أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى سوريا... وإلى أديب سوري.














المزيد.....

عودة إلى سوريا... وإلى أديب سوري.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4403 - 2014 / 3 / 24 - 18:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عـودة إلى ســـوريــا.. وإلى أديب سوري
"أخشى أن العالم لم يعد في حاجة إلى الشعر. إنه في حاجة إلى قنابل جديدة، وقاذفات جديدة، وبرامج موت جديدة: إنه في حاجة إلى ما يعينه على برمجة كابوسه وتسريع رحلته الحزينة إلى الموت.
أخشى أن تكون الحياة قد كفّت نهائياً عن تزويد الشعراء بنعمة الأحلام!.. الطغاةُ، مهندسو الجنون، صانعو السلاح (صانعوا الموت).. وحدهم الذين ما زالوا يتمتعون بهذه النعمة الرجيمة، وحدهم يقودون جنازة الحياة.
أخشى أن الشاعر بات من جملة الكائنات التي تنقرض: ينقرض الغزال والشاعر وحجل الجبال. ينقرض ضمير الجمال، وتتحول الحياة إلى هاويةِ لعنة.. ومسرحٍ مكرّس لإعادة إنتاج الكابوس.
أخشى على الأمل."
(نـزيـه أبـو عــفــش)
هذه هي الكلمة التي وجدتها على صفحة صديقة لي من مدينة اللاذقية, الدكتورة ربــا صــالح والتي تعرفت عليها هنا في مدينة ليون, حيث تابعت اختصاصها لمدة خمسة سنوات.. كلمات واقعية جريحة نقلتها من الأدبي الرائع نـزيـه أبـو عــفــش, المولود في مدينة مـرمـريـتـا السورية الرائعة سنة 1946.
***********
كم تأسفت لأنني لم أعرف هذا الأديب الرائع.. رغم تواصلي مع العديد من الكتاب والشعراء والمعلقين الذين يكتبون بالعربية أو غيرها, من مختلف البلدان.. قد يكون الابتعاد أو الاهتمام المتواصل بما يحدث في فرنسا من اهتمامات سياسية أو اجتماعية.. ولكنني آسـف لأنني لم أتثقف كفاية من كتابات هذا الإنسان السوري الذي يصور حالتنا السورية الرهيبة المرعبة.. والموت الذي يتربص بأهلنا بكل مكان.. وخاصة بعد أحداث مدينة اللاذقية والمتفجرات التي أطلقت بقلبها, وبأشهر ساحاتها : ســـاحـة الشيخ ضــاهــر. والتي ما زالت مدونة على قيد نفوسي.. على هويتي السورية العتيقة جدا, والتي لم تعد صالحة الاستعمال منذ خمسين سنة على الأقل...
الموت... والخوف من الموت.. يخيم على هذه المدينة الساحلية الضاحكة.. والتي رغم فوضاها كمرفأ على المتوسط.. ما زالت تحمل أجمل الابتسامات.. لأجمل نساء في العالم.. والتي تستضيف اليوم بسبب الأحداث الآثمة المرعبة, أكثر من نصف مليون لاجئ, جــاءوا إليها من كافة المدن السورية المنكوبة.. منذ ثلاثة سنوات أليمة.. وما زالت تفتح لهم ذراعيها.
وكلمات نزيه أبو عفش تنطبق عليها اليوم.. أكثر من أي يوم آخر... إذ أن القنبلة طغت على كلمات الشاعر.. نبوءة صحيحة كتبها هذا الإنسان عن سوريا الجريحة, قبل الأوان... ومن كان يأمل أو يفكر أو حتى يحلم في أبعد التخيلات أن تصاب سوريا وشعبها ما أصابها.. وأن تجتاحها جحافل الموت الإسلامية هذه.. وعذرا لأنني لا أجد أي تعبير آخر.. ولا أي نعت آخر لهذه الجماعات المقاتلة التي لا تعرف من اللغة العربية غير كلمات مثل : تكبير.. أو قنبلة.. أو قتل وتقطيع الجثث... أو تفجير بلدان وشعب... أو تكفير... بعد كلمة تكبير... كأنما الحياة.. كل الحياة وجمالها عدوهم الكافر...
نعم يا سيد أبو عفش أنت صديقي وشريكي بكلماتك هذه.. ولا يمكنني مكافأة الصديقة الرائعة الدكتورة ربــا صــالــح بكل ما تستحق.. لأنها عرفتني عليك وعلى كلماتك المتنبئة هذه.. وهي أصدق ما قرأت من أول هذا الشهر حتى هذا المساء...
آمل لبلدي أن تتمكن أنت من كتابة صفحات باسمة مثل مرمريتا وضحكات نسائها.. وآمال مهاجريها الذين تعرفت عليهم في أوروبا.. وهم فخر العلوم والطب والنجاحات المختلفة.. ويأملون مثلي أن تعود ســوريـا إلى ربيعها الحقيقي.. قبل هذا الربيع الأسود التي فرضته علينا عقول وأفكار هستيرية غريبة عجيبة... وأن أتمكن شخصيا من لقائك والتعرف عليك في مرمريتا أو حمص أو دمشق أو حلب أو درعا أو كسب أو اللاذقية... أو حتى بأصغر حاكورة خضراء من بلد مولدي ســوريـا الذي أحبه أكثر من الحياة...
بـــالانـــنــتـــظـــار...
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي وولائي واحترامي.. وأصدق تحية طيبة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فورد.. روبينشتاين.. وكرامة العرب المفقودة...
- رد واقعي حزين
- إني أصوت للرئيس بوتين...
- خواطر... عن سهرة سورية بفرنسا...
- والذي ينطق بالحقيقة.. يعدم!!!...
- الراهبات.. والرهبان.. وجبهة النصرة...
- وعن داعش.. والجزية في سوريا.. وهامش آخر )Bis(
- داعش.. والجزية في سوريا.. وعلى الهامش...
- عودة إلى.. برنار هنري ليفي, لوران فابيوس وشركاهم
- طوبى لمن يبحث عن الحقيقة...
- محاولة تفسير.. لأصدقائي الغاضبين...
- السيدان أحمد الجربا وأردوغان
- كلمة لصديقي جاد بوز...
- كيري.. يقرع طبول الحرب من جديد...
- شمعة ضوء.. تنطفئ في بيروت...
- رسالة قصيرة إلى أميرة حضارية
- رد للسيد برهان غليون
- بطاقة معايدةSaint Valentin
- صديقتي الغاضبة نسرين
- الهولوكوست السوري


المزيد.....




- سفارة أمريكا في القدس تُجدد تحذير رعاياها بعدم قدرتها على مس ...
- السعودية.. ظهور جديد لسعود القحطاني.. وتركي آل الشيخ يُعلق
- وسائل إعلام إيرانية رسمية: طهران تُسقط مسيرة إسرائيلية بالقر ...
- هذا الموقع تحت الأرض هو جوهر البرنامج النووي الإيراني.. إليك ...
- ترامب يشن هجوما لاذعا على ماكرون بسبب تصريح -وقف إطلاق النار ...
- رفع مستوى التأهب الأمني في منشآت القيادة الأمريكية بمنطقة ال ...
- إلى أين تتجه العملية الإسرائيلية في إيران؟
- DW تتحقق ـ صور وفيديوهات مزيفة عن التصعيد بين إيران وإسرائيل ...
- هل سيخرج الدم الاصطناعي من المختبر قريبا؟
- الدفاع الروسية: إسقاط 147 مسيرة أوكرانية بينها اثنتان فوق مو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى سوريا... وإلى أديب سوري.