أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أبحث هن هذا الإله...














المزيد.....

أبحث هن هذا الإله...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4055 - 2013 / 4 / 7 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أبحث عن هذا الإله......
كلما سمعت كلمة تكبير.. تكبير...بعد صور قتل وتفجير ودمار.. وبنادق ترفع بالسماء فوق بقايا جثث مقطعة مشوهة... يزداد ابتعادي عن هذا الإله الذي توهب له هذه الضحايا, وهذه القرابين من المدن المهدمة المخربة الحزينة.. وأتساءل عن وجوده... وأبحث عنه.. وأتمنى لو أستطيع مساءلته ومحاسبته, عما تفعل جماعاته وأحزابه وقتلته باسمه!...
أنظر اليوم إلى بلد مولدي, ســــوريــا, هذا المكان الذي غادرته أولى أيام شبابي, مرغما, مكرها, متألما, لأنني كنت أعتقد حينذاك, أنه لم يتبق لدي أية نافذه أنظر من خلالها إلى ما تبقى من حريتي وفكري وأحلامي وآمالي. فتركته...وغادرت مدينتي... ولكنني كنت دائما أعتقد أنه ما من غزاة, بأي يوم من الأيام, يمكنهم أن يغيروا صور طفولتي وشبابي. وأن عراقة حضارته, هي التي سوف تهيمن على قباحة أي غــاز, أو طــاغ, مهما كانت صلابته وجبروته...
ولكنني لما تابعت منذ سنتين, يوما بيوم, عبر وسائل الإعلام الحديثة والتي لا يتعاطف غالبها, مع من يحكمونه من سنين طويلة, ورأيت جحافل الغرباء, ممن بدأوا يتوافدون إليه, بحجة التقرب من هذا الإله, الذي لم يكن ضاربا قاتلا منتقما, ملتزما بفئة أو بأخرى, في بدايات تربيتي وطفولتي...تعجبت.. غضبت.. تساءلت.. تساءلت عن وجوده... ماذا يفعل هؤلاء الصارخون القتلة على أرض بلدي... ولماذا لا يذهبون لتحرير مدينة القدس, التي قيل لي ألف مرة أنها سفارة هذا الإله على أرض البشر... والتي تداس وتحتقر ويذل أهلها ألف ألف مرة كل يوم...
لماذا يحرقون حلب وحمص ودمشق ويهددون اقتحام اللاذقية, كأنهم يفتحون سالينغراد أو أبواب بواتييه, التي صمدت أمام فتوحات أجدادهم من مئات السنين... صارخين كل مرة تكبير.. تكبير... ولا أسمعه يقول لهم.. كفا.. كفا أيها الأغبياء. أنتم تحرقون وتفجرون مدن السلام والطيب والحضارة... وســوريـا خلقت قبل ابتداع وخلق جميع الأديان... وجمالها وحضارتها وطيبها, كانت أصدق من كل الأديان...
لم اسمعه يقول لهم كفا.. كفا... لذا أسائله وأسائلهم, أي إله تكبرون؟؟؟...وعلاما تتشاركون في السبي والغزو والقنص والقتل والترهيب وكره الآخرين.
تدمرون.. لغاية التدمير. وتفجرون.. لغاية التفجير والتخريب.. وتقتلون.. لغاية القتل.. ولأن القتل في جيناتكم. وحتى عندما تفجرون أنفسكم. لا لغاية نبيلة أو سماوية كما تدعون... إنما للالتحاق فورا بالحوريات التي غرركم بها شيوخكم وفقهاؤكم, ومن يطبل لهم من تجار الدين والفتاوي.....
أسائل إلــه تكبيركم... إن كان هو نفسه الذي أرسل موسى, وبعده ابنه عيسى المسيح.. وبعده محمد, إلى هذه البقعة من العالم... كيف يقبل أن يموت كل يوم مئات ومئات من أبنائه على يد السنة لأن الضحايا شيعة.. أو مئات ومئات من السنة بأيدي وقنابل الشيعة, على أرض العراق.. على أرض سـوريا.. وكلهم مسلمون.. كلهم مسلمون من أبنائك.. وبين الاثنين يموت يوميا مئات ومئات المسيحيين الذين هم أبناؤك أيضا.. يموتون مجانا, زورا وبهتانا.. نعم زورا وبهتانا.. وأنت.. صامت لا تقول أي شيء...
وبما أنني قانع كليا أن كل هؤلاء الضحايا... كل هذا الخراب.. كل هذا التفجير... كل هذا التهجير كان زورا وبهتانا.. ومؤامرة على حرق سوريا وتهديمها ومحوها من التركيبة العالمية الأممية, لخدمة مطامع ومصالح عالمية أممية.. وخاصة صهيونية.. وأضيف بترولية وغازية مستقبلية.. ومشاريع اسرائيلية توسعية, تغير خارطة الشرق الأوسط كله... فورطوا اسمك بكل هذا... وأنت لست سوى شيخ جليل اسطوري منقول من كتب جيل إلى جيل, صوره بعض المحترفين لغايات تطبيع وتجنيد جحافل الأغبياء الجهلة...واسـتـعـبـادهــم. لأنك لو كنت حقيقة, لما قبلت ـ حتما ـ بكل هذا الإجرام, وهذه الجرائم الإنسانية التي ترتكب باسمك من آلاف السنين, وحتى هذه الساعة في العالم كله.. وخاصة على ما سمي على أراضي المشرق.. وعلى أرض ســـوريــا البائسة الجريحة الباكية الحزينة هذه ايام... والقادم ـ على ما يبدو ـ أجرم واعظم.. وأسود!!!
المسؤولية اليوم على البشر الذين يتابعون القتل والتقتيل.. نقطة على السطر................
للأحياء ــ الأموات الباقين في سوريا, للصامدين بلا أبسط ضروريات المعيشة اليومية, كل حبي ومشاركتي وألمي, وبقايا صرختي المخنوقة. آملا أن يسمعوا صوتي... وكم أتألم أن موقع الحوار, ما زال محجوبا عندهم.. وأنه لا يمكن قراءته إلا بصعوبات جمة......
وللقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ ليون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريون... وافدون...مهاجرون
- سهرة سورية في مدينة ليون
- SYRIA - Gate... SYRIA - Overdose
- عرب و عربان...
- صرخة مخنوقة
- باراك حسين أوباما... أو غيره
- ما بدي كيماوي... بتحسس منو...
- غسان هيتو.. وخان العسل...
- رسالة وداع إلى صديق
- مسيو هولاند.. لمن تعطي السلاح.. رسالة مفتوحة...
- البابا فرانسوا
- لوران فابيوس, مفوض سامي في سوريا
- الرئيس الإيراني في جنازة الرئيس شافيز
- إعادة إعمار سوريا ؟...
- كيري.. كيري.. آه يا سيد كيري !...
- أنحني احتراما
- بلا جدل...
- أعتزل الكتابة...
- دمشق أصبحت تؤام بغداد...
- عودة إلى قصة الدب والجب......


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - أبحث هن هذا الإله...