أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - رجل من التراث















المزيد.....

رجل من التراث


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 7 - 09:00
المحور: الادب والفن
    



الى الذي لا اعرفه ولا اريد ان اعرفه
سعيدة انا ...انه الربيع ..وشعورا بالاطمئنان يلفني .اسير بهدوء وقلبي التعب تتقافز الفرحة فوق اوردتيه وتتسرب همومي في القاع تغوص بعيدا في الاعماق
والناس من حولي سعداء يتنزهون منتشرين هنا وهناك
اسمع صرخات الاطفال وهم يمارسون رياضة التزلج على الاسفلت
حييت الحراس وسلمت على المفتشين مازحتهم قائلة وهل كل من يدخل هنا يجب ان يفتش انا واثقة من انكم لن تجدوا سوى تعب الحياة وراحة الضمير
اجابني احدهم يا سيدتي اننا نؤدي واجبنا
قلت له مارسوا واجبكم هذا في مكان اخر
اجاب رجل اخر ليس كل الناس مثلك سرت وصوت ذلك المفتش يردد خلفي ليس كل الناس مثلك
بالقرب من قاعة المعرض رأيت رجلا مسنا جالسا يستظل تحت احدى الاشجار وجدت نفسي اتحارش به قائلة ايه يا حجي اجد مكانك رائعا (الله ربك ) اجابني مراوغا ستكتمل روعته لو انك جلستي معي تركته خلفي وهو يحلم بامرأة تجلس بجانبه ودخلت المعرض وبدأت ابحث عما اريد رغم انني لم اكن اعرف ماذا اريد
فجأة وجدته داخلا بقامته المديدة وهو غير مباليا بما يدور حوله ولكن الذين حوله كانوا مبالين به بل سعداء بحضوره الملفت الغير متوقع كانت عيناه العسليتان تقطرن بالنشوة كأنه قادم توا من حفلة عرس تخصه بدأت عيوني الزائغة تراقبه بفضول وتتبعه وتسير خلفه كما لو انه جاء من اجلي وعلي بملاقاته. وقلبي الاحمق يثور علي فلا شيء يثيره اطلاقا حتى بدأيضحك مني لكنني تجاهلته تماما فمنذ هذه اللحظة بالذات قررت ان لا اتبعه بعد الان.
ببساطة لانه سيء الاختيار فليغلق بابه وكل نوافذه بأحكام فلم اعد ابالي
آه ها انا اعاود البحث عن ذلك الغريب تلاحقه عيوني النهمة وتراقبه بفضول رجل أمن كلف بمراقبته سراً
ها هو يقف امام جناح التراث وبرغم قامته المديدة وجسده الرياضي و وجهه الوسيم وبملابسه المتحضرة وجدته قد تسمر امام الجناح فاغرا فمه منذهلا وشعور بالفخر يتملكه لكأنه رجل بدوي جاء من بعيد فقط ليطمئن على اصالته التي لا تكتمل الا به
حاولت التقرب منه بأي حيلة لكنني لست ممن يخططون لما يفعلون بطبعي عفوية
آه لكم تمنيت لو شممت رائحة عطره او عرقه لكنه مشغول عني بتأمل تراثه العظيم كأنه واقف في معبد مجهول وتراني لا اشم سوى رائحة بخور بدلا من العطور ورائحة تبغ وقهوة شرقية
احاول ان ادنو منه لكن قلبي العنيد يصر على ابعادي. يجرني بقوة وهو محذرني منبهاً اياي بأن الناس مظاهر
وعلي ان لا اخدع بالظنون التي كثيرا ما تخيب
وانا اتجاهله بخبث انثوي لم ابالي بتحذرات قلبي المغلق بأحكام حتى وصلت بي الوقاحة
حد التنصت عليه اردت ان اعرف من هذا الغريب صاحب العيون العسلية التي تتقطر منهما النشوة وسمعته يتحدث ويناقش على سعر مسبحة ثميتة صفراء مع صاحب الجناح محاولا خفض سعرها مدعيا انه يريدها فقط لانها تراثية انها تشبه لون عيناه وتلتمع مثل عيناه آ÷ تحولت المناقشة الى مشادة كلامية حتى خفت عليه ان يسيء اليه صاحب الجناح لكنه كان مهذبا للغاية فشكرته في اعماقي ها هو يزداد انفعالا وانا ازداد خوفا عليه كدت اهرع اليه واسحبه من يده الى اقرب طاولة كي اهدئ من روعه ريثما يوافق صاحب الجناح على تخفبض السعر المسبحة آه وقلبي اللعين لا يكف عن توبيخي لتدخلي السافر في الذي لا يعنيني لكن من قال انه لا يعنيني الم ابدو كأمراة ساقطة تبحث عن لقمة كي تقتل جوعها
الابدي حين لمحته من بين مئات الرجال وبرغم انه كان مشغولا عني بمسبحته لكنه لفت انتباهي وجرجرني خلفه وقلبي لا يكف عن ايلامي لانني اعيش لرجل واحد واستظل تحت ظله
اما هو كعادته دائما غائب على الدوام لكثرة انشغاله لذا يترك ظله لي كي يؤنسني
ويدخل في حياتي بين حين وحين فقط كي يطمئن على ظله ويغادرني دون ذكر الاسباب أوالاسبالب غير مقنعة على الاقل بالنسبة لي واليوم تجاهلت هذا الرجل الوحيد في حياتي
ومضيت في لذة توهمي ها هو يمر من امامي دون ان ينتبه لوجودي وبدأجسدي يرتعش ويداي تعرقان لم ينقذني سوى صوت صديق قديم جاء مرحبا بي ظانا كل الظن بأنني ما زلت اتذكره وحزنت اكثر لانني تذكرته وحزنت اكثر لانني (كركوكلية )بنت بلدته ولكم شعرت بالخجل واعتذرت منه شرع يحدثني عن اخبار كركوك وانا ابتسم له بأدب حتى انظم النا صديق اخر وتبعه الاخر وهكذا اكتملت الشلة من جديد كنا وقتها نطلق عليها شلة (الضايجين من كل شيء) اما عيوني الوقحة فهي لا تكف عن ملاحقته واذناي تحاولان استراق السمع فبرغم ثرثرة الاصدقاء الطيبين كان صوته العذب يصل الي وهم لا يكفون عن طرح الاسئلة عن اخر اعمالي وعما حققت ولكن لم يعرفوا بأن كل مشارعي قد تعطلت منذ ان عطل صاحب الظل مشاعري
وبدأت ابث اكاذيب محاولة اخفاء احباطي واصدقها انا اولا ومن باب المباهاة بانني ارتقيت بالكتابة
وحققت قفزة نوعية من درجة اولى وهل للكتابة درجات ربما من ناحية التجارية واضفت بنبرة واثقة من نفسها وشبه منكسرة ما زلت بصراحة مستمرة بأبداعاتي واي هراء هذا
حاول احدا منهم مناقشتي الا انني تملصت بجحة المكان غير ملائم لانني بصراحة خجلة من ان اقول لهم ان انجازاتي فقط موجودة في مخيلتهم وان كل مشاريعي وهمية اما عيوني الوقحة لازالت تبحث عنه واذناي تلتقط صوته هاهو يعود الى صاحب الجناح بعد ان كاد ان يغادر
وهو يقول انا سأشتريها لانها تراثي وتساوي عندي كنوز الدنيا دفع للرجل واخذ المسبحة ودسها في جيبه وغادر القاعة كطفل حصل على كرات بلورية بعد ان غش في اللعب مع اصدقاءه تمنيت في تلك اللحظة لو انني اركض خلفه او يدسني مثل مسبحته تلك في صدره ولكن تسمرت في مكاني وقلبي اللعين يطوقني برفق مهدئا من روعي مرددا لا بأس انها نزوة منتصف العمر وانتي امرأة عاشت كل عمرها لرجل واحد في تلك اللحظة تراءى لي ان امرأة تشبهني جدا تسير بجانبه بجسدها النحيل وشعرها الطويل وعيناها الحزينتين لكني لا اعرف لماذا لم تكن سعيدة برغم غيرتي منها لقد بدت تائهة وتنهد قلبي ثانية وقال لي دعيه يمضي تراه الان على موعد مع امرأة او لعله مدعو على غذاء مع اناسا ربما حتى لا يعرفهم دعي اهل التراث لتراثهم وعودي الى اصدقاءك الطيبين تناسيت الموضوع لانه لم يدسني في صدره وعدت اكمل الحديث مع اصدقاءي واتصفح الكتب التي تسليني وعيناه العسليتين تلازماني وما زالتا تقطران عسلا فوق قلبي المنكسر فوق كتبي مدعية انها نزوة منتصف العمر وانا احاو تصديقه..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بائعة الخردوات
- لا نزر ولا هذر7
- لحظات مكسورة جزء 14
- لحظات مكسورة جزء 13
- كل رجل بعد
- الغريب لا يكسرك
- اكيتو
- ألم السن ولا ألم الغربة
- لا نزر ولا هذر 6
- لا نزر ولا هذر 5ل
- بفضل الأنكسارات
- لحظات مكسورة الجزء 12
- كل شيء مثير حولي وحولك
- لحظات مكسورة الجزء 11
- زيتونة هنا وزيتون هناك
- ثرثرة موجعة
- في ليلة قمرية
- رغيف كقرص الشمس
- أسطوانة ذهبية
- أٌردتٌ


المزيد.....




- -من أم إلى أم-للمغربية هند برادي رواية عن الأمومة والعالم ال ...
- الناقد رامي أبو شهاب: الخطاب الغربي متواطئ في إنتاج المحرقة ...
- جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2023-2024 “صناعي وتجاري وصناع ...
- مسلسل المتوحش الحلقة 33 مدبلجة على قصة عشق ومترجمة على فوكس ...
- رئيسي : ندعو الكتّاب والفنانين الى تصوير الصراع بين الشرف وا ...
- أغاني حلوة وفيديوهات مضحكة.. تردد قناة وناسه على نايل وعرب س ...
- الإعلان الأول ح 160.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 على قصة ع ...
- لأفلام حصرية باستمرار.. ثبت تردد قناه روتانا سينما على الأقم ...
- فنون البلاغة العربية.. فلسفتها، ومتى يعد العرب النص فصيحا أو ...
- الرباط.. معرض الكتاب الدولي يستقبل زواره ويناقش -الرواية وعل ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - رجل من التراث