أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الأول















المزيد.....

كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الأول


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6138 - 2019 / 2 / 7 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الأول

الذي يتابع أحداث المشهد العراقي منذ نهاية الخمسينات وبداية عقد الستين من القرن المنصرم يجد أن هذا التاريخ العراقي ينقسم إلى قسمين رئيسين يختلف أولهما عن الثاني اختلافا جذريا .
تشكل العراق الحديث بعد نهاية الحرب العالمية الأولى نظرا لاكتشاف النفط بكميات كبيرة في الجنوب والشمال .
عجلت القوات البريطانية باحتلال العراق منذ بداية الحرب العالمية الأولى بقيادة الجنرال تاوزن وجمعت الفرق البريطانية الاحتياطية المتواجدة في الهند وتكونت القوات المهاجمة من فرق الخيالة سيئة التسليح والعدة وألوية الليفي وقاتلت بطريقة الأرتال البونابرتية .
لم تستطع القوات العثمانية على كثرتها من صد الفرق البريطانية وتراجعت إلى الوراء برغم أطلاقها فتوى الجهاد ضد الكفرة الانكليز وتلقي مساندة حوزة النجف الشيعية لها ألا أن القوات البريطانية تمكنت بعد أربع سنوات من احتلال العراق كاملا بعد نهاية الحرب .
ظهر العراق إلى العلن بعد اتفاقية سايكس_ بيكو السرية التي نشر وثائقها البلاشفة بعد انتصار ثورة أكتوبر واعتبرت نكسة صادمة للشريف حسين الذي وجد نفسه قد وقع في الفخ البريطاني بعد تمرده على الخلافة العثمانية ولم يحصل على شي يذكر .
كافأت بريطانيا عملائها بامتياز فأعطت فيصل بن الشريف حسين ملك العراق وعبد الله ابنة الثاني أمارة الأردن .
تميز العراق الملكي بالتفاوت الكبير بين المكونات الاجتماعية على طول 37 سنة بقي العراق تحت طاولة النفوذ البريطاني لا يمتلك ذرة من الاستقلال الوطني فكل الثروة النفطية تقع بيد المحتل ويشارك الوزراء مستشارين بريطانيين لهم اليد الطولي في سن القوانين والقرارات المهمة ,
ووزعت الأراضي الزراعية على الموالين للتاج البريطاني من الإقطاعيين وأصبح كل العراق عبارة عن ملكية خاصة يتحكم بة عدد لا يزيد عن 10 أشخاص من الإقطاعيين .
تقول المصادر التاريخية إن ملكية احد الإقطاعيين من الأراضي الزراعية تعدت القطر اللبناني .
عاني الفلاح العراقي عصر عبودية مقيتة تحت السلطة الملكية البغيضة وهو يعمل بأرض الإقطاعي بدون أن يتملك شي وسنت السلطة الملكية قانون العشائر سيء الصيت الذي يعطي الحق للإقطاعي بقتل أي فلاح متمرد بدون أن تطالة يد القانون .
ولا يحق للفلاح تحت هذا القانون الانتقال والهجرة إلى المدينة أبدا فتقوم الشرطة بأرجاعة قسرا إلى منطقة الإقطاعي لو حاول الهرب .
وعلى هذا المنوال كانت الحياة تسير في العراق الملكي .
يقول البعض من مرتزقة الكتاب والمؤرخين بان النظام الملكي كان نظاما عادلا لا يختلف فيه الملك عن عامة الناس .
لكن الصور المنشورة لغازي الأول المليك الثاني تشير إلى حيازته للطائرات الشراعية وكذلك الطائرات الشخصية ذات المراوح . السيارات الفارهة . الكلاب البوليسية . الخيول . وبلغ ثمن خاتم خطوبة فيصل الثاني من الأميرة المغربية ما يقارب 25 ألف دينار عراقي في ذلك الوقت حين كان راتب الموظف العراقي دينار واحدا لا غير .
وتمتع الملوك بكل شي من الحفلات الباذخة والسهرات الغنائية المليئة بالعاهرات وحفلات الجنس الحمراء .
ظهر الرابع عشر الظافر فجأة بصباح تموزي خالد واحدث هزة عالمية عنيفة تمثلت بصفعة قوية عل وجه التاج البريطاني فحاولت بريطانيا وعملائها إرجاع الزمن إلى الوراء لكن تهديد خروشوف الصريح افسد كل محاولات الأعداء .
سار العراق بعد انتصار الزعيم عبد الكريم قاسم على خطى البناء بأول قرارات الثورة المجيدة المتمثل إلغاء النظام الملكي وإحلال الجمهورية وتأميم النفط بقانون 80 وإرجاع 90 بالمائة من الثروة النفطية إلى الشعب وصدور قانون الإصلاح الزراعي وعودة الأرض إلى الفلاح المسكين من براثن الإقطاع الحقير وسن قانون الأحوال الشخصية الذي أعاد للمرأة حقوقها المستلبة لأول مرة في الشرق الأوسط .
وفي غضون أربع سنوات شهد العراق نهضة اقتصادية لم يشهدها أبدا في كل تاريخه القديم منذ بدء الخليقة فسنت قوانين التعيين المركزي وبناء المؤسسات الطبية ومصانع البضاعة الاستهلاكية وعقد العراق الاتفاقية العراقية - السوفيتية التي تم بموجبها جلب المصانع العملاقة إلى العراق وظهرت الصناعات الكهربائية للمصابيح والبطاريات والملابس ومعامل التعليب في كربلاء .
يتناسى مؤرخوا اليوم أن العبودية كانت منتشرة أيام العهد الملكي العراق وان الإقطاع الحقير كان يتملك البشر من ذوي البشرة السوداء بعد جلبهم من مواطنهم الأصلية ويباعوا في سوق نخاسة البصرة ليعملوا عبيدا عند الاقطاعي حيث يوجد إلى اليوم منهم الكثير بعدما تم تحريرهم من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم وإعطائهم الجنسية العراقية .
أربع سنوات من المسيرة الوضاءة للثورة تأسطرت شخصية الزعيم عبد الكريم قاسم عند العراقيين كثيرا وادعى البعض رؤيته في القمر وقال البعض بان صورته تراءت لهم في الماء وبقي الزعيم يضحك على هذه الأقاويل حينما تصله.
شعر الزعيم بان الشعب يحبه إلى حد الهوس فلا يمكن لأي قوة بغيضة من تدمير الجمهورية بعدما ساندت القوى اليسارية الثورة وعبا الشارع العراقي بفضائل المقاومة الشعبية أشبة بالحرس الأحمر لحماية الثورة الوليدة من الأعداء الداخليين .
أصبح الزعيم قاسم في نظر العراقيين محررا وقديسا ونوع آخر من الرجال ينظر آلية بإجلال كبير لأنة عمل ما لم يعمله الأنبياء بعدما حرر الطبقة الفقيرة من نير الاستعباد وجور الإقطاع البغيض وشعر الزعيم بان قوة حب الشعب له لن تمكن إي قوة بغيضة من تدمير الثورة .
وتجلى ذلك في انقلاب الشواف 1959 حيث قمع في مهده بقوة الشعب فقط .
لكن الذي حدث بعد يثير كثير من التساؤلات المحيرة حيث عمد الزعيم إلى تدمير القوى اليسارية المساندة للثورة وتحجيمها وزج أكثر قادتها في السجون وخاصة الحزب الشيوعي العراقي بعد الشائعات المغرضة التي بدأت تحيكها دوائر المخابرات الغربية عن وجود انقلاب شيوعي تدعمه موسكو آنذاك ضد الزعيم .
وهذا ما يؤكده كتاب المذكرات التي ظهرت بعد ذلك حيث يقول جاسم العزاوي السكرتير الصحفي للزعيم بأنة اقنع الزعيم بإبدال كل الضباط من الميول اليسارية من قيادة كتائب الدبابات وإبدالها بضباط من ميول قومية بعد محاولة اللواء المدرع السادس المزعومة بقيادة العقيد الركن سلمان الحصان الانقلاب على الزعيم بمساندة الحزب الشيوعي ,.
وعلى هذا المنوال تم أبدال أكثر قادة الأجهزة الأمنية الحساسة للدولة بأشخاص آخرين فاعفي طه الشيخ احمد من ذوي الميول اليسارية من أدارة الاستخبارات العسكرية وأعطيت إلى محسن الرفيعي وأسندت أكثر قيادات الفرق والألوية الفعالة المحيطة بالعاصمة إلى ضباط يناؤون الزعيم ويريدون الإطاحة بة بأي فرصة ممكنة .
يتب،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،ع

////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سينجح الكابوي الأميركي في فنزويلا مثل العراق ؟
- من ينقذ المهن الصحية من سلطة الحرامية
- لقائي برئيس الوزراء الحالي .
- ما دوافع التحرك الأميركي الجديد في العراق ؟
- الرشوة والمؤسسة العسكرية العراقية .البداية والظهور والانتشار
- ميزانية الدولة والمتسلطين
- مابين الزعيم ستالين وصدام حسين
- بحلول عام 2024 سيكون اسم العراق ... المملكة العراقية
- شكرا للاحتباس الحراري
- من يستطيع المساس بدولة – ا لرهبر - الأميركي
- إبادة الثروة الوطنية لصالح الطبقات البلوتوقراطية
- كيف نصدر أيدلوجيا العصر البطولي المنقرضة إلى العالم التكنولو ...
- منصب الوزير القيادة والإدارة العليا للوزارة والمؤسسة
- كيف تحرر السلطة الجديدة مؤسسات الدولة من احتلال الأحزاب الدي ...
- من يوجه الصفعة الثانية لإيران ؟
- وستصلون إلى حكم الصبيان
- أميركا – إيران واحتمالات المواجهة - موازين القوى
- بعد 30 سنة على نهايتها - هل كانت الحرب العراقية - الإيرانية ...
- سلطة العبادي . مماطلة المتظاهرين حتى عاشوراء ..وظهور الشمر و ...
- الحلقة المفقودة في المظاهرات العراقية


المزيد.....




- السعودية.. الشرطة تتدخل لمنع شخص بسلاح أبيض من إيذاء نفسه في ...
- فيضان يجتاح مناطق واسعة في تكساس وسط توقعات بمزيد من الأمطار ...
- إدانات ألمانية وأوروبية بعد تعرض نائب برلماني للضرب
- مقتل مراهق بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوماً بسكين
- مجتمع الميم بالعراق يخسر آخر ملاذاته العلنية: مواقع التواصل ...
- هايتي.. فرار عدد من السجناء ومقتل 4 بأيدي الشرطة
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أحد حراس القنصل اليوناني أثناء مراس ...
- قتيلان في هجوم استهدف مرشحا لانتخابات محلية في المكسيك
- محلل سياسي مصري يعلن سقوط السردية الغربية حول الديمقراطية ال ...
- بيلاروس تتهم ليتوانيا بإعداد مسلحين للإطاحة بالحكومة في مينس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - كيف نجح انقلاب 8 شباط الغادر ؟ الجزء الأول