أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أعتزل الكتابة...














المزيد.....

أعتزل الكتابة...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4016 - 2013 / 2 / 27 - 16:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتزل الكتابة...
أعتزل الكتابة... لأنها لم تعد تؤثر على الحدث أو الفكر... ولا تستطيع أن تمنع القتل والدمار. والبارودة والقنبلة والساطور, أصبحوا أكثر تمييزا وإقناعا من أصدق الكلمات...
من كان يصدق أن دمشق أو حلب أو حمص أو دير الزور... يمكن أن تـتـفـجـر وتتهدم؟... وأن اللاذقية هذه المدينة الساحلية الهادئة, يمكن أن تتحول إلى ملجأ؟ بعدما كانت معبرا للسواح من دول العالم كله...
أشباح.. وأرتال أشباح.. تعبر وتعبر...ولم نعد نرى أية وردة بأية حديقة... يباس وجفاف وخراب... وخراب وجفاف ويباس.. عبر الأزقة المهدمة الحزينة... وجرائد ممزقة عتيقة... ولا شيء سوى أشلاء جرائد ممزقة عتيقة... لم يقرؤها أحد!!!...
لذلك أعتزل الكتابة...
رددت كلمة بالانتظار, مئات المرات. وكنت أنتظر وآمل أن يقرأ من تبقى من العقلاء... أن يقرأ ولو بضعة كلمات قليلة عن اللقاء أو الحوار أو محاولات مصالحة... ومن ثم تبين لي أن كل هذا هراء وفراغ ومحاولات كاذبة لطعن الآخر واغتياله.. كعاداتنا وتقاليدنا من خمسة عشر قرن حتى هذا المساء... كل يريد اغتيال الآخر, قبل الصلاة, أو بعد الصلاة!!!... لأن الآخـر هو العلة, هو العقدة, هو المانع. وبيوتنا بلا مرآة نرى فيها حقيقة وجوهنا الكاذبة... لأننا لا نريد الحوار... نريد قتل الآخر.. ولا أي شيء آخـر. وأنا عندما رأيت وجهي بين هذه الوجوه التي هربت منها من خمسين سنة.. فزعت من وجهي.. ومن هذي الوجوه التي تحيط بي.. حتى أنني فزعت من كلماتي.. من آلاف كلماتي الآملة الموهومة والتي لم تنقذ روح طفل واحد من الموت... عرفت ألا قيمة للكلمة في بلد يقتل فيها الأبرياء تحت صراخ تكبير والإله الواحد المنتقم الجبار... وأن كل الكلمات المسالمة المحايدة لن تغير هذه العادات الموروثة والمغروسة في الجينات منذ ألاف السنين... عادات مباركة من شيوخ وفقهاء يوعدونك بـجـنـة لم يذهب إليها أي واحد منهم.. بأي يوم من الأيام.
*******
ماذا تفيد كتابتي ودمشق التي لم تدمر يوما من تاريخها... تدمر عشرات المرات يوميا.. ويزرع القتلى بأحيائها وشوارعها القديمة والحديثة. والموت أصبح فيها عادة يومية, بعدما كانت بلد الجمال والعطر والذكرى...
ماذا تفيد كتابتي وحلب أم الدنيا أصبحت مدمرة مجزأة خائفة لم نعد نسمع فيها سوى أزيز الرصاص, بعدما كانت مدينة الطرب والقدود والسهرات الحلبية... وخاصة مدينة الكلمة... لهذا أصمت مع حلب وشوارعها المقفرة.. ومع دمشق, مدينة ألف أثر وذكرى ومجد وأطيب الكلمات.....
لا أصمت توفيرا للكلمة.. للكلمات... إنما مشاركة.. واعتراضا.. وتعبيرا.. ورأيا. إذ لا فائدة من النطق أو حتى الصراخ.. طالما أزيز الرصاص والتفجير يعلو على كل الأصوات الخافتة التي لا يسمعها أحد. وطالما طغى الجنون والمجانين والقتلة, في عالم ضاعت من قواعده كل حكمة إنسانية.. وأصبح تقطيع الآخرين الأحياء بالساطور لعبة أطفال عادية!!!...
*********
بما أن كتابتي لن تغير أي شـيء من هذا العالم الحزين, ورغم كل ما كتبت وما صرخت من سنوات مريرة طويلة, لم تنقذ حياة بريء واحد.. أنطوي على عالم الصمت والوحدة... وأتابع المشاهدة.. حتى تغمض عيناي..........
أو آمل العودة... آمل العودة عندما تصبح الكلمة العاقلة الصادقة الحقيقية, رائدة الحوار السليم على طاولة لـقـاء ســوري ــ ســوري سليم أكيد. لـقـاء غايته فقط إنقاذ سوريا وشعبها من الموت الأكيد... إذا عادت الإنسانية إلى مهد الإنسانية التي فقدت من سنين...من يدري؟؟؟... من يدري؟؟؟ قد ينفجر الغباء على الأغبياء... وقد تظهر بوادر الحقيقة!!!...............
أعتذر من القارئات والقراء الأحبة من جفاف هذه الكلمات وبأسها ويأسها... مع كل مودتي ومحبتي وصداقتي.. وأطيب تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
***********
آخر خبر حزين (بالنسبة لي)
توفي منذ ساعات في فرنسا الفيلسوف والدبلوماسي الإنساني الفرنسي والألماني المولد Stéphane HESSEL عن عمر ناهز ال95 عاما قضاها بصدق كامل بخدمة الإنسانية. كما كان من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية في المحافل السياسية والفلسفية, رغم ولادته اليهودية...
آخـر كتاب له Indignez-vous
يستحق هذا الإنسان وقفة ذكرى واحترام.
غـسـان صـابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمشق أصبحت تؤام بغداد...
- عودة إلى قصة الدب والجب......
- لنغير الموضوع....
- رسالة إلى صديقتي نيللي
- كلمات من دفتري
- أجوبة على تساؤلات
- تحية إلى البابا بينيديكتوس السادس عشر
- الأزهر.. ومؤتمر القمة الإسلامية...
- مفاوضات و حوار؟؟؟!!!...
- خواطر إلى وعن بلدي
- دفاعا عن الشعب السوري
- اللي بياخد أمي.. بسميه عمي... يا للعار.
- عودة إلى صديقي الكاهن
- جاري لديه مسدس...
- ما بين جنيف وباريس!...
- صور على الفيسبوك أو كلمات صريحة غير منقحة
- جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني
- غوبلز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري
- مقال مفيد ضروري
- 2 + 2 = 5


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أعتزل الكتابة...