نافالني: المسلمون صراصير تستوجب الابادة


حسين علوان حسين
الحوار المتمدن - العدد: 7895 - 2024 / 2 / 22 - 07:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

بعد أن تولى جهاز المخابرات (MI6) البريطاني عملية تصفية عميله المحترقة ورقته "ألكسي نافالني" في سجنه السيبري بالضبط في الوقت المطلوب، تعالت صيحات `ذباب ماكنة الدعاية الغربية الجهنمية للتباكي على موت هذا "التحفة" الليبرالي أبو حقوق الأنسان والتحضر والتنوير والديمقراطية؛ والذي سبق له وأن اشتهر عالميا بتصريحه علناً في شريط له منشور على التويتر بكون المسلمين هم حشرات تستوجب الإبادة. المصدر:
https://twitter.com/jrc1921/status/1758493343502225665
ويمكن للمهتم بهذا الموضوع الاستفسار عن عمالة نافالني لجهاز المخابرات أعلاه البحث في العنوان:
Navalny and MI6
ليجد الكثير من الشهادات والتفاصيل.

في هذا المقال، سآعرض ترجمة لاجابة محلل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "السي آي أي" السابق: "لاري جونسن" (Larry Johnson) على سؤال القاضي الأمريكي السابق: "أندرو نابوليتانو" (Judge Andrew Napolitano) محرر موقع (Judging Freedom) الشهير عن علاقة نافالني بالمخابرات الغربية على الموقع :
https://www.youtube.com/watch?v=9vLOtwl3pZc

نص المقابلة:
القاضي أندرو نابوليتانو: أريد أن أوجه لك سؤالاً أو سؤالين عن ألكسي نافالني. هل تعتقد أنه كان عميلاً للمخابرات الغربية ؟
لاري جونسن: - أه، نعم. لقد كان، على الاقل - سواء كان يدري أم لا يدري – لقد كان جلياً أنه أداة يستخدمها الغرب. وفي الواقع، فأن حقيقة تزامن موته مع ظهور زوجته في ذلك الحدث الكبير المتمثل بانعقاد مؤتمر ميونخ للأمن، لم تكن تلك محض صدفة؛ لم يكن مثل هذا التزامن مجرد صدفة مثلما أعتقد؛ لم يكن توقيت وفاته ذلك مجرد ضربة حظ للغرب. ولا أستطيع، لا أستطيع استبعاد أن الغرب قد دفع لشخص ما كي ينفذ به عملية تصفية من نوع عملية التصفية التي جرت لجفري أبستين (1). إن جعله يلقى حتفه في ذلك التوقيت بالضبط سيكون أمراً محرجاً لبوتين لأن بوتين يعلم بأن الغرب سيندفع عندئذ لنشر الترهات القائلة بأن بوتن قد تسبب باغتياله، ولكن بوتين كان بإمكانه قتلة قبل سنين مضت، ولكنه لم يفعل. انه لم يقتله. كما أن نافالني لم يكن ذلك المفكر الفلسفي الرائد الذي يتكلم في القضايا الأساسية - اختر أي موضوع - مثل الحرية أو الحق في الاقتراع أو حرية الكلام . انت تعلم أنه لم يكن شخصاً من هذا النوع. وفي الحقيقة يوجد هناك ذلك الشريط المصور له وهو يتكلم بأشياء في غاية التطرف العنصري، قائلا بأن المسلمين صراصير من الواجب ابادتهم! إذن هذا الشخص كان مجرد أداة مفيدة للغرب، ولم يكن يتوفر إلا على إسناد سياسي صغير جداً جدا جداً. ولذا، فهو ليس بتلك الشخصية السياسة الوازنة المثيرة للقلق. والقول بأن بوتن قد قتله بغية التخلص من منافسته له يشبه قولنا بسعي بايدن للتخلص من مرشحة الرئاسة الأمريكية ماريان وليامسن- أو أي مرشح مثلها من حزب ثالث ممن ليس له أي قاعدة أو ثقل سياسي جدّي، والذي لا يشكل أي تهديد، كيما يقوم شخص ما بإزاحته. أنتبه: إن قضية نافالني برمتها إنما تستدعي للذاكرة مدى النفاق الرهيب الذي يخنق العالم اليوم. أنت تعلم، لقد تم تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية بموجب تلك الوثيقة التي تقول بأننا نعتبر القاعدة البديهية هي أن كل البشر يخلقون سواسية؛ ولكن عندما يتعلق الأمر بهذه القضية، فإننا نقول: لا، لا: نافالني هو أهم من غونزالو ليرا؛ نافالني هو أهم من جوليان أسانج؛ نافالني هو أهم من أشلي بابيت التي اغتيلت في الكابيتول من طرف أحد رجال الحكومة الأمريكية، وكذلك، نعم: نافالني هو قطعاً أهم من الثمانية آلاف طفل فلسطيني الذين قتلوا في غزة . لذا، فإنني عندما أشاهد السياسيين من أمثال لندسي غراهام ومن لف لفهم ممن يمتطون أعلى جيادهم الأخلاقية في الإدانة قائلين: يجب علينا الوقوف ضد روسيا، فإنني أقول لهم: إذهبوا وقفوا أولاً ضد نتنياهو الذي يقتل المدنيين: النساء والأطفال. ولكن كل هذا إنما يثبت عدم اهتمامنا المطلق بالقيم الأخلاقية.
الملاحظات:
1. جيفري أبستين (20 كانون الثاني 1953- 10 أب 2019) ملياردير أمريكي وعميل للمخابرات باعترافه. اشتهر بتوفيره للبنات القاصرات للمتعة الجنسية لزبائنه من كبار رجال السياسة والمال. وقد كان من ضمن "زبائنه" الليبراليين المؤمنين والمطبقين لحقوق الانسان والديمقراطية والتنوير والتحضر من معارفه، كل من: الأمير أندرو وتوم باراك وبيل كلينتون وجورج ستيفانوبولوس ومارك زوكربيرج و دونالد ترامب وجيف بيزوس وستيفن هوكينج وهارفي وينشتاين وروبرت مردوخ ومايكل بلومبرج وأندرو كومو وجون كيري وريتشارد برانسون وأليك بالدوين وديفيد كوخ ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير وولي العهد السعودي أبو المنشار محمد بن سلمان .
وبغية منع الكشف عن تفاصيل ومديات جرائمه وأسماء المتورطين معه، فقد تم خنقه في زنزانته بالضبط قبل موعد مثوله للمحكمة، ومن ثم تم الادعاء بأنه قد انتحر؛ وهو ما أدى الى غلق كل القضايا الجنائية المقامة ضده، والتستر على شركائه المهمين جداً لأن بعض الناس هم أعلى قيمة من غيرهم، وفق منطق الغرب الفاشي الشمولي البربري.
2. غونزالو ليرا (29 شباط 1968 - 12 كانون الثاني 2024) هو روائيً أمريكيً من أصل تشيلي و مخرج أفلام ومعلقً تلفزيوني وناشط في الحقل البيئي. أثناء إقامته في خاركيف بأوكرانيا، قامت قوات الغستابو الأوكرانية التابعة لفرخ بايدن زيلنسكي باعتقاله لنشره شريط فيديو باللغة الانجليزية موجهاً لجمهوره الأمريكي يوضح فيه دور الغرب في دفع فرخهم النازي زيلينسكي لإلغاء معاهدة منسك، 2018 ، مما أدى إلى اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، وقد تمت تصفيته جسدياً في السجن بالتعذيب بموجب قواعد الليبرالية وحقوق الأنسان والتنوير والتحضر.
تجاهلت وزارة الخارجية الامريكية تماما جريمة قتل ليرا– باعتباره مواطنا أمريكياً – بحجة أن فرخها النازي زيلنسكي يقول أنه قد مات بالالتهاب الرئوي، رغم أن آثار التعذيب النازي الرهيب في جثته كانت ظاهرة حتى لتلمس العميان.