أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نائل الطوخي - تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم















المزيد.....

تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1649 - 2006 / 8 / 21 - 10:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ميراف يوديلوفيتش
ترجمة: نائل الطوخي

في الأسبوع الماضي نشرت مجموعة من المثقفين العالميين رسالة مفتوحة تتهم إسرائيل بتصعيد الصراع في الشرق الأوسط. أثارت الرسالة، والتي تطرقت في أغلبها إلى توازن القوى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، غضبا عظيما بين متصفحي موقع يديعوت أحرونوت، بسبب الادعاء الذي أثارته بأن هدف السياسة الإسرائيلية هو تصفية الأمة الفلسطينية. صاغ الرسالة الناقد الأدبي والكاتب جون برجر. كان من بين الموقعين عليها الحائزان على جائزة نوبل الأديب خوزيه ساراماجو، صاحبة جائزة بوكر أرونداتي روي، الكاتب الأمريكي راسل بانكس، الكاتبة والمسرحي جور فيدال والمؤرخ هوارد زين.
مع اشتداد الحرب في الشمال بدا أن النص الأصلي للرسالة يحتاج إلى إيضاحات وتأكيدات. يسعى البروفيسور ناعوم تشومسكي، وهو واحد من الموقعين على الرسالة، أن يحدد المواضيع التي تحظى من وجهة نظره باهتمام ثانوي في وسائل الإعلام العالمية. في مقابلة أولى وخاصة ليديعوت احرونوت. يرى تشومسكي في هذه المقابلة فرصة لتفصيل أكثر النقاط الواردة في الرسالة الأصلية.
بروفيسور تشومسكي. زعمتم في رسالتكم أن الاستفزاز والاستفزاز المقابل هما وسيلة لصرف الأنظار بعيدا عن الموضوع الأصلي. ماذا قصدتم؟
"الموضوع الأساسي" الذي نتجاهله هو التدمير المنظم لأي فرصة حياة للواقع الفلسطيني لأن إسرائيل تستولي على أراض باهظة الثمن ووسائل إعاشة ضخمة "الماء بشكل أساسي"، وتترك للفلسطينيين أراض ضئيلة ومنعزلة كالكانتونات عن بعضها البعض وعن قطعة القدس التي تركت لهم، هم محبوسون تماما بينما إسرائيل تسيطر على وادي الأردن "وتسيطر بالطبع على المجالات الجوية وما إلى ذلك."
خطة الضم المعروضة بشكل ساخر وكأنها "انسحاب" هي غير قانونية أبدا، بالنظر إلى انتهاك قرارات مجلس الأمن والقرار الذي اتخذ بالإجماع في المحكمة العليا. إذا تم تنفيذ الضم كما هو مخطط له، فلسوف يقضي على الإجماع العالمي الواسع بخصوص حل الدولتين الذي دمرته الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل أحادي الجانب على مدار 30 سنة، حظى هذا الموضوع بتوثيق واسع وليست هناك ضرورة لتكراره هنا. نظرة واحدة إلى تقارير الإعلام الغربي تكشف أن أي فرصة لحدوث تطورات حاسمة في الأراضي المحتلة هي ثانوية الآن، في ظل الحرب في لبنان، أكثر مما كانت. الدمار المتواصل في غزة، والذي لا تقدم تقريرات عنه بشكل جاد إلا في أوقات نادرة –يذوب في الخلفية والسيطرة المنظمة على الضفة الغربية تكاد تختفي تماما. لن أبعد أكثر من هذا وأقول أن هذا هو غرض الحرب، برغم أنه من الواضح أنها ظاهرة جانبية. من المهم تذكر أن غزة والضفة الغربية هما وحدة واحدة، فإذا كانت معارضة الخطة المدمرة وغير القانونية لإسرائيل تحظى بشرعية في الضفة الغربية "وسوف يكون مثيرا للاهتمام جدا أن أسمع ادعاء جادا معارضا" فهي شرعية في غزة أيضا.
تزعم أن وسائل الإعلام العالمية ترفض الربط بين ما يحدث في الأراضي المحتلة والحرب في لبنان؟
نعم. غير أن هذا هو الاتهام الأقل خطورة الذي يمكننا أن نرمي به الإعلام والمجتمع الثقافي. أحد الاتهامات الأكثر خطورة، تم طرحها في الرسالة التي صاغها جون برجر أنه: تذكروا الحقيقة. في 25 يونيو، تم أسر جلعاد شاليط من قاعدة عسكرية بجانب غزة، مما أثار صرخات غاضبة في كل العالم، زادت وأدت إلى تصعيد حاد في الهجوم الإسرائيلي على غزة، والمدعوم بالرأي القائل بأن خطف الجندي هو جريمة خطيرة يجب أن يعاقب عليها مجتمع سكاني كامل. قبل هذا بيوم، في 24 يونيو، خطفت إسرائيل مواطنين من غزة، أسامة ومصطفى معمر. وفقا لكل المعايير فهي جريمة أكثر خطورة بكثير من خطف الجندي. خطف ابني عائلة معمر كان بالتأكيد معروفا لدى أغلب وسائل الإعلام العالمية. وتم تقديم تقرير عنه في اليوم التالي في الصحافة الإسرائيلية بالإنجليزية. كانت هناك أيضا تقارير قصيرة، متفرقة ومزلزلة في الصحافة على طول الولايات المتحدة. لم يعالج الموضوع بعد هذا، لم يظهر بخصوصه أي رد فعل أو أي دعوة للعمل ضد إسرائيل. سيكشف البحث البسيط في جوجول المعنى النسبي الذي أعطاه الغرب لخطف المواطنين في مقابل أسر الجندي بعدها بيوم. تعلمنا الحادثتان، والتان يفصل بينهما يوم واحد، بوضوح قاس، أن عروض الغضب على خطف شاليط كانت خدعة ساخرة بشكل بارد. هي تكشف عن القيم الغربية، خطف المواطنين هو أمر مقبول خاصة إذا تم القيام به على يد "جانبنا"، ولكن خطف جندي من "جانبنا" هو جريمة حقيرة تستدعي عقابا متفاقما للمجتمع كله. كما كتب جدعون ليفي بصورة دقيقة في صحيفة "هاآرتس": "خطف المواطنين على يد جيش الدفاع الإسرائيلي يسلب أي شرعية من هذا الجيش."
تنسحب نفس هذه المبادئ الأخلاقية الأساسية كذلك على اختطاف جنديين إسرائيليين في 12 يوليو على حدود لبنان، وهو الاختطاف الذي حدث، في هذه الحالة، ردا على العادة الإسرائيلية الشائعة من سنوات، عادة اختطاف لبنانيين والاحتفاظ بهم كرهائن لفترة محددة. لسنوات كانت إسرائيل تختطف اللبنانيين وتحتفظ بهم كرهائن لفترات محددة. لم يدع أحد أن تلك جرائم حرب تستدعي قصف إسرائيل واجتياح وتدمير أراض واسعة منها أو ممارسة عمليات إرهابية بداخلها. الاستنتاجات خطيرة، واضحة وليس لها إلا معنى واحد. لكل هذا فثمة أهمية هائلة للحالة الحالية، بشكل خاص بسبب التوقيت الدرامي. هذا هو السبب، كما أعتقد، في أن وسائل الإعلام الأساسية اختارت تجاهل الحقائق الدامغة أو الإشارة لها في بعض الجمل فحسب، وكشفت بذلك عن اعتبارها عملية الخطف أمرا بلا معنى عندما تنفذه القوات الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة. يزعم المدافعون عن جرائم الحرب أن خطف المواطنين من غزة مبرر بسبب مزاعم جيش الدفاع الإسرائيلي أن الحديث هو عن "محاربي حماس" أومن يخططون لجرائم. وفقا لهذا المنطق، فعليهم أن يباركوا خطف جلعاد شاليط، وهو الجندي في الجيش الذي قصف غزة. إنه ببساطة سلوك مخجل.
تتحدث قبل أي شيء عن الاعتراف بالأمة الفلسطينية. ولكن هل اليوم، عندما يرى الإسرائيليون خطرا فوريا ومحسوسا على الجبهة الشمالية، هل هذا ما سيؤدي إلى حل ل"التهديد الإيراني"؟ هل الاتفاق مع الفلسطينيين سوف يخرج حزب الله من الجدار؟
أي تسوية منطقية وعادلة مع الفلسطينيين سوف تضعف بشكل ذي دلالة الغضب والعداء في العالم العربي والإسلامي ضد إسرائيل والولايات المتحدة وسوف تؤدي لنتائج طويلة الأمد. تسوية كتلك يمكن تحقيقها إذا اختارت إسرائيل والولايات المتحدة عدم معارضتها.
بخصوص إيران وحزب الله، هنالك الكثير مما يمكن قوله. في عام 2003 عرضت إيران التفاوض مع الولايات المتحدة بخصوص مواضيع مختلفة منها المسألة النووية وتسوية الدولتين كحل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. حصلت حكومة خاتمي، والتي قدمت الاقتراح، على دعم القائد الأعلى" آية الله خامنئي. ولكن حكومة بوش أدانت الدبلوماسي السويسري الذي قدم الاقتراح.
في 2006 صرح آية الله خامنئي أن إيران توافق على موقف الدول العربية بخصوص المسألة الفلسطينية وتقبل بدعوة الجامعة العربية للتطبيع التام مع إسرائيل في إطار الاتفاق على حل الدولتين. كذلك دعمت منظمة التحرير الفلسطينية بشكل رسمي على طول سنوات طويلة اتفاق الدولتين واقتراح جامعة الدول العربية، بل وحتى حماس أشارت إلى رغبة في مفاوضات بخصوص تسوية الدولتين. إسرائيل والولايات المتحدة ليستا معنيتين بسماع كل هذا. هما كذلك لا ترغبان في سماع أن إيران هي الدولة الوحيدة التي قبلت مقترحات مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية، البرادعي، في أن يخضعوا كل السلاح النووي الذي في حوزتهم لتفتيش مراقبين دوليين. في حالة إذا ما نفذت مقترحات البرادعي سوف ينتهي الأمر ليس فقط بنهاية الأزمة النووية في إيران وإنما أيضا معالجة التهديد بحرب نووية شاملة، "يوم قيامة قريب"، والذي يحذر منه محللو الصف الأول. عارضت الولايات المتحدة الاتفاق بقوة وبرغم هذا فلقد تم عرضه للتصويت في الأمم المتحدة. امتنعت دولتان عن التصويت، إسرائيل التي لم يمكنها الوقوف في وجه نصيرتها وبريطانيا تحت سلطة بلير. أعلن سفير بريطانيا أن بريطانيا تدعم الاتفاق ولكنه "يقسم المجتمع الدولي."
ماعدا في دوائر المتخصصين، فهذه المواضيع يتم تهميشها. من الشائع القول أن المجتمع الدولي يدعو إيران لإيقاف تخصيب اليورانيوم. هذا صحيح، إذا عرفنا المجتمع الدولي بأنه واشنطن. وهذا بالتأكيد أمر غير صحيح بالنسبة للعالم. يتضح لنا من استطلاعات دولية أن سكان تركيا، باكستان، والسعودية، يدعمون وجود إيران مسلحة نووية للتغلب على أي عملية عسكرية أمريكية. الدول التي لا تساند هذا تدعو كذلك إلى وجود شرق أوسط خال من السلاح النووي، وهو الطلب الذي ترفضه الولايات المتحدة وإسرائيل.
ينبغي الاعتراف بأن الخطر الكامن في السلاح النووي الإسرائيلي يتم التفكير فيه بجدية بالغة في العالم، كما شرح هذا رئيس القيادة الاستراتيجية السابق لجيش الولايات المتحدة، الجنرال لي باتلر قائلا: "هذا خطر جدا أن تسلح أمة واحدة نفسها بمخزون من السلاح النووي داخل حمام العداء الذي ندعو دول الشرق الأوسط إليه، وبهذا توحي لدول أخرى أن تفعل هذا." إسرائيل لا تسدي جميلا عظيما في حق نفسها إذا تجاهلت هذا.
ما يعنينا معرفته في هذا السياق أن الولايات المتحدة، بما فيها رامسفيلد، تشيني، كيسنجر وولفيتز، دعمت مشاريع التسلح النووي الإيراني التي تدينها الآن وساعدت في تنفيذها. هذه الحقائق لم ينسها الإيرانيون بالفعل كما لم ينسوا دعم الولايات المتحدة وحلفائها لصدام حسين والمساعدة في تطوير سلاح كيمياوي تسبب في موت مئات الآلاف من الإيرانيين. التعاطي الحقيقي مع "التهديد الإيراني" الذي تشيرين إليه الآن سوف يتم بالدرجة التي ستستجيب بها إسرائيل والولايات المتحدة لهذا. لا يمكننا معرفة إذا كانت نوايا إيران جادة إذا لم ندرسها. رفض الولايات المتحدة وإسرائيل للهبوط للعمق وصمت وسائل الإعلام الأمريكية، "وعلى حسب معرفتي، الأوروبية أيضا"، يشير إلى أن الحكومات تخاف أن يكون الحديث عن نوايا حقيقية. هذا غريب بما يكفي، على الأقل، أن تحذر الولايات المتحدة وإسرائيل من "التهديد الإيراني" عندما لا يكون إلا هما من يهدد بالهجوم، وهو التهديد الذي سوف يشكل فوريا انتهاكا للقانون الدولي. أمر آخر، بديهي أن إيران لم تغز أي دولة أخرى أبدا، وهو ما تقوم به الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل ثابت.
حتى في موضوع حزب الله يتم طرح أسئلة جادة. تم تأسيس حزب الله ردا على الاجتياح الإسرائيلي للبنان في 82 وعلى الاحتلال القاسي والوحشي الذي تم انتهاكا لتعليمات مجلس الأمن. حصل حزب الله على احترام وافر كلاعب رئيسي في طرد الغزاة. مثل الحركات الإسلامية الأخرى، ومنها حماس، حاز حزب الله كذلك شعبية كبيرة بفضل الخدمات التي منحها للمجتمع الفقير. بجانب أمل، الحليف الأقرب إليه، يمثل حزب الله المجتمع الشيعي في البرلمان اللبناني ويعد جزءا حيويا من المجتمع اللبناني. ليس أمرا ذكيا أن نتجاهل أحكام زئيف ماعوز الذي كتب: "الإجماع من حائط إلى حائط في إسرائيل على أن الحرب ضد حزب الله في لبنان هي حرب عادلة وأخلاقية، قائم على ذاكرة انتقائية وقصيدة المدى، على رؤية ضيقة للعالم وأخلاقيات مزدوجة."
لا يجب أن ننسى أن الاجتياح في 1982 بدأ بعد عام من القصف الإسرائيلي المنتظم على لبنان في محاولة يائسة لجعل منظمة التحرير الفلسطينية تنتهك وقف إطلاق النار. عندما فشلت إسرائيل، قررت الهجوم بحجة مضحكة وهي أن السفير أرجوب أصيب على يد أبو نضال في الحرب مع منظمة التحرير. استهدف الاجتياح، بشكل واضح، وقف مبادرات منظمة التحرير للمفاوضات، والتي وصفها يهوشواع فورت بأنها "كارثة حقيقية".. في 93 أعلن إسحق رابين أن حزب الله "خرق قواعد اللعبة". هذه القوانين الإسرائيلية مكنت إسرائيل من تنفيذ هجمات إرهابية شمالية على الشريط الأمني وفي المقابل الخروج ضد العمليات الانتقامية في داخل الأراضي الإسرائيلية. كذلك تم اجتياح شمعون بيريز في 96 وفق نفس الحجج.
مريح جدا أن ننسى كل هذا. أو أن نخترع قصصا أسطورية عن قصف الجليل في 81، ولكن هذا ليس أمرا ذكيا. مشكلة سلاح حزب الله هي مشكلة جادة بلا شك. دعا قرار 1559 إلى حل كل الميليشيات اللبنانية، ولكن لبنان لم يستجب له. وصف رئيس الوزراء السني، فؤاد السنيورة، الذراع العسكري لحزب الله بأنه حركة مقاومة وليس ميليشيا ولهذا فهو لا يسري عليه قرار 1559. فشل حوار دولي أقيم في يونيو2006 في إيجاد حل للأمر. كان هدفه الأساسي هو صيغة استراتيجية دفاعية وطنية "ضد إسرائيل" ، ولكنه فشل بسبب دعوة حزب الله ل"استراتيجية دفاعية تمكن حركات المقاومة الإسلامية من الحفاظ على سلاحها كعنصر ردعي ضد الهجوم الإسرائيلي.". هناك في الخلفية حقائق هامة أخرى. رامي خوري، والذي يحرر اليوم صحيفة دايلي ستار في لبنان، يكتب: "رد اللبنانيون والفلسطينيون على الهجمات الوحشية المتواصلة من إسرائيل ضد السكان المدنيين بخلقهم زعامة موازية أو بديلة يمكنها الدفاع عنهم ومدهم بالخدمات الضرورية." ويوافق على كلماته باتريك سيل المتخصص في الشئون السورية: "هناك صحوة من اللاعبين غير الحكوميين مثل حزب الله وحماس بسبب الفراغ الذي تركه عجز الدول العربية في كل ما يتصل بإسرائيل."
اخترتم في الرسالة ألا تتطرقون للمصابين على الجانب الإسرائيلي. هل تميزون بين الجرحى والقتلى الإسرائيليين، اللبنانيين والفلسطينيين؟
هذا ليس صحيحا. تطرقت رسالة جون بيرجر بصراحة إلى هذا الموضوع وهو لا يميز بين المصابين الإسرائيليين والآخرين. كما هو مشار إليه في الرسالة: "كلا النوعين من الصواريخ يخترقان الجسد بشكل مرعب. باستثناء القادة في الميدان، من يمكنه أن ينسى هذا ولو للحظة؟"
في رأيك، هل يتواطئ العالم مع الاجتياح الإسرائيلي للبنان ولا يتورط في ما يحدث في غزة وجنين. أي هدف في رأيك يخدمه هذا الصمت؟
أغلب العالم لا يمكنه فعل شيء سوى الاعتراض، برغم أنه متوقع تماما أن يكون الغضب والثورة على العنف الأمريكي والإسرائيلي هدية في أيدي جماعات متطرفة وعناصر عنيفة تحرك جنودا جددا لخدمة أهدافهم. الطغاة العرب المدعومون من الولايات المتحدة أدانوا حزب الله، ولكنهم اضطروا للتراجع خوفا من شعوبهم. حتى الملك عبد الله ملك السعودية، وهو الحليف الأكثر إخلاصا لواشنطن "والأهم" اضطر للقول: "إذا تم رفض احتمالات السلام بسبب الغطرسة الإسرائيلية فلن يتبق إلا احتمالات الحرب. لا يعرف أحد ماذا ستكون الانعكاسات على المنطقة ومن ضمنها الحروب والصراعات التي لن يحرم منها أي أحد، بما فيهم أولئك الذين تغويهم قوتهم العسكرية الآن باللعب بالنار."
بخصوص أوروبا، فهي غير مستعدة للخروج ضد حكومة الولايات المتحدة، والتي أوضحت أنها تدعم تدمير فلسطين والعنف الإسرائيلي. بخصوص فلسطين، يمكننا العثور على جذور مواقف بوش المتطرفة فيمن قرروا السياسات السابقة. دعمت الولايات المتحدة بحرارة الاجتياحات الإسرائيلية لأراضي لبنان بالرغم من إلزامها إسرائيل في عامي 82 و96 بإيقاف الهجوم عندما وصلت الفظائع للدرجة التي كان يمكن عندها للمصالح الأمريكية أن تتأذى. لأسفي الشديد يمكن أن نقول عن رامسفيلد، تشيني، رايس والشخصيات المفتاحية الأخرى في حكومة بوش نفس ما قاله أوري أفنيري عن دان حالوتس الذي "يرى العالم تحته عن طريق مهداف البندقية". نظرة كتلك إلى العالم ليست غير معتادة بين أولئك الذين يسيطرون على وسائل العنف. لا داعي لتكرار انعكاسات هذه النظرة للعالم.
ما هو الفصل القادم في الصراع المستمر في الشرق الأوسط كما تراه؟
ليس هناك من يتعجل بما فيه الكفاية للتنبأ. الولايات المتحدة وإسرائيل تثيران قوى مشؤومة سوف تزداد قوة وتصبح أكثر تطرفا إذا واصلت الولايات المتحدة وإسرائيل تخريب كل أمل في تحقيق الحقوق القومية الفلسطينية وتدمير لبنان. مثل هذا، ينبغي الاعتراف بأن القلق الأساسي لواشنطن، مثلما كان الأمر في السابق، ليس هو إسرائيل ولبنان، وإنما مخزون الطاقة في الشرق الأوسط، والتي تم وصفها قبل ستين عاما بأنها "مضخة كبيرة للطاقة الاستراتيجية". يمكننا أن نتوقع بثقة أن الولايات المتحدة ستواصل على قدر طاقتها التحكم في القوة الاستراتيجية التي لا يوجد لها بديل. ربما لن يكون هذا سهلا. غياب الأهلية لدى رجال بوش خلق كارثة في العراق، وهذا أيضا من ناحية الأسباب المصالحية فحسب. بل إنهم يجابهون كابوسا مطلقا كذلك: حلف شيعي حر "يضم العراق الذي يحكمه الشيعة، إيران ونظم شيعية في السعودية" سوف يسيطر بشكل مستقل غير مرتبط بواشنطن على مخزون الطاقة الهائلة في العالم. وربما ما هو أسوأ من هذا: خلق صلات قرابة مع مراكز الطاقة في أسيا. يمكن للنتيجة أن تكون شبيهة بيوم القيامة.
ليس سرا أنه في السنوات الماضية ساعدت إسرائيل على تدمير قوميات عربية علمانية وخلق حركات حزب الله وحماس، بالضبط مثلما سارعت العدوانية الأمريكية بصعود حركات إسلامية أصولية والإرهاب الجهادي. الأسباب مفهومة. هناك تحذيرات لا تتوقف في هذا الشأن من وكالات استخبارات غربية "ومن ضمنها وكالة الاستخبارات الأمريكية" ومن متخصصين مهتمين بهذه الشئون. يمكن أن ندفن رؤوسنا في الرمل وأن نعزي أنفسنا ب"الإجماع من حائط إلى حائط" بأن ما نفعله هو"عادل وأخلاقي"، عبر تجاهل دروس التاريخ والمنطق البسيط. يمكن كذلك الاعتراف بالحقائق والوصول إلى المشاكل الصعبة التي تبدو بلا حل بوسائل غير عسكرية. هناك وسائل كتلك. نجاحها غير مضمون مسبقا ولكن يمكن الافتراض أن النظر إلى العالم من خلال المهداف سوف يؤدي إلى معاناة وبؤس بل وربما إلى يوم قيامة قريب.

ملحوظة من المترجم: التعبير الذي استخدمه تشومسكي كان "أبوكاليبس" وهو لاتيني ويعني في العهد القديم النبوءات المتعلقة بنهاية العالم و اخترنا ترجمته إلى يوم القيامة.
عن يديعوت أحرونوت



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منع الرؤية و مباركة الجنود.. العمى المرغوب فيه لإسرائيل
- في بيان من تشومسكي وساراماجو: إسرائيل هي الحلقة الأولى في سل ...
- سينمائيون إسرائيليون للبنانيين: نحن معكم
- صورة حسن نصر الله عند المثقفين المصريين. دفء و ملاحة و مقاوم ...
- ماذا يفعل أدباء إسرائيل وقت الحرب !؟
- من قلوبنا سلام لفيروز
- عبد الناصر هو البطل الملحمي، المدخن المحترف و بائع التذاكر.. ...
- دافنشي, يعقوبيان، و جرائم النشر، حرية التعبير في مجلس الشعب
- دم بارد.. بعثرة الندوب في جسد الواقع
- كرنفال الكرة و الادب على ناصية العالم
- بلدوزر.. تجار حشيش و مقابر.. تاريخ ملاحقة الكتاب الرخيص
- أدب المتدينين في إسرائيل و شيطنة الآخر
- يرسم نفسه، يكتبها، و يهدي فنه للعالم، مرايا الفنان بيكار
- فيروز و الرحابنة.. صوت عصي على الوصف و مسرح يعري النزاعات و ...
- كأس العالم.. إن شاء الله.. القضية الفلسطينية على الجدار العا ...
- عن تشابه الأحذية برغم كل شيء، حذاء الجيش و حذاء الباليه
- شاعر إسرائيلي: تصوروا أننا نقتل و خلاص! تصوروا أننا أشرار جد ...
- كومبارس الكتابة و الثورة المؤجلة
- ميتاعام.. الوقوف على نقيض الحفل التنكري الإسرائيلي
- كتب السوبر ماركت.. عمارة يعقوبيان بجوار اللانشون و الشامبو


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نائل الطوخي - تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم