أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - رسالة لص متقاعد الى جماعتنا














المزيد.....

رسالة لص متقاعد الى جماعتنا


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4229 - 2013 / 9 / 28 - 04:12
المحور: كتابات ساخرة
    


المجتمعات بمعاييرها , كما الوحدة بآمرها (هاي من الجيش عرفتها) أما الأولى بديهية عن تجربة, (بالعراقي) النخلة لا تستقيم الا بجذعها , فلكل الأشياء (ماسوس) يمنحها وجودها وتكوينها كما العمود الفقري , دعونا نعود الى الوراء لمئةِ سنة , سنجد المعايير صارمة رغم بداوة أهلنا , يقسم الكبار أن بداية القرن الماضي كانت فيه الأخلاق موجودة متوفرة , ليس عيبا أن تقف أمرأة لتحرّض زوجها على السرقة وهي تردد (نايم ياشليف الصوف .. نايم والبعورة تحوف) , فقد كانت اللصوصية سبيلا للعيش في الفترات المظلمة أقرب الى مباهاة و مفخرة , واللصوص حينها فرسان تم تسريحهم من الغزوات بقرار , ليس من الحاكم العسكري (بريمر) ذلك الغبي الأمرد , بل فرضه الواقع السائر بخطى ثابتة نحو التجمعات المدنية المتحضّرة , حدثني أحد المعمرين عن بطولاته في (الحرمنه) كان يتحدث بحماسة الشجعان وكأنه في غزوة بدر الكبرى :
وصلنا الى ديرة (جحيش), يم الشط الأحَمَر , والهدف بيت لانعرفه والسطّا أثنين من ربعي , وآني الكَعيده هكذا قسّمنا أدوارنا ( أسترسل المُعمّر في حكايته) كان القمر على وشك الأرتفاع , فلمحت التنور على ضوئه , داعيك زرقاء اليمامه بل يفوقها , شككت مجرد شك أني مررت بهذا البيت وتنوره , ومضة كالبرق راودتني بأنني (ربما) أكلت رغيف خبز من عنده , فالناس في ذاك الزمان يمرون على أي خبّازه لتعطيهم من خبزها , أعطيت أشارة الى رفاقي بأن يتراجعوا عن الخطة , وأخبرتهم بأن هذا البيت (ربما) أطعمنا , وكان القرار فوريا عفويا لايقبل المناقشة لنجد أنفسنا متوسدين عباءاتنا في المضيف (الربعه) بعد أن نزعنا أسلحتنا , أصحاب البيت أستمروا في نومهم و نحن كذلك نمنا , وفي الصباح صحونا على صوت يرحب بنا , لنجد الفطور من الزبد والخبز الحار و هلقاسمه الله , طلب منّا مضيّفنا أن نغسل أيدينا بأبريق النحاس و(السلبچه) لنأكل بعدها كما الصائم منذ أشهر (هنا أراد بها المعمّر المبالغة في الجوع فمن بين الحديث أخبرني بأن غالبية الناس آنذاك لا يصومون ولا يصلّون أمّيين لايعرفوا الحج و العمرة) جلسنا نتحدث مع (المعزّب) وأخبرناه الحقيقة كاملة , بأننا لصوص أردنا سرقته لكن الشك بأكل رغيف لجمني وجماعتي لنتحول من سارقين الى ضيوف عنده , أزداد ترحيب صاحب الدار و لم نعتذر منه و كذلك هو لم يشكرنا , فتلك معايير معروفة واجبة لم تأتي من فضل أو هبه , بل هو ألتزام يحمي الحرامي من التعثّر ليحافظ على أخلاقه فبمجرد الأستهانة بتلك الخطوط تزول الأخلاق عن صاحبها ليكون منحطّا يفقد قيمته الأنسانية أمام نفسه , هكذا كان مجتمعنا , الآن دعونا نتقدم قليلا في سهم الزمن لنقف في وسط الفترة , حين يحيد أحدهم عن مباديء الأخلاق يتم (تهييفه) من قبل أقرب الناس , فلا يفرش له فراش ولاتقبل شهادته , وحين يتمادى تكسر عصاته , أي يخلع نهائيا من مجتمعه و يطرد ويبعثون ورائه (مكاتيب) لكل من يعرفونهم كي لا يسمحوا له بالسكن في كل أرض الله الواسعه , هكذا كان يحافظ المجتمع على كيانه , فهو مؤسسة هشّه تكتسب القوة من الأعراف والأخلاق السائدة , وبعد نشوء الدولة أتت القوانين ومعها الدستور(العرف و مباديء المجتمع هي المصادر الأولى في تشريعها ) , ورغم كونها عامة شاملة لكن خرقها لازال مستمرا رغم بلوغنا العقد الثاني من الألفية الثانية , الغريب أن أكثر من يخرقها هم أصحاب القرار ممن يسمّونهم متنفذين (سياسيا , أجتماعيا , أقتصاديا ), كلما أتت جوقة جديدة منهم لعنت ما قبلها , ألغاء و تجميد و أستثناءات ومحسوبيات تضرب في صميم القوانين لتفرغها , جعلت الناس في حيرة من أمرهم , كان لها أثرا تدميريا على جوهر المجتمع , فعادت العشائرية هذه المرّة ممسوخة مشوهه بعد أن أخذت من الضحالة الهجينة مأخذها , نراها واضحة صارخة , فهناك الطارئين ممن لايملكون أدنى معيارا من الأخلاق والأنصاف والعدل يقودون كيانات المجتمع , أغلبهم لصوص دون مباديء لو عاشوا في القرن الماضي لكسرت عصيّهم و من ثم نبذوهم أهلهم قبل غيرهم , فلا غرابة أن يقود لص دنيء مجاميع من الناس لمجرد أنه يملك القوة , و لاعجب أن يتحول شخص موصوم بالغدر ليكون شيخ عشيرة يتبعه أساتذه جامعيين وأطباء و مثقفين و بسطاء وجهلاء جميعهم يرضخون تحت أمرته , أمثلة كثيرة ساد فيها الأحقر خلقا على الأفضل منه أخلاقا وفكرا, أبشعها أن يبقى المنحرفين متنفذين , منهم مَن يهدد جاره ليستولي على داره بعد أن يهجره أو أن يدمر أحدهم البلد ليبقى الباقي يتفرج , بلد أعطى للناس خبزا و علما و حكايات من الذكريات والمحبة نراه يحترق ويشترك الغالبية في سرقته والكيد له , مؤشر خطير على أنفراط عقد المجتمع يعود بالسوء على معاييرنا ليزيلها للأبد ويضيّع أملنا في التعايش المدني الأبدي , الأمر هنا ليس دعوة للبداوة فهي مليئة بالمثالب المتناقضة التي لاتلائم حاضرنا , بل هو تذكير بأهمية المعايير بشتى أنواعها , نقصد بها القوانين العامة العادلة النافعة , فبعد أنحسار البداوة (رغم بقائها في اللاشعور الذي لا طاقة لنا في ردعه) نجد الأكثرية لا تتورع عن الأنحدار في حضيض اللامباديء من أجل مكاسبها , سواء بالمتاجرة بالدين الزائف أو بممارسة الكذب المصلحي أو أمتطاء الناس وخداعهم , لانريد للحثالة أن يقود السوي مهما كان ثوب الاول مزكَرشا , فالطارئين كما أسمهم يرحلون لنبقى , ويكفينا ما أصابنا بسببهم , فلاسبيل للأصلاح الا ببناء المعايير والأخلاق مع أصالة أنتماء ترتكز على الصدق والشجاعة في المواجهة , هي وحدها مَن يسهم بالنهوض بمجتمعنا , أنتهى ولن ننتهي ودمتم سالمين حبايبي



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجّر فاتحة وأربح بايسكل
- لولا لحاهم طرّحناهم
- المسودن ماينسى سالفته
- خربشات على مسّلة صماء
- شبعت زبيد وطَرطرَت
- الشعب حي لم يمت .. ياخايبين الرجا
- تساؤلات في ليلة سقوط الفراشات
- أم سعد وحملها الثقيل
- سؤال من صديقتي في بيفرلي هيلز
- بصاق مختارين المحلة
- عراقيون بسرعة الضوء
- تعلولة عراقية تماشيا مع دعوة شيل وشمر
- مرحبا- بكم في مصانع تعليب الأرهاب
- آسفين يا جدعان الأعلام الغربي خاين من زمان
- الحدائق الخلفية تغادر العراق
- ماع المسمار .. يا أحرار
- حكومة بريئة و شعب في صمت يذبح
- راسم لايعرف الرسم
- النجدة .. صرصور في البيت
- جتّالي موش أبعيد من هاي الشكولات


المزيد.....




- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...
- فيلم السرب 2024 بطولة احمد السقا كامل HD علي ايجي بست | EgyB ...
- أستراليا تستضيف المسابقة الدولية للمؤلفين الناطقين بالروسية ...
- بعد إطلاق صندوق -Big Time-.. مروان حامد يقيم الشراكة الفنية ...
- انطلاق مهرجان أفلام السعودية في مدينة الظهران


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - رسالة لص متقاعد الى جماعتنا