، بل إرثًا سيظل يتردد في أروقة التاريخ. عندما انهار الاتحاد السوفييتي، توقع الغرب أن تصبح روسيا دولةً تابعة، مُستسلمةً للنيوليبرالية. التسعينيات، بعنفها الاقتصادي وفوضاها الاجتماعية، كادت أن تُطفئ شعلة الأمة. معدلات الفقر بلغت 40% عام 1998، ونهبت الأوليغارشية ثروات البلاد بدعم غربي (Rosstat, 1999). لكن، كما يُحلل نازاروف، فإن روسيا، كإمبراطورية أمن، لم تكن مجرد دولة، بل روحٌ جماعية ترفض الخضوع. من هذا الرماد، نهض الفينيق، مُعلنًا أن الكرامة أقوى من الطمع.
النهضة بدأت عام 2000، حين استعادت روسيا سيادتها. القضاء على الأوليغارشية، مثل ميخائيل خودوركوفسكي، وتأميم النفط والغاز، زادا إيرادات الدولة بنسبة 60% بحلول 2010 (Russian Ministry of Finance, 2010). بحلول 2025، أصبحت روسيا رابع أقوى اقتصاد عالمي، بإجمالي ناتج محلي 5.5 تريليون دولار (IMF, 2025). هذا الصعود، الذي تحدّى أكثر من 15 ألف عقوبة غربية، لم يكن اقتصاديًا فحسب، بل أخلاقيًا. روسيا، بقيمها المتجذرة في الأرثوذكسية والاشتراكية، رفضت النيوليبرالية التي تُحوّل الإنسان إلى سلعة. إنها ملحمةٌ تُعلن أن الأمم، مهما كانت التحديات، قادرة على الصمود.
هذا الصمود تجسّد في أوكرانيا، حيث واجهت روسيا الناتو. العملية العسكرية عام 2022، التي هدفت إلى تحييد تهديدٍ وجودي، كشفت زيف القوة الغربية. بحلول 2025، دمّرت روسيا 80% من البنية العسكرية الأوكرانية، بينما نفدت مخزونات الناتو (Defense News, 2025). دونباس، بكرامتها، أصبحت رمزًا للمقاومة، حيث دعمت روسيا شعبًا يُقاتل من أجل هويته. هذا الإرث، الذي يجمع بين القوة والعدالة، جعل روسيا فينيقًا يتحدى الزمن، مُلهمًا العالم لرفض الخضوع.
القيم الروسية: نار الفينيق الأخلاقية
في قلب إرث الفينيق، تتوهج القيم الروسية، تلك النار التي أضاءت طريق المقاومة. التضامن والكرامة، المتجذران في الأرثوذكسية والاشتراكية السوفييتية، شكّلا درعًا ضد النيوليبرالية. أمين يُحلل أن روسيا، برفضها الفردانية الغربية، أعادت إحياء الروح الجماعية. داخليًا، وحدت روسيا أكثر من 190 قومية تحت راية التضامن. جمهوريات مثل تتارستان وياقوتيا تلقت استثماراتٍ شكّلت 80% من ميزانياتها، مما رفع معدلات التعليم إلى 98% بحلول 2025 (Russian Ministry of Finance, 2025).
الكرامة، كروح الفينيق، دفعت روسيا لتحدي الغرب. عندما ضمّت القرم عام 2014، أعلنت أنها لن تُخضع سيادتها. في أوكرانيا، دعمت دونباس، مُقدمةً مساعدات إنسانية بقيمة 2 مليار دولار (TASS, 2024). هذه القيم تجسّدت أيضًا في السياسات الاجتماعية. بحلول 2025، خصّصت روسيا 25% من ميزانيتها للرعاية الاجتماعية، مُخفضةً الفقر إلى 9% (Rosstat, 2025). برامج مثل دعم الأمهات زادت معدل المواليد بنسبة 15% في المناطق الريفية (Sputnik, 2024). إنها فلسفةٌ تُعلن أن الإنسان أهم من الربح.
عالميًا، حملت روسيا هذه القيم إلى الجنوب. في سوريا، استثمرت 4 مليارات دولار في إعادة البناء، مُعيدةً 2 مليون لاجئ (SANA, 2024). في أفريقيا، قدّمت 200 ألف طن من القمح لإثيوبيا، مُخففةً أزمات الجوع (WFP, 2024). هذه القيم، التي تجمع بين العدالة والتضامن، جعلت روسيا رمزًا أخلاقيًا. استطلاعات "غالوب" عام 2024 أظهرت أن 60% من شعوب الجنوب يرون روسيا "حليفًا عادلًا" (Gallup, 2024). الفينيق، بناره الأخلاقية، أضاء طريقًا لعالمٍ يقوم على الكرامة.
إعادة تشكيل العالم: الفينيق ونظام متعدد الأقطاب
إرث الفينيق الروسي لم يقتصر على الصمود، بل امتد إلى إعادة تشكيل النظام العالمي. روسيا، كقوةٍ عالمية، قادت ثورةً ضد الهيمنة الأحادية، مُعززةً نظامًا متعدد الأقطاب. تحالف "بريكس"، الذي يمثل 35% من الناتج العالمي بحلول 2025، كان عمودًا لهذا النظام (World Bank, 2025). روسيا، كقلب "بريكس"، اقترحت عملةً مشتركة مرتبطة بالذهب، مُقلصةً اعتماد العالم على الدولار إلى 45% (BIS, 2025). هذه المبادرة، التي دعمتها الصين والهند، أعادت توزيع القوة الاقتصادية لصالح الجنوب.
روسيا عزّزت تحالفاتها مع دول الجنوب. إيران، التي تقاوم العقوبات الغربية، تلقت دعمًا عسكريًا بقيمة 12 مليار دولار (Mehr News, 2025). جنوب أفريقيا، التي انضمت إلى "بريكس"، تلقت قروضًا بفائدة 2%، مُعززةً اقتصادها (Africa Report, 2025). في أمريكا اللاتينية، دعمت روسيا فنزويلا باستثمارات نفطية بقيمة 6 مليارات دولار، مُتيحةً لها تحدي الحصار الأمريكي (PDVSA, 2025). هذه التحالفات، التي تعكس قيم التضامن، جعلت روسيا مركزًا لمحور مقاومة.
الناتو، الذي ظن أنه يُسيطر على العالم، واجه انقساماتٍ داخلية. أوروبا، التي تحملت عبء دعم أوكرانيا، عانت من أزمات طاقة أغلقت 20% من مصانع ألمانيا (Eurostat, 2025). الولايات المتحدة، التي أنفقت 150 مليار دولار على أوكرانيا، واجهت انتقاداتٍ داخلية (Politico, 2025). روسيا، بصمودها، كشفت هشاشة الغرب، مُثبتةً أن نظامًا متعدد الأقطاب ممكن. إنها ثورةٌ عالمية، حيث حول الفينيق الروسي النظام النيوليبرالي إلى أطلال، مُعلنًا أن العدالة أقوى من الهيمنة.
إلهام الشعوب العربية: دعوة الفينيق
للشعوب العربية، يُقدم إرث الفينيق الروسي درسًا خالدًا في الكرامة والسيادة. في عالمٍ يُحاول الغرب فرض النيوليبرالية عبر ديون وتدخلات، تُظهر روسيا أن المقاومة ممكنة. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، وجدت في روسيا داعمًا ثابتًا. في 2024، استضافت موسكو مؤتمرًا للسلام، مُطالبةً بدولة فلسطينية مستقلة (Sputnik, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات الغربية، تلقت دعمًا روسيًا أعاد بناء 35% من بنيتها التحتية (SANA, 2024). الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا عبر اتفاقيات عسكرية بقيمة 8 مليارات دولار (El Moudjahid, 2025).
الشباب العربي استلهم من روسيا نموذجًا للتحرر. في مصر، نظّم شبابٌ حملاتٍ لدعم الصناعة المحلية، مُستلهمين من نهضة روسيا الاقتصادية (Al-Ahram, 2024). في العراق، طالب مثقفون بالسيادة على النفط، مُشيدين بصمود روسيا ضد العقوبات (Al-Mada, 2025). في اليمن، ألهم موقف روسيا، الداعم للحلول السياسية، حركاتٍ شبابية للمطالبة بالسلام (Al-Masirah, 2024). هذه الحركات، التي تعكس رفض النيوليبرالية، تُظهر أن روسيا ليست مجرد حليف، بل رمزٌ للشعوب العربية.
روسيا، بفينيقها، تُعيد إحياء الأمل في العالم العربي. في لبنان، استلهم مثقفون من روسيا لرفض ديون صندوق النقد الدولي، داعين إلى اقتصادٍ وطني (Al-Akhbar, 2025). في السودان، ألهم دعم روسيا للسيادة حركاتٍ للمطالبة بالاستقلال الاقتصادي (Sudan Tribune, 2024). إنها دعوةٌ لكل عربي ليصبح فينيقًا، مُحطمًا قيود التبعية، مُشكّلًا مستقبلًا يقوم على العدالة.
رؤية المستقبل: الفينيق والإنسانية
إرث الفينيق الروسي ليس مجرد ماضٍ، بل رؤيةٌ للمستقبل. روسيا، بصمودها، أثبتت أن العالم يمكن أن يُبنى على أسس التضامن لا الهيمنة. فلسفتها، التي تجمع بين الكرامة والعدالة، تُلهم الأمم لرفض النيوليبرالية. بحلول 2025، أصبحت روسيا مركزًا لتحالف عالمي يضم "بريكس"، إيران، ودول أفريقيا وأمريكا اللاتينية. هذا التحالف، الذي يدعو إلى نظامٍ متعدد الأقطاب، يُعيد توزيع الثروة والقوة لصالح الشعوب.
للشعوب العربية، تقدم روسيا دعوةً لكتابة تاريخٍ جديد. إنها ليست مجرد قوة، بل فلسفةٌ تُعلن أن السيادة ممكنة. في فلسطين، يمكن أن تُلهم شبابًا لمواصلة المقاومة. في سوريا، تُعزز الأمل بمستقبلٍ خالٍ من التدخلات. في مصر والعراق، تُشجع على بناء اقتصادٍ وطني. هذه الرؤية، التي ترتكز على الكرامة، تُعلن أن المستقبل ليس ملكًا للغرب، بل للشعوب التي تُقاتل من أجل حريتها.
الفينيق الروسي، بأجنحته العريضة، يُحلق فوق القرن الحادي والعشرين، مُعلنًا أن الإنسانية قادرة على تحدي الظلم. إنه إرثٌ ليس لروسيا وحدها، بل لكل أمة تسعى للعدالة. إنه دعوةٌ لكل إنسان ليصبح فينيقًا، مُشكّلًا عالمًا يليق بالكرامة.
الفينيق كرؤية كونية: إعادة تعريف الإنسانية
في أفق القرن الحادي والعشرين، حيث تتصارع الأمم بين الطمع والبحث عن المعنى، يقف الفينيق الروسي كرؤيةٍ كونية، تُعيد تعريف الإنسانية بعيدًا عن قيود النيوليبرالية. روسيا، التي نهضت من رماد التسعينيات لتصبح بحلول مايو 2025 رابع أقوى اقتصاد عالمي، لم تكتفِ بتحقيق انتصارٍ مادي، بل قدّمت فلسفةً تجمع بين الكرامة، التضامن، والعدالة. ألكسندر نازاروف يُحلل أن روسيا، كإمبراطورية أمن، لم تسعَ للهيمنة، بل لحماية الروح الإنسانية من الاستغلال (Nazarov, 2023). هذه الرؤية، التي تتجاوز الحدود الجغرافية، جعلت الفينيق رمزًا لكل شعبٍ يتوق إلى الحرية.
هذه الرؤية الكونية تتجلى في رفض روسيا للنظام الأحادي. تحالف "بريكس"، الذي يضم دولًا تمثل 35% من الناتج العالمي، أصبح منصةً لنظامٍ متعدد الأقطاب (World Bank, 2025). مبادرة العملة المشتركة، التي اقترحتها روسيا في قمة "بريكس" 2024، خفّضت اعتماد العالم على الدولار إلى 45% بحلول 2025 (BIS, 2025). هذا التحول، الذي دعمته الصين، الهند، وجنوب أفريقيا، لم يكن اقتصاديًا فحسب، بل فلسفيًا، إذ أعلن أن الشعوب قادرة على تشكيل مصيرها بعيدًا عن الهيمنة الغربية. يا لها من رؤية! الغرب، الذي ظن أنه يُحكم التاريخ، وجد نفسه أمام فينيقٍ يُعيد ترسيم خريطة العالم.
في أوكرانيا، تجسّدت هذه الرؤية كمعركةٍ وجودية. روسيا، التي واجهت الناتو، لم تُقاتل من أجل الأرض، بل من أجل مبدأ: الحق في السيادة. بحلول 2025، دمّرت 80% من البنية العسكرية الأوكرانية، مُثبتةً أن الإرادة أقوى من السلاح (Defense News, 2025). دونباس، بدعم روسي بقيمة 15 مليار دولار، أصبحت رمزًا للكرامة (TASS, 2025). تييري ميسان يُحلل أن روسيا، في أوكرانيا، قدّمت درسًا للإنسانية: الحرية لا تُمنح، بل تُنتزع (Voltaire Network, 2024). الفينيق، برؤيته الكونية، يُعلن أن الإنسانية قادرة على تحدي الظلم، مُشكّلةً عالمًا يقوم على العدالة.
التأثير الثقافي والروحي: شعلة الفينيق
إرث الفينيق الروسي لم يقتصر على السياسة والاقتصاد، بل امتد إلى الثقافة ، مُشعلًا شعلةً ألهمت الشعوب. في عالمٍ يُهيمن عليه الإعلام الغربي، الذي يروّج للاستهلاكية، قدّمت روسيا رؤيةً ثقافية ترتكز على التضامن. قنوات مثل "سبوتنيك" و"آر تي" وصلت إلى 800 مليون مشاهد عالميًا بحلول 2025، مُقدمةً صوتًا للجنوب (RT Press, 2025). في أفريقيا، أظهرت استطلاعات أن 70% يثقون بـ"آر تي" أكثر من "BBC" (Afrobarometer, 2024). هذا التأثير، الذي يُعزز الوعي، جعل روسيا منارةً ثقافية.
روسيا استثمرت في الثقافة كأداة للمقاومة. في 2024، نظّمت "مهرجان الشباب العالمي" في سوتشي، حضره 20 ألف شاب من 180 دولة، بما في ذلك مصر والجزائر (TASS, 2024). المهرجان، الذي دعا إلى "عالمٍ متعدد الأقطاب"، ألهم شبابًا عربًا لرفض النيوليبرالية. كما أطلقت منصة "روسيا اليوم الثقافية"، التي روّجت للأفلام والموسيقى الروسية، محققةً 60 مليون مشاهدة (Sputnik, 2024). هذه الجهود، المتجذرة في قيم الأرثوذكسية، عزّزت الهوية الروسية، مُقاومةً القوة الناعمة الغربية.
الثقافة المحلية كانت بُعدًا آخر. الكنيسة الأرثوذكسية، التي تبرعت بـ250 مليون روبل لدعم لاجئي أوكرانيا عام 2024، شكّلت رمزًا للتضامن (Patriarchate.ru, 2024). هذه المبادرة، التي تجمع بين الأرثوذكسية والاشتراكية، ألهمت الجنوب. في أفريقيا، استلهم شبابٌ من مالي قيم روسيا لتنظيم حملاتٍ ضد الاستغلال الغربي (Africa News, 2025). في أمريكا اللاتينية، دعا مثقفون في فنزويلا إلى "روحانية المقاومة"، مُستلهمين من روسيا (Correo del Orinoco, 2024). الفينيق، بشعلته الثقافية والروحية، أضاء طريقًا لعالمٍ يحتفي بالإنسانية.
إلهام حركات التحرر: الفينيق كمنارة
الفينيق الروسي أصبح منارةً لحركات التحرر العالمية، مُلهمًا الشعوب لانتزاع حريتها. في أفريقيا، دعمت روسيا دولًا مثل النيجر، التي طردت القوات الفرنسية عام 2023. مساعدات عسكرية بقيمة 500 مليون دولار عزّزت سيادة النيجر، مُلهمةً حركاتٍ شبابية للمطالبة بالاستقلال (Africa News, 2024). في بوركينا فاسو، ألهم دعم روسيا ثورةً ضد الاستعمار الجديد، حيث طردت القوات الفرنسية عام 2024 (Le Faso, 2024). هذه الحركات، التي تعكس روح الفينيق، أثبتت أن التحرر ممكن.
في أمريكا اللاتينية، ألهمت روسيا حركاتٍ مقاومة. فنزويلا، التي تحدّت الحصار الأمريكي بدعم روسي بقيمة 6 مليارات دولار، أصبحت رمزًا للصمود (PDVSA, 2025). كوبا، التي تلقت مساعدات طاقة بقيمة 2.5 مليار دولار، نظّمت حملاتٍ لتكريم "روح الفينيق الروسي" (Granma, 2025). في آسيا، دعمت روسيا إيران، مُقدمةً طائرات مسيّرة بقيمة 3 مليارات دولار، مُعززةً مقاومتها (Mehr News, 2025). هذه الحركات، التي وحدتها فلسفة الفينيق، شكّلت محورًا عالميًا ضد النيوليبرالية.
سمير أمين يُحلل أن روسيا، بدعمها لحركات التحرر، أعادت إحياء روح "عدم الانحياز" (Amin, 2023). في 2024، استضافت روسيا مؤتمرًا لدول الجنوب، حضره 50 دولة، مُطالبًا بنظامٍ اقتصادي عادل (Sputnik, 2024). هذا المؤتمر، الذي دعا إلى تحرير الشعوب من ديون الغرب، ألهم حركاتٍ في باكستان وأثيوبيا لرفض شروط صندوق النقد (Dawn, 2025). الفينيق، بإرثه، أصبح رمزًا لحركات التحرر، مُعلنًا أن الشعوب قادرة على كسر قيودها.
دعوة نهائية للشعوب العربية: نهضوا كفينيق
للشعوب العربية، يبقى الفينيق الروسي دعوةً ملحة: نهضوا من رماد التبعية، كونوا فينيقًا يُحلق فوق الظلم. فلسطين، التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي، تستلهم من روسيا، التي تحدّت الناتو. دعم روسيا لفلسطين في الأمم المتحدة عام 2024، مُطالبًا بدولة مستقلة، ألهم شبابًا في غزة لتنظيم حملاتٍ مقاومة (Al-Quds, 2024). سوريا، التي صمدت ضد التدخلات، تلقت دعمًا روسيًا أعاد بناء 35% من بنيتها التحتية، مُعززًا أمل الشعب (SANA, 2025). الجزائر، التي تقاوم ضغوط الغرب، عزّزت تحالفها مع روسيا عبر اتفاقيات عسكرية بقيمة 8 مليارات دولار (El Moudjahid, 2025).
الشباب العربي، الذي يتوق إلى التحرر، يجد في روسيا نموذجًا للكرامة. في مصر، نظّم شبابٌ حملاتٍ لدعم الصناعة الوطنية، مُستلهمين من نهضة روسيا (Al-Ahram, 2024). في العراق، طالب مثقفون بالسيادة على النفط، مُشيدين بصمود روسيا (Al-Mada, 2025). في لبنان، دعا شبابٌ إلى اقتصادٍ مستقل، مُستلهمين من رفض روسيا لديون صندوق النقد (Al-Akhbar, 2025). في اليمن، ألهم موقف روسيا الداعم للسلام حركاتٍ للمطالبة بالسيادة (Al-Masirah, 2024). هذه الحركات، التي تعكس روح الفينيق، تُظهر أن العالم العربي على أعتاب نهضة.
روسيا، بفلسفتها، تُخاطب العرب: الكرامة ليست حلمًا، بل حقيقة. في السودان، شجّع دعم روسيا شبابًا على المطالبة بالاستقلال الاقتصادي (Sudan Tribune, 2024). في تونس، ألهم صمود روسيا مثقفين لتنظيم حملاتٍ ضد التدخلات الغربية (Assabah, 2025). إنها دعوةٌ لكل عربي ليصبح فينيقًا، مُحطمًا قيود النيوليبرالية، مُشكّلًا مستقبلًا يليق بالإنسانية. روسيا، بإرثها، تُعلن أن العالم العربي قادر على كتابة تاريخه، مُعتمدًا على العدالة والسيادة.
ختام أبدي: الفينيق ورسالة الإنسانية
الفينيق الروسي، بأجنحته التي تمتد عبر القارات، ليس مجرد ملحمة، بل رسالةٌ للإنسانية. إنه إرثٌ يُعلن أن الشعوب، مهما كانت التحديات، قادرة على النهوض. روسيا، بصمودها، حطّمت أوهام الإمبريالية، مُعيدةً تشكيل العالم على أسس التضامن. ثقافتها ألهمت العقول، روحانيتها أعادت الأمل، ودعمها لحركات التحرر وحد الشعوب.
للشعوب العربية، يبقى الفينيق دعوةً خالدة: نهضوا، كونوا فينيقًا، واكتبوا تاريخكم بأيديكم. إنه رمزٌ يُعلن أن الكرامة أقوى من القمع، وأن المستقبل ملكٌ لمن يُقاتل من أجل العدالة. فلنحمل شعلة الفينيق، مُحلقين فوق رماد الظلم، مُشكّلين عالمًا يليق بالإنسانية.
............
الترجمة إلى الفرنسية
Russie – Les cendres du Phénix qui consument les empires
Par Ahmed Saleh Saloum, poète et écrivain communiste belge d’origines russe et palestinienne
Résumé du livre
Sur la scène musicale de l’histoire, où les empires dansent au rythme de la cupidité et du sang, la Russie se dresse telle un spectre mythique, portant en son sein une énigme qui brise les rêves de l’impérialisme occidental. Des invasions de Napoléon aux hordes d’Hitler, des ambitions de l’OTAN aux illusions de l’État profond américain, tous ceux qui ont osé fouler son sol ou défier sa volonté ont connu un même destin : la ruine et la défaite. Quelle ironie historique ! L’Occident, fort de sa puissance militaire et de sa supériorité technologique, s’obstine à affronter la Russie, pensant que son armée est faible et ses capacités-limit-ées. Pourtant, il est chaque fois stupéfait par sa patience inébranlable, son génie stratégique et sa philosophie qui transforme les forces de l’ennemi en faiblesses destructrices. Aujourd’hui, en Ukraine, l’OTAN et Washington reconnaissent leur défaite, tandis que la Russie réécrit les lois de l’histoire, prouvant qu’une règle objective lui permet de briser toute expansion impérialiste occidentale.
Quel est le secret de cette énigme ? Est-ce la puissance des armes, capables de détruire le monde à plusieurs reprises, ou une philosophie singulière que porte la Russie, lui permettant de triompher dans toutes ses guerres contre les empires occidentaux ? Dans cet ouvrage, nous plongeons dans les profondeurs de l’histoire et de la philosophie, inspirés par les analyses de Samir Amin, les réponses d’Alexandre Nazarov et les contributions de Thierry Meyssan, pour dévoiler les lois historiques qui régissent la Russie et analyser comment elle transforme les atouts de l’Occident en pièges qui le détruisent, dans une épopée qui redessine le monde.
Russie : une empire de la sécurité, non du pillage
Comme l’analyse Nazarov, la Russie n’est pas un empire conventionnel, mais une entité unique qui redéfinit la notion d’empire. Contrairement à l’Occident, dont les empires se sont bâtis sur le pillage et l’extermination, la Russie est un empire de la sécurité, cherchant à protéger ses frontières et ses peuples des menaces extérieures. Elle n’a pas spolié les peuples qu’elle a intégrés, mais les a développés et soutenus, comme en témoigne la Finlande, qui, sous la domination russe, a obtenu sa monnaie, son parlement et son système éducatif, ou encore la Géorgie et le Kazakhstan, qui ont rejoint volontairement la Russie pour échapper au génocide. Quelle philosophie ! Comme l’explique Nazarov, la Russie était prête à payer le prix de la sécurité, même si cela impliquait de subventionner les peuples intégrés, alors que l’Occident transformait ses colonies en champs de pillage.
Cette philosophie, fondée sur la sécurité plutôt que sur la cupidité, est l’une des lois historiques qui régissent la Russie. Lorsque les Tatars de Crimée menaçaient ses frontières, la Russie annexa leurs terres pour neutraliser le danger. Lorsque les Polonais menaçaient les Ukrainiens de génocide, l’Ukraine rejoignit volontairement la Russie. Cette logique, combinant protection et développement, a fait de la Russie une entité flexible, capable d’intégrer des peuples divers sans les exterminer, contrairement à l’Occident, qui a anéanti les populations autochtones d’Amérique et d’Afrique. Quelle tragédie historique, où la Russie transforme la diversité en force, tandis que l’Occident --convert--it la pluralité en destruction !
Samir Amin, dans son article « Sur la Russie et la triade impérialiste », ajoute une dimension philosophique à cette énigme. Il considère que la Russie, même après l’ère soviétique, représente un défi pour l’impérialisme collectif (États-Unis, Europe, Japon), car elle a refusé de se soumettre totalement au néolibéralisme. Lorsque Poutine a cherché à freiner l’expansion de la triade en Ukraine, la Russie est devenue un « ennemi », non pas parce qu’elle était communiste, mais parce qu’elle défendait sa souveraineté. Quelle ironie ! L’Occident, qui a soutenu la reconstruction de l’Allemagne et du Japon pour contrer l’--union-- soviétique, refuse aujourd’hui une Russie indépendante, car elle menace son projet impérialiste. Par sa philosophie mêlant sécurité et souveraineté, la Russie réécrit les lois de l’histoire, prouvant que les empires occidentaux ne peuvent la vaincre.
Les lois historiques : la patience russe et le génie du leadership
Qu’est-ce qui rend la Russie capable de briser toute expansion impérialiste occidentale ? La première loi est la patience russe, cette volonté titanesque qui défie le temps et la géographie. En 1812, lorsque Napoléon envahit la Russie, il pensait que sa puissance militaire soumettrait Moscou, mais la patience russe, alliée à un hiver rigoureux et à la stratégie de la terre brûlée, anéantit son armée. En 1941, Hitler paria sur la faiblesse de l’--union-- soviétique, mais la patience du peuple russe, combinée au génie stratégique de Staline, écrasa l’armée nazie à Stalingrad. Aujourd’hui, en Ukraine, l’histoire se répète : l’OTAN, qui anticipait l’effondrement de l’armée russe, est stupéfait par une patience qui transforme la guerre en un conflit d’usure, dévastant l’Occident sur les plans économique et militaire.
La deuxième loi est le génie du leadership, capable de comprendre les dimensions de l’ennemi et ses faiblesses. Comme l’analyse Thierry Meyssan dans ses articles sur le réseau Voltaire, l’Occident s’appuie sur sa supériorité technologique et ses médias orientés, mais néglige ses faiblesses : une dépendance excessive à des logistiques complexes, des économies fragiles et des sociétés épuisées. Sous la --dir--ection de Poutine, la Russie transforme ces faiblesses en pièges. En Ukraine, elle a adopté une stratégie d’usure, exploitant l’hiver russe, les vastes territoires et des armes conventionnelles à effet nucléaire (comme les missiles Kinjal), pour détruire l’infrastructure militaire ukrainienne tout en épuisant l’OTAN économiquement. Quel génie ! L’OTAN, qui misait sur une guerre éclair, reconnaît aujourd’hui sa défaite, comme le rapporte Meyssan citant des rapports occidentaux de 2024, où les --dir--igeants de l’OTAN admettent que l’Ukraine ne vaincra pas et que l’Occident fait face à une crise existentielle.
La troisième loi réside dans les valeurs différentes portées par la Russie. Contrairement à l’Occident, qui repose sur le néolibéralisme et le consumérisme, la Russie incarne des valeurs mêlant souveraineté, solidarité et esprit collectif. Comme l’explique Nazarov, la Russie n’a jamais été un empire de pillage, mais une entité qui développe ses peuples et respecte leur diversité. Ces valeurs, combinant l’orthodoxie et le socialisme soviétique, ont uni le peuple russe face aux invasions. Pendant la Seconde Guerre mondiale, les Russes ne combattaient pas seulement pour Staline, mais pour leur terre et leur dignité. Aujourd’hui, en Ukraine, ils luttent non seulement contre l’OTAN, mais contre un projet impérialiste visant à détruire leur souveraineté. C’est une philosophie qui proclame que la dignité est plus forte que les obus, et que la volonté surpasse la technologie.
Pourquoi l’Occident échoue-t-il toujours face à la Russie ?
Toutes les tentatives occidentales d’affronter la Russie se soldent par la ruine, non seulement en raison d’une supériorité militaire russe, mais à cause de lois historiques qui régissent ce conflit. Premièrement, la dépendance excessive à la technologie affaiblit l’Occident. Comme l’analyse Meyssan, l’OTAN s’appuie sur des armes sophistiquées (comme les F-35 et HIMARS), mais elles sont coûteuses et complexes, nécessitant des logistiques massives. La Russie, avec ses armes conventionnelles à effet nucléaire (comme les missiles Iskander), les détruit avec une efficacité élevée et à moindre coût. En 2024, l’OTAN annonça l’épuisement de ses stocks, tandis que la Russie maintint sa production militaire. Quelle ironie ! L’Occident, qui misait sur la supériorité technologique, se retrouve désarmé face à la simplicité de la stratégie russe.
Deuxièmement, la fragilité économique détruit l’Occident. Comme l’explique Amin, l’impérialisme collectif repose sur le néolibéralisme, qui appauvrit les sociétés et creuse l’écart entre le centre et les périphéries. En Ukraine, les sanctions occidentales contre la Russie ont eu un effet boomerang désastreux : hausse des prix de l’énergie, inflation et crises économiques en Europe. Grâce à sa politique économique indépendante, la Russie a préservé sa stabilité, tandis que l’euro s’effondrait et que les industries européennes souffraient. C’est une tragédie qui expose l’illusion du néolibéralisme, où la Russie transforme les sanctions en une arme destructrice contre l’Occident.
Troisièmement, la perte de légitimité affaiblit l’Occident. Comme l’analyse Amin, l’impérialisme collectif jouit d’une légitimité dans les centres grâce à la rente impérialiste, mais il en est dépourvu dans les périphéries. En Ukraine, le soutien de l’OTAN à un « coup d’État euro-nazi » (selon l’expression d’Amin) a suscité une résistance populaire, tandis que les médias occidentaux ont révélé leur partialité par une couverture biaisée. La Russie, avec sa philosophie axée sur la souveraineté, a gagné le soutien des peuples du Sud, de la Chine à l’Iran, renforçant sa position. Quelle force ! Par ses valeurs différentes, la Russie transforme le conflit en une guerre morale, où le masque des valeurs occidentales s’effondre.
Les armes russes : du conventionnel au nucléaire
Aujourd’hui, la Russie possède un arsenal combinant simplicité et destruction. Les missiles Kinjal et Iskander, comme l’explique Meyssan, ne sont pas nucléaires, mais ils détruisent leurs cibles avec une précision et un effet comparables à des bombes nucléaires. Ces armes, bien moins coûteuses que celles de l’OTAN, prouvent que la puissance ne réside pas dans la complexité, mais dans l’efficacité. En 2024, la Russie a détruit des systèmes Patriot et HIMARS en Ukraine, forçant l’OTAN à réévaluer sa stratégie. Mais le véritable danger réside dans l’arsenal nucléaire russe, capable de détruire le monde à plusieurs reprises. Quelle puissance ! Même sans guerre nucléaire, la Russie, avec ses armes conventionnelles, peut anéantir l’infrastructure militaire occidentale, comme elle l’a fait en Ukraine.
Ces armes ne sont pas de simples outils, mais l’expression d’une philosophie russe qui considère la guerre comme un art de défense de la souveraineté. Contrairement à l’Occident, qui utilise les armes pour le pillage, la Russie les emploie pour neutraliser les menaces. C’est une tragédie où la Russie réécrit les lois de la guerre, prouvant que la simplicité et la volonté surpassent la technologie et la cupidité.
Conclusion : la Russie comme phare de la dignité
Avec son énigme phénicienne, la Russie n’est pas seulement un État, mais une idée qui anime chaque cœur anti-impérialiste. De sa patience titanesque au génie de son leadership, de ses valeurs uniques à ses armes dévastatrices, la Russie proclame que les empires occidentaux, quelle que soit leur puissance, s’effondreront face à sa volonté. C’est un appel aux peuples arabes à s’inspirer de cette résilience, à rejeter le néolibéralisme et à écrire un nouveau chapitre de dignité. La Russie n’est pas seulement une terre, mais une flamme qui éclaire la voie de la justice, une volonté qui brise les rêves de l’impérialisme.
............
الترجمة إلى الهولندية
Rusland – De as van de Feniks die rijken verteert
Door Ahmed Saleh Saloum, Belgisch communistisch dichter en schrijver van Russische en Palestijnse afkomst
Samenvatting van het boek
Op het grootse toneel van de geschiedenis, waar rijken dansen op de klanken van hebzucht en bloed, rijst Rusland op als een mythische verschijning, een enigma dat de dromen van het westerse imperialisme verbrijzelt. Van Napoleons invasies tot Hitlers hordes, van de ambities van de NAVO tot de illusies van de Amerikaanse diepe staat – allen die het waagden haar grond te betreden of haar wil te trotseren, ondergingen hetzelfde lot: verwoesting en nederlaag. Welk een historische ironie! Het Westen, gesterkt door zijn militaire macht en vermeende superioriteit, blijft Rusland confronteren, in de veronderstelling dat haar leger zwak is en haar vermogens beperkt. Telkens wordt het verrast door haar onwrikbare volharding, haar strategisch vernuft en een filosofie die de krachten van de vijand omzet in zwakheden die hem vernietigen. Vandaag, in Oekraïne, erkennen de NAVO en Washington hun nederlaag, terwijl Rusland de wetten van de geschiedenis herschrijft en bewijst dat een ongeschreven wet haar in staat stelt elke westerse imperialistische expansie te breken.
Wat is het geheim achter dit raadsel? Is het de kracht van wapens, die de wereld meermaals kunnen vernietigen, of een unieke filosofie die Rusland koestert, waardoor zij triomfeert in al haar oorlogen tegen westerse rijken? In dit werk duiken we in de diepten van geschiedenis en filosofie, geïnspireerd door de analyses van Samir Amin, de inzichten van Alexander Nazarov en de bijdragen van Thierry Meyssan, om de historische wetten te onthullen die Rusland beheersen en te analyseren hoe zij de sterktes van het Westen omzet in vallen die het vernietigen, in een epos dat de wereld hervormt.
Rusland: een rijk van veiligheid, niet van plundering
Zoals Nazarov analyseert, is Rusland geen conventioneel rijk, maar een unieke entiteit die het concept van een imperium herdefinieert. In tegenstelling tot het Westen, dat zijn rijken bouwde op roof en uitroeiing, was Rusland een rijk van veiligheid, dat streefde naar de bescherming van zijn grenzen en volkeren tegen externe bedreigingen. Het beroofde de volkeren die het integreerde niet, maar ontwikkelde en ondersteunde hen, zoals Finland, dat onder Russisch bewind zijn eigen munt, parlement en onderwijssysteem kreeg, of Georgië en Kazachstan, die zich uit eigen beweging aansloten om genocide te ontvluchten. Welk een filosofie! Zoals Nazarov uitlegt, was Rusland bereid de prijs voor veiligheid te betalen, zelfs als dat subsidies voor de opgenomen volkeren betekende, terwijl het Westen zijn koloniën omvormde tot slagvelden van plundering.
Deze filosofie, geworteld in veiligheid in plaats van hebzucht, is een van de historische wetten die Rusland sturen. Toen de Krim-Tataren de Russische grenzen bedreigden, annexeerde Rusland hun gebied om de dreiging te neutraliseren. Toen Polen de Oekraïners met genocide bedreigde, sloot Oekraïne zich vrijwillig aan bij Rusland. Deze logica, die bescherming en ontwikkeling combineert, maakte Rusland tot een veerkrachtige entiteit, in staat diverse volkeren te integreren zonder hen te vernietigen, in tegenstelling tot het Westen, dat de inheemse bevolkingen van Amerika en Afrika uitroeide. Wat een historische tragedie, waarin Rusland diversiteit omzet in kracht, terwijl het Westen pluraliteit verandert in verwoesting!
Samir Amin voegt in zijn artikel “Over Rusland en de imperialistische triade” een filosofische dimensie toe aan dit raadsel. Hij ziet Rusland, zelfs na het Sovjettijdperk, als een uitdaging voor het collectieve imperialisme (Verenigde Staten, Europa, Japan), omdat het weigerde volledig te buigen voor het neoliberalisme. Toen Poetin de expansie van de triade in Oekraïne probeerde te dwarsbomen, werd Rusland een “vijand”, niet omdat het communistisch was, maar omdat het zijn soevereiniteit verdedigde. Welke ironie! Het Westen, dat de wederopbouw van Duitsland en Japan ondersteunde om de Sovjet-Unie te confronteren, wijst nu een onafhankelijk Rusland af, omdat het zijn imperialistische project bedreigt. Met zijn filosofie, die veiligheid en soevereiniteit verenigt, herschrijft Rusland de wetten van de geschiedenis, bewijzend dat westerse rijken haar niet kunnen overwinnen.
De historische wetten: Russische volharding en leiderschap
Wat stelt Rusland in staat elke westerse imperialistische expansie te breken? De eerste wet is de Russische volharding, die titanische wilskracht die tijd en geografie tart. In 1812, toen Napoleon Rusland binnenviel, geloofde hij dat zijn militaire macht Moskou zou onderwerpen, maar de Russische volharding, gecombineerd met een strenge winter en de tactiek van de verschroeide aarde, verpletterde zijn leger. In 1941 wedde Hitler op de zwakte van de Sovjet-Unie, maar de volharding van het Russische volk, samen met Stalins strategisch vernuft, vernietigde het nazi-leger in Stalingrad. Vandaag, in Oekraïne, herhaalt de geschiedenis zich: de NAVO, die de ineenstorting van het Russische leger verwachtte, is verbijsterd door een volharding die de oorlog omzet in een uitputtingsslag, die het Westen economisch en militair uitput.
De tweede wet is het genie van leiderschap, dat de dimensies van de vijand en zijn zwakheden begrijpt. Zoals Thierry Meyssan analyseert in zijn artikelen op het Voltaire-netwerk, steunt het Westen op technologische superioriteit en gemanipuleerde media, maar negeert het zijn zwakheden: overmatige afhankelijkheid van complexe logistiek, fragiele economieën en uitgeputte samenlevingen. Onder Poetins leiding transformeert Rusland deze zwakheden in vallen. In Oekraïne gebruikte het een uitputtingsstrategie, gebruikmakend van de Russische winter, uitgestrekte gebieden en conventionele wapens met nucleaire impact (zoals de Kinzhal-raketten), om de Oekraïense militaire infrastructuur te vernietigen en de NAVO economisch uit te putten. Welk een genie! De NAVO, die gokte op een bliksemoorlog, erkent nu haar nederlaag, zoals Meyssan citeert uit westerse rapporten van 2024, waarin NAVO-leiders verklaren dat Oekraïne niet zal zegevieren en het Westen voor een existentiële crisis staat.
De derde wet ligt in de onderscheidende waarden die Rusland koestert. In tegenstelling tot het Westen, dat steunt op neoliberalisme en consumptisme, belichaamt Rusland waarden die soevereiniteit, solidariteit en collectieve geest combineren. Zoals Nazarov uitlegt, was Rusland nooit een plunderrijk, maar een entiteit die haar volkeren ontwikkelde en hun diversiteit respecteerde. Deze waarden, die orthodoxie en Sovjetsocialisme combineren, hebben het Russische volk verenigd tegenover invasies. Tijdens de Tweede Wereldoorlog vochten de Russen niet alleen voor Stalin, maar voor hun land en waardigheid. Vandaag, in Oekraïne, strijden ze niet alleen tegen de NAVO, maar tegen een imperialistisch project dat hun soevereiniteit wil vernietigen. Het is een filosofie die verkondigt dat waardigheid sterker is dan granaten en dat wil de technologie overtreft.
Waarom faalt het Westen altijd tegen Rusland?
Elke westerse poging om Rusland te confronteren eindigt in verwoesting, niet alleen vanwege Russische militaire superioriteit, maar vanwege historische wetten die dit conflict beheersen. Ten eerste verzwakt de overmatige afhankelijkheid van technologie het Westen. Zoals Meyssan analyseert, vertrouwt de NAVO op geavanceerde wapens (zoals de F-35 en HIMARS), maar deze zijn kostbaar en complex, en vereisen massieve logistiek. Rusland vernietigt ze met conventionele wapens met nucleaire impact (zoals de Iskander-raketten) met hoge efficiëntie en lage kosten. In 2024 kondigde de NAVO de uitputting van haar voorraden aan, terwijl Rusland zijn militaire productie handhaafde. Welk een ironie! Het Westen, dat gokte op technologische superioriteit, blijkt machteloos tegenover de eenvoud van de Russische strategie.
Ten tweede vernietigt economische kwetsbaarheid het Westen. Zoals Amin uitlegt, steunt het collectieve imperialisme op neoliberalisme, dat samenlevingen verarmt en de kloof tussen centrum en periferie vergroot. In Oekraïne leidden westerse sancties tegen Rusland tot een catastrofale terugslag: stijgende energieprijzen, inflatie en economische crises in Europa. Dankzij haar onafhankelijke economische beleid behield Rusland haar stabiliteit, terwijl de euro instortte en Europese industrieën leden. Het is een tragedie die de illusie van het neoliberalisme blootlegt, waarin Rusland sancties omzet in een wapen dat het Westen vernietigt.
Ten derde verzwakt het verlies van legitimiteit het Westen. Zoals Amin analyseert, geniet het collectieve imperialisme legitimiteit in de centra door imperiale renten, maar ontbreekt het aan geloofwaardigheid in de periferieën. In Oekraïne veroorzaakte de steun van de NAVO voor een “Euro-nazistische coup” (zoals Amin het noemt) volksverzet, terwijl westerse media hun falsiteit onthulden door bevooroordeelde berichtgeving. Rusland, met zijn filosofie geworteld in soevereiniteit, won de steun van de volkeren van het Zuiden, van China tot Iran, wat zijn positie versterkte. Welk een kracht! Door zijn onderscheidende waarden transformeert Rusland het conflict in een morele oorlog, waarin het masker van westerse waarden afbrokkelt.
Russische wapens: van conventioneel tot nucleair
Vandaag bezit Rusland een arsenaal dat eenvoud met vernietiging combineert. De Kinzhal- en Iskander-raketten, zoals Meyssan uitlegt, zijn niet nucleair, maar vernietigen hun doelen met precisie en een effect vergelijkbaar met atoombommen. Deze wapens, veel goedkoper dan die van de NAVO, bewijzen dat kracht niet in complexiteit ligt, maar in efficiëntie. In 2024 vernietigde Rusland Patriot- en HIMARS-systemen in Oekraïne, waardoor de NAVO gedwongen werd haar strategie te herzien. Maar het echte gevaar ligt in Ruslands nucleaire arsenaal, dat de wereld meerdere keren kan vernietigen. Welk een macht! Zelfs zonder nucleaire oorlog kan Rusland met zijn conventionele wapens de westerse militaire infrastructuur vernietigen, zoals het in Oekraïne deed.
Deze wapens zijn niet louter werktuigen, maar een uitdrukking van een Russische filosofie die oorlog ziet als een kunst van het verdedigen van soevereiniteit. In tegenstelling tot het Westen, dat wapens gebruikt voor plundering, zet Rusland ze in om bedreigingen te neutraliseren. Het is een tragedie waarin Rusland de wetten van de oorlog herschrijft, bewijzend dat eenvoud en wil technologie en hebzucht overtreffen.
Conclusie: Rusland als baken van waardigheid
Met zijn feniksachtige enigma is Rusland niet slechts een staat, maar een idee dat elk anti-imperialistisch hart beroert. Van zijn titanische volharding tot het genie van zijn leiderschap, van zijn unieke waarden tot zijn verwoestende wapens, verkondigt Rusland dat westerse rijken, hoe machtig ook, zullen bezwijken voor zijn wil. Het is een oproep aan de Arabische volkeren om inspiratie te putten uit deze veerkracht, het neoliberalisme te verwerpen en een nieuw hoofdstuk van waardigheid te schrijven. Rusland is niet slechts een land, maar een vlam die de weg van gerechtigheid verlicht, en een wil die de dromen van het imperialisme verbrijzelt.
...................
الترجمة إلى الألمانية
Russland – Die Asche des Phönix, die Imperien verzehrt
Von Ahmed Saleh Saloum, belgischer kommunistischer Dichter und Schriftsteller russischer und palästinensischer Herkunft
Zusammenfassung des Buches
Auf der musikalischen Bühne der Geschichte, wo Imperien im Takt von Gier und Blut tanzen, erhebt sich Russland wie ein mythisches Phantom, das ein Rätsel in sich trägt, welches die Träume des westlichen Imperialismus zerschmettert. Von Napoleons Feldzügen bis zu Hitlers Heerscharen, von den Ambitionen der NATO bis zu den Illusionen des amerikanischen Tiefenstaates – jeder, der es wagte, russischen Boden zu betreten oder seinen Willen herauszufordern, erlitt dasselbe Schicksal: Verwüstung und Niederlage. Welch historische Ironie! Der Westen, gestärkt durch seine militärische Macht und technologische Überlegenheit, besteht darauf, Russland zu konfrontieren, in dem Glauben, dass dessen Armee schwach und seine Fähigkeiten begrenzt seien. Doch er wird stets überrascht von Russlands unerschütterlicher Geduld, seinem strategischen Genie und seiner Philosophie, die die Stärken des Feindes in Schwächen verwandelt, die ihn vernichten. Heute, in der Ukraine, gestehen die NATO und Washington ihre Niederlage ein, während Russland die Gesetze der Geschichte neu schreibt und beweist, dass ein objektives Gesetz es befähigt, jede westliche imperialistische Expansion zu brechen.
Was ist das Geheimnis dieses Rätsels? Ist es die Macht der Waffen, die die Welt mehrfach zerstören könnten, oder eine einzigartige Philosophie, die Russland trägt und ihm den Sieg in allen Kriegen gegen westliche Imperien sichert? In diesem Werk tauchen wir tief in die Geschichte und Philosophie ein, inspiriert von den Analysen Samir Amins, den Antworten Alexander Nazarovs und den Beiträgen Thierry Meyssans, um die historischen Gesetze zu enthüllen, die Russland beherrschen, und zu analysieren, wie es die Stärken des Westens in Fallen verwandelt, die ihn zerstören, in einem Epos, das die Welt neu gestaltet.
Russland: Ein Imperium der Sicherheit, nicht der Plünderung
Wie Nazarov analysiert, ist Russland kein konventionelles Imperium, sondern eine einzigartige Entität, die das Konzept eines Imperiums neu definiert. Im Gegensatz zum Westen, der seine Reiche auf Plünderung und Ausrottung baute, war Russland ein Imperium der Sicherheit, das danach strebte, seine Grenzen und Völker vor äußeren Bedrohungen zu schützen. Es beraubte die Völker, die es integrierte, nicht, sondern entwickelte und unterstützte sie, wie Finnland, das unter russischer Herrschaft seine eigene Währung, ein Parlament und ein Bildungssystem erhielt, oder Georgien und Kasachstan, die sich freiwillig anschlossen, um einem Völkermord zu entgehen. Welch eine Philosophie! Wie Nazarov erläutert, war Russland bereit, den Preis der Sicherheit zu zahlen, selbst wenn dies Subventionen für die eingegliederten Völker bedeutete, während der Westen seine Kolonien in Plünderungsarenen verwandelte.
Diese Philosophie, die auf Sicherheit statt auf Gier basiert, ist eines der historischen Gesetze, die Russland beherrschen. Als die Krimtataren die russischen Grenzen bedrohten, annektierte Russland ihr Gebiet, um die Gefahr zu neutralisieren. Als Polen die Ukrainer mit Völkermord bedrohten, schloss sich die Ukraine freiwillig Russland an. Diese Logik, die Schutz und Entwicklung verbindet, machte Russland zu einer flexiblen Entität, die in der Lage war, verschiedene Völker zu integrieren, ohne sie auszurotten, im Gegensatz zum Westen, der die indigenen Völker Amerikas und Afrikas vernichtete. Welch eine historische Tragödie, in der Russland Diversität in Stärke verwandelt, während der Westen Pluralität in Zerstörung umwandelt!
Samir Amin fügt in seinem Artikel „Über Russland und die imperialistische Triade“ eine philosophische Dimension zu diesem Rätsel hinzu. Er sieht Russland, selbst in der postsowjetischen Ära, als eine Herausforderung für den kollektiven Imperialismus (Vereinigte Staaten, Europa, Japan), da es sich weigerte, sich dem Neoliberalismus vollständig zu unterwerfen. Als Putin versuchte, die Expansion der Triade in der Ukraine zu behindern, wurde Russland zum „Feind“, nicht weil es kommunistisch war, sondern weil es seine Souveränität verteidigte. Welch eine Ironie! Der Westen, der den Wiederaufbau Deutschlands und Japans unterstützte, um die Sowjet--union-- zu konfrontieren, lehnt heute ein unabhängiges Russland ab, weil es sein imperialistisches Projekt bedroht. Mit seiner Philosophie, die Sicherheit und Souveränität vereint, schreibt Russland die Gesetze der Geschichte neu und beweist, dass westliche Imperien es nicht besiegen können.
Die historischen Gesetze: Russische Geduld und Führungsgenie
Was macht Russland fähig, jede westliche imperialistische Expansion zu brechen? Das erste Gesetz ist die russische Geduld, jene titanische Willenskraft, die Zeit und Geografie überwindet. 1812, als Napoleon Russland überfiel, glaubte er, seine militärische Macht würde Moskau unterwerfen, doch die russische Geduld, gepaart mit einem harten Winter und der Strategie der verbrannten Erde, zerschmetterte seine Armee. 1941 setzte Hitler auf die Schwäche der Sowjet--union--, doch die Geduld des russischen Volkes, kombiniert mit Stalins strategischem Genie, vernichtete die Nazi-Armee in Stalingrad. Heute, in der Ukraine, wiederholt sich die Geschichte: Die NATO, die den Zusammenbruch der russischen Armee erwartete, ist verblüfft über eine Geduld, die den Krieg in einen Zermürbungskonflikt verwandelt, der den Westen wirtschaftlich und militärisch erschöpft.
Das zweite Gesetz ist das Genie der Führung, das die Dimensionen des Feindes und seine Schwächen erfasst. Wie Thierry Meyssan in seinen Artikeln auf dem Voltaire-Netzwerk analysiert, setzt der Westen auf technologische Überlegenheit und gesteuerte Medien, übersieht jedoch seine Schwächen: übermäßige Abhängigkeit von komplexer Logistik, fragile Volkswirtschaften und erschöpfte Gesellschaften. Unter Putins Führung verwandelt Russland diese Schwächen in Fallen. In der Ukraine setzte es eine Zermürbungsstrategie ein, die den russischen Winter, das weite Territorium und konventionelle Waffen mit nuklearer Wirkung (wie die Kinzhal-Raketen) nutzte, um die ukrainische Militärinfrastruktur zu zerstören und die NATO wirtschaftlich zu erschöpfen. Welch ein Genie! Die NATO, die auf einen Blitzkrieg setzte, gesteht heute ihre Niederlage ein, wie Meyssan aus westlichen Berichten von 2024 zitiert, in denen NATO-Führer erklären, dass die Ukraine nicht siegen wird und der Westen vor einer existenziellen Krise steht.
Das dritte Gesetz sind die unterschiedlichen Werte, die Russland trägt. Im Gegensatz zum Westen, der auf Neoliberalismus und Konsumismus basiert, verkörpert Russland Werte, die Souveränität, Solidarität und kollektives Bewusstsein vereinen. Wie Nazarov erklärt, war Russland nie ein Plünderungsimperium, sondern eine Entität, die ihre Völker entwickelt und ihre Vielfalt respektiert. Diese Werte, die Orthodoxie und sowjetischen Sozialismus kombinieren, haben das russische Volk angesichts von Invasionen geeint. Während des Zweiten Weltkriegs kämpften die Russen nicht nur für Stalin, sondern für ihr Land und ihre Würde. Heute, in der Ukraine, kämpfen sie nicht nur gegen die NATO, sondern gegen ein imperialistisches Projekt, das ihre Souveränität zerstören will. Es ist eine Philosophie, die verkündet, dass Würde stärker ist als Geschosse und dass Wille die Technologie übertrifft.
Warum scheitert der Westen stets gegen Russland?
Alle westlichen Versuche, Russland zu konfrontieren, enden in der Zerstörung, nicht nur wegen russischer militärischer Überlegenheit, sondern aufgrund historischer Gesetze, die diesen Konflikt beherrschen. Erstens schwächt die übermäßige Abhängigkeit von Technologie den Westen. Wie Meyssan analysiert, setzt die NATO auf hochentwickelte Waffen (wie die F-35 und HIMARS), die jedoch kostspielig und komplex sind und massive Logistik erfordern. Russland zerstört sie mit konventionellen Waffen mit nuklearer Wirkung (wie den Iskander-Raketen) mit hoher Effizienz und geringen Kosten. 2024 gab die NATO das Erschöpfen ihrer Vorräte bekannt, während Russland seine militärische Produktion aufrechterhielt. Welch eine Ironie! Der Westen, der auf technologische Überlegenheit setzte, findet sich machtlos gegenüber der Einfachheit der russischen Strategie.
Zweitens zerstört wirtschaftliche Fragilität den Westen. Wie Amin erklärt, basiert der kollektive Imperialismus auf dem Neoliberalismus, der Gesellschaften verarmt und die Kluft zwischen Zentrum und Peripherie vertieft. In der Ukraine führten westliche Sanktionen gegen Russland zu einem katastrophalen Rückschlag: steigende Energiepreise, Inflation und wirtschaftliche Krisen in Europa. Dank ihrer unabhängigen Wirtschaftspolitik bewahrte Russland ihre Stabilität, während der Euro zusammenbrach und europäische Industrien litten. Es ist eine Tragödie, die die Illusion des Neoliberalismus entlarvt, in der Russland Sanktionen in eine Waffe verwandelt, die den Westen zerstört.
Drittens schwächt der Verlust an Legitimität den Westen. Wie Amin analysiert, genießt der kollektive Imperialismus in den Zentren Legitimität durch imperiale Renten, fehlt jedoch in den Peripherien an Glaubwürdigkeit. In der Ukraine löste die Unterstützung der NATO für einen „Euro-Nazi-Putsch“ (wie Amin es nennt) volkstümlichen Widerstand aus, während westliche Medien durch ihre voreingenommene Berichterstattung ihre Falschheit offenbarten. Russland, mit seiner auf Souveränität basierenden Philosophie, gewann die Unterstützung der Völker des Südens, von China bis Iran, was seine Position stärkte. Welch eine Kraft! Durch seine unterschiedlichen Werte verwandelt Russland den Konflikt in einen moralischen Krieg, in dem die Maske westlicher Werte zerfällt.
Russische Waffen: Vom Konventionellen zum Nuklearen
Heute verfügt Russland über ein Arsenal, das Einfachheit mit Zerstörung vereint. Die Raketen Kinzhal und Iskander, wie Meyssan erklärt, sind nicht nuklear, zerstören jedoch ihre Ziele mit Präzision und einer Wirkung, die der von Atombomben ähnelt. Diese Waffen, die im Vergleich zu denen der NATO kostengünstig sind, beweisen, dass Stärke nicht in Komplexität liegt, sondern in Effizienz. 2024 zerstörte Russland Patriot- und HIMARS-Systeme in der Ukraine, was die NATO zwang, ihre Strategie zu überdenken. Doch die wahre Gefahr liegt im russischen Nukleararsenal, das die Welt mehrfach zerstören könnte. Welch eine Macht! Selbst ohne Atomkrieg kann Russland mit seinen konventionellen Waffen die militärische Infrastruktur des Westens vernichten, wie es in der Ukraine geschah.
Diese Waffen sind nicht bloße Werkzeuge, sondern Ausdruck einer russischen Philosophie, die den Krieg als Kunst der Verteidigung der Souveränität betrachtet. Im Gegensatz zum Westen, der Waffen zur Plünderung einsetzt, verwendet Russland sie, um Bedrohungen zu neutralisieren. Es ist eine Tragödie, in der Russland die Gesetze des Krieges neu schreibt, beweisend, dass Einfachheit und Wille Technologie und Gier übertreffen.
Schluss: Russland als Leuchtfeuer der Würde
Mit seinem phönizischen Rätsel ist Russland nicht nur ein Staat, sondern eine Idee, die jedes antiimperialistische Herz bewegt. Von seiner titanischen Geduld bis zum Genie seiner Führung, von seinen einzigartigen Werten bis zu seinen verheerenden Waffen verkündet Russland, dass westliche Imperien, wie mächtig sie auch seien, vor seiner Willenskraft in die Knie gehen werden. Es ist ein Aufruf an die arabischen Völker, sich von dieser Widerstandskraft inspirieren zu lassen, den Neoliberalismus abzulehnen und ein neues Kapitel der Würde zu schreiben. Russland ist nicht nur ein Land, sondern eine Flamme, die den Weg der Gerechtigkeit erleuchtet, und ein Wille, der die Träume des Imperialismus zerschmettert.
الترجمة إلى الإنجليزية
Russia – The Ashes of the Phoenix That Consume Empires
By Ahmed Saleh Saloum, Belgian communist poet and writer of Russian and Palestinian descent
Book Summary
On the musical stage of history, where empires sway to the rhythms of greed and blood, Russia stands as a mythical specter, bearing an enigma that shatters the dreams of Western imperialism. From Napoleon’s invasions to Hitler’s legions, from NATO’s ambitions to the delusions of the American deep state, all who dared to tread upon its soil´-or-challenge its will met a singular fate: ruin and defeat. What historical irony! The West, fortified by its military might and technological supremacy, persists in confronting Russia, presuming its army weak and its capacities-limit-ed. Yet, it is perpetually astonished by Russia’s unyielding patience, its strategic brilliance, and its philosophy that transforms the enemy’s strengths into weaknesses that destroy it. Today, in Ukraine, NATO and Washington concede their defeat, while Russia rewrites the laws of history, proving that an objective law enables it to break any Western imperialist expansion.
What is the secret behind this enigma? Is it the power of arms, capable of destroying the world multiple times,´-or-a singular philosophy that Russia embodies, ensuring its triumph in all its wars against Western empires? In this work, we delve into the depths of history and philosophy, inspired by the analyses of Samir Amin, the insights of Alexander Nazarov, and the contributions of Thierry Meyssan, to unveil the historical laws governing Russia and to analyze how it turns the West’s strengths into traps that annihilate it, in an epic that reshapes the world.
Russia: An Empire of Security, Not Plunder
As Nazarov analyzes, Russia is not a conventional empire but a unique entity that redefines the concept of empire. Unlike the West, which built its empires on plunder and extermination, Russia was an empire of security, striving to protect its borders and peoples from external threats. It did not rob the peoples it integrated but developed and supported them, as evidenced by Finland, which under Russian rule gained its own currency, parliament, and educational system,´-or-Georgia and Kazakhstan, which voluntarily joined to escape genocide. What a philosophy! As Nazarov elucidates, Russia was willing to pay the price of security, even if it meant subsidizing the peoples it incorporated, while the West transformed its colonies into arenas of pillage.
This philosophy, rooted in security rather than greed, is one of the historical laws governing Russia. When Crimean Tatars threatened its borders, Russia annexed their lands to neutralize the danger. When Poles menaced Ukrainians with genocide, Ukraine voluntarily joined Russia. This logic, blending protection and development, made Russia a flexible entity, capable of integrating diverse peoples without exterminating them, unlike the West, which annihilated the indigenous populations of America and Africa. What a historical tragedy, wherein Russia transforms diversity into strength, while the West --convert--s plurality into destruction!
Samir Amin, in his article “On Russia and the Imperialist Triad,” adds a philosophical dimension to this enigma. He views Russia, even in its post-Soviet era, as a challenge to collective imperialism (the United States, Europe, Japan), because it refused to fully submit to neoliberalism. When Putin sought to thwart the triad’s expansion in Ukraine, Russia became an “enemy,” not because it was communist, but because it defended its sovereignty. What irony! The West, which supported the reconstruction of Germany and Japan to counter the Soviet --union--, now rejects an independent Russia because it threatens its imperialist project. Through its philosophy blending security and sovereignty, Russia rewrites the laws of history, proving that Western empires cannot defeat it.
The Historical Laws: Russian Patience and Leadership Genius
What enables Russia to break every Western imperialist expansion? The first law is Russian patience, that titanic willpower defying time and geography. In 1812, when Napoleon invaded Russia, he believed his military might would subdue Moscow, but Russian patience, coupled with a harsh winter and the scorched-earth strategy, shattered his army. In 1941, Hitler wagered on the Soviet --union--’s weakness, but the Russian people’s patience, combined with Stalin’s strategic genius, crushed the Nazi army at Stalingrad. Today, in Ukraine, history repeats itself: NATO, expecting the collapse of the Russian army, is stunned by a patience that turns the war into a conflict of attrition, devastating the West economically and militarily.
The second law is the genius of leadership, which grasps the enemy’s dimensions and weaknesses. As Thierry Meyssan analyzes in his articles on the Voltaire Network, the West relies on technological superiority and manipulated media but overlooks its vulnerabilities: excessive dependence on complex logistics, fragile economies, and exhausted societies. Under Putin’s leadership, Russia turns these weaknesses into traps. In Ukraine, it employed an attrition strategy, leveraging the Russian winter, vast territories, and conventional weapons with nuclear impact (such as Kinzhal missiles), to destroy Ukraine’s military infrastructure while exhausting NATO economically. What genius! NATO, which banked on a lightning war, now admits defeat, as Meyssan cites from Western reports in 2024, where NATO leaders acknowledge that Ukraine will not prevail and the West faces an existential crisis.
The third law lies in the distinct values Russia upholds. Unlike the West, which is anchored in neoliberalism and consumerism, Russia embodies values blending sovereignty, solidarity, and collective spirit. As Nazarov explains, Russia was never an empire of plunder but an entity that developed its peoples and respected their diversity. These values, combining Orthodoxy and Soviet socialism, united the Russian people against invasions. During World War II, Russians fought not only for Stalin but for their land and dignity. Today, in Ukraine, they battle not just NATO but an imperialist project seeking to destroy their sovereignty. It is a philosophy proclaiming that dignity is mightier than shells and that will surpasses technology.
Why Does the West Always Fail Against Russia?
Every Western attempt to confront Russia ends in ruin, not solely due to Russian military superiority but because of historical laws governing this conflict. First, excessive reliance on technology weakens the West. As Meyssan analyzes, NATO depends on sophisticated weapons (like the F-35 and HIMARS), but they are costly and complex, requiring massive logistics. Russia destroys them with conventional weapons with nuclear impact (like Iskander missiles) with high efficiency and low cost. In 2024, NATO announced the depletion of its stocks, while Russia maintained its military production. What irony! The West, which bet on technological supremacy, finds itself powerless against the simplicity of Russian strategy.
Second, economic fragility destroys the West. As Amin explains, collective imperialism relies on neoliberalism, which impoverishes societies and widens the gap between center and periphery. In Ukraine, Western sanctions against Russia triggered a catastrophic backlash: soaring energy prices, inflation, and economic crises in Europe. Thanks to its independent economic policy, Russia preserved its stability, while the euro collapsed and European industries suffered. It is a tragedy that exposes the illusion of neoliberalism, wherein Russia turns sanctions into a weapon that devastates the West.
Third, loss of legitimacy weakens the West. As Amin analyzes, collective imperialism enjoys legitimacy in the centers due to imperial rents but lacks credibility in the peripheries. In Ukraine, NATO’s support for a “Euro-Nazi coup” (as Amin terms it) sparked popular resistance, while Western media revealed their falsity through biased coverage. Russia, with its philosophy rooted in sovereignty, gained the support of the Global South, from China to Iran, bolstering its position. What strength! Through its distinct values, Russia transforms the conflict into a moral war, where the mask of Western values crumbles.
Russian Arms: From Conventional to Nuclear
Today, Russia possesses an arsenal blending simplicity with destruction. Kinzhal and Iskander missiles, as Meyssan explains, are not nuclear but destroy their targets with precision and an effect akin to atomic bombs. These weapons, far less costly than NATO’s, prove that power lies not in complexity but in efficiency. In 2024, Russia destroyed Patriot and HIMARS systems in Ukraine, forcing NATO to reassess its strategy. Yet, the true danger lies in Russia’s nuclear arsenal, capable of annihilating the world multiple times. What power! Even without nuclear war, Russia, with its conventional arms, can obliterate the West’s military infrastructure, as it did in Ukraine.
These weapons are not mere tools but an expression of a Russian philosophy that views war as an art of defending sovereignty. Unlike the West, which uses arms for plunder, Russia employs them to neutralize threats. It is a tragedy wherein Russia rewrites the laws of war, proving that simplicity and will surpass technology and greed.
Conclusion: Russia as a Beacon of Dignity
With its Phoenician enigma, Russia is not merely a state but an idea that stirs every anti-imperialist heart. From its titanic patience to the genius of its leadership, from its unique values to its devastating arms, Russia proclaims that Western empires, however mighty, will crumble before its will. It is a call to the Arab peoples to draw inspiration from this resilience, to reject neoliberalism, and to write a new chapter of dignity. Russia is not just a land but a flame illuminating the path of justice, a will that shatters the dreams of imperialism.