أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رضا محافظي - ماذا عن المخطوفين العراقيين ؟














المزيد.....

ماذا عن المخطوفين العراقيين ؟


رضا محافظي

الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 04:31
المحور: حقوق الانسان
    


خلال زيارته لليابان في شهر فبراير 2007 م، استقبل نائب الرئيس الأمريكي، ديك شيني، أفرادا من عائلة اليابانية "ميغومي يوكوتا" التي يقال أنها من بين الأشخاص اليابانيين الذين اختطفتهم كوريا الشمالية خلال الحرب الباردة. و قد اعتبر شيني بهذه المناسبة أن قضية المخطوفين "مشكلة خطيرة" بين البلدين و أنها تعيق أي تطبيع للعلاقات بينهما. و لم يقتصر لقاء ذوي المخطوفة مع المسئولين الأمريكيين على نائب الرئيس الأمريكي فقط، فالرئيس بوش ذاته كان قد استقبل والدة اليابانية المخطوفة في البيت الأبيض خلال سنة 2006 م مبديا تعاطفا مع قضيتها و مساندة لها أمام الإعلام العالمي.

لا أدري هل دار بخلد كل من شيني و بوش ما يحدث في العراق و هما في أوج زهوهما بالدفاع عن قضية المخطوفين اليابانيين و هل لاح لهما – و لو في الخيال- شبح الاختطاف الذي يرهب كل عراقي يخطو عتبة منزله في الصباح متوجها إلى عمله أو مقعد دراسته، و يجثم على صدره و هو يحاول الخلود الى النوم في المساء في ظلمة ليل صار يحدث فيه الكثير من المآسي لشعب بريء. هل ما يحدث في العراق من آلام و هل عشرات المئات من المخطوفين و القتلى و المهجرين و غيرهم "مشكلة خطيرة" في عقل شيني و بوش أم لا ؟. بالتأكيد لا، لأن كل ذلك لا يضر مصالحهم السياسية و ربما الشخصية.

لا يعدو لقاء شيني و بوش بذوي المخطوفة أن يكون حلقة من الحلقات التي يعرفها الصراع بين كوريا الشمالية و الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الملف النووي لا غير. في منطق السياسيين الأمريكيين الحاليين، كل شيء مباح من أجل تحقيق الغاية المرجوة. احتلوا بلدا و شتتوا أهله و دمروا مستقبله و ألحقوا الأذى الكبير بالمنطقة كلها، و لن يكون صعبا عليهم أن يستغلوا قضية مخطوفين بسطاء من أجل المساومة بها في قضية سياسية أكبر منها بكثير. السياسة حين تكون خارج دائرة الأخلاق الإنسانية تنحط إلى أسفل الحضيض مثلما برهنت على ذلك إدارة بوش باقتدار حقير خلال ممارستها لسياستها الخارجية في السنوات الأخيرة.

لو كان لبوش و شيني، و معهما بلير و كل من ساندهم في أول جريمة حضارية في القرن الجديد، ذرة اهتمام بالمخطوفين و بمصيرهم و معاناة أسرهم و ذويهم، فالآلاف من هؤلاء يوجدون أمام أعينهم على التلفزيونات و في التقارير المتعلقة بقوائم العراقيين المقهورين الذين وصلت إليهم "حضارة" الغرب في ربيع 2003 م و شملتهم "ديمقراطية" الأمريكان العسكرية. بالتأكيد لن يأبهوا لهم، فهم في كل مناسبة يصرحون أنهم لم يندموا على احتلال البلد و على قرار الحرب و ليس لهم ما يتقاسمونه من مشاعر مع باقي الانسانية.

لعائلات المخطوفين اليابانيين كل الحق في البحث عن أفرادها الغائبين، و لها كل الحق في طرق كل الأبواب و فتح كل النوافذ التي تساعدها على حل معضلاتها. لكن عار على الإدارة الأمريكية أن تنافق باستغلال هذه القضية بطريقة خسيسة في معالجة مشكل آخر في الوقت الذي يشاهد العالم أجمع فظاعة الجرائم التي ألحقتها تلك الإدارة ببلد جميل مثل العراق و بشعب له من الأصالة و النبل ما ليس لدى غيره. لن يخدع ذلك شرفاء العالم و لن يمسح الدم العراقي من جبين الإدارة التي سفكته و ستبقى المآسي التي يعيشها الشعب العراقي أحلاما مزعجة تقض مضاجع من تسببوا فيها.



#رضا_محافظي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المسألة النووية
- الجرائم الفرنسية بالجزائر...ليست للمزاد
- الهروب من اسرائيل ، مصدر فناء الكيان
- لو كان لهم حظ من حزن كلاشنيكوف !
- درس من اليابان
- ؟ GOOGLE EARTH ماذا وراء
- منا تعلموا هدر حقوق الانسان
- هجرة أدمغتنا الى فرنسا
- مصداقية المؤرخ و مهنية الصحفي
- من لافريقيا ؟
- الجزائر تعانق فلسطين
- هوان على هوان
- قوقل يقود حرب الخصوصية…فهل يربحها ؟؟؟
- تجار الموت
- تجار الموت
- التغيير من الخارج
- عندما يرعبنا … طير
- الوتر الثامن
- لا بدّ من رضاهم
- الديمقراطية الملكية


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رضا محافظي - ماذا عن المخطوفين العراقيين ؟