يا شعب مصر (العظيم)!


ياسين المصري
الحوار المتمدن - العدد: 7722 - 2023 / 9 / 2 - 04:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

مهزلة الانتخابات الرئاسية تطرق أبوابك وأنت في حالة مزرية، تعاني من الوجع ولا تتأوَّه، وتعاني إلى جانب الفقر والجهل والمرض من القهر والغبن والفساد والانحطاط وتردي الأخلاق، ولا تحرك ساكنا، لا تقدر على فعل أي شيء يخرجك من حالة العجز والخضوع. النصيحة الغالية لك هي ألَّا تستمع إلى أحد مهما كانت درجة علمة ومعرفته أن يطلب من رئيس العسكر أن يرحل سريعا قبل فوات الأوان، لأن بقاءه في السلطة يعني كارثة حقيقية لمصر كدولة وشعب.
https://www.lesemeurs.com/Article-acv.aspx?ID=338
***
إستمع فقط لرئيسك وتاج راسك، فلا أحد في العالم أجمع يعرف ما تتمناه وترغب فيه وتحلم به سوى رئيسك المفدَّى، ولا أحد يسلب كرامتك وعزة نفسك واموالك وحياتك الغالية إلا رئيسك المكرَّم المعزَّز، كن إذن يا شعب مصر (العظيم) حيث تكون، لا تتحرك، ودع الديكتاتور يبقى في منصبه، الديكتاتور لا يجب أن يغور، وأنت لا يجب عليك أن تثور أو تفور. سبعون عاما لا تكفي لإخراجك من قفص وإدخالك إلى قفص آخر.
***
سواء تم إجراء مهزلة الانتخابات تلك أو لم تجرى على الإطلاق، فالديكتاتور الذي كرَّم الله وجهه يجب ألَّا يغور قبل حدوث المحظور، هذا ما يقوله لنا التاريخ عن الأسوة الحسنة لمن يريد الدمار والخراب لبلاده، يجب أن يكمل مهمته المقدسة حتى نهايتها. عندئذ ربما تصحو من سكرتك، وقد تدرك الحقيقة المرة، وقد تتعلم منها، وبغير هذا لن تتعلم.
***
ألا تعرف أن الدكتاتور يرفع نفسه بمساعدة عصابة من حوله، إلى ما فوقك، وغالبا ما يزعم أنه أقرب منك لله عز وجل، بل أن الله اصطفاه وفضله على العالمين!، إنه بذلك يؤكد ويبرر ديكتاتوريته، ويضمن لنفسه التمادي في أفعاله الاستبدادية والتدميرية. هذه الصلة المقدسة للقوة والسلطة، تتيح لشخصه (الكريم) عبادة متقنة وصلبة، وتؤكد على أنه أذكى وأقوى وأفضل من أي شخص غيره. ومن ثم يتباهى بصلته المزعومة مع الله. كما أنه يقنع نفسه بأنه أفضل من كافة رواد العلم في العالم، ولا حل لمشاكل البشر إلا على يديه!.
يزعم علانية ودون خجل أو وجل أنه لا يُسأل من أحد سوى من الله وحده، ولا يحاسبه أحد سوى الله وحده، يقول: « الله سبحانه وتعالى أراد أن أكون هنا ليس أنا خالص خالص ربنا اللي يعلم خالص لأنني كنت عارف حجم المشاكل اللي فيها مصر»، وذلك اعتمادًا على قول إلهم: ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ (آل عمران 26). ولذلك يريد معرفة أي شيء عن المشاكل التي تسبب فيها لك ولبلدك!، فإن من لا يدرك أخطاءه لا يعرف الصواب.
***
الديكتاتور المعظَّم والمبجَّل يفعل ما يريد، فيقبض على الأشخاص والمؤسسات والمجتمع المدني والعسكري بقبضة من حديد، هو وحده الآمر الناهي، له الأهمية القصوى، يمنح الأراضي، ويوزع الأرزاق ويغدق المنح ويبدد المال العام أو يكنزه لحسابه وحساب جلاوزته، ويرفع من يشاء ويزل من يشاء له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وفوق ذلك ينتظر منك أيها الشعب (العظيم) أن تكون ممتنا له إلى الأبد، إذ بوسعه أن يطلب ما يعطيه، ويأخذ ما يمنح ويعيد الأمور إلى ما كانت عليه. ليس هناك قواعد أو ضوابط سوى تلك التي يريدها ويصنعها بنفسه، ومن المستحب ألا توجد قواعد أو ضوابط على الإطلاق، لا شيء سوى العمل العشوائي والأوامر السيادية العليا، فالجميع عبيد، والجميع مسخرون لخدمته. يحيط نفسه بالأقزام والخدم معدومي المهارات والضمير، ليحافظوا قدر استطاعتهم على مناصبهم باستعمال المكر والانتهازية والأنانية ولحس الأحذية. أنت أيها الشعب (العظيم) للأسف أصبحت أسيرًا لصوته و لضحكاته وسخافاته وبذاءاته وفساده بدون أن تعرف مداها!
***
الديكتاتور المكرَّم يختزل في شخصه العمل السياسي برمته، فيجعله فنًّا بتلاعب به عبر تأليهه من دون الله، لا يوجد أي شيء، صغيرًا كان أم كبيرًا، خارج إرادته وتدخله الشخصي، لا حد يفصل عنده بين السياسة العامة والمصلحة الخاصة. لهذا السبب يتخذ الكثير من القرارات بناءً على النكاية القذرة والثأر المبين من خلال ممارسة« سياسة الضغينة». إنه يحكمك بالتخويف ومحكوم هو بالخوف منك ومن الجيش وممن حوله، يخاف من خياله كما يقال. التخويف والخوف لا يدير دولة ولا يصنع نهضة ولا يقيم العدل بين البشر، كل ما يفعله الخوف هو تمزيق المجتمع وإشاعة الفوضى ونشر الجريمة، وانحطاط الأخلاق بوجه عام.
***
على السطح، يبدو سيادته وكأنه يتمتع بالكفاءة، ولكن دائما ما يكون العكس هو الصحيح. قسوته لا تجعله كفؤًا بالضرورة. فهو يحطِّم المبادرات البناءة، طالما لا تأتي من المقربين والأحباب، ولا يسمح بازدهار العبقرية والابتكار طالما نبعت من المواطنين، إنه الجميع بما فيهم تلك الطبقة التي أوجدته أو التي نشأ فيها. يتظاهر دائمًا بأنه رجل قوي، ويسيطر بقوته على كل شيء، مع أن الواقع يتطلب مجهودا للتحكم في كل شخص وكل شيء أكبر مما يتصوَّر. السجل التاريخي يؤكد على أن الطغاة كانوا مجانين إلى حد أكثر مما نتوقعه قبل استيلائهم على الحكم، وجَنَّ الكثير منهم بكل تأكيد بعد بضعة سنوات من الحكم، فلا يستطيعون الاعتراف باستبدادهم، وأن أهم ما يمكنهم فعله بكفاءة هو التلقين والتمويه وإخفاء عيوبهم عن الكثيرين من السذج والمغيبين، لمعرفتهم أن عدم إدراك العيوب والأخطاء لا يؤدي إلى التصحيح ويبعد الصحيح!
يعتقد الديكتاتور المبجَّل بأن العالم من حوله يغط في الغباء فيزور الانتخابات ليقول للعالم إن الشعب الذي يذبحه هو الذي انتخبه، مع أن العالم يعرف حقيقته وحقيقة ما يفعله. يعرف أن العالم أصبح يحتقر الديكتاتوريين والطغاة المستبدين، ولكنه يحب نفسه وكفي!. يقدم نفسه دائما على عكس ذاته، على أنه ديموقراطي، وفي أغلب الأحيان يدخل المشهد السياسي من خلال عملية انتخابية قبل اتخاذ خطوات فادحة لتقويض النظام الانتخابي برمته ويكون جنون العظمة لديه أقرب للكوميديا والتهريج يتجلى في ارتداء سترة الجنرال، حاملا الجيش والشرطة والقضاء والبرلمان على مساعدته في قهر الشعب وتركيع المواطنين، بحيث يجعل الحياة تعيسة بالنسبة للجميع، مستخدمًا كل الحيل ووسائل التلاعب التي ورثها من الماضي القمعي ليظهر في صورة الزعيم الإله، يتبنى الممارسات التي تروِّج لعبادته في انتهاك فاضح وواضح لكل المعايير الإنسانية.
***
ابتليت البلاد بغضبه وهرتلاته وضحكاته الصاخبة في كل الاجتماعات المُعَدَّة له خصيصًا، وبصوره الملونة التي تلوث كل الأمكنة والازمنة بالتساوي. لا لون ولا طعم له، مأساة هزلية أو كوميديا سوداء في ذاتها، تنعدم فيها الكفاءة وينتشر في وجودها الفساد وتشيع بين أرجائها الفوضى، وفيها يُنبَذ الأكفاء والمستقيمون من المواطنين الشرفاء، لا سبيل لهم غير الهروب إلى خارج البلاد كما تهرب النعاج من الذئب، أو يحكم عليهم بالصمت، فالأفواه المقفلة لا يخترقها الرصاص، الأطباء يجب عليهم معالجة المرضى بلا دواء، ورجل الشرطة الصادق الأمين لا بد أن يتقبل الفساد ويحميه، ويعذب العباد ويقتلهم، والإداريون لا يسمح لهم بالإدارة، والمعلمون لم يتعلموا ولا يعلِّمون، والعمال غير مسموح لهم بالإنتاج، ورجل الدين بلا دين والضرورة بلا أخلاق، والجميع مجبرون على التهام طعامهم اليومي من الأكاذيب والخداع بإسم الله الرحمن الرحيم، في ظل ديكتاتورية مشخصنة ومحصَّنة.
***
الديكتاتور وحاشيته يتولون التوظيف والطرد من الوظائف. يتدخلان في الأمور الكبرى وفي أكثر الأمور تفاهة. إنهم ببساطة انتقائيون وانتقاميون في نفس الوقت. بوسعهم التدخل لمنع جندي من إجازة، أو موظف صغير من ترقية، بوسعهم الاحتيال على عامل عارض بسبب قصوره في «الالتزام بالحدود». باستطاعتهم القبض على أي شخص بتهم إعلامية ملفقة ومعلبة، وإيداع السجن دون محاكمة. عادةً ما تُتخذ القرارات الخاصة بالملاحقة القضائية في المحاكم بيد النائب العام، ولكن الديكتاتور يتخذ هذه القرارات بنفسه، ليس تحت تأثير صالح الدولة وإنما تحت تأثير الغل الشخصي وإفراغ الغضب.
***
الاستيلاء على اقتصاد الدولة يمثل السلاح الرئيسي لإجبار المواطنين على التزام حدودهم، وحدودهم هي القابلية للبيع والشراء دون غيرها. إنها إذن السيطرة الأثيمة على الضعفاء والفاسدين الذين يتحلقون حوله، ويتاجرون بمقدرات البشر وبالبشر أنفسهم،
الغاية عندهم تبرر الوسيلة، والغايات الوحيدة التي لها أهمية هي تلك التي ترتبط بالاستحواذ على السلطة والاحتفاظ بها. كل الوسائل مقبولة إذا سمحت له بإبقاء السيطرة على آليات الدولة. إنها قمة انعدام الضمير، والإستراتيجية المكياڤيللية التي أرشدته أثناء سعيه للوصول إلى السلطة المطلقة في غياب الوعي الجمعي.
تقول القاعدة البشرية: كلما زاد نضج المرء وتقدم وعيه، وكثُر حِلمه وعلمه، انطفأت فيه رغبة المجادلة، وبات أبعد عن الملاسنة والمماتنة. ولكن الدكتاتور أينما كان لم يتعلم شيئا ولم يقرأ كتابا مفيدا في حياته، ولكن لديه موهبة المقدرة فائقة على إتقان المماطلة والمماتنة، والتسلل إلى قلب الشعب كاللص في عتمة الليل.
المماتنة باختصار هي مجموعة من التحورات في سلوك بعض الحشرات والكائنات الحية الدنيئة أو في تركيب أجسامها أو لون جلدها كي تصبح اكثر ملاءمة مع الظروف البيئية التى تعيش فيها أو بغرض التخفى من الاعداء أو اقتناص الفريسة.
***
بدأ المماتنة منذ قال: « إنتو ما تعرفوش إنكم نور عنينا ولا إيه؟»!، ثم راح ينتهك حرية ”نور عنيه“ وكرامته وحقوقه الحياتية تدريجيا بما يكفي، حتى أن الكثيرين من السذج والمقهورين والمرضى والجهلاء لم يدركوا ما يحدث من حولهم ويهدد صميم وجودهم. تحول وفاء جنود وضباط الجيش ورجال الشرطة للوطن إلى الوفاء لشخصه، توقفوا جميعًا عن الإخلاص للوطن وبدأوا في التحول إلى كلاب حراسة له ولعصابته الإجرامية! وتمكن الدكتاتور خلال عقد واحد من الزمن أن يخلق مواطنين مشوشين ومذهولين وحائرين، أصيبت حواسهم بالبلادة والغباء، بما يمكن تسميته بـ”شلل الروح“، خدع بلسانه المنمق وسيفه البتار الكثيرين من المصريين المحترمين ليفعلوا أشياء قذرة، مؤمنين بأن تلك الأفعال تصب في مصلحتهم الخاصة. وكل صفقة قذرة تؤكد ببساطة سلطته وتحمي طغيانه وجبروته.
***
الديكتاتوريون جميعًا مصابون بداء جنون العظمة، أستاذهم وقدوتهم الحسنة في ذلك هو الإمبراطور الروماني المعروف بلقب كاليجولا (Caligula) بمعنى « حذاء الجنود الصغير»، وكان إسمه الحقيقي ”غايوس“، واكتسب هذا اللقب من جنود والده الجنرال الروماني الشهير جرمانيكوس خلال حملته العسكرية في جرمانية. كاليجولا الذي حكم 3 سنوات و10 أشهر، من 16 مارس 37 - 24 يناير 41 م، يعد أقدم ديكتاتور مجنون بالعظمة في التاريخ، كان يتباهى بسلطته ونفوذه حتى أنه ادعى الألوهية، ووصل به الجنون، إلى رغبته في بناء جسر يربط بين امبراطوريته وبين كوكب المشترى، حتى يتمكن من الوصول إلى الآلهة الأخرى والتشاور معهما، وكان يجبر الآباء على رؤية أولادهم وهو يُعدمون. لم يتوقف جنونه عند هذا الحد، بل بنى لنفسه تماثيل ضخمة داخل المعابد، وأمر شعبه بعبادتها، وأمر بقتل جميع الصلعان بسبب كرهه الشديد لهم، بالرغم من كونه أصلع، كما أمر بإغلاق جميع مخازن الغذاء، حتى يُحدث مجاعات كبير ببلاده، ليستمتع بمشاهدة الناس وهم يموتون ببطء بسبب الجوع، ليلقي عليهم جملته الشهيرة: « سأكون بديلًا لكم عن الطاعون». ووصلت درجة الخرف والجنون به حد أنه أعلن جواده الخاص المعروف بـ "تانتوس"، عضوًا بمجلس الشيوخ.
توالت جرائم "كاليجولا" بين شعبه، من الاغتصاب والحرق والقتل، حتى قُتل مطعونًا بـ 30 طعنة على يد مجموعة من حراسه بقصره، وكان عمره (28 عاما)، لتلقى جثته في أحد الآبار العميقة، ويتخلص شعبه من بطشه وجنونه إلى الأبد. وعقب اغتياله، اجتمع مجلس الشيوخ لينظر في أمر خلافته، ولكن خلال الجلسة، اقتحم القصر مجموعة من الجنود بغرض النهب، فعثروا في أحد مخابئ القصر على شخص خائف يرتعد يدعى كلود، فعينوه إمبراطورا.
لذلك، في كتابه (تأملات في تاريخ الرومان أسباب النهوض والانحطاط، ترجمة عبد الله العربي، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء المغرب 2011) يصف مونتسكيو في ص 129- 128 كاليجولا وخليفته كلود بالبلاهة، ويقول: « لقد صبر أعضاء مجلس الشيوخ على كل أنواع الذل والمهانة، فلم يعد لكلامهم أدنى تأثير. وهكذا تعاقب على عرش الإمبراطورية 6 حكام طغاة، كلهم قساة، كلهم معتوهون، غير موفقين في معظم مشاريعهم، والأدهى من كل هذا أن كلهم مبذرون إلى حد الجنون».
***
يا شعب مصر (العظيم)! للأسف أصبحت أسيرًا لصوت كلماته وضحكاته وهرتلاته بدون أن تبحث عن معناها. أنت سجين سجن تصديق أبواقه التي تحاصرك حتى غرفة نومك. أفضل ما يمكن أن تفعله، هو أن تَترك الساحة خاليةً له وحده، ينافس نفسه ويكتسح نفسه ويحتفل بانتصاره مع نفسه. دعه ينعم في مزرعته بالوجاهة والمكانة والقوة والمرتبة والجَاه والعظمة التي أوجدها لنفسه، دعه يستمتع بالحياة في القصور التي بناها ويبنيها لمصر، دعه يفرغ عليك عقد النقص الشديدة التي يعانيها، دعه ينشيء مشاريع لا تستفيد منها شيئا، دعه يبذر إلى حد الجنون، ويسجن ويقتل إلى حد الخبل. دعه وأقرأ ما قاله عنه وعن أمثاله الشاعر السوري العظيم نزار قباني، قبل أن تدخل السجن أو تدخل القبر:

هـذي البـلاد شـقـةٌ مفـروشـةٌ ،
يملكها شخصٌ يسمى عنتره …

يسـكر طوال الليل عنـد بابهـا ،
و يجمع الإيجـار من سكـانهـا .. 

و يطلب الزواج من نسـوانهـا ،
و يطلق النـار على الأشجـار … 
و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المعطـره ... 

هـذي البـلاد كلهـا مزرعـةٌ شخصيـةٌ لعنـتره …

سـماؤهـا .. هواؤهـا … نسـاؤها … حقولهـا المُخْضَوضَره … 

كل البنايـات - هنـا - يسـكن فيها عـنتره …

كل الشـبابيك عليـها صـورةٌ لعـنتره … 

كل الميـادين هنـا ، تحمـل اسـم عــنتره … 
…
هذي بلادٌ يمنح المثقفون - فيها - صوتهم ، لسـيد المثقفين عنتره … 

يجملون قـبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره … 

و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظـفره …

لا نجـم - في شـاشـة التلفـاز - إلا عــنتره … 

بقـده الميـاس ، أو ضحكـته المعبِّـره … 
…
لا أحـدٌ يجـرؤ أن يقـول : " لا " ، للجـنرال عــنتره …

لا أحـدٌ يجرؤ أن يسـأل أهل العلم - في المدينة - عن حكم عنتره …

إن الخيارات هنا ، محدودةٌ ، بين دخول السجن ، أو دخول المقبره ..