أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الراهبات.. والرهبان.. وجبهة النصرة...















المزيد.....

الراهبات.. والرهبان.. وجبهة النصرة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4390 - 2014 / 3 / 11 - 12:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تسرني مناظر إطلاق سـراح الراهبات على الحدود اللبنانية, بواسطة رئيس الأمن اللبناني ورئيس المخابرات القطرية ورئيس المخابرات السورية.. مع جبهة النصرة. بالرغم من أنني ضد احتجاز أي إنسان وكبت حريته... وسررت ــ إنسانيا ــ لأنهن سوف تعدن إلى دير معلولا التاريخي.. أو ما تبقى منه.. بعد تفجير الكنائس المسيحية بهذه المدينة التاريخية القديمة, والتي كان يزورها الملايين من سـواح العالم.. حيث ما زال سكانها قبل تهجيرهم أو قتلهم من قبل غزاة جبهة النصرة.. ومن تبقى منهم يتكلمون لغة المسيح...
لم تسرني المفاوضة مع جبهة النصرة الإرهابية. لم يسرني التفاوض معها وقبول شروطها.. وماذا يضمن لنا أنهم في الأيام القادمة سوف لا يخطفون عشرين قسا وخمسين راهبة... وبهذا تستمر فوضى الإرهاب وهيمنتها وسيطرتها بالخوف والإجرام والقتل والإرهاب والترويع.. وقطع الرؤوس والأيدي.. حسب تطبيقاتهم وتفسيراتهم للشريعة الإسلامية... وديمومة التبادل معهم واستمرار وجود كيانهم على الأرض السورية.. كــأمــر واقـعـي طـبـيـعـي بالحلول المستقبلة لهذا الوطن المنكوب المأساوي الحزين... حيث لم يعد المراقبون والمحللون المحترفون يهتمون بأعداد الموتى والمشردين يوميا بمختلف المناطق التي تجتازها هذه الفرق التي تدعى إســلامية... بالإضافة أن وسائل الإعلام قدمت هذه المفاوضة.. كأنها بين دولة ودولة... مسؤولو ثلاثة دول يتفاوضون مع منظمة إرهابية, مؤلفة من تشكيلات إسلامية قاعدية مختلفة الجنسيات.. هيتروكليتية التركيب والـتأليف والتنظيم والمبدأ, خلافا لجميع أنظمة وقوانين الأمم المتحدة أو جمعيات حقوق الإنسان التي لم تسطر كلمة إدانة جدية واحدة, لعملية الخطف المشين هذه... دون أن ننسى أنه لا خبر حتى هذه اللحظة عن المطرانين المخطوفين من السنة الماضية, يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي, وفيما إذا كانا على قيد الحياة أم لا... وغياب الإدانات الغربية الواضحة بلا زيف ولا دجل عن هذا الخطف الإجرامي... وحتى الدولة العظمى التي تحرك كل مؤامرات الشرق الأوسط.. والتي كتب على عملتها الدولار : In God We Trustبالله نحن نؤمن.. لم تــدن هذه الدولة العظمى أيا من مئات عمليات الخطف والقتل ضد المسيحيين سواء بالعراق أو في سوريا.. وهي التي تعتبر نفسها أم الإيمان بالله... دون أن ننسى أبدا بأن هذه الدولة تبقى السبب والمسبب لجميع مصائبنا من القرن الماضي حتى هذه الساعة... وهمها الأول إضعافنا وتهجيرنا وتفجير أمننا وأماننا.. لمصلحة دولة إسرائيل ورعاية توسعها وسيطرتها على المنطقة.
وما هي هذه اللعبة التي تلعبها من جديد دولة قطر؟؟؟... وهل تلعب لصالح الدولة السورية.. أم دعما ودفشا لمصالح جبهة النصرة, ومحاولة تنصيبها بالدور الأول والسيادة والخلافة لجبهة النصرة.. ضد منافسيها من بقية الفرق المعارضة للنظام السوري؟؟؟... وكيف نثق بهذه الأمارة التي لعبت أخبث الأدوار خلال السنوات الثلاثة الماضية ضد النظام السوري والشعب السوري... وما زالت أموالها البترولية والغازية العفنة تتدفق بغزارة ودون انقطاع, على جميع الفرق الإسلامية المقاتلة على الأرض السورية.. وعلى أي مقدار من المكاسب قد حصلت لجبهة النصرة.. وما عدد الأسيرات والأسرى الذين أطلق سراحهم, بديلا عن الراهبات العشر الأسيرات؟؟؟... حتى سمعنا وشاهدنا المحاربين المسلحين من جبهة النصرة, يصرخون بهتافات الله أكبر, كعلامة لانتصارهم أثناء تبادل الأسرى...
صحيح وأكيد أنني لا اعترض على إطلاق سراح الراهبات.. ولا أعترض على إطلاق سراح أية أسيرة أو أسير مخطوف بــريء...ومهما كانت اتجاهاته الفكرية أو السياسية.. ولكنني لا أوافق أن تجلس الدولة السورية على أية طاولة تفاوض ولو بأشكال غير مباشرة.. مع أية فرقة إرهابية تكفيرية, ترفع أعلام الحقد والحرب الطائفية... وتصرخ الله أكبر كلما ذبحت أسيرا أو قتلت مخطوفا بلا سبب.. لأنــه الأخر.. لأنه الكافر الآخر!!!...
بالتفاوض مع جبهة النصرة.. ثبتت السلطة السورية بشكل رسمي قاطع وجود جبهة النصرة, كطرف ثابت معترف بــه بأية مفاوضات ــ أشــك بوقوعها بأية فترة قريبة أو متوسطة قادمة ــ كأنما هي تعترف بسلطة ووجود هذا الطرف.. يعني تقسيم جيوسياسي إثني طائفي محتوم... ووخزة بخاطري مثلما خسرنا الجولان وتنازلنا عنه.. رغم التطبيل والتزمير في الستينات أننا ربحنا ــ يا لجرحي وألمي ــ أعظم المعارك...
أو ليس اليوم ما يحدث في بلدي, بوجود كل هذه الجحافل الإسلامية على أرض سوريا, وما تفجر من فظائع وموت ودمار... خسائر وخسائر.. تتلوها خسائر.. رغم كل التطبيل والتزمير وخطابات وزير الإعلام السوري العنترية الرامبوية.. وطالما يوجد على الأرض السورية مقاتل أجنبي إرهابي واحد.. لا يمكنني أن أقبل أي خطاب انتصار خنفشاري... كما لا أقبل موت جندي شــاب سوري واحد... رافضا كل الأسباب التي آلــت إلى هذه التطورات السلبية التي تتوالى على هذا البلد المنكوب من تفجيرات وصواريخ محمولة وموت وموات وتهجير وقطع رقاب...
صحيح أن مئات المؤامرات والخطط الجهنمية قد حيكت من عشرات السنين لتفتيت هذا البلد وتقويضه.. ولكن مهمة الدولة.. أية دولة حكيمة أن تحمي شعبها وكيانها.. ضد الأخطار المرتقبة.. ولكن حكامنا وحكوماتنا المتوالية, منذ استقلال البلد, وخاصة خلال الخمسين سنة الماضية.. والحزب الواحد الوحيد الذي ســرطن الحياة العامة وكل قواعد بناء الدولة.. لم يسع على الإطلاق لبناء ركائز دولة حرة مستقلة.. تؤمن الحريات والديمقراطية الحقيقية وحمايته من الأخطار النائمة المرتقبة المحضرة.. بل بنى مؤسسات عائلية عشائرية رأسمالية, ولم يع للأخطار التي تتسلل إليه, كتلا وفرقا وجحافل إسلامية إرهابية تخطيطية, إثر كتل إسلامية مفجرة... حتى أن بعض قادته هم من حفروا لهذه الجحافل كل الممرات والمزاريب والخنادق الضرورية لتسللها... لقاء أكياس من الدولارات المسمومة... حتى أصبح الفساد وبيع الوطن والخيانة أفضل التجارات في صفوف قياداته...وما رأينا من خدام وحجاب والأحمر وغيرهم وغيرهم من أسود وأعتم الأمثال السياسية التي نخرت قواعد هذا الحكم منذ سنوات مريرة طويلة... ولولا الشعب السوري وجيش هذا الوطن, لانهارت هذه السلطة من أول أيام الأحداث والخيانات المتواصلة... وإن بقيت قواعد هذه الدولة قائمة, وبعد ثلاثة سنوات من الهزات والمؤامرات العالمية ضد ســوريا وشعبها... ما تزال الدولة قائمة.. بفضل هذا الجيش.. وخاصة المجندين من شبابه الذين يؤدون خدمتهم العسكرية.. والذين هم بما وهبوا من إخلاص ووفاء لهذا الوطن.. ووفاء لشعبهم وأهلهم.. وليس لحكام البلد.. وليس لشعارات الهتاف والولاء العتيقة الملتزمة... تبقى حتى اليوم سلطة الدولة قائمة... هذه السلطة التي يحزنني اليوم أن تتفاوض مع جبهة النصرة.. مهما كانت الأسباب.. إنــســانــيــة!!!...
**********
على الهامش
هذا البلد... هذا البلد الذي يكمن بدمي ويهيمن دوما على كل مشاعري, رغم أنني لم أحمل من سلطاته أطيب الذكريات, حين غادرته من سنين طويلة... كم أحترق حين أتذكر كيف كان.. وكيف أصبح. خراب وحزن كامل... دولة مستقلة كاملة موجودة.. تتفاوض مع جبهة النصرة.. وغدا سوف تتفاوض مع من؟؟؟... يا للخزي والأسى... يا للخزي والحزن والعار والألم... وكل الأســى!!!.....
بـــالانـــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.........
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعن داعش.. والجزية في سوريا.. وهامش آخر )Bis(
- داعش.. والجزية في سوريا.. وعلى الهامش...
- عودة إلى.. برنار هنري ليفي, لوران فابيوس وشركاهم
- طوبى لمن يبحث عن الحقيقة...
- محاولة تفسير.. لأصدقائي الغاضبين...
- السيدان أحمد الجربا وأردوغان
- كلمة لصديقي جاد بوز...
- كيري.. يقرع طبول الحرب من جديد...
- شمعة ضوء.. تنطفئ في بيروت...
- رسالة قصيرة إلى أميرة حضارية
- رد للسيد برهان غليون
- بطاقة معايدةSaint Valentin
- صديقتي الغاضبة نسرين
- الهولوكوست السوري
- الحوار مشفر
- مدينة عدرا العمالية... تحييكم من سوريا...
- الربيع العربي.. يحييكم من لبنان...
- سيداتي.. سادتي...
- ورقة بيضاء
- أمريكا تفجر جنيف2


المزيد.....




- مصادر توضح لـCNN تفاصيل مقترح -حماس- بشأن اتفاق وقف إطلاق ال ...
- داخلية الكويت تعتقل مقيما من الجنسية المصرية وتُمهد لإبعاده. ...
- معركة -خليج الخنازير-.. -شكرا على الغزو-!
- الحرب في غزة| قصف متواصل على القطاع واقتحامات في الضفة وترقّ ...
- فيديو فاضح لمغربية وسعودي يثير الغضب في المملكة.. والأمن يتد ...
- -إجا يكحلها عماها-.. بايدن يشيد بدولة غير موجودة لدعمها أوك ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق في غزة (فيديو+صور) ...
- بقيمة 12 مليون دولار.. كوريا الجنوبية تعتزم تقديم مساعدات إن ...
- اكتشفوا مسار الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 عبر ربوع الم ...
- ترامب يواجه محاكمة جنائية للمرة الأولى في التاريخ لرئيس أمير ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - الراهبات.. والرهبان.. وجبهة النصرة...