أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى صديقي الكاهن














المزيد.....

عودة إلى صديقي الكاهن


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3991 - 2013 / 2 / 2 - 12:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب لي صديق كاهن ارثوذكسي شــاب قائلا :
من أجلك يا ســوريـا.. نصلي...
أحترم هذا الإنسان لأن له كتابات ومواقف وطنية وإنسانية ووطنية صادقة رائعة... ولكن لماذا يتوجه لي شخصيا.. رغم معرفته بعلمانيتي وإلحادي بالمعتقدات الغيبية جذريا وبشكل راديكالي كامل... لذلك أجبته, يا صديق الدرب... وماذا تفيد الصلوات والابتهالات والدعوات, من أجل ســوريـا التي تحترق اليوم؟؟؟... أو لا تسمع أصوات تــكـبـيـر.. تكبير, من كل حدب وصوب.. وكلما تفجرت قنبلة صـارعة عشرات الأشخاص الأبرياء وأكثر دفعة واحدة... أو ليس نفس الإله الذي تتشفع له حتى يحمي سوريا.. هو نفس الإله الذي يكبر اسمه هؤلاء القتلة, كلما وقعت مجزرة؟؟؟...
أنتم يا رجال الدين.. تتوجهون إلى نفس الإله... وأنا لا أفهم كيف يساعد القتلة... ومن ثم تتوجه له يا صديق الدرب, طالبا منه الرحمة والشفاعة لسوريا الجريحة المهدمة...
إذن لماذا لا تتفقون مــعــه على معاهدة أحـاديـة. أما أن يوقف القتل ويعلن براءته من القتلة... أو أنني ســأطالب بتحويله إلى محكمة العدل الدولية.. للتحقيق فيما إذا كان قتل الآخر والتفظيع بجثته وعياله, جهاد محلل.. وأقصر طريق للجنة... بــرضاه.. أم جــريــمــة وحشية ترفضها جميع الأديان, ويرفضها الإله الوحيد الذي تتوجه له جميع الأديان.. من آلاف آلاف السنين... وما صراخهم تكبير...تكبير.. سوى إنهم بحاجة إلى حشيش وافيون وقــات إضافي, حتى يسكتوا ويخنقوا ما تبقى من حضيض ضمائرهم المنهكة المفرغة المتعبة!!!..........
كما أنني لا أقبل صيغة نصلي من أجل ســوريـا. لأنكم عادة تصلون على الأموات.. أو من أجل الأموات... وسوريا ليست هيكلا ميتا يابسا جامدا. إنها تــحــيــا.. وهي الحياة!!!... إقرأوا التاريخ وانظروا كم مـرة تهدمت واحترقت وتفجرت.. وسبيت نساؤها وأمهاتنا... ولكنها ـ غالبا ـ انتفضت وشفيت وسارت وعاشت وتابعت دروبها الصعبة الشاقة. سـوريا لا يمكن أن تموت, ولو سادها سنينا طغاة بلا رحمة, ولو داسها جهاديون مهلوسون ملتحون مغبرون... سوف تبقى... سوف تبقى يا رفيق دربي, حــيــة.. شــامخة... وهذه الكلمات ليست منفخات وعنتريات وخطابات خشبية, يطلقها موظفون محترفون, مهمتهم صيغة الكذب والمنفخات والعنتريات المسكوبة في قوالب مطابخ, لم يعد يقبلها أحد.
ولكنها سوف تحيا.. ما دامت قلة من مواطنيها, ممن ولدوا على أرضها, ما زالت تعيش على هذه الأرض, أو هاجروا إلى أصقاع بعيدة, يؤمنون أنها سوف تحيا... وأن هذه الأرض التي ولدت فيها أولى الأبجديات وأقدم الحضارات, لا يمكن أن تموت تحت أقدام البرابرة والمغول والتتر, ولو أنهم رفعوا صــراخ تكبير.. تكبير... تكبير!!!......
وكم مرة ماتت هذه الأمة... واستعمرت.. وداستها أقدام خيول برابرة.. وعاث بها فسادا ونخرا وتخريبا طغاة أغبياء... ولكنها كانت تعود وتحيا, ويولد منها شعراء وفنانون وعلماء وكتاب وفلاسفة ومخترعون وأنبياء وسياسيون... انتشروا داخل ســوريا وفي العالم كله.............
*******
لذلك رغم تشاؤمي الإيجابي, يا صديقي الكاهن... أقول لك بأن سوريا ليست بحاجة إلى الصلاة.. ولا أية صلاة... وخاصة لأي صـراخ تكبير. إنها بحاجة إلى الوفاء والإخلاص... إلى مواطنين سوريين يحبونها.. لأنها ولدتهم... يحركون العقل والمنطق والحكمة.. ولا شيء سوى العقل والمنطق والحكمة, لإعادة الحياة إليها.. بعيدا عن الأنانيات الشخصية والتعربش بالكراسي التاخة المهترئة.. لإعادة بــنــاء سوريا جديدة. لا مزرعة عائلية, ولا تجمعات مذهبية باتجاه واحد, تنزل من بركات إله واحد لطائفة واحدة... إنما لأمة واحدة, متآلفة متكاملة متراصة , يدا بيد, لا تفرقها المذاهب والخلافات الغيبية... هدف واحد وحيد بناء سوريا العلمانية المدنية الديمقراطية الجديدة..........
إن لم نتخلص من كل الشوائب ورواسب الفساد والحقد والجهل والجهالة والغيبيات التي أغرقتنا في سنوات من الموات والجمود... سوف نستمر على طريق الجهل والموات والجمود......................

من أعمق أعماقي وأحاسيسي وإيماني.. أصــرخ... أصرخ أن ســـوريـا سوف تــحــيــا!!!.......
بــالانـــتـــظـــار...........
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي ومحبتي وصداقتي.. وأطيب تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاري لديه مسدس...
- ما بين جنيف وباريس!...
- صور على الفيسبوك أو كلمات صريحة غير منقحة
- جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني
- غوبلز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري
- مقال مفيد ضروري
- 2 + 2 = 5
- سياسات عجيبة غريبة
- رد و مشاركة
- تذكر... واقرأ ميخائيل نعيمة.
- سوريا.. يا سوريا.. إلى أين؟؟؟!!!...
- مالي.. مالي مال...حالي.. حالي حال...
- لمن تفيد الجريمة؟؟؟!!!
- جواب بسيط لملامة بعض الأصدقاء
- 24 ساعة بعد خطاب الرئيس بشار الأسد
- صوت وصورة عن طاولة الحوار السورية
- رسالة إلى صديقي الكاهن
- 2012 2013 أمنيات
- فولتير.. فولتير يا معلمي الراحل.
- فولتير.. فولتير.. ونهاية قصة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - عودة إلى صديقي الكاهن