أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي















المزيد.....

الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1855 - 2007 / 3 / 15 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


"لقد قاموا بالاختباء داخل آبار الرمال، حاولوا التواري، وتغطية أنفسهم بفروع النخيل. القليل منهم رد علينا بالنار." ليس هذا مشهدا من فيلم هوليودي، وإنما وصف ما حدث في حرب 1967 على لسان أحد المشاركين فيها والذي تم إجراء حوار معه في الفيلم الإسرائيلي الأخير "روح شاكيد". الفيلم الذي دفع إسرائيل الآن إلى حالة الجنون الحالية، للنفي المهووس للوقائع المذكورة حول قتل الأسرى المصريين.
تبدأ القصة بالفيلم الذي يصف أحداث نهاية حرب 1967 التي اضطرت فيها وحدة شاكيد لمطاردة وتصفية عناصر كوماندو (مصريين) كانوا في قطاع غزة وحاولوا الوصول إلى سيناء، في أثناء المطاردة لعدة أيام بواسطة طائرات الهليكوبتر، و في النهاية، "تم إحصاء حوالي 250 جندي كوماندو قتيلا" كما يشير المخرج.
في منتصف الفيلم تفلت بعض العبارات من المتحدثين، وهم من كانوا متورطين بشكل مباشر في عمليات الوحدة أثناء الحرب في سيناء. يجمع مخرج الفيلم شهادات ثلاثة أشخاص، قائد السرب، عميد في الاحتياط، ووزير البنية التحتية الحالي، بنيامين (فؤاد) بن إليعازر، نقيب في الاحتياط أمتسيا حين وعقيد ياريف جرشوني. يدور الحوار كالآتي:
جرشوني: "استلمنا مروحيتين سيكورسكي. كانت طائرات البايبر تحدد مواقعها من اعلى، وتقوم بتوجيهنا، وكنا نهبط نحن، نثور عليهم ونقتلهم. كان فؤاد (بنيامين بن إليعازر) يسجل على البنطلون عدد القتلى. هم كانوا خائفين بشكل كاف.
حين: علينا الإشارة لهذا والقول أنه كان زائدا عن الحاجة. لم تكن تلك القوى تعرضنا للخطر. لقد جئنا نحن من فوق.
بن إليعازر: هذه الكتيبة، التي عانينا منها كثيرا "في الحرب" كانت تقوم يوميا بشيء أو آخر ضدنا.
جرشوني: كان في الموضوع شيء ما من الانتقام. كنا نشعر بغضب رهيب بعد الحرب.. حافظوا على هذا سرا. لم يتحدثوا عنه لفترة طويلة، حيث كان هناك عنصر من العمل غير الرسمي، غير المنظم. لم يكن لدينا هدف يمكن للجميع شرحه.
حين: كانت المشكلة أننا نفذنا هذا. هذا هو الخطير. لم نقم بإجراء حسابات مناسبة. في نهاية الحرب كنا دجاجا. ليس لدي أي كلمة أخرى.
جرشوني: في الوقت المناسب، لم تكن لدي أي من المشاركين أية مشكلة.
بن إليعازر: الكتيبة (المصرية) كانت مزودة بالسلاح وكانت مهمتنا ان نلاحقها. لم يطرح علينا المجتمع أسئلة. كان المجتمع غارقا في قداسة المهمة.
حين: لم نقم بالحسابات اللازمة. في الماضي. لو كنا نملك ما نملكه اليوم، كان يمكننا التوقف، بل وأن نرفض الأمر."
من هنا يتضح عدم شرعية العملية، عنصر الانتقام التي فيها، ولكن هاآرتس، و في معرض دفاعها عن الوحدة العسكرية محل الحديث، تقول: "في نهاية الامر، لم يكن لدى وحدة شاكيد سبب للتفاخر بالعملية، ولكن الأمر لا يتعلق بقتل أسرى، كما زعمت الصحفية المصرية "الأهرام" بعد بث الفيلم. الأمر يتعلق بأعمال انتقامية، حملة اصطياد منظمة لجنود لا حول لهم، لم تكن لديهم أية فرصة للهروب من نيران المحاربين الإسرائيليين الذين يطلقون عليهم النار من السماء."
تنهي هاآرتس تعليقها بإضافة هامة: "لو كان شخص ما قد حاول أن يوثق وقوع عملية قتل للأسرى من عدمها في حرب الأيام الستة لم يكن ليسمح له في نهاية الأمر بعرض الفيلم."
أما صحيفة "يديعوت أحرونوت" فتجري تحقيقا مع بعض من محاربي الوحدة العسكرية "شاكيد" التي تطرق إليها الفيلم. يعارض الجميع رواية الفيلم مع القدر المطلوب من التناقضات الداخلية.
يتساءل رئيس جمعية وحدة شاكيد، شلومي جرونر، بعصبية: "هل تتخيل 250 شخصا يقفون مقيدين وجنود إسرائيليين يقتلونهم؟ هذا ببساطة غير صحيح. كان النار يوجه باتجاه العدو، وهو كتيبة كوماندو فلسطينية كانت منقسمة إلى خلايا، وتختبئ في النهار بين النخيل وتخرج في الليل للهجوم على القوافل الإسرائيلية التي ترحل في اتجاه القناة."
أما عميد الاحتياط أمتسيا تسور، وهو قائد سابق لوحدة شاكيد، فيرفض القول بأن جنود الوحدة أطلقوا النار على أسرى. يقول: " القول بأن هؤلاء هم أسرى هو جنون. لم يكن أحدهم قد أستسلم أو حتى فكر في الاستسلام. لقد كانوا جنودا نظاميين اختبأوا في الوديان بين الحسك، وكانوا يؤذون قواتنا في الليل عندما كانت تتحرك في اتجاه القنطرة. تصرفنا كما ينبغي على الجنود أن يتصرفوا. عندما تصل مع جنود إلى غابة وهناك احتمال أن يكون العدو مختبئا، فلابد أن تفتح النار، وهذا ما فعلناه. لو كنت أنزلت الجنود إلى المخبأ كنت لأكشف جنودي أمام الخطر من جانب الجنود المصريين."
لا يكتفي تسور بالتصريح غير الواعي أن القتلى هم مصريون، على عكس زميله الذي أكد على هويتهم الفلسطينية، وإنما ينتقد أيضا زميليه في الوحدة الذين أدليا بشهادتيهما في الفيلم: "لقد نبع كلامهم من خلال الإحساس اللانهائي بالذنب. نحن مذنبون في كل شيء، بما فيه قتل المسيح وستالين وبوذا. هؤلاء الأشخاص الرقيقون شعروا أنهم لو نشروا أفكارهم فلسوف يساعد هذا على التقريب بين القلوب."
في دولة كإسرائيل، لا يصبح المتورط الأساسي في القضية هو بنيامين بن إليعازر، منفذ المذبحة، وإنما موتي شكلار، رئيس مصلحة البث التليفزيوني، الذي سمح ببث الفيلم. ينشر شكلار بيانا يهاجم فيه ما نشر قائلا: "في الأيام الأخيرة نشرت معلومات غير صحيحة عن حقائق تم طرحها في الفيلم. اقتبست الصحافة أقوالا بدت كما لو كانت قد قيلت في الفيلم حسب كلام كتاب في صحف مصرية معينة، بدون التحقق من إذا كانت الكلمات قد قيلت فعلا في الفيلم أم لا."
وبانتقال الفيلم إلى ملف الخارجية، ويصبح مؤشرا هاما على تدهور العلاقات المصرية الإسرائيلية، تنشر وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانا على موقعها الإلكتروني تقول فيه أن: "إسرائيل تنظر بقلق وبجدية إلى حملة التحريض والتشهير المدارة في البرلمان ووسائل الإعلام المصرية، مثل الهجمات الشخصية على سفير إسرائيل في مصر، وهي الهجمات التي تدعو كذلك لهدر دمه."
كما تدعو، في محاولة لغلق ملفاتها الإجرامية المفتوحة، لنسيان التاريخ في قولها: "بعد رحلة السادات التاريخية للقدس بثلاثين عاما وبعد توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين وافتتاح عصر جديد في الشرق الأوسط بثمانية وعشرين عاما، لم يعد هناك مكان في الدولتين للانشغال بقضايا تاريخية من الماضي البعيد وبشكل خاص إذا لم يكن هناك من أساس للمزاعم المطروحة."
يضيف بيان الخارجية: "نحن واثقون ومتأكدون أن حكومة مصر سوف تقوم بالمطلوب منها لطرح الوقائع على حقيقتها أمام الشعب المصري وأنها سوف تقوم باللازم من أجل تهدئة الأنفس."
أما تسيفي برئيل، الصحفي بهاآرتس والمتخصص في الشئون العربية، فيرد على بيان الخارجية بطريقته. يقول في مقال يحمل عنوانا لافتا وهو "كم جنديا قتلتم اليوم؟" بالصحيفة: "هنا تكمن السخرية في مطالبة إسرائيل وزير الخارجية المصري "بتهدئة الشعب" في مصر. الشعب المصري يبحث عن إجابات وليس عن تهدئة. هو يريد أن يقتنع أن حكومته لا تكنس جثث الجنود المصريين تحت رمال سيناء بغرض إسكات أي نقد ضد إسرائيل، يريد الاقتناع أن حكومة إسرائيل لا تخدع حكومته.
يضيف برئيل: "لذا فالمشكلة ليست إذا كان الفيلم الوثائقي يتحدث عن جنود مصريين أو فلسطينيين، أو إذا كان السياسيون المصريون الذين سيشاهدونه سينجحون في إقناع الجمهور بأنه فعلا لم يتم قتل إلا الجنود الفلسطينيين. المشكلة تكمن في الحصول على ثقة الجمهور المصري في دولة وقعت معنا على اتفاق سلام. لن تنجح نسخة من فيلم في القيام بهذا، وإنما تحتاج المسألة لسياسة شاملة. سياسة تتفهم أن الجمهور العربي، في مصر أو الأردن أو في أي دولة عربية أخرى، سيجد صعوبة في الإحساس بالهدوء طالما لا يزال مدنيون فلسطينيون يقتلون ولا تزال أراض عربية واقعة تحت الاحتلال. بدون هذا "سوف يظل "روح شاكيد" عََرَضا فحسب يتم تسكينه حتى الانفجار القادم."



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية الأسرى المصريين: جنون الذبح الإسرائيلي
- فيلم بوفور بعد فوزه في مهرجان برلين: العقدة الإسرائيلية من ل ...
- معرض القدس الدولي للكتاب.. بين علامتي تنصيص
- عادل جندي في كتابه:-الحرية في الأسر-.. العجز عن تأويل العالم
- الشاعر بني تسيبار: البلدوزر سلاح ضيوف القدس غير المهذبين
- الفنان الفرنسي ستيفان أويه: هكذا جعلت مارسيل بروست صورا وفرا ...
- محمد اركون: لا يمكن الربط بين الدين و الديمقراطية
- أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب
- الناشرة الفرنسية تريزا كريميزي: في انتظار فتح الباب العربي
- محمد أركون: ماذا نحتاج أكثر من ابن رشد؟
- محاولة جديدة لنسبة الهرم إلى العبرانيين
- سعد الدين ابراهيم يحاضر امام جمعية لمحبي المصريين في اسرائيل ...
- الشاعر المصري عماد فؤاد: في بلجيكا مثلما في إمبابة، الأصولية ...
- روعة الديكتاتور وعمى المثقف.. مخلوقات محفوظ الملتبسة
- محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين
- صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية
- رسائل من غرفة اعدام صدام
- عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكامي ...
- الرسالة الكامنة للانتحاري
- معارضو الشارع واولاد الشوارع


المزيد.....




- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - الاحداث الكاملة لفيلم روح شاكيد الاسرائيلي