فورد.. روبينشتاين.. وكرامة العرب المفقودة...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

فــورد.. روبينشتاين.. وكرامة العرب المفقودة...
صرح السيد روبرت فورد ,Robert FORD السفير الأمريكي السابق في دمشق, المقال أو المستقيل, في معهد Woodrow Wilson الأمريكي, أن الرئيس بشار الأسد باق.. وأن الأزمة السورية سوف تطول.. وجبهات القتال سوف تتوسع.. وأن المعارضة السورية تتخبط بخلافاتها, وخاصة بعلاقاتها مع المنظمات الإسلامية المتشددة...
يتغافل السيد فورد أنه كان الاستراتيجي الأول, خلال السنوات الماضية, والمعلم الموجه لكل منظمات المعارضة, بتفرعاتها الهيتروكليتية المختلفة.. يعني أن السيد فـورد كان واجهة فشل السياسة الأمريكية في سوريا, والتي ما زالت متعنتة ومثابرة على متابعة هذه السياسة, رغم انشغالها بالأزمة الأوكرانية مع روسيا.. أزمة لا بد هي طريقة امتداد وخــز الخاصرة.. حتى تضعف الدعم الروسي الذي لم يتخاذل حتى الآن للسلطة السورية.
ومن ديمومة مظاهر هذه السياسة الخارجية الأمريكية المنفخية الفاجرة, والتي بدأت تفضحها وتنتقدها علنا بعض كبرى الصحف الأمريكية, هو إرسال السيد دانييل روبنشتاين Daniel RUBINSTEIN كمسؤول عن الملف السوري ومتابعة الاتصالات مع المعارضة السورية السياسية والمقاتلة ضمن المناطق السورية المختلفة.. نظرا لدعم السياسة الأمريكية المفتوح لجميع التنظيمات الإسلامية المقاتلة على الأرض السورية.. رغم إعلان بعضها منظمات إرهابية من المؤسسة الأممية.. وحتى من الولايات المتحدة الأمريكية, والتي تتابع تنشيط وتدريب هذه المنظمات عبر الحكومات الأردنية والتركية, وتمويلها من صناديق الدول العربانية الخليجية.. وأهمها المملكة الوهابية وأمارة قطر... رغم بعض ضمور التمويل وإضعافه كميا بالآونة الأخيرة.. مما أدى إلى اضطراب ظاهر على الأرض بين صفوف المقاتلين المختلفة, وتفاقم الخلافات بين مختلف الفرق على اقتسام ملايين التمويل.
***********
من منتصف القرن الماضي والسياسة الأمريكية الملتزمة لحما ودما وعظما بالسياسة والأجندات العالمية الصهيونية, تتاجر بنا.. يعني بالعرب, كل العرب.. وتفتت بلادنا وتفجر أماننا وحكوماتنا وتلعب بنا كالكراكوزات الخشبية.. وملوكنا وأمراؤنا وحكامنا (قشة لفة) بلا أي استثناء, يرتمون ــ غباء أو خيانة ــ بأحضان أمريكا.. بائعين شعوبهم ومصير شعوبهم وخيرات بلادهم ومستقبل أجيالهم القادمة بأحضان هذه السياسة التي أدت باستمرار إلى ضياعنا وانحدارنا, وضياع كل آمالنا بأي تطور حضاري أو سياسي أو ثقافي أو اجتماعي... وما زلنا نصرخ ونحلم.. أمريكا.. أمريكا... أو لم تلاحظوا أن أبناء جميع الحكام والأمراء والملوك.. يعيشون بأمريكا التي تربيهم وتدربهم على متابعة الخيانة كآبائهم...أجيال خيانة ربتها أمريكا ورعتها, ودللتها, حتى تبقى وفية لسياساتها بنهبنا وسلبنا الطويلة الأمد...
إذن لا تستغربوا سياسة الاحتقار التي تتعامل بها أمريكا ببيعنا كعبيد لها, ولا تحسب لنا أي حساب. لأنها تعرف كيف تحركنا كالكراكوزات, لنقتل بعضنا البعض, كلما برزت لدينا فكرة تحرر أو تخلص من سيطرتها وبيعها لنا على حساب مصالحها, والتي تبقى أولى أولوياتها مصلحة وتوسع دولة إسرائيل!!!..........
ماذا نأمل إذن؟.. إذا كان السيد روبينشتاين هو المسؤول عن الملف السوري, ومتابعة القتل والتقتيل في سوريا ولبنان وغيرها من المناطق الساخنة العربية, حيث تستعمل الخلافات الطائفية والمذهبية والإثنية كسلاح دمار شامل.. والتي تبقى السلاح المفضل لدى الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها المدللة إسرائيل, لإثبات ديمومة غبائنا...
لمتى ســوف تدوم هذه السياسة التي تمزق حياتنا وكل محاولاتنا المخنوقة للوصول لحياة أفضل.. والبحث عن بوادر طبيعية للحريات الإنسانية والديمقراطية.. وما تحلم بـه كل الشعوب (المتحضرة) من سعادة.. وتطور أيجابي.... لست أدري... لست أدري...
**************
على الهامش :
مما يعزيني من خلال مجمل الأخبار المحيطة بمنطقة الشرق الأوسط والعالم... أن هناك زعيم ورئيس دولة يقول اليوم لا للولايات المتحدة الأمريكية والغرب.. هو الرئيس فلاديمير بوتين, الذي وقع قرار طلب عودة منطقة القرم La Crimée إلى الوطن روسـيـا الأم.. رغم الاعتراضات والمنفخات والتهديدات الغربية, والتي وقف هذا الزعيم الحقيقي ببهاء وعزة وكرامة بوجهها, غير آبــه, حتى يحافظ على مصالح وكرامة بلده...
آه لو اتحد العرب (الأذكياء) وأصحاب الثروات البترولية.. معا.. ليحافظوا على كرامة شعوبهم ومصالحها... لما فقدنا فلسطين.. والجولان واسكنرون.. والعديد من أراضينا, وكرامتنا... من القرن الماضي... حتى هذه الساعة...
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي... وأصدق وأطيب تحية مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل