أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - سوريون... وافدون...مهاجرون















المزيد.....

سوريون... وافدون...مهاجرون


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4052 - 2013 / 4 / 4 - 01:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ســوريــون... وافــدون... مـهـاجـرون
بعد ظهر هذا اليوم, حضرت جلسة علاقاتية, كان فيها عدد من النازحين السوريين الجدد. حيث أن مدينة ليون تجتذب العديد من السوريين الذين غادروا البلد مرغمين هاربين, تاركين وراءهم عملا وبيوتا ومصالح وتجارة. وتاريخ وصولهم إلى هذه المدينة الصناعية التجارية الكبيرة, يعود من مدة سنة إلى شهر. منهم الصيادلة والأطباء والصناعيون والتجار المختلفون. تمكنوا من الرحيل العاجل. لأن إمكانياتهم تساعدهم على الرحيل العاجل!!!......
وكل يوم عن يوم, تتصاعد أعدادهم. في الأيام الأولى كانت تصل إلى ثلاثة أو أربعة عائلات في اليوم الواحد. أما ابتداء من شهر آذار الماضي, كانت مدينة لــيــون تستقبل عشرات العائلات وأكثر. وهذا تضاربا مع تفاقم الأحداث على الأرض السورية, وتصاعد الرعب والتهجير والقتل والخطف والترهيب... وخاصة تصاعد القتل والتقتيل والمعارك التي لا تميز بين موال أو معارض, وفقدان كل ضروريات الحياة اليومية........
هؤلاء المهاجرون, كانوا يحصلوا على الفيزا الفرنسية, ببعض الصعوبات من السفارة الفرنسية في الأردن أو لبنان, نظرا لإغلاق كل المكاتب القنصلية في سوريا... ولكن في النهاية وبعد انتظار خمسة أو ستة أسابيع في عمان أو بيروت, كانوا يحصلون على هذه الفيزا الغالية جدا, نظرا لإمكانياتهم المتوفرة, أو لعلاقات ووساطات. أو لوجود روابط عائلية تسهل لهم الدعوات الضرورية والضمانات والتأمينات للحصول على هذه الفيزا السحرية الصالحة لمدة شهر أو شهرين أو ثلاثة, قابلة للتمديد. مع صعوبات وطوابير انتظار على أبواب الدوائر الرسمية التي تؤمن وتقبل التمديد أو لا تقبل.. مما يدفع هذه العائلات.. أو غالبها.. لطلب اللجوء السياسي. ويبقى عدد هام منها يرفض طلب اللجوء, مفضلا الانتظار الطويل والصعب والمقلق, آمــلا التمديد الطبيعي العادي. وأنا شخصيا, أشجع دوما هذه الطبقة من المهاجرين, اختيار هذه الطريقة وهذا الخط من طلبات الإقامة التي تحافظ على كرامة السوريين جماعيا. كما أنها تحافظ على أمالهم ورغباتهم بالعودة. حتى لا يصبحوا مثل الفلسطينيين ورقة تعاطف سياسية تتقاذفها المصالح الإنسانية (ظاهريا) لمحاربة سوريا الوطن. بأي شكل أو آخر. بالإضافة أنها تفجر كل آمالهم بالعودة يوما إلى بيوتهم ومصانعهم وتجارتهم, ولو أنها أصبحت متفجرة مهجورة مهدمة.
عندما تسمع هؤلاء السوريين. دوما ودائما مرددين نفس الجمل ونفس الكلمات والآهات والدموع.. وكل حسرات وأعراض النوستالجيا وما فقدوا من رزق ورفاه.. ومنهم من يفتقد خاصة إلى المستوى البورجوازي والتسهيلات التي كانوا يعيشونها في دمشق أو حلب أو اللاذقية. ولا يمكن أن يحققوها هنا, رغم الأموال التي جلبوها معهم, بالدولار والأورو, والتي مكنتهم منذ الأيام الأولى من شراء مساكن وسيارات.
ولكنهم لن يتوصلوا أبدا إلى التأقلم على صعوبة الحياة واختلاف العادات والتقاليد.. وخاصة الدقة في المواعيد. الدقة في المواعيد هي العلة الأولى التي تظهر على تصرفاتهم.. وحتى على مواعيد طعامهم... بالإضافة أنهم يشكلون حلقات حلقات جنازيرية مع بعضهم البعض.. للاستعلامات والمعلومات عن التعامل مع البنوك والإدارة المحلية, وتبسيط بعض المعاملات مع الدوائر التي تعطي أو تمدد الإقامة. كما أن غياب الرشوة والبرطيل, عادة يستغربونها, تعقد لهم ــ في نظرهم ــ العديد من المراجعات والمعاملات.. وخاصة طوابير انتظار الدور وساعات الانتظار على أبواب دوائر المحافظة, وما تحتاج من عشرات الثبوتبات والشروحات, لتمديد إقاماتهم المحدودة.. في الــبــدايــة......
هم ككل الغرباء الوافدين لهذه المدينة, التي يأتي إليها يوميا آلاف الغرباء من أفريقيا وأسيا, لطلب اللجوء الإنساني والمعيشي عموما.. والذي يتحول دائما إلى لجوء سياسي.. لا يفتح نادرا, سوى القليل من الأبواب.
ونوستالجيا السوريين الوافدين يوميا من مختلف الطبقات الاجتماعية.. وغالبا الميسورة المرفعة منها... تحمل إلينا آلام البلد وجراحه.. والنوستالجيا مثل الأواني المستطرقة تحمل وتنقل الألم والجراح والأسى إلى المقيم هنا, والذي سرعان ما يشارك ويبكي ويحزن ويحمل الحزن والأسى...
صادفت قليلا من الوافدين النازحين الذين وصلوا من الأحياء المنكوبة, سواء عن طريق بيروت أو عمان, والذين دفعوا ثمن الفيزا وبطاقة الطائرة كل ما يملكون. لأن طبقة من التماسيح غادرت مستنقعاتها وتخصصت ببيع وشراء الخوف والترحيل والتوسط لشراء الفيزا الأوروبية, وسلبت كل ما تملكه هذه العائلات السورية التي تريد الرحيل إلى أوروبا, وأرخصها فرنسا...... ألا يذكركم هذا شيئا يا أصدقائي الفرنسيين... هرب اليهود من فرنسا وتجار ترحيلهم أثناء هجوم الجيش الألماني على فرنسا واحتلاله لها في الحرب العالمية الثانية؟؟؟!!!... والسوريون اليوم أصبحوا لاجئين في كافة أقطار العالم... وهل يستطيعون العودة إلى ديارهم؟؟؟... أنا شخصيا أشــك كليا بهذه الإمكانية...
أشــك بإمكانية عودة ملايين السوريين يوما إلى ديارهم. القادرون منهم.. وغير القادرين... وغالبهم غير قادر اليوم, وغدا وبعد غد... وخاصة أن من خطط هذه المؤامرة الإجرامية على هذا البلد. وسبب كل هذه التفجيرات ومئات ألوف القتلى والجرحى والمعاقين, وملايين المهجرين.. لن يترك أي مجال خلال السنوات القادمة, لأي تطور إيجابي بعودة السلام والبناء والتخطيط السليم لبناء دولة حريات وديمقراطية .. ولا لعودة المهجرين.
لأن الغاية الأولى والرئيسية كانت تفجير البلد وتدمير كيان الدولة....لأن سوريا كانت دائما ــ رغم الــنــخــر والــفــســاد ـ من بعض العناصر التي تغلغلت عمدا في بنيانها الهرمي طيلة أكثر من خمسين سنة... أردد.. كانت دائما حجرة عثرة أمام المخطط البعيد المدى... لتوسع جارتها التي خلقت بدعم أممي شـامل سنة 1948 ثم سيطرت منظوماتها العالمية على عقل الإنسانية وسياساتها وإعلامها.. و على روحــهــا وضـمـائـرهـا!!!...
آمل أن يتوقف تفجير هذا البلد الذي ولدت فيه... وأن يتوقف نــزيــفــه.. حتى تتوقف هجرة أبنائه.. وأن يعود لــه و لــهــم بعض الأمل.......
وللقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي... وأصدق تحية مهذبة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهرة سورية في مدينة ليون
- SYRIA - Gate... SYRIA - Overdose
- عرب و عربان...
- صرخة مخنوقة
- باراك حسين أوباما... أو غيره
- ما بدي كيماوي... بتحسس منو...
- غسان هيتو.. وخان العسل...
- رسالة وداع إلى صديق
- مسيو هولاند.. لمن تعطي السلاح.. رسالة مفتوحة...
- البابا فرانسوا
- لوران فابيوس, مفوض سامي في سوريا
- الرئيس الإيراني في جنازة الرئيس شافيز
- إعادة إعمار سوريا ؟...
- كيري.. كيري.. آه يا سيد كيري !...
- أنحني احتراما
- بلا جدل...
- أعتزل الكتابة...
- دمشق أصبحت تؤام بغداد...
- عودة إلى قصة الدب والجب......
- لنغير الموضوع....


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - سوريون... وافدون...مهاجرون