أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية و ظاظا و جرجير















المزيد.....

السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية و ظاظا و جرجير


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1699 - 2006 / 10 / 10 - 10:01
المحور: الادب والفن
    



بمجرد الانتهاء من أذان المغرب يتحول التليفزيون الرمضاني إلى مولد ضخم يضم كل ما تم إنتاجه على مدار السنة الماضية. المسألة ليست عشوائية تماما، حيث هناك نظام دقيق يميز ترتيب عرض البرامج والذي يحاكي على ما يبدو المراحل العمرية للإنسان، فالطفولة في مسلسلات مثل "بكار" و "ظاظا و جرجير"، تتبعها مراهقة ممثلة في الأعمال الكوميدية الخفيفة مثل "الجراج" و "تامر وشوقية" الذين ينتميان إلى نوع من الدراما يعرف باسم "السيت كوم" يمتع الشباب بشكل خاص. شيئا فشيئا ينضج التليفزيون مخاطبا أرباب وربات البيوت المتخمين مع مسلسلاته الدرامية الطويلة، و يشيخ في النهاية، قرب السحور، مع المسلسلات الدينية التي تلائم أناسا يرغبون في حسن الختام. ربما كانت هذه هي ملامح تليفزيون رمضان التقليدية، غير أن ما يميزه هذا العام هو دخول المبدعين و الكتاب الشباب في خريطته الإعلامية، حيث يكتب كثير منهم برامج الأطفال و السيت كوم التي تعرض في ساعة ما بعد الإفطار، هكذا يفتتح الكتاب الشباب ليل رمضان مثلما يفتتحون حياتهم الإبداعية الطويلة.
هؤلاء الشباب متحققون إلى حد ما، فمثلا، نال المسرحي باسم شرف جائزة في ورشة "بداية اللعبة" التي أقيمت في تونس عن نصه المسرحي "جزمة واحدة مليئة بالأحداث"، و ينتظر صدور هذا النص عن دار ميريت قريبا، كما تمت الاستعانة بأجزاء من نصه في عرضي "أنا دلوقتي ميت" و "بنشوف"، و لكن هذا لم يمنعه من المشاركة في ورشة عمل لكتابة حلقات "تامر وشوقية". ويبدو مؤمنا جدا بالفن الذي يقدمه والذي يمزج بين الدراما والكوميديا بحيث لا يجور أحدهما على الآخر. يقارن باسم ما بين المسرح و السيت كوم قائلا أن كل كلمة في الفن الأخير يجب أن تخدم الإفيه الذي يقوم عليه هذا النوع من الدراما، فهي تقدم له "الفرشة" أو تنهيه، أما في المسرح فمهما قصرت جمله و صارت أذكى فهي لا تشترط أن تحتوي على إفيهات من أي نوع.
يقارن باسم بين ميعاد عرض السيت كوم في مصر و بينه في الخارج حيث يعرض بعد الظهر بعد أن تكون الأسرة قد عادت من العمل و التفت حول التليفزيون، و هو هنا يعرض بعد الإفطار في رمضان، لنفس الغرض تقريبا. و يشير إلى نقطة هامة، فكون الأعمال الفكاهية و مسلسلات الأطفال تعرض بعد الإفطار ففي هذا إشارة إلى بداية يوم جديد، مثلما أن التليفزيون في الأيام العادية يبدأ ببرامج الأطفال و يبدأ الإنسان يومه بالإفطار فيوم رمضان يبدأ بعد المغرب كما يرى القائمون على خريطته الإعلامية.
أقول له أن فترة ما بعد الإفطار التي كان يعرض فيها من قبل المسلسلات الكوميدية لأحمد آدم و الراحل علاء ولي الدين أصبح يعرض فيها الآن مسلسلات السيت كوم، بدون أي وعي من قطاع الإنتاج على ما يبدو للفكرة من وراء السيت كوم و التنظيرات التي يقدمها مؤلفوه في هذا الشأن فيقول لي بأن قطاع الإنتاج غرضه الربح و عرض الأعمال التي تجلب المزيد من الإعلانات و تجذب الناس. فمثل كثير من زملاءه، لا يعارض باسم فكرة الربح تماما، و إنما يؤمن بأن للمسرح و للشعر مكانه و للإفيه مكانه.
محمد حماد سينمائي شاب، كتب سيناريو فيلم "الجنيه الخامس" و وكتب و أخرج "سنترال"، و هما فيلمان أثارا ضجة وقت عرضهما، و شارك في الورشة التي كتبت حلقات "تامر وشوقية". يلقي حماد ضوءا على تاريخ السيت كوم قائلا أن هذه الكلمة هي اختصار لعبارة "سيتواشن كوميدي"، أي كوميديا الموقف، وهو نوع أمريكي تماما يحظى بشعبية كبيرة بدأ في أمريكا في منتصف الخمسينيات وقام على الإخراج شبه المسرحي باستعمال كاميرا فيديو، و في موقع واحد أحيانا، و هو يعامل باهتمام كبير جدا في الخارج فمؤلف مسلسل "ساين فيلد" و الذي قيل أنه يمكن تعلم ما بعد الحداثة عن طريق مشاهدته فحسب، هذا المؤلف كان يتقاضى خمسة ملايين دولارا على الحلقة الواحدة، أي على العشرين دقيقة فحسب.
يعتمد السيت كوم على الحبكة، و هي تقسم إلى حبكة رئيسية و حبكة فرعية، و تكمن مهارة الكاتب في التحكم بأكبر عدد من الحبكات. يقول حماد أن مسلسل "فريندز" احتوت كل حلقة منه على ثلاث حبكات، وعلى مدار عشر مواسم، لم يحدث أن قلت أي حلقة عن هذا الرقم أو زادت، أما في "تامر و شوقية" فهناك حبكتان في كل حلقة، واحدة رئيسية و أخرى فرعية. كما يكون لكل حلقة مدة محددة، فعلى مدار مواسمها المتتالية، لم يزد مسلسل "فريندز" عن اثنين و عشرين دقيقة ولم يقل عن ثمانية عشر. يضيف حماد أن دور المخرج في السيت كوم ليس بنفس أهمية الكاتب لأن الإخراج لا يتطلب مهارات فنية عالية، أما النص المكتوب فهو نجم العمل المطلق.
أسأله عن ارتباط السيت كوم برمضان فيقول أنه لا يوجد لدينا في مصر إنتاج حقيقي إلا في رمضان، و بسبب موسم المشاهدة و الإعلانات، فإن السيت كوم الذي يعرض في الخارج بمعدل حلقة واحدة أسبوعيا يعرض هنا على مدار ثلاثين يوما متواصلين، و هو ما يؤدي إلى إصابة المشاهد بتخمة منه في النهاية.
لم يقتحم الكتاب الشباب مجال السيت كوم فحسب، و إنما استطاعوا التطوير في الكتابة للأطفال كذلك، و منهم الشاعر أحمد حداد و الذي أصدر عام 2000 ديوانا بعنوان "الورد اللي بيطلع" و يستعد لنشر كتاب عن ميريت يضم ديوانين. كتب أحمد حداد، لعامين متتاليين، كلمات أغاني "ظاظا و جرجير" التي يعرض هذا العام الجزء الثاني منها. عندما عرضت عليه فكرة الكتابة للأطفال انتابه القلق من أن تقلل الكتابة للأطفال من مستواه عموما في الكتابة. لذا كان حريصا أن تكون أغانيه التي يكتبها في هذا المسلسل أعمالا فنية لا تقل بحال عن القصائد الأخرى. أسأله عن الفارق بين الكتابة للأطفال و الكتابة الأدبية فيقول لي بأن الفارق يكمن في الجو العام وليس في المستوى، حيث هو يستعمل كل العبارات والتفاصيل اليومية التي يستعملها الكبار سائرا في ذلك على خطى صلاح جاهين في "الليلة الكبيرة" التي صور فيها رجلا يشرب الشيشة و راقصة يتطلع إليها الناس، بينما لا يمكن أن يتجاهل أحد أنها عمل تعليمي في المقام الأول.
تسببت مصرية الجو في "ظاظا و جرجير" في بعض الخلافات بينه و بين السيناريستات الذين يكتبون العمل، مريم نعوم و تامر محسن في العام الماضي و عبد الرحمن الخميسي في العام الحالي، فقد طولب مثلا باستبدال عبارة "يا واد انت" بأي كلمة أخرى من إحدى أغنيات المسلسل، بدعوى أنها قد تجرح الأطفال، في حين أنه رأى من الأفضل وضعها لصالح تمصير النص، و في النهاية انتصر رأيه. و كانوا يقابلوه بعد ذلك مندهشين من رد الفعل الهائل على الأغاني والتي حفظها جميع الأطفال في محيط صناع المسلسل. في نفس السياق يرفض أحمد أسلوب بعض برامج الأطفال التي تصور جوا أجنبيا و غريبا عن الطفل. و يرى أنها تسهم في ابتعاد الطفل عن بلده في حين أنه من المستحيل على أي طفل يشاهد "الليلة الكبيرة" مثلا أن يفكر في الهجرة من مصر.
كانت هناك لجنة رقابة على الكلمات في هذا العام من ظاظا و جرجير و لكن لا يذكر أحمد الحداد أنها طلبت منه حذف أشاء مهمة، يقول: "لا أذكر أنني حذفت شيئا و ندمت على حذفه. فدائما كان البديل هو الأفضل."
أما الشاعر تامر عبد الحميد والذي يستعد لإصدار ديوانه الأول عن سلسلة الكتاب الأول بالمجلس الأعلى للثقافة، بعنوان مؤقت هو "في البدء كانت الولادة"، و يكتب قصصا للأطفال و ينشرها في مجلتي ميكي و باسم، فهو يشارك في ورشة عمل "عالم سمسم" للموسم القادم و يشارك محمد حماد و باسم شرف في كتابة حلقات "تامر و شوقية". يؤكد تامر على عنصر هام من عناصر تكون هذا الجيل و هو عنصر الورشة حيث "الورشة تتيح لك تبادل الخبرات بشكل فعال و يتم إدارتها وفقا لسنوات الخبرة فأكثرنا خبرة في ورشة "تامر و شوقية" هو الهيدرايتر عمرو سمير عاطف وهو لهذا يشرف على كتابة الحلقات. قد أقدم له عشرة أفكار لحلقة جديدة فلا يتم قبول منها إلا حلقتين أو ثلاثة ثم أبدأ في الممارسة العملية و أصيغ هذه الفكرة على شكل مشاهد و قد يعيد هو تشكيل فكرتي تماما لتناسب السيت كوم. و هذه المساعدة من الهيدرايتر يقدمها لي بوصفه رئيس الورشة و ليس بوصفه كاتبا فيها، فليس شرطا أن يظهر اسمه على التتر."
أسأله عن التعارض بين كونه شاعرا وبين كونه كاتب سيت كوم أو كاتب أطفال فيقول لي: "في كتابة السيت كوم كان لابد أن أترك أتخلى عن روح تامر عبد الحميد الشاعر، و العكس صحيح أيضا". غير أنه لا ينفي حدوث نوع من التواصل بين العالمين و لكنه تواصل قد يبدو غريبا بعض الشيء، فكتابته للسيت كوم و لمسلسلات الأطفال هو الذي يؤثر على لغته الشعرية و ليس العكس. يقول: "تعلمي لكتابة الإفيه، أي العبارة القصيرة جدا التي تضحك الناس هو الذي يؤدي في النهاية إلى تكثيف صورتي الشعرية. فالاثنان يوصلان إلى بعضها البعض. شريطة أن أظل قادرا على الفصل بين العالمين ولا أتعامل في السيت كوم بمنطق الشاعر و لا أتعامل في الشعر بمنطق السيت كوم." يضيف أنه لا زال يلزمنا كثير من الوقت لكي نصل إلى نموذج مسلسل "ساين فيلد" و الذي تجاور فيه النجاح الجماهيري مع العمق الفلسفي، فنحن في مصر لازلنا نخطو أول خطواتنا في هذا النوع من الدراما.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسين عبد العليم: تحريم الجنس أمر ممل جدا
- الأم المقدسة، أمي، الأرض و الهوية
- أمي، الأم المقدسة، الأرض و الهوية
- عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر
- صلالة مدينة تشبه الألعاب الإلكترونية
- الجمالية ترد الحكي على نجيب محفوظ
- تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم
- منع الرؤية و مباركة الجنود.. العمى المرغوب فيه لإسرائيل
- في بيان من تشومسكي وساراماجو: إسرائيل هي الحلقة الأولى في سل ...
- سينمائيون إسرائيليون للبنانيين: نحن معكم
- صورة حسن نصر الله عند المثقفين المصريين. دفء و ملاحة و مقاوم ...
- ماذا يفعل أدباء إسرائيل وقت الحرب !؟
- من قلوبنا سلام لفيروز
- عبد الناصر هو البطل الملحمي، المدخن المحترف و بائع التذاكر.. ...
- دافنشي, يعقوبيان، و جرائم النشر، حرية التعبير في مجلس الشعب
- دم بارد.. بعثرة الندوب في جسد الواقع
- كرنفال الكرة و الادب على ناصية العالم
- بلدوزر.. تجار حشيش و مقابر.. تاريخ ملاحقة الكتاب الرخيص
- أدب المتدينين في إسرائيل و شيطنة الآخر
- يرسم نفسه، يكتبها، و يهدي فنه للعالم، مرايا الفنان بيكار


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائل الطوخي - السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية و ظاظا و جرجير