أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - اللي بياخد أمي.. بسميه عمي... يا للعار.














المزيد.....

اللي بياخد أمي.. بسميه عمي... يا للعار.


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 3992 - 2013 / 2 / 3 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اللي بياخد أمـي... بسميه عــمــي... يا لـلـعـار.
منذ أيام الطفولة, وأنا أسمع هذا المثل يتردد في بلدي, بخنوع ومذلة واستسلام كامل, على جميع الشفاه :
اللي بياخد أمي... بسميه عمي........
تصوروا الخنوع والمذلة... أن ترى كائنا من كان.. أو أي إنسان غريب, يضاجع (ولم الفظ كلمة ينكح) امك... فتدير وجهك للطرف الآخر... وعندما ينهي فعلته أو اغتصابه أو نكاحه... نقول له مــرســي عمو!!!...
تصوروا هذا الإذلال الذي تعودنا عليه. زائد كلمة ما دخلنا.. يعني لا يعنينا ولا يهمنا... عندما كنا نسمع صراخ جارتنا عندما يغتصبها زوجها بوحشية, وهي تستغيث. وأهلنا.. جيراننا يرددون كالكورس المنضبط.. ما دخلنا!!!...
لهذا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم من مذلة وإهانة وتدخلات أجنبية ولحى مغبرة, تريد جرنا إلى ســـراطـهم المستقيم. والذي لم يكن في أي يوم من الأيام سراطنا...
مغول الأرض تجتاحنا.. لأننا لم نجرؤ يوما أن نقول لحكامنا الأشــاوس.. كفا يا حكامنا كفا... هذا البلد ليس مزرعة مباحة, ورثتموها....ولم نعترض على الفساد الذي أصبح عادة وعرفا وشريعة. حتى أصبحت معيشتنا اليومية, جزءا أساسيا من ديمومة هذا الفساد المشروع.
حكامنا ركبوا على ظهورنا.. فتابعنا المسيرة وحملهم.. وسميناهم يا عمي.. ونصبناهم أمراء على مصيرنا... وجددنا لهم البيعة باختيار صاعق... إذن لماذا نتمتم همنا وتعبنا وشقاءنا وفقرنا ومذلتنا وانحناء ظهورنا ... محاولين تغيير العصا والكرباج, بكرباج وعصا أخريين؟؟؟
كان علينا ــ كبشر ــ منذ البداية أن نرفض ما علمتنا إياه أمنا.. وأن نرفض عمنا.. وأن نطرد من أرضنا كل معتد غريب, يريد اغتصاب أمنا. وأن نرفض كل مبادئ الـذل والمذلة, ونبقى رافعي الرؤوس والكرامة.
ولكننا تعودنا على (الطوبزة) والقبول والرياء, في سبيل رغيف خبز أو معاملة مغشوشة, أو توصية لتمرير كل مرفوض... ومن منا لم ينحني ويقبل الأيادي ويبرطل ويرشي في سبيل أمانه أو لتمرير أموره.. ومن منا لم يضع بضعة دولارات في جواز سفره في مطار دمشق أو في مطار حلب أيام الخير والزيارات والصيفيات والسياحة.. حتى لا ينتظر.. وينتظر.. وينتظر..... واليوم ندفع الثمن!!!.....
*******
الطيران الإسرائيلي اقتحم فضاء سوريا عشرات المرات.. وضرب حيثما يشاء.. وآخر مرة اقتحم الجو السوري وضرب مركز أبحاث.. نعم مركز أبحاث.. من المفروض أن يكون محميا... وعاد سليما كأنه يدخل حاكورة أبيه... وبعد ساعات جاءنا الجواب الرسمي الصاعق... سنوجه الجواب في الوقت المناسب!!!....
إذن يا قوم.. يا بشر.. يا جماعة...هل هناك مذلة أكثر من هذه المذلة... أن يدخل عدو فوق أرضنا.. في وسط بلادنا.. سائدا مائدا ضاربا مفجرا.. أين يشاء.. حين يشاء... إن كان عدوا أسرائيليا.. أو قوات مسلحة غريبة جهادية إسلامية ملتحية مغبرة.. أو سمها ما شئت... هل هناك مذلة أكثر من هذه المذلة... وفي كل مرة نسمع البيانات والخطابات والعنتريات... أقسم لكم هذا يشبه قصة جــحــا, عندما اغتصب قطاع طرق زوجته... وبقي يتعنتر ويتمختر...معلنا بفخر زائد أكيد, أنـه طالما الاغتصاب لم يصل إلى مؤخرته الشخصية.. فهو ما يزال مسيطرا على الأمور........
هذه هي حكايانا المأساوية... كل يتمختر ويتعنتر... وآلاف الضحايا تتزايد.. وتتزايد.. بصمت خانق مخجل... وأكثر من نصف البلد مهدم مهجور معتم... وخطابات الانتصار تتوالى من السلطة والمعارضة وجميع أشكال المحاربين... كلهم انتصروا وكبروا... ولكن الشعب السوري هو الخاسر الصامت... إذن كلهم خـاسـرون.. خاسرون.. خاسرون!!!......
***********
أين هو الزمن الذي كان يذهب فيه بشار الأسد, مع زوجته وأولاده, إلى المطاعم المعروفة, في حلب أو دمشق أو اللاذقية, أو في مقاصف مشقيتا أو وادي النصارى السياحية, متناولا وجبة طعام محلية, بكل بساطة.. دون أية حماية, وهو يسوق سيارته الشخصية... كرئيس دولة السويد أو هولاندا.. أو الدانمارك.... مظاهر... مظاهرات!..............
واليوم المطاعم مهدمة منهوبة مهجورة.. الطرقات مهجورة... نصف السكان مهجرون... مدن مهدمة مهجورة تحوم عليها الغربان... مستقبل البلد غامض مجهول... تلعب فينا الدول كالطابة... يوم نأمل وآخر نيأس ونخاف ونحزن... حسب ما ينطق لافروف أو بايدن.. وحتى مسيو فابيوس أصبح يتعنتر علينا.. كما يتعنتر الكبار على الصغار في باحات المدارس بلا رقابة...
هذا حــالــنــا... هذا حالنا... ولكن لمن نشكي حـزننا.. وبلاءنا؟؟؟!!!...
يــجــب ألا نشكي ولا نشتكي... لنعطي أنفسنا الزخم الضروري, لنغير أحوالنا, لنغير طريق العنف.. إلى طريق المصالحة والحوار السوري ــ السوري... ولا يوجد أي طريق آخر سوى مصالحة وحوار جديين حقيقيين بين السوريين أنفسهم... وخاصة بين كل من يؤمن بالعقل والحكمة والمنطق... والوحدة الكاملة بين جميع السوريين, دون شعرة واحدة من أي تمييز عرقي أو مذهبي...... هذا أمــلــي...
بــــالانــــتــــظــــار.......
للقراء والقارئات الأحبة, كل مودتي ومحبتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى صديقي الكاهن
- جاري لديه مسدس...
- ما بين جنيف وباريس!...
- صور على الفيسبوك أو كلمات صريحة غير منقحة
- جرائد عربية...تحية إلى نزار قباني
- غوبلز.. مدام كلينتون.. ومساعد وزير الإعلام السوري
- مقال مفيد ضروري
- 2 + 2 = 5
- سياسات عجيبة غريبة
- رد و مشاركة
- تذكر... واقرأ ميخائيل نعيمة.
- سوريا.. يا سوريا.. إلى أين؟؟؟!!!...
- مالي.. مالي مال...حالي.. حالي حال...
- لمن تفيد الجريمة؟؟؟!!!
- جواب بسيط لملامة بعض الأصدقاء
- 24 ساعة بعد خطاب الرئيس بشار الأسد
- صوت وصورة عن طاولة الحوار السورية
- رسالة إلى صديقي الكاهن
- 2012 2013 أمنيات
- فولتير.. فولتير يا معلمي الراحل.


المزيد.....




- أفغانستان: حكومة طالبان تكافح الجفاف بانشاء قناة على نهر أمو ...
- إسرائيل - إيران: من الحرب المفتوحة إلى حرب الظل
- طهران تنفي العودة إلى محادثات جديدة مع واشنطن
- بعد ثلاثين عاما من الصراع : اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراط ...
- نجل أحد الرماة السنغاليين يرفع دعوى قضائية ضد فرنسا بتهمة إخ ...
- بزشكيان يدعو لوقف -التساهل- مع إسرائيل
- الاتحاد الأوروبي: عنف المستوطنين بالضفة يجب أن يتوقف فورا
- حماس تطالب بتحقيق دولي في قتل المجوعين بعد تقرير هآرتس
- عاجل | كاتس: وجهت الجيش لإعداد خطة بشأن إيران تضمن الحفاظ عل ...
- شاهد لحظة إضرام رجل النار داخل مقصورة مترو أنفاق مزدحمة بالر ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - اللي بياخد أمي.. بسميه عمي... يا للعار.