أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة قصيرة إلى البابا فرانسوا...














المزيد.....

رسالة قصيرة إلى البابا فرانسوا...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4462 - 2014 / 5 / 24 - 18:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكتب إليك شخصيا هذه الكلمات, لا لرجل دين. أو لمسؤول عن قسم كبير من مسيحيي هذا العالم المضطرب. إنما كرجل.. كإنسان منفتح على العالم, يحمل مسؤوليات ونظرات وتحليلات إنسانية, دنيوية, وحتى سياسية واسعة.. بالرغم من أنك لا تملك أية قوات أو جحافل أو حتى عدد بسيط من الكوماندوس أو الفدائيين الذين يفجرون أنفسهم من أجلك.. أو حتى لأبسط أو أصعب ما تؤمن وما تبشر... ولكنك تملك طاقة واسعة من الفكر والعقل والحكمة.. وخاصة الكلمة الملتزمة المسموعة في العالم... لذلك أتوجه إليك بكلماتي البسيطة.. علها تصل إليك مترجمة صحيحة.. دون أي تحريف.. مصطنع.. أو غيره من الأشكال التي تخصصت بعض الجهات الإعلامية الحربجية بتوجيهها, لأية جهة يرغب أسيادها ومموليها أن تشغل الغلابة والشعوب في العالم...
أنت منذ البارحة بالأراضي المقدسة... في فلسطين.. عبورا من المملكة الأردنية التي تحضن منذ سنة 1948 ملايين اللاجئين الفلسطينيين.. ومنذ ثلاثة سنين تقريبا, إثر إعلان الحرب على سوريا, مئات آلاف اللاجئين السوريين, الذين دفعتهم هذ الحرب الغاشمة إلى الأردن وتركيا ولبنان ومصر.. وإلى بعض المدن السورية نفسها التي نجت جزئيا وبعض الوقت من التفجيرات والقنص والتفجيرات والاغتصاب والموت الذي حملته جحافل من البرابرة الملتحاة المغبرة, والتي قررت أن تحمل كلام التفاهم مع بعض من شيوخها وتجار فتاويها والذين لا بد قد قدموا لك مساطر منتقاة من اللاجئين السوريين الذين سوف ترى علامات النكبة وآلام الهجرة على أجسادهم الفقيرة الجائعة.. وتحزن وتبكي على أطفالهم.. وهزل أطفالهم.. وأمراض أطفالهم الضائعين.. وسوف تسمع قصصا عن فتيات قصر دون العشرة من العمر, تباع لشيوخ سعوديين بحفنة من الدولارات القذرة.. ولكن.. ولكن لست أدري إن كنت تعلم يا سيادة المسؤول الروحي والسياسي.. أن نفس الأشخاص المسؤولين الذين يرعون ويديرون الاهتمام بهؤلاء اللاجئين.. ويديرون كل تعقيدات زيارتك وحمايتك.. سواء بالمملكة الأردنية أو على أرض فلسطين (حكومة ناتنياهو خاصة) هم كانوا جوهر التحريض ومخططه ومنفذه وقواعد تنفيذ نكبات هذه الهجرة السورية إلى الأردن وغيرها من دول الجوار والغدر والتحريض على قتل هذا الشعب السوري الذي يرونك بعضا من ضحاياه وأشلائه...
وآمل أنك بحكمتك ونظرتك السياسية الدقيقة الواسعة, لن تقع بأفخاخ الفبركات المصطنعة الكاذبة المثيرة.. ولقد سمعت العديد من تصريحاتك العديدة السابقة, ما يطمئن خاطري بهذا المضمار.. وسبق لي أن كتبت عنها على صفحات هذا الموقع.. شاكرا سعة نظرك وتحليلاتك عن سوريا وشعبها الحضاري الكبير.. ما يبتعد كثيرا عن طوابير الأبواق الإعلامية الغربية والغربية والتي عاشت وما زالت تعيش من نهش جسد ســوريا المنكوبة الجريحة.. والتي ما تزال واقفة معتزة صامدة... وكلي ثقة بأنك بما تبقى من زيارتك لهذه الأماكن المقدسة عالميا.. ومع لقاءاتك القليلة مع السلطات الإسرائيلية.. لن يحجب عنك ما يعانيه من تبقى من مسيحيي فلسطين من بعض العناصر اليمينية المتطرفة الإسرائيلية, والتي بدأ ــ رغم الضغوط والتهديدات ــ بعض بقي حرا نزيها نادرا من الإعلام الغربي.. يتحدث عنها بصوت مخنوق محجوب.. بكلمات مسروقة عابرة... ولا بد أن بعض المنظمات الدراسية المسؤولة المحيطة بك بالفاتيكان, والتي تملك عالميا أدق الوثائق, بأن المسيحيين الذين كان عددهم أكثر من 23% من سكان فلسطين عام 1948.. لا يتجاوز عددهم اليوم غير حوالي 2%... وأترك لك كل الحكم والتحليل والتقييم, لهذه الدولة التي تستضيفك والتي لم تنفذ أي قرار من قرارات الأمم المتحدة.. وما تفرضه من اضطهاد ومجازر تجاه الشعب الفلسطيني.. أو احتلال غير قانوني لأراضي جيرانها في لبنان وسوريا.. وإقامة مستوطنات كل يوم على أراض سلبتها قسرا واغتصابا.. ببركات الغرب وأمريكا... بالإضافة إلى استمرار فرض جبروتها واغتصابها وتآمرها ودس العديد من المؤامرات وخلق الفتن الطائفية, مساهمة بكل قوى عملائها ومخابراتها.. بأوسع مؤامرات الشرق الأوسط خلال العشر سنوات الأخيرة.. والتي سميت ــ ألف مرة خطأ ــ الربيع العربي... مؤامرات رهيبة لعبت وحركت غالب خيوط الفتنة والحرب الطائفية, والإعلام العالمي المضلل.. كــأشــنــع الأسلحة المدمرة الشاملة.. لتفجير شعوب المنطقة التي تــوجــد أنت في قلبها اليوم...
أعرف أنك رجل ســلام.. واؤمن أنك رجل حقيقة وفكر إنساني واع.. وسوف يسمعك ملايين وملايين من العالم.. لذلك آمل من خطابك.. وصراحتك المفتوحة مدرسة.. أن تتكلم.. عــل جــراح هذه المنطقة.. وهذه البلاد التي تتألم بهذا المشرق الحزين.. تبلسمهما نتائج كلماتك ووعيك وحكمتك وصراحتك... آملا ألا تضيع كلماتك بوادي الطرشان... وبــهــرجــات الإعلام العالمي المضلل... من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟...........
ولك احترامي.. أنا العلماني الملحد الراديكالي الأبدي......
بــــالانــــتـــــظـــــار...
للقارئات والقراء الأكارم.. طل مودتي ومحبتي وصداقتي ووفائي وولائي واحترامي... وأطيب تحية صادقة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موطني... عودة... عودة إلى الوطن الأم...
- عودة... وتفسير ضروري...
- سوا... تصريح شخصي...
- عرقلات مدسوسة... ودعاية سوا !!!...
- اعتراض إنساني.. وحقوقي...
- كلمة رثاء لمدينة حمص السورية
- الحرية والديمقراطية.. مصلوبة في سوريا...
- إحراج... وتساؤل؟؟؟!!!...
- كلمة قبل السفر.. عن كومبيوتري...
- يا صديقي الطيب...
- رسالة.. أو صرخة في وادي الطرشان...
- سوريا.. وأوكرانيا...
- أردوغان.. ولعبة الثلاث ورقات...
- جواب لكاتب ومفكر سياسي محترم
- الرهائن
- الجمعة العظيمة
- اهتمامات المندوب الفرنسي
- - كلمة حرة -
- مؤامرة؟؟؟... أية مؤامرة؟؟؟...
- دفاعا عن المرأة.. وعن الحوار... و كتاب.


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رسالة قصيرة إلى البابا فرانسوا...