غسان صابور
الحوار المتمدن-العدد: 4000 - 2013 / 2 / 11 - 22:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحية إلى البابا بينيدكتوس السادس عشر
Le Pape Benoît XVI
للمرة ألأولى في عصرنا هذا يستقيل بابا الطائفة الكاثوليكية من منصبه. بعدما كان العرف والعادة أن انتخابه لمدى الحياة. جرأة نادرة من هذا الإنسان الذي لم يعد يتحمل ضغوطات منصبه, وخاصة ضغوطات محيطه القريب من الكرادلة السياسيين, بالإضافة إلى الأحداث العالمية, وما يعانيه مسيحيو المشرق, دون أن يستطيع التدخل لمساعدتهم بشكل منتج فعال.
أحي هذا الإنسان الفيلسوف التربية والدراسة والثقافة الذي يحمل ثقل السنين والتجربة. رغم اختلافي الفلسفي والمعتقدي معه.. لأنني علماني الفكر ولا ألتزم بأي معتقد ديني, رغم ولادتي وتربيتي المسيحية المشرقية.
أحي شجاعته, لأنه ثار على جميع العادات والأعراف والتقاليد والنظم البابوية, وأعلن استقالته لوحده, دون استشارة أحد من محيطه أو مستشاريه, فاتحا جميع الأبواب والنوافذ للأجيال الجديدة من الكرادلة, المتطرفين منهم والمعتدلين, وحتى للأجيال الشبابية المتحررة الصاعدة...
كم أتمنى لو أن حكامنا ورؤساءنا وملوكنا وأمراءنا, يتعظون من هذا الدرس الذي يعطيهم إياه هذا الرجل الذي يملك سلطات عالمية واسعة, رغم أنه لا يملك أية تشكيلات أو قوة عسكرية على الإطلاق, سوى الكلمة والعلاقات الإنسانية, بالإضافة إلى إشرافه المعنوي على المسيحيين في العالم. وخاصة الكاثوليك منهم. بالإضافة إلى محاولاته الصادقة إلى ملاقاة وتجمع المسيحيين في العالم. بالإضافة إلى فتح الحوار الإيجابي بين جميع الطوائف...
أحي فيك رجل السلام, ورسالة السلام قبل كل شيء... وكم أتمنى أن يصمع صوتك ورأيك في الأيام المعدودة التي تتبقى لك , لغاية آخر هذا الشهر, على رأس الفاتيكان, رؤساء الدول الذين يغذون سياساتهم بالتعدي على الدول الأخرى الضعيفة, مشجعين الإرهاب والحروب السرية, لإنقاذ اقتصادهم.. وتمكين سيطراتهم الاستراتيجية, بأساليب ماكيافيللية, حتى يسمعوا منك رسالة السلام بين الشعوب.. وأن السلام والحوار بين الشعوب, هو الطريق الوحيد لإنقاذ مستقبل الإنسانية... وخاصة حتى يعود السلام إلى بلد مولدي ســـوريــا وشعبها الذي يعاني اليوم أقسى المــآسـي وأعتمها, عبر تاريخه.
أحييك أيها الإنسان الطيب... متمنيا لك كل الصحة وديمومة الـتأمل والأمل... مع كل احترامي.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا
#غسان_صابور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟