أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نائل الطوخي - محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين















المزيد.....

محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1805 - 2007 / 1 / 24 - 12:20
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار: نائل الطوخي
للكاتب والسيناريست محفوظ عبد الرحمن علاقة طويلة بالعراق. يقول هو أن هذه العلاقة ليست حكرا عليه. يقول أن كل الفنانين الذين كان يتعذر لقاءهم في القاهرة كان يمكن رؤيتهم مجتمعين في بغداد ذات يوم، في ذروة العهد "الصدامي" بالتحديد. كذلك، برغم كل علاقته الطويلة تلك، لا يبدو متفهما جدا للعراقيين، يصف لي صديقا له، رقيقا وخجولا إلى درجة الأنثوية، ثم يضيف: "فوجئت به يوما يحكي لي عن إسهامه في سحل نوري السعيد حتى تفتت لحمه ثم إحراقه. كان يحكي بنشوة رهيبة. برقت عيناه بسعادة لا يمكن تصورها و هو يحكي. العراقيون شعب لا يمكن فهمه بسهولة."
منذ فترة أثار محفوظ عبد الرحمن قضية فيلم "القادسية". وهو فيلم قام بكتابته عن المعركة الحاسمة بين الفرس و العرب، ولكن يبدو أن النظام العراقي كان له رأي آخر في الفيلم، إذ سرعان ما جعل الفيلم يخدم أهدافه في حرب العراق وإيران. عن هذه القضية وغيرها كان هذا الحوار معه:

نبدأ من القادسية.

حسنا. الحكاية من البداية أن صلاح أبو سيف جاءني لطلب كتابة فيلم عن فتح من الفتوحات في صدر الإسلام واخترت أنا فتح العراق. ثم ذهب و اكتشفت أن العراق كان هو المنتج. لم يكن لدي مشكلة مع هذا. العراق كان صاحب توجه عروبي ساعتها و لم تكن حرب إيران قد بدأت بعد. عندما انتهينا من تصوير الفيلم كانت الحرب قد بدأت. وقتها اكتشفت حذف بعض المشاهد التي تضفي توجها إنسانيا على الفرس خاف منها أعضاء البعث ساعتها. مثلا حذفوا جملا حوارية تقال على لسان رستم قائد الفرس يكتشف فيه أن وجوده قد صار ضد التاريخ. كما حذفوا أجزاء من دور سعاد حسني الذي كانت تقوم فيه بدور جاسوسة فارسية، و كان السيناريو الأصلي يضفي على دورها بعض البطولة. أنا لم أعرف مباشرة بأمر هذا الحذف وإنما صلاح أبو سيف هو من نقل لي هذا الخبر.

ألم يضايقك هذا؟

ضايقني بشكل فني لا بشكل أيديولوجي. فأي كاتب يحب أن يتم تصوير عمله كما هو بالضبط بلا تدخل. و لكن لا تنس أن كمية ما حذف لا يتعدى ثلاث أو أربع دقائق. وفي النهاية لم يتم الاهتمام بهذا الفيلم، لا هنا في مصر و لا في العراق، حيث لم يعرض كثيرا وقتها إذ كان الاهتمام منصبا على فيلم "الأيام الطويلة" التي كان يحكي قصة حياة صدام حسين من إخراج توفيق صالح. وفي النهاية، فالكاتب مسئول عما كتبه لا عن كيفية استخدامه، أنا لا أتحكم في كيفية عرض الفيلم و لا وقته. وفي النهاية ففيلمان لي فقط هما ما مورس عليهما الرقابة، أقلهما وطأة كان هذا الفيلم العراقي.

ألم تخش وقتها من شيء كهذا. يعني ألم تخش من أن تكون الجهة المنتجة للفيلم هي نظام قام على انقلاب؟

لا وقتها كان العراق نظاما يحمل توجها عروبيا واشتراكيا ولم يكن من الممكن التنبؤ بما سيأتي بعد. حيث ملامح دمويته لم تكن قد ظهرت بكل قوتها. كنت وقتها مبهورا بالإنجازات التعليمية و النفطية والعدالة وغيرها، بخلاف بعض التحفظات الأخرى عليه. بخصوص الانقلاب فهو هنا ليس أقل شرعية من سائر النظم العربية. فأغلبها قامت على انقلابات.

ننتقل من هنا إلى العلاقة التي تراها بين الفنان و السلطة، هل لابد أن تكون هناك مسافة بالضرورة؟

العلاقة بين الفنان، أو المثقف عموما والسلطة هي علاقة إشكالية، هي علاقة لعينة و ضرورية في نفس الوقت، لا يستطيع طرف من الطرفين الاستغناء عن الآخر. تحتاج السلطة لتبرير وجودها على يد المثقف و يحتاج المثقف إلى السلطة لأجل لقمة عيشه. المثقف هو من بيده تحديد نوع العلاقة، فهناك مثقفون "ضميرهم واسع جدا" وهناك على النقيض مثقفون متزمتون لدرجة الارتياب في أي ندوة تعقدها مؤسسة ثقافية تتبع الدولة بشكل من الأشكال. وفي النهاية، قد يكون الطرف الأكثر تضررا من هذه العلاقة هو المثقف، والسلطة هي الأكثر استفادة.

في حوار معه يقول عزت العلايلي أن طاقم الفيلم تعرض لاستغلال من النظام العراقي وقتها؟

لا هو لم يقل هذا و أتحدى أن يكون قد قاله. أستطيع مكالمته الآن وأجعله يؤكد لك أنه لم يقل شيئا كهذا. ليس هناك استغلال أو شيء من هذا القبيل.

السؤال شائك بعض الشيء، لماذا إثارة قضية هذا الفيلم الآن، وعلى صفحات جريدة مستقلة؟

لم يسألني أحد من قبل عن هذه التفاصيل. أما الآن فلقد كنت أكتب عن صدام حسين واستدعت الكتابة ذكرياتي في هذا الصدد. عندي كم كبير من التفاصيل و لكنني لا أستطيع إخراجه كله في اي وقت. هذا شيء بعيد عن تصفية الحسابات أو شيء كهذا.

كنت ترى صدام حسين جالسا في مقهى أنديانا في الدقي؟

نعم. كان وقتها على ما أعتقد منتسبا لكلية الحقوق ولم يكمل دراسته. كان لاجئا سياسيا في مصر بعد محاولة اغتياله لعبد الكريم قاسم حيث هربه المصريون لسوريا و منها إلى مصر. وأعتقد أن له محضر مشاجرة وقتها في مصر. على العموم هو لم يلفت نظري وقتها إلى أن نبهني البعض إليه.

مقهى أنديانا كان للمثقفين؟

نعم. الثوريون دوما يحبون مجالسة المثقفين. لا أريد أن أقول أن كل من قرأ كتابا هو ثوري بالضرورة ولكن جزء من مبررات الحركة الثورية هي الثقافة. كان لصدام توجه أدبي تجلى بعد ذلك في رواياته التي كتبها. بنفس القدر الذي كان لجمال عبد الناصر عندما قرأ توفيق الحكيم ومنحه وساما عندما اتهموه بانتحال بعض الأعمال الأجنبية في كتاباته.

هل كان صدام ثوريا؟

أكيد، بغض النظر عن إن كانت ثوريته إيجابية سلبية أم إيجابية، كان ثوريا بمعنى رفضه للحاضر و سعيه لتغييره بالقوة.

كان شخصية تراجيدية؟

طبعا. أي زعيم سياسي قد تجد له خطأ أو خطئين تبررهما له بالنظر إلى أعماله الإيجابية الأخرى. أما صدام فقد كانت أخطائه مستمرة على طول تاريخه كله وممتدة فيه. في نفس الوقت بجانب قوميته و إيمانه بالعدالة الاجتماعية و الإصلاحات التي قادها في العراق. يقارنون بينه و بين عبد الناصر. لا يمكن المقارنة بينهما. المقارنة الواجبة هي بينه و بين جيفارا، ذلك الرجل الذي رحل وحيدا يتحدى العالم أجمع ليقيم الاشتراكية. كان صدام حسين مغامرا. أماعبد الناصر فقد كان سياسيا. كان صدام كذلك يتغذى على كلمات المديح وقاد نظاما بوليسيا في بلاده. كنت مرة في أحد الفنادق ببغداد. اتصلت بي صديقة فرنسية من نفس الفندق لتقول لي بأن صدام يلقي خطابا في قناة تليفزيونية و في القناة الأخرى هناك قصيدة عنه و سألتني عن رأيي في هذا فقلت لها، وكنت قد عرفت لتوي بوجود آلات التسجيل لتراقب المكالمات الداخلية في الفندق و ليس الخارجية فحسب، أن هذا طبيعي لأن الشعب يحب صدام. فيما بعد شرحت لها موقفي، و لكنها بعد ساعات قليلة كانت قد رحلت. "يضحك" لم تحتمل البقاء في هذا البلد.

ألم تحلم يوما بالكتابة عن شخصية كتلك؟

طبعا. بالتأكيد أن شخصية كتلك تراود خيال أي كاتب. و مؤخرا عرض علي أحد المخرجين كتابة مسلسل تنتجه جهة عربية عن شخصية صدام وفق أي إمكانيات أحددها، و لكنني رفضت. فكرت وقتها وقلت إذا كانوا قد حذفوا من فيلم القادسية ثلاث دقائق فبالتأكيد مسلسل عن صدام بكل سلبياته و إيجابياته، سيحذفون منه نصفه على الأقل في أي بلد يعرض فيها. فضلا عن كون الكتابة عنها هي مسألة معقدة جدا. على العموم انا أعتقد أن مشهد الإعدام هو ينتمي للدراما أكثر منه للسياسة، كان حريصا في إعدامه أن يقدم نفسه فارسا قويا لا يقهر و لا يهاب الموت، وهم كانوا حريصين على العكس. وقد ظهر في النهاية كما أراد. بخلاف كل البيانات التي حاولت إظهاره كسيرا مستسلما.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية
- رسائل من غرفة اعدام صدام
- عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكامي ...
- الرسالة الكامنة للانتحاري
- معارضو الشارع واولاد الشوارع
- عن اطفال الشوارع و معارضي الشوارع
- قراء غير جيدين أو تجار متنكرون: مجانين مكتبة الاسرة
- الحجاب صليب المسلمين
- الشيعة ما بين حزب الله و الكائنات ذوي الذيول
- الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل
- من كفر قاسم الى بيت حانون:ولازال القتل مستمرا
- الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسط ...
- بيني و بين أبي. بين الإخوان والقاعدة
- كتب المسلمين الاعلى مبيعا في اسرائيل.. اشكال من العنصرية ضد ...
- الرواية بعد محفوظ.. العقوق الجميل لأبناء الجبلاوي
- يوم الكيبور.. صفعة لصورة الدولة التي لا تقهر
- السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية ...
- حسين عبد العليم: تحريم الجنس أمر ممل جدا
- الأم المقدسة، أمي، الأرض و الهوية
- أمي، الأم المقدسة، الأرض و الهوية


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نائل الطوخي - محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين