حزب اليسار الألماني.. المرحلة الثانية للمؤتمر التاسع محطة نجاح أخرى


رشيد غويلب
الحوار المتمدن - العدد: 8340 - 2025 / 5 / 12 - 22:31
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم     

استضافت مدينة كمتنس (كارل ماركس سابقا) في شرق ألمانيا، في الفترة 9- 10 أيار أعمال المرحلة الثانية من المؤتمر التاسع، الذي عقد تحت شعار: "نظموا الأمل". ويأتي انعقاد المؤتمر بعد النجاح الانتخابي الذي حققه الحزب في الانتخابات المبكرة في شباط الفائت. واعتبر العديد من المتابعين مجريات المؤتمر والأجواء التي سادته خطوة نجاح أخرى. يضم الحزب الآن 112 ألف عضو. وللحزب كتلة برلمانية تضم 64 عضوا، بدلا من المجموعة البرلمانية السابقة (28 نائبا). وأن الحزب الذي كان يكافح من أجل البقاء، أصبح اليوم يتطلع لتحقيق المزيد من النجاحات في الانتخابات متعددة المستويات التي ستجري خلال العام الحالي.

حزب طبقي مناهض للرأسمالية
يمكن القول إن الكلمات الرئيسية التي القاها زعيما الحزب المشاركان ومديره التنفيذي، وزعيما كتلة الحزب البرلمانية عكست طابع التوجهات الفكرية والسياسية التي تسعى القيادة الجديدة تكريسها في الحزب مع الحفاظ على طابعه التعددي.
رئيسة الكتلة البرلمانية للحزب ونجمته الصاعدة هايدي رايشنك: شكرا لكم جميعا لأنكم لم تستسلموا أبدا". نخسر معًا، لكننا نفوز معًا أيضًا. يا له من شعور رائع أن ننتصر مجددًا! و"لقد سخروا منا في العام الماضي"، ولكنهم، "الآن أصبحوا خائفين". وشددت على هدف الحزب المتمثل في تجاوز الرأسمالية.
زعيمة الحزب المشاركة إينيس شفيرتنر شددت على، عندما تقول هايدي إنها تريد التغلب على الرأسمالية، فهذا ليس مجرد كلام؛ بل يعني التغلب على نظام اقتصادي يستعبد الناس، هذا هو جوهر سياستنا. لقد حققنا ما بدا مستحيلًا قبل بضعة أشهر فقط. لكن طريقنا نحو أن نصبح حزبًا منظمًا للطبقة لم يبدأ بعد. وتقول شفيرتنر إنها عندما تتحدث عن "الود الثوري"، فإنها تعني ذلك على محمل الجد. "ومن المهم بالنسبة لها أن نطور ثقافة حزبية جديدة". "إن الأمر لا يتعلق بعدم ارتكاب الأخطاء أو عدم الجدل بعد الآن، بل يتعلق بتطوير ثقافة لا تفرقنا بعد الآن." لأن الحزب الذي يظهر التضامن فيما بين أعضائه هو الذي يستطيع فقط أن يعكس بثقة أنه يناضل من أجل مجتمع قائم على التضامن". وعرضت في كلمتها محتوى الوثيقة السياسية الرئيسة المعروضة للنقاش، والتي وصف فيها الحزب نفسه، بأنه "حزب اشتراكي معاصر للطبقة العاملة" والتي تم إقرارها بأغلبية كبيرة.
في يوم المؤتمر الثاني تمت مناقشة المزيد من المقترحات، وانتخبت لجنة الرقابة، ولجنة التدقيق المالي. وشهد كذلك خطاب زعيم الحزب المشارك يان فان آكين، الذي شدد على معارضة حاسمة. زعيم الكتلة البرلمانية المشارك لحزب اليسار سورين بيلمان، أشار إلى المسؤولية الاجتماعية للحزب: "لقد أعطى أربعة ملايين ناخب أصواتهم لليسار لأننا جعلنا السياسة الاجتماعية الملموسة في مركز أعمالنا". وطالب بتحديد الدورات البرلمانية لنواب الحزب، وبشأن شرق المانيا قال: "لن نترك الشرق للنازيين".

القضية الفلسطينية
مازال النقاش داخل الحزب محتدما بشأن موقف أكثر وضوحا من قضية الشعب الفلسطيني العادلة. كانت هناك مناقشات ساخنة خلف الكواليس حول عدة مقترحات بهذا الشأن. وهنا أيضا نجحت قيادة الحزب في التوفيق بين الآراء المتقاطعة، بالوصول إلى صيغة مشتركة بعنوان "أوقفوا النزوح والمجاعة في غزة" ويدعو إلى وقف فوري للدعم العسكري لإسرائيل. تم اعتماد الاقتراح بأغلبية كبيرة جدًا.
ويدعو اقتراح آخر إلى اعتماد تعريف معاداة السامية في "إعلان القدس"، الذي أعده أكاديميون وخبراء في معاداة السامية في عام 2020. وهذه المرة، يزعم فان آكين أن الاقتراح ينبغي رفضه. "هذا نقاش علمي". وترد عضوة البرلمان الأوروبي أوزليم أليف ديميريل: "هذه ليست مسألة أكاديمية، بل مسألة ملموسة بالنسبة للعديد من المتأثرين بها". إن اتهام معاداة السامية من شأنه أن يؤدي إلى إسكات منتقدي الحكومة الإسرائيلية. تم تمرير الاقتراح بأغلبية 213 صوتًا مقابل 181.

ملف السلام العالمي
الملف الآخر الذي يحتاج إلى وضوح أكثر هو موقف تفصيلي للحزب من قضايا الحرب والسلام. لقد كان مشروع القرار المقترح من القيادة مقتضب عكس الحد الأدنى للإجماع داخل الحزب. أثناء المؤتمر طرح مشروع قرار من قبل المندوبين بعنوان "بدون شروط أو استثناءات: قل لا لإعادة التسلح والاستعداد للحرب!" تم تمرير مشروع القانون بأغلبية كبيرة.
ومعروف أن حزب اليسار يواصل التأكيد بأنه يظل "حزب سلام". وأنهم "ملتزمون دون قيد أو شرط بالقانون الدولي وحماية أولئك الذين يعانون من الحروب في هذا العالم". و: "في المستقبل، نريد أن نبذل جهدا أفضل لإيصال مقترحاتنا بشأن الوسائل الدبلوماسية وغيرها من الوسائل غير العسكرية لإنهاء الحروب إلى جميع أنحاء العالم".

مشاركة الحزب الشيوعي العراقي
شارك من ممثلي الأحزاب اليسارية والشيوعية في أعمال المؤتمر، كانت حصة الأسد فيها للقارة الأوربية، فيما كان حضور قوى اليسار العربي محدودا، ارتباطا برؤية حزب اليسار بشأن الصراع في الشرق الأوسط. مثل الحزب الشيوعي العراقي في المؤتمر الرفيق حازم كويي، الذي أجري العديد من الحوارات مع ممثلي الأحزاب، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر بشأن مختلف القضايا. وشارك الرفيق في لقاء استضافت فيه قيادة حزب اليسار وكتلته البرلمانية الضيوف الأمميين بهدف توجيه التحية لهم والتعارف المتبادل.