أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - كيف تموت الملائكة... فيلم هندي اصلي














المزيد.....

كيف تموت الملائكة... فيلم هندي اصلي


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3200 - 2010 / 11 / 29 - 10:28
المحور: كتابات ساخرة
    


كان من الطبيعي قبل اكثر من ألف سنة ان يصدق الناس القصص الدينية والاساطير التي تنسج حول الشخصيات الدينية او اعلام الاسماء. اقول من الطبيعي لان الناس في ذلك الوقت لم يجدوا امامهم سوى الوقت لايجدون امامهم الملا او شيخ القرية وهو يقص عليهم مالذ وطاب من القصص التي تشبع فضولهم وتدحرج وقتهم حتى يحين الظلام حيث السرير وأم العيال.
في هذه البيئة برزت 3 شخصيات استطاعت السيطرة على عقول الناس لفترة طويلة وحتى كتابة هذه السطور. اولهم الحاكم بامر الله وهو الذي بيده كل شيء فهو الآمر الناهي ولامرد لقضائه،اذا قال فعل واذا غضب قتل واذا عبس امتلأت السجون، الويل لمن يعصيه بل الويل لمن يتهاون في تنفيذ الاوامر ، الكل له ساجدين، ينحنون له في الدخول وكذلك في الخروج مع مراعاة عدم ادارة مؤخراتهم له حتى بعد خروجهم من باب القصر العالي، وهو بالتالي حل محل عزرائيل قابضا للارواح كما انه مانحا للحياة عبر زرع منوياته في ارحام الجواري والغانيات.
اما الثاني فقد حباه الله بنعمة القراءة والكتابة في زمن لايعرف الناس فيه الفرق بين القاف والحاء وهذا النوع اطلق عليه مجازا اسم الكتّاب او المؤلفين، وكان رهط هذا النوع قريبا من السلطة يمتثل باوامر الحاكم بامر الله حيث يجلسه في الليل ويملي عليه مايريد بعد ان يبلل ريقه باربعة كوؤس من عصير التمر المنقى. ولانه قريب من السلطة فهو يشعر بالكبرياء والعظمة وليس من اللائق ان يخرج الى العامة ليقرأ عليهم ماأنتجه عقله من درر بل يترك الامر لاصحاب اللحى فهم خلقوا ليكونوا ببغاوات للمؤلفين حيث يسمعون العامة القصص الرائعة والاساطير المنسوجة حول عظماء الدين ، ويفتح العامة افواههم دهشة واحتراما لمثل هؤلاء البشر الذين انعم الله عليهم بهذه البركة.
ويمضي الزمن وتنقسم العامة الى قسمين، الاول يحلم بان يكون من اتباع هذا الرجل العظيم الذي سمع عنه ويأتمر بامره والثاني جمع قليلا من المال ليبني مزارا لهذا العظيم او ذاك ويدعو الناس لزيارته والتبرك بمآثره لقاء نذر يكون على شكل سيولة نقدية او خروف محشي او قطعة ذهب خالصة او غيرها وكلها تدفع الى "الكشواني" المشرف على هذا المزار.
وكان من بين اكثر الكتاب جرأة وخيالا هو ابن الجوزي فقد تجرأ وجلس مع الله اثناء موت الملائكة وشاهد رب العزة وهو يأمر عزرافيل ببدء عملية النفخ، ولكل نفخة لها اوامرها فتعالوا نرى ماهو تأثير هذه النفخات ولكن قبل ان انقل لكم نصوص النفخات لابد ان اذكر ان هناك الكثير من (الهبلان) مايزالوا يعيشون بيننا باجسادهم اما ارواحهم فهي مع امثال ابن الجوزي. ان الذين يقرأون لابن الجوزي الان هم تماما مثل ما يركبون الحمير في حديقة البيكاديلي.
يقول ابن الجوزي في كتابه (بستان الواعظين ورياض السامعين): بعدما ينفخ اسرافيل عليه السلام في الصور
النفخة الأولى، تستوي الأرض من شدة الزلزلة فيموت أهل ‏الأرض جميعا،وتموت ملائكة السبع سموات والحجب والسرادقات والصافون والمسبحون ‏وحملة العرش وأهل سرادقات المجد والكروبيون . ويبقى جبريل وميكائيل واسرافيل ‏وملك الموت وابن الجوزي. اما التراجيديا الحقيقية فهي في موت جبريل الذي رآه ابن الجوزي كيف يموت بعد ان منحه الله وسام المشاركة في مشاهد’ موت الملائكة وفعاليات يوم القيامة.
يكمل ابن الجوزي :يقول الجبار جل جلاله : يا ‏ملك الموت من بقي؟ وهو أعلم. فيقول ملك الموت :سيدي ومولاي أنت أعلم..بقي إسرافيل ميكائيل جبريل وعبدك الضعيف ملك الموت خاضع ذليل قد ذهلت نفسه ‏لعظيم ما عاين من الأهوال
فيقول له الجبار تبارك وتعالى : انطلق إلى جبريل فأقبض ‏روحه فينطلق إلى جبريل فيجده ساجدا راكعا فيقبض روحه.
نفخة واعود اليكم.
يكمل ابن الجوزي:
يقول الجبار جل جلاله : يا ‏ملك الموت من بقي؟وهو أعلم فيقول ملك الموت :سيدي ومولاي أنت أعلم ،بقي جبرائيل ياسيدي فيقول له :ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين قد مات بنو ادم وأهل الدنيا والأرض والطير والسباع والهوام وسكان‏السموات وحملة العرش والكرسي والسرادقات وسكان سدرة المنتهى وقد أمرني المولى بقبض روحك! فعند ذلك يبكي جبريل عليه السلام ويقول متضرعاً إلى الله عز وجل :يا الله هون علي سكرات الموت
( يا الله هذا ملك كريم يتضرع ويطلب من الله بأن يهون عليه سكرات الموت وهو لم يعص الله قط فما بالنا نحن البشر ونحن ساهون لا ‏نذكر الموت إلا قليل ) فيضمه ضمة فيخر جبريل منها صريعا، فيقول الجبار جل جلاله : من بقي يا ملك الموت وهو أعلم فيقول: مولاي وسيدي بقي ميكائيل وإسرافيل ‏وعبدك الضعيف ملك الموت
ونفس النفخات التي هي قابضة للارواح تتكرر مع اسرافيل وميكائيل ثم يأتي المشهد الاخير فقد بقي ملك واحد امام الله هو ملك الموت فيقول ‏الجبار عز وجل : وعزتي وجلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي انطلق بين الجنة والنار ومت.(ياسلام تخيلوا مدى السادية التي تعتبر مكافأة نهاية الخدمة).
فينطلق بين الجنة والنار فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك وتعالى أمات ‏الخلائق لماتوا عن أخرهم من شدة صيحته فيموت. ثم يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول :
يا دنيا أين أنهارك أين أشجارك وأين عمارك؟
أين الملوك وأبنا ء ‏الملوك وأين الجبابرة وأبناء الجبابرة؟
أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوا في نعمتي ‏وعبدوا غيري,
لمن الملك اليوم؟
فلا يجيبه أحد ‎‏ ‏فيرد الله عز وجل
فيقول : الملك ‏لله الواحد القهار
اضيئت القاعة وخرج الجمهور الا بعضهم ظل محدقا في الشاشة الكبيرة التي سموها شاشة السينما الفضيةوقد كتب عليها بالخط الكوفي (النهاية).



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أي هراء تقولون وتفعلون ايها السادة
- خمس بطات وخروف العيد
- كمال سانجا يؤكد: شاي الوزة حلال
- الله ليس ضابط مخابرات عراقي
- آه ديكي..مكياج حلال
- قتال الديكة وكشف السر الغامض
- لم تستح ياوزير التربية فافعل ماشئت
- كلنا وياك نوري المالكي
- راحت عليكم ايها المجاهدون
- في العراق..بيت الله بالمزاد العلني
- مارأيكم دام ظلكم؟؟
- هلهولة ..الحلو في لاهاي
- انت شيعي انا شيعي ، انت سني انا سني
- ماقاله نائب الرئيس في يوم الخميس – ملحق سردقي عن البصرة
- اللطم الصامت في سردق البصرة الخافت
- التيار الظهري ليمتد
- ميوشه بين حانة ومانه
- يامحلى الفول بعون الله
- تقنيات جديدة في ضرب النساء بالجرة او بالماء
- خلاني الوكت بس اترس وابدي*


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - كيف تموت الملائكة... فيلم هندي اصلي