أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - خواطر... عن سهرة سورية بفرنسا...














المزيد.....

خواطر... عن سهرة سورية بفرنسا...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4397 - 2014 / 3 / 18 - 15:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جمع طبيب سوري معروف بمدينتنا الفرنسية, عددا من الأطباء والجامعيين والتجار وبعض اللاجئين السوريين.. من مختلف الاتجاهات الفكرية.. من المتطرف الراديكالي الهائج, حتى المفكر الحيادي المتزن, والداعي إلى سلام معقول طويل الأمد.
لفت نظري من بين هذه المجموعة, ضيف ستين العمر, طبيب صرح أنه أيام دراسته الاجتماعية كان متأرجحا فكريا ما بين أفكار الحزب السوري القومي الاجتماعي والماركسية اللينينية (يا للتناقض الرهيب).. والآن تاب لربه وأدى فريضتي حــج... وهو الآن حيادي تجاه السلطة السورية الحالية.. مع بعض الميل إلى المعارضة الإسلامية (المعتدلة)...وأنه لدى عودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية (التجارية خاصة) سوف يختار ويصوت لحكومة إسلامية.. تطبق الشريعة الإسلامية, كمرجع للحكم والقانون... وحين سألته ما السبب بهذا التحديد.. أجابني : لأننا الأكثرية الساحقة (يعني المسلمين السنة).. ونحن حسب قول الله : أفضل أمة عنده!!!...
لم أدر ماذا أصابني.. وعجزت عن إجابة هذا الطبيب الجامعي المخضرم, والذي لــجــا إلى الغرب بهذه المحنة السورية.. ولكنني بعد تريث قلت له هل تسمح يا صديقي أن نرحل بسفرة خيالية إلى مكانين مقدسين بالمشرق... تعال نزور الجامع الأقصى بالقدس.. حيث يغص بآلاف المصلين... كم واحد منهم تقي ناسك مسلم كامل.. نقي من أية خطيئة.. مفضل عند الله؟؟؟... لنتركهم ولنتابع مسيرتنا إلى دمشق.. للجامع الأموي.. الجامع يغص بآلاف المصلين... نفس السؤال.. هل كلهم.. بلا خطيئة.. أتقياء.. نساك.. كاملون.. مفضلون عند إله الكون؟؟؟...
نظر لي هذا الطبيب الملتزم (حديثا) للإسلام السياسي الجديد.. قائلا يا سيد صــابــور.. أنذرني مضيفنا الكريم أنك علماني وملحد ومولود من طائفة غير الإسلام.. لذلك تقديراتك وأحكامك خاطئة.. ولا يمكنك أن تفهم فكري أو أفكار من أنتمي إليهم... ولما أردت التعمق بالنقاش, وبكل أدب وتهذيب.. تدخل أحد أصدقائنا التجار الدمشقيين البراغماتيين الماكيافيلليين, وجرنا لحديث يدور عن التسابق الذوقي ما بين المطبخ الدمشقي والمطبخ الحلبي.. وتسابق سمعتيهما في أمريكا وكندا وسائر بلدان العالم. حيث تفاقمت هجرات أصحاب المليارات المنتفخين السوريين, خلال هذه السنوات الثلاث من الأزمة السورية... وحين هدأ جو النقاش الأول ما بيني وبين الطبيب.. ســاد الكلام (التجاري) وبعد أخبار معركة يبرود واستيلاء الجيش السوري على هذه المدينة بكاملها... حيث كانت محطة تلفزيون لبنانية, تنقل آخر الأخبار, بنفس الوقت مع أحاديثنا المختلفة (عادة صالونية مشرقية)... انتقل الحديث عن الإمكانيات التجارية والرأسمالية للعودة إلى سوريا في الأشهر والسنوات القادمة والعمل باقتصادها المستقبلي الإعماري.. وصار كل واحد منهم يحصي ويقيم إمكانياته الملكية وثروته المتبقية في سوريا...
**************
هكذا كان حديثنا.. وهذا كان هــم الشباب.. وما يشغل فكرهم اليوم , المكاسب أو احتمالات الخسائر الرأسمالية الشخصية.. فقط لا غير.. أما كل الخطابات والمنفخات القومية أو الطائفية الدونكيشوتية الخطابية التي دارت في السهرة.. كانت نفاقا ودجلا لإملاء فراغات السهرة, أقل بكثير من اهتماماتهم بالأكلات السورية التي ملأت مائدة مضيفنا السخية, دون أن يتذكر أحد من الآكلين الملتهمين لحظة واحدة ما يصيب ملايين المحرومين الجائعين من أبناء شعبنا وعائلاتهم...
لهذا السبب مما دفعني للتساؤل.. إذا كانت نخبة أنتليجنسيا سورية من هذا الطراز المصغر الموجود بهذه السهرة.. يفكر ويتصرف بهذا الشكل.. وحتى في سهرة بمكان هادئ ببلد أوروبي هادئ أمين.. كيف يفكر الملايين من المشردين الجياع تحت الخيم.. أو حتى بلا خيم.. وكيف نستطيع أن نخرج بلدنا من هذه الأزمة الحربجية المخربة الهدامة الرهيبة.. وهل يمكننا إعادة بناء وطن ديمقراطي علماني حقيقي.. كما يحلم أي ســوري وطني حقيقي.. أو من تبقى منهم في ســوريـا أو في أي مكان من العالم... ولا حاجة للتذكير أن عدد السوريين أو من أصل ســوري في كافة أقطار المعمورة.. يفوق عددهم السكان الموجودين داخل ســوريـا...ولكنني رغم الصعوبات والمستحيلات الاجتماعية والفكرية والجيناتية, وما ننقل من سلبيات عاداتنا وتقاليدنا أينما رحلنا.. أريد أن أحلم بوطن مستقبلي جديد, خــال من الرواسب والموروثات الطائفية السلبية, والمنفخات التاريخية العنترية الفارغة. أن نبني وطنا حديثا آمنا لجميع السوريين.. وأن نبني مــعــا دولة نفتخر بحـمـل علمها واسمها أينما كنا.. لا وطــن للتجار والمتاجرين.. ولا لعائلات حاكمة أبدية دون أخرى.. وطن ســوري لجميع السوريين, بلا أية تفرقة أو تمييز, بظل قوانين إيجابية واضحة صريحة تحمي المواطنين السوريين جميعهم, موزعة الحقوق والواجبات على الجميع, بلا شعرة واحدة من أي تمييز عرقي أو طائفي.
أعرف أن هذا الوطن, وبعد هذه السنوات الصعبة التي مرت على البلد, ولا نعرف أيضا متى سوف تنتهي.. أعرف أن هذا الأمل أفلاطوني التحقيق.. ولكنني بلا هذا الحلم الوحيد.. لا ولن يتبقى لي أي شــيء من إنسانيتي.. وفكري.. وإيماني... وبلا هذا الحلم تصبح الحياة يباسا أبديا...
بـــالانــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والذي ينطق بالحقيقة.. يعدم!!!...
- الراهبات.. والرهبان.. وجبهة النصرة...
- وعن داعش.. والجزية في سوريا.. وهامش آخر )Bis(
- داعش.. والجزية في سوريا.. وعلى الهامش...
- عودة إلى.. برنار هنري ليفي, لوران فابيوس وشركاهم
- طوبى لمن يبحث عن الحقيقة...
- محاولة تفسير.. لأصدقائي الغاضبين...
- السيدان أحمد الجربا وأردوغان
- كلمة لصديقي جاد بوز...
- كيري.. يقرع طبول الحرب من جديد...
- شمعة ضوء.. تنطفئ في بيروت...
- رسالة قصيرة إلى أميرة حضارية
- رد للسيد برهان غليون
- بطاقة معايدةSaint Valentin
- صديقتي الغاضبة نسرين
- الهولوكوست السوري
- الحوار مشفر
- مدينة عدرا العمالية... تحييكم من سوريا...
- الربيع العربي.. يحييكم من لبنان...
- سيداتي.. سادتي...


المزيد.....




- أطول وأصغر كلب في العالم يجتمعان معًا.. شاهد الفارق بينهما
- -وحوش لطيفة-..صور درامية لأشبال فهود بوجوه ملطّخة بالدماء
- إدارة -تسلا- تبحث عن بديل لإيلون ماسك بالشركة.. مستثمر بارز ...
- أوكرانيا والولايات المتحدة تبرمان صفقة المعادن النادرة
- فرنسا تتهم الاستخبارات الروسية بشن هجمات سيبرانية متكررة منذ ...
- غالبية الألمان قلقون خائفون من اندلاع حرب عالمية ثالثة
- مقتل شخصين وإصابة 5 آخرين في حريق بمنشأة صناعية بطشقند (فيدي ...
- إيطاليا وقبرص وفرنسا وكرواتيا ترسل طائرات إطفاء إلى إسرائيل ...
- في بيان مشترك.. هذا ما تم الاتفاق عليه بين لبنان والإمارات
- بوليانسكي: مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا قد تعقد قريبا جدا إذا ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - خواطر... عن سهرة سورية بفرنسا...