أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أشكال... وعقول... وغباء مرضي














المزيد.....

أشكال... وعقول... وغباء مرضي


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4057 - 2013 / 4 / 9 - 01:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشـــكــال.. وعــقــول... وغــبــاء مـرضي
أريد أن أحطم جميع أجهزة التلفزيون في بيتي... أريد ألا أسمع أية من محطات الراديو الأوروبية والعربية وخاصة من تسمى Radio Orient من بـاريس. بؤر شؤم ونميمة ودس وحقد وعداء. تعلن 24 ساعة على 24 ساعة حقدها على بلد مولدي ســــوريــا وشعبها الآمن الطيب الجريح. ولا أستطيع الوصول, حتى على شبكة الأنترنيت, إلى أي مورد إعلام سوري أو حيادي كليا, يحدثني عن حوار أو سـلام معقول مؤقت يهدئ بعضا من خاطري وقلقي. قلق فاق أصعب الحالات المرضية...
*********
كيف لا أقلق, وجميع هذه الوسائل الإعلامية السلبية, تبدأ كل نشرات إعلامها بتفجير السيارة المفخخة بقلب دمشق.. نعم بقلب دمشق!!!... وهل تبقى لدمشق قــلــب أو وجـــه أو جــمــال.. أو ضحكة أو ابتسامة, وحول زنارها وغوطتها وضواحيها جحافل من اللحى المغبرة.. همها الأول والوحيد تدمير حضارة هذه المدينة التاريخية الأثرية العظيمة, ومحو كل آثار حضارتها وتاريخ ســوريتها, وتسويد رايتها, وتعتيم أصولها وأنوارها ومحو كل جينات أنوارها وجمالها.. لإبدالها بجينات طالبانية... واستبدال رايتها, براية ســوداء تحمل السيف والشريعة.. ولا أي مبدأ.. ولا أية حـريـة.. ولا كلمة ديمقراطية...
ومئات آلاف القتلى لن تغير أي شـيء من هذا الهدف الوحيد... لأن جنة الشيوخ والفقهاء, وملايين وملايين من الحوريات بانتظارهم.. على ما يعتقدون.. بــغــبــاء بلا حدود!!!...
***********
رأيت مناظر من يهتفون تكبير.. تكبير.. لدى سماعهم بنبأ التفجير.. ومناظر الأشلاء تضحكهم وتفرحهم.. ومنهم من صلى شـاكرا إلهه عدة ركعات. كأنما قتل الآخر ديــن و فــريــضــة. كأنما هذا الإله قائد جيش يعطي أمرا بالهجوم وحرق الأخضر واليابس, وقتل كل امرأة ورجل وطفلة وطفل.. ومحو كل إنسان آخـر.
عجيب هؤلاء البشر الذين يصولون ويجولون في بلد مولدي.. حتى أشكالهم عجيبة غريبة. وآمل ألا أتهم بأية إثنية أو عنصرية إذا قلت أنني أرى أشكالهم عجيبة غريبة. ليس لهم أي شكل سوري, عرفته خلال السنوات التي عشتها في سوريا. أشكالهم وصرخاتهم وشعاراتهم, وطرق قتالهم مع الآخر.. قتلهم للآخر, لا تحمل أية علامة طبيعية بشرية, لما رأينا في الحروب خلال المائة سنة الماضية, على الأقل. لم نر هذا سوى بفظائع العثمانيين ضد الأرمن, في بداية بدايات القرن الماضي. ظننت أن العالم تحضر... وأن سكان المشرق والمغرب والعرب والمسلمين, قد تطوروا نحو التسامح الإنساني, والابتعاد عن الشراسة الحيوانية الداروينية القديمة.. وأننا نقترب من الإنسان المتحضر الحديث... ولكن مع الأسف والألم والأسى المروع, ما أرى من مناظر في ســوريـا, يروعني.. يقرفني.. يبعدني و يؤكد تساؤلي أن الإنسان بين البشر الذين ذكرتهم.. يعود إلى شريعة الغاب وشراسة الحيوان.. متذرعا بعودته إلى الله والدين.. مطلقا رصاص بارودته في الهواء أو بصدر أو رأس أسيره.. صارخا تــكــبــيــر.. تكبير.. ثم يقطع رأسه.. كأنما يتمم فريضة أو وأجبا.. وبعد قطع الرأس.. يصرخ جمهوره القليل أو العديد.. تكبير.. تكبير....................
*************
بربكم ماذا تبقى من هذه الثورة التي قتلتم ودفنتم ومزقتم كل مبادئها وأسسها الأولية الصحيحة, بما ترتكبون من جرائم جماعية, لا علاقة لها بأية ثورة أو مبدأ إنساني شرعي صحيح... وهل تفجيرات دمشق هذا اليوم غير جريمة نكراء ضد الأبرياء وضد الإنسانية. ولا ذنب لضحاياها الأبرياء, سوى كونهم سوريين دمشقيين... وما بياناتكم وتصريحاتكم في داخل وخارج هذا الوطن الجريح, سوى تتمة التفاهات الغبية والمؤامرات والخيانات التي تحضرونها ضد هذا البلد, تنفيذا لأوامر أسيادكم ومموليكم في واشنطن وأنقرة وباريس والدوحة ومكة... لأنني لم أسمع صوت أحدكم بوضوح مستنكرا هذه الجريمة النكراء... بل أراكم ترشفون قهوتكم بضمير حيادي بارد أصفر.. ترشفون قهوتكم في فنادقكم الفاخرة وفيللاتكم التي ما زال يدفع إيجارها الباهظ وزير قـطـري بعطاء وكرم وسخاء, طالما تقبلون حذاءه عشرات المرات في اليوم.. بخيانة وطنكم وشعبكم!!!..........
كنت منذ بداية شبابي, من أول المعادين لهذا النظام, وللعائلة التي ترأسته.. وعانيت ما عانيت.. ولن أكرر... ولكنني لما رأيت وتأكدت من خياناتكم القابضة والمقبوضة الواضحة.. أنا مع شعب سوريا الذي تقتلونه كل يوم ألف مرة... وما تفجير دمشق هذا اليوم, في منطقة مدنية آهلة بالسكان الأبرياء, سوى النقطة الزائدة التي فاضت بإناء إجرامكم وخياناتكم, ومسخت كل أفكار ثورتكم وفضحت حقيقتكم.. أنكم قـتلة محترفون.. ولا شيء سوى قتلة محترفين. وأن جميع شرائع السماء والأرض تدينكم.. وكل ثورات العالم الــحــر والديانات الحقيقية براء كليا منكم... ولا يحق لكم بعد اليوم, وبكل الأعراف الإنسانية التكلم أو التصريح باسمها.. أو الادعاء أنكم تدافعون عنها. لأنكم قتلتم كل آمالها.. وكل آمال هذا البلد بالإصلاح أو التغيير والمصالحة والسلام وإعادة بناء هذا الوطن الجريح...
يا دمشق...يا دمشق الجريحة... يا ســوريـا المتألمة.. قلبي ومشاعري وألمي وفكري وحزني معكما أبدا... وتعزيتي لأهالي الذين استشهدوا بهذا التفجير الغادر... وللجرحى والمنكوبين اتمنى لهم قوة الصبر والصمود وديمومة الأمل.........................
وللقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا




#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبحث هن هذا الإله...
- سوريون... وافدون...مهاجرون
- سهرة سورية في مدينة ليون
- SYRIA - Gate... SYRIA - Overdose
- عرب و عربان...
- صرخة مخنوقة
- باراك حسين أوباما... أو غيره
- ما بدي كيماوي... بتحسس منو...
- غسان هيتو.. وخان العسل...
- رسالة وداع إلى صديق
- مسيو هولاند.. لمن تعطي السلاح.. رسالة مفتوحة...
- البابا فرانسوا
- لوران فابيوس, مفوض سامي في سوريا
- الرئيس الإيراني في جنازة الرئيس شافيز
- إعادة إعمار سوريا ؟...
- كيري.. كيري.. آه يا سيد كيري !...
- أنحني احتراما
- بلا جدل...
- أعتزل الكتابة...
- دمشق أصبحت تؤام بغداد...


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أشكال... وعقول... وغباء مرضي