أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ما بدي كيماوي... بتحسس منو...














المزيد.....

ما بدي كيماوي... بتحسس منو...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4038 - 2013 / 3 / 21 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أرسل لي صديق حلبي, صورة على الفيسبوك لطفلة في الثالثة أو الرابعة من عمرها, من بلدة خـــان الــعــســل, التي أصابها صاروخ محمل بالمواد الكيميائية السامة.. تحمل يافطة تحمل هذه العبارة :
ما بدي كيماوي... أنا بتحسس منو!!!..........
*******
كم كنت أود أن أتمكن من تفجير أحاسيسي.. وأبــكــي... لكنني لم أتمكن.. جمدت...أحسست الجمود والموت ينتابني. أحسست بالقهر... أحسست أنني مقيد بجنازير حديدية ثقيلة, وأنا في قاع البحر.. في قلب العتمة لا أستطيع الحراك... وتمنيت النهاية!!!...
لذلك أكتب حتى لا أموت..........
أفكر... أصرخ.. أشتم.. أثور.. أسـأل المتناحرين في هذا البلد... هل تبقت لديكم إنسانية؟ أسـأل من يقاتلون باسم الدين.. هل تبقى لديكم إلـه راض عما تفعلون؟؟؟... ما ذنب الأطفال؟.. ما ذنب الأبرياء في هذه المدينة؟ وماذا تربحون بتسميم خــان الــعــســل الذي أصبح خان الموت والإجرام والخيانة.......
هل أستطيع مناداتكم يا بــشــر؟؟؟... وماذا تبقى بأعماق نفوسكم من الطبيعة البشرية؟؟؟... وماذا تبقى من بقايا مبادئكم الممزقة الملفوفة بالأعلام السوداء, من مطالب الحرية؟...من مبادئ الديمقراطية؟... من الإنسانية؟... وهل يمكنني بعد خان العسل تصنيفكم من الإنسانية؟؟؟...
والأدهى والمؤلم أن العديد من أصدقائكم ومموليكم ومن شيوخكم ومن تجار فتاويكم الإجرامية, يصفق ويهلل ويرقص, شــامـتـا بالكفار الذين ماتوا اختناقا, مالئا صفحات الأنترنيت والتواصل الاجتماعي... التواصل الاجتماعي.. يا لغياب هذه الكلمة عن الحقيقة.. ويا للكذب المفضوح... وهل بقتل الأخرين زورا وغدرا وتسميما, أي تواصل اجتماعي؟.. وهل في حربكم وجهادكم أية حقيقة؟.. أو أي تواصل اجتماعي؟؟؟!!!... إنها جريمة.. نعم جريمة نكراء.. ولا شيء آخر... وما من ثورة.. وما من مطلب مهما كانت شرعيته, ولا أي ديــن, يبرر هذا العمل الإجرامي, الذي أغمضت عنه عيون مموليكم ومحرضيكم ومن وعدوكم بالجنات والحوريات, ومن داعب ما تبقى من أفكاركم , وحشاها بالوعود والأوهام الكاذبة. لأن قتل الآخـر يبقى جــريــمــة في جميع الأعراف الإنسانية اليوم.. وكل من يفتي ويبشر ويدعو وينادي بالعكس, شـريـك بالجريمة.. سوف يحاسب عليها.................
***********
لا أستطيع محو صورة هذه الطفلة في شوارع خان العسل المهجورة المهدمة من خاطري... أفكر بعشرات آلاف الأطفال المشردين من بلد مولدي ســــوريــا. أفكر بمئات آلاف القتلى.. بلا سبب.. بملايين المشردين الجائعين الخائفين الهاربين, من هذه المدن المهدمة المهجورة.
من كان يفكر يوما أن هذا البلد الرائع الجميل المتآخي الآمـن, سوف يصبح مرتعا للذئاب والتتر والمغول من كافة أقطار المعمورة؟... وسوف تصبح سوريا مخبر تجارب لـلـمـوت والنزاعات والحقد والتعصب الطائفي والقنص والسلب والنهب, وابتداع إمارات إسلامية, تدوم أياما وأسابيعا, تذبح وتقطع الرؤوس والأوصال.. ثم تختفي.. ثم تعود... ثم تختفي.. حتى أصبحت طرقات البلد كأننا أيام (سفر برلك) والعثمانيين, مورد رزق لقطاع الطرق... هذه ليست ســوريا التي كنا نأملها.. ومن بعد اليوم سوف يبني غــدهــا؟؟؟ وأمالها وأمانيها ومبادئها وإصلاحاتها الضرورية ويبني دساتيرها الحضارية, التي كانت أولى المطالب الشرعية في آذار 2011؟؟؟!!!..................
لا يمكنني التسامح عن هذا الإجرام الذي غلف البلد...من جميع الأطراف... لا بمكنني أن أسامح كل من فجر آمال السوريين بحياة أفضل والحريات الطبيعية الإنسانية. كل هذه المطالب الحضارية التي كانت على جميع الشفاه والقلوب والمشاعر والأحاسيس, لتطوير البلد وإصلاحه وتغيير وجوهه وأشكاله الشتائية المنخورة الفاسدة. ثم تسربت الأيادي العاهرة, لتحول وتفجر هذه المطالب الشرعية, إلى حقد طائفي. إلى حرب على الشعب السوري نفسه وبنياته التحتية والفوقية والأساسية, ومؤسساته وركائزه الاجتماعية, وجماله وحضارته, ومستقبله وأمانيه, وصموده وازدهاره, لغاية تدميره كليا, حجرة حجرة, وصرحا صرحا. ولم يعد أحد في المؤتمرات العالمية والـتـآمـريـة يتحدث عم مستقبل وإصلاح وشعب وآمال وحريات ومبادئ إنسانية. بل تـدمـيـر.. تدمير وتفجير كل شيء في هذا البلد, وترهيب شعبه وحرق مستقبله وآماله. بتجزئته.. بتجزيئه.. بمحوه من الخارطة.. بمحوه من الوجود.....
في خــان الــعــســل.. في خان العسل ظهرت الجريمة واكتملت.. وجميع الدول الغربية والعربية التي تشجع وتمول وتسلح الإجرام في ســـوريــا تدير وجهها, ولا ترى أي شيء.. ولا تسمع أي شيء...يأكلون.. يشربون.. على مائدة بيلاطس البنطي Ponce Pilate, ثم يغسلون أياديهم.. ويتعامون وينامون.......
أدانوا استعمال الأسلحة الكيميائية بشكل شامل عام. دون إدانة من استعملها. كأنما أقمارهم الصناعية لا ترى أي شيء من هذا العمل الإجرامي الذي تستنكره البشرية جمعاء... لأنهم لا يستطيعون الاعتراف بالحقيقة الحقيقية. وأنــهــم شـــركاء ومن سنين طويلة يتآمرون ويخططون لتفجير وتدمير هذا البلد وقتل شعبه وتشتيته.......
**************
يا طفلة شوارع خان العسل.. سمعت صوتك.. وشاهدت يافطتك وقرأت كلماتها.. وأنا مثلك (ما بدي كيماوي.. وأتحسس منو..) وأتحسس من صانعيه ومن بائعيه ومن جميع من يستعمله... وأقبلك من بين عينيك مواسيا...
للقراء والقارئات الأحبة كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسان هيتو.. وخان العسل...
- رسالة وداع إلى صديق
- مسيو هولاند.. لمن تعطي السلاح.. رسالة مفتوحة...
- البابا فرانسوا
- لوران فابيوس, مفوض سامي في سوريا
- الرئيس الإيراني في جنازة الرئيس شافيز
- إعادة إعمار سوريا ؟...
- كيري.. كيري.. آه يا سيد كيري !...
- أنحني احتراما
- بلا جدل...
- أعتزل الكتابة...
- دمشق أصبحت تؤام بغداد...
- عودة إلى قصة الدب والجب......
- لنغير الموضوع....
- رسالة إلى صديقتي نيللي
- كلمات من دفتري
- أجوبة على تساؤلات
- تحية إلى البابا بينيديكتوس السادس عشر
- الأزهر.. ومؤتمر القمة الإسلامية...
- مفاوضات و حوار؟؟؟!!!...


المزيد.....




- شاهد ما رصدته كاميرا CNN داخل مبنى في إيران استهدفته غارة إس ...
- شاهد ما قاله المتحدث باسم الخارجية القطرية لـCNN عن تطورات م ...
- مُلمحا إلى جعل العقوبات على إيران أكثر مرونة.. ترامب: سيحتاج ...
- أول موسم عاشوراء دون نصرالله.. شيعة لبنان يستعدون لإحياء الم ...
- -ماذا ينتظر الشرق الأوسط بعد المواجهة بين إيران وإسرائيل؟-- ...
- -يوم حزين- لإسرائيل ـ مقتل سبعة جنود بعبوة ناسفة في غزة
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- كمين مسلح نفذته حماس يودي بحياة 7 جنود إسرائيليين في قطاع غز ...
- ترامب يشيد بإحراز -تقدم كبير- بشأن غزة وحماس تؤكد تكثيف الات ...
- قمة حلف الأطلسي في لاهاي: ترامب يلقي كلمة ويجيب عن أسئلة الص ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ما بدي كيماوي... بتحسس منو...