أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جواب لكاتب ومفكر سياسي محترم















المزيد.....

جواب لكاتب ومفكر سياسي محترم


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4431 - 2014 / 4 / 22 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواب لكاتب ومفكر سياسي مـحـتـرم
رد للكاتب والمفكر السيد طيب تيزيني على مقاله المنشور على صدر صفحة الحوار صباح هذا اليوم بعنوان " أين مجلس الأمن والمحكمة الدولية "
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=411479

يا سيد تــيــزيــنــي
اؤكد لك بأنني لا أدافع.. ولن أدافع ولا أرضى ولا أقبل ما يحدث في السجون السورية... ولكنني لا أقبل أن تصمت عما يحدث ببقية السجون العربية من أصدقائك.. أو ما يفعله مقاتلو الطرف الآخر, حاملي السكاكين والأعلام السوداء على الأرض السورية, حارقي الأخضر واليابس والجوامع والمدارس والكنائس والأرواح البريئة ممن لا ينطوون تحت أعلامهم.. وحتى الكتب.. أو ما تكتب أنت بالذات.. لأن الفكر بما تبقى من أفكارهم.. زندقة أبدية ورجس من عمل الشيطان...
يا سيد تيزيني.. التزامك الجامد من ثلاثة سنوات وأكثر باتجاه واحد.. يبعد الفكر عن كل حقيقة حقيقية...
سبق وأرسلت هذه المقدمة تعليقا بسيطا على مقالك هذا الصباح.. علما أنني غير ملتزم بالتعليقات وإشكالاتها.. ولكنني أعرف أنك من نخبة الأنتليجنسيا العربية.. متابعا كتاباتك على صفحات هذا الموقع وغيره باهتمام .. لأنني أتابع وأهتم باستمرار بالرأي الآخـر.. بالآراء الأخرى.. حتى أتعرف على كل الأفكار وأفهم أبعاد المشكلة السورية.. أو مشكلة ســوريا اليوم التي غادرتها نهائيا منذ أكثر من نصف قرن.. والتي صمت الفكر الحر الواضح فيها.. مما قبل مغادرتي لها بسنين مريرة طويلة.. وصمت الفكر فيها.. وأشعر وأرى وأقرأ وأحاول بعض المعرفة.. ولكنني أشعر أن الفكر الــحــر الملتزم ما زال غائبا.. وأحيانا غـائـبـا كليا.. فأنت مع النظام.. أو ضد النظام.. مع المعارضة أو ضد المعارضة... ولا مجال لأي فكر آخر.. ولا لأية فسحة حيادية منطقية حرة.. تستطيع تحليل الخطأ والسلبيات أو بعض الإيجابيات النادرة.. لدى كل من الأطراف التي تختلف أما في الصالونات الباريسية والاسطنبولية.. أو بالسكاكين والصواريخ والقتل والمذابح الجماعية.. حتى ضاع هذا البلد الرائع التاريخي العظيم الذي خلق أولى الأبجديات وأولى الحضارات وأعمقها.. قبل ابتداع جميع الأديان... حيث تحترق أرضها وتتفجر اليوم.. باسم نفس الأديان.. أو أحدها الذي لم يعد يقبل الآخر.. بأي شكل من الأشكال.. حتى أصبح أخطر سلاح دمار شامل... ســخرته القوى التي تدير العالم اليوم.. ضــدنــا... وغرقنا بهذه المؤامرة العالمية.. والتي لا أجد لها أي اسم آخر.. التي أحرقتنا ولا تزال تحرقنا وتقتلنا جماعيا.. كما حرقت العراق وليبيا والسودان ولبنان ومصر واليمن..وغيرها وغيرها من بلاد العرب والإسلام.. وسوف تتابع الحرق الجهنمي الأرضي.. على حسابنا.. ونحن الذين ندفع ثمن تقتيل بعضنا البعض يا سد تيزيني.. لأنهم قرروا عنا بأن نكون مــع أو ضــد. ولا شيء آخر. وفقدنا حق الاختيار أو الحياد وبعد النظر والتحليل. لأنهم هكذا قرروا عنا.. ألا نملك قوة الفكر ولا حتى إمكانية صناعة قلم رصاص... ولكننا برعنا بالفتاوي التي تثبت الحقد والتمييز الإثني وكره الآخر وتكفيره.. وقتلنا كل فكر وإبداع وخلق وجمال... وبقينا بعد اجتياز خمسة عشر قرن.. جامدين في صحار من التمزق والجهل والعودة لشرائع غيربشرية.. وغير إنسانية كليا.. تخالف كل حضارة وإنسانية وعلم وحريات طبيعية ضرورية... كل هذا تحت عناوين " حرية " ديمقراطية " والتي أصبحت : "تــكــبــيــر" ولا شيء آخر... سببت ملايين القتلى والضحايا والمهجرين... وبلادا ممزقة.. لا أمن فيها ولا أمن... ولا أي أمل بأية حرية.. أو ما يشابه......
وأنت تحدثنا عن السجون السورية.. ومحكمة الأمن الجنائية.. لماذا لا تطالب بإحالة من سحلوا ونهشوا القلوب وفجروا الجوامع والكنائس والمدن وفككوا كل اقتصاد البلد ونهبوا المصانع وسبوها.. وحرموا السوريين حتى من قوتهم اليومي والأوكسيجين والحريات وإمكانية التنقل من أية قرية إلى أية مدينة.. وحللوا المذابح الجماعية.. ونهبوا وفجروا مدينة معلولا وكنائسها الأثرية التي كان يزورها كل سنة ملايين البشر من العالم كله... لماذا هذا الدفاع عما يجري في السجون السورية.. وإهمال ما يجري في السجون التركية أو الأمريكية أو السعودية ومخابئ التعذيب في الأردن أو تركيا, وحيث توجد مراكز لتدريب المقاتلين الإسلاميين الآتين من عشرات البلاد لتدريبهم وإرسالهم إلى سوريا وتفجير مدنها الآمنة بالصواريخ أو السيارات المفخخة...
يا سيد تيزيني.. إني أحترم كتابتك وأفكارك.. ولكنني آمل منك وأنت ــ عادة ــ المفكر العاقل المتزن.. أن تفهم ما يحدث هذا اليوم حقيقة على الأرض السورية من قتل وتفجير وتهجير وموت وخراب.. خراب بحاجة إلى عشرات السنين أو أكثر لإعادة إعماره وإصلاحه... أن تنظر بعين الحكيم الحيادي لهذا الطرف أو الآخر من المشكلة... علنا نستطيع إعادة من تبقى من المواطنين السوريين العقلاء إلى طاولة حوار سوري ــ سوري معقول... وإيجاد حلول توقف رغبة سفك الدماء من جميع الأطراف, والتي لا نرى اليوم, متى سوف تنتهي... هذا ما أنتظره من هذه الأنتليجنسيا العربية أو السورية التي صمتت أكثر من خمسين سنة.. وغابت عن ساحة الفكر والنقد.. قــسرا أو اختيارا.. من أجل لقمة العيش.. أو ارتقاء لمنصب.. أو من اختاروا المعارضة منذ ثلاثة أو أربعة سنين.. انسياقا مع قوافل الانشقاق.. منذ أولى الرصاصات أو الهتافات المحضرة...
اليوم.. يبقى من يرغب موت البلد نهائيا وأبدا.. والمشاركة بتجارة عودة البناء.. أو من يرغب بناء وطن جديد مبني على الأمل وحق المواطنة للجميع.. في بلد موحد جديد بحاجة إلى تشريعات وحريات جديدة... وديمومة حق الفكر والتقدير والاختيار...
آمل منك يا سيد تيزيني أن تشارك ببناء هذا الفكر الجديد, الذي يربأ عن العنف الذي اعتدنا عليه خلال السنوات المريرة الأخيرة.. لنبني الوطن الجديد.. بعيدا عن جميع الذين سببوا نــكــبــاتــه... من أي طــرف كــانــوا.
ولا بد أنك لا تجهل على الاطلاق, من يسيطر اليوم بعالمنا المضطرب, على مجلس الأمن, والمحكمة الجنائية الدولية, وحتى على الجامعة العربية.. والتي لم يعد لها أي فعل أو اسم أو قرار عربي.. إذ أنها تخلت عن أول دولة من مؤسسيها... الدولة السورية... لأنه هكذا شـــاءت أمريــكــا.. يعني هكذا شــاءت دولة إسرائيل, والتي نسينا خلال هذه السنوات الأخيرة.. أنها ما زالت تتوسع وتتوسع.. وتبيعنا وتشترينا.. على حساب جهلنا وجهالتنا وخلافاتنا الطائفية الغبية...
ولك مني يا سيد طيب تيزيني.. كل مودتي واحترامي...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرهائن
- الجمعة العظيمة
- اهتمامات المندوب الفرنسي
- - كلمة حرة -
- مؤامرة؟؟؟... أية مؤامرة؟؟؟...
- دفاعا عن المرأة.. وعن الحوار... و كتاب.
- رسالة بسيطة إلى السيد سامي الذيب
- دفاعا عن مدينة كسب (السورية) في مدينة ليون (الفرنسية)
- أغنية تحيا سوريا رسالة حب
- بذكرى محمد الماغوط
- كلمات تأييد إلى السيدة نانا جاورجيوس
- مقال...و تعليق...
- كلمات إضافية إلى السيد محمد حسين يونس
- وعن القمة العربية في الكويت...
- عودة إلى سوريا... وإلى أديب سوري.
- فورد.. روبينشتاين.. وكرامة العرب المفقودة...
- رد واقعي حزين
- إني أصوت للرئيس بوتين...
- خواطر... عن سهرة سورية بفرنسا...
- والذي ينطق بالحقيقة.. يعدم!!!...


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - جواب لكاتب ومفكر سياسي محترم