أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - عسى أن يدركوا يا -مدارك-














المزيد.....

عسى أن يدركوا يا -مدارك-


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3487 - 2011 / 9 / 15 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غاب 144 نائباً عن الجلسة التاسعة والعشرين للبرلمان، التي عقدت يوم الاثنين 12 ايلول الجاري، مما ادى الى تأجيل التصويت على صحة عضوية النائبين جمال شيبان حمادي الكيلاني وعمار حسن عبد علي. فالنصاب الضروري للتصويت على صحة العضوية، والبالغ 217 نائبا، لم يكن متوفرا.

ويبدو أن غياب أعضاء مجلس النواب غدا ظاهرة متفشية لا سبيل لتجاوزها. فليس هناك رقيب ولا حسيب، وسبق لـ "المرصد البرلماني العراقي" التابع لمؤسسة "مدارك" ، أن أشار الى هذه الظاهرة في تقاريره الفصلية عن عمل البرلمان، وآخرها التقرير الفصلي للشهور أيار، حزيران، تموز 2011، حيث تكشف أرقام الغيابات التي أحصاها المرصد ووثقها، ظاهرة خطيرة تؤثر سلباً على دور البرلمان وأدائه. كما تؤشر عدم اهتمام أعضاء المجلس حتى بالحضور الشكلي، وهو أبسط الواجبات الوظيفية التي تمكنهم ولو قليلا من مواجهة السخط العام على ادائهم المتواضع ورواتبهم الباهظة وامتيازاتهم الكبيرة، ناهيكم عما يشكله هذا الحضور من بعض احترام لثقة الشعب التي منحها لهم (ولو أن البعض منهم لم يحصل الا على بضع عشرات من الأصوات).

لكن الأغرب من ذلك هو عدم اكتراث الرأي العام بما تضمنه تقرير المرصد المهم، حيث لم يحظ بالتغطية الاعلامية التي تتناسب وأهميته، ولم يجر تناوله بالعرض والتحليل وإضاءة القيمة الكبيرة لإشاراته الموثقة الى أخطر الظواهر السلبية في عمل مجلس النواب.

من جهة أخرى وبعيداً عن أرقام ومعطيات تقرير المرصد واستنتاجاته المهمة، وعودة ً الى جلسة البرلمان يوم الاثنين الفائت المشار اليها أعلاه، والتي أنجز فيها مجلس النواب التصويت على 44 من أصل 227 مادة من مواد نظامه الداخلي، يجد المرء نفسه أمام سؤال ملح حول الفترة التي يتطلبها انجاز التصويت على بقية المواد البالغة 183 مادة! هذا اذا علمنا أن أكثر من سنة ونصف السنة مرت على انطلاق أعمال مجلس النواب الحالي دون أن يكون له نظام داخلي أصلاً. فكيف لمجلس لم يقر نظامه الداخلي حتى الآن، أن يؤدي واجباته السياسية والتشريعية والرقابية، في وقت تعصف بالبلد أزمات سياسية خطيرة، وفساد مالي واداري تمترس في مفاصل الدولة، ونظم نفسه في مؤسسة كبيرة يعترف الجميع بوجودها، وصار مستحيلا على أي امريء ان يتجاهل دور "مؤسسة الفساد" ونفوذها؟

لم يدرك أعضاء البرلمان، على ما يبدو، أهمية دور منظمات المجتمع المدني وتقاريرها في رصد الاداء، والتي كشفت حقيقة أن مؤسسة سياسية – تشريعية - رقابية بجحم مجلس النوب، يشكل الغياب بين أعضائها نسبة ملفتة للنظر، ويضعها في موقع يصعب عليها فيه أن تكون مثالاً ايجابياً. وعندئذ يصبح السؤال عن جدية عمل المؤسسات الأخرى سؤالاً موجعاً. لذا بات مفهوماً لنا سبب عجز مجلس نواب عن محاسبة وزير فاسد أو ضعيف الاداء. أما الوزراء الذين لاحقتهم تهم الفساد فكانت صفقة استقالاتهم وفق مبدأ (التقاعد مقابل حفظ الملف) مساومة لحفظ ماء الوجه.

وبما أن الامور تسير في العراق بالشكل العجائبي المعروف، فلربما يطلب منا ذات يوم أن نسيّر مظاهرات نشكر فيها البرلمان على أدائه! دون خشية من "مدارك" وأخواتها من مؤسسات المجتمع المدني الجادة، التي تؤدي دورها في رصد الظواهر السلبية، والتبشير بكل عمل ايجابي، والترويج لثقافة المحاسبة والشفافية.
وعسى أن يدركوا .. يا "مدارك" !



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الشبيحة- رهان خاسر
- الاقالة والاستقالة
- -تقفيص- دولي
- الاستخدام المزدوج
- إفساد السياسة وسياسية الإفساد
- ذاكرة سياسية
- ماذا ..لو؟
- حل الازمة يكمن في الدستور
- عرف ما يأتي؟!
- فكرة لإنهاء حركة الاحتجاج
- حديث ساحة التحرير
- مسكينة .. حقوق الإنسان!
- كي لا تسكب الماء على لحيتك!
- -سي السيد- في كواليس الحكم
- القطار على السكة! نحو موقع سيادي للبطالة المقنعة
- عسكرة المجتمع.. خطر داهم
- عن مؤسسة الفساد
- كاتم الصوت... كاتم الرأي
- الزرقاوي و زيت الطعام الفاسد
- الاستقرار المزعوم والقول الأثير


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - عسى أن يدركوا يا -مدارك-