أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نائل الطوخي - الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسطين















المزيد.....

الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسطين


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل سيأتي حل ما من حماس؟ في مقابل قلق البعض من فكرة تعامل حكومة حماس مع ملفات شائكة مثل الثقافة والفنون و قلقهم من فكرة أن تأتي حكومة لها أجندة دينية واضحة لتكون هي الممثل الوحيد للشعب الذي طالما آمن بقضيته الثوار والحالمون و اليسار بأغلب أطيافه، في مقابل هذا ينمو تعاطف غير مشروط من الشارع المصري مع حماس، بدا التعاطف واضحا بقوة في المؤتمر الذي دعا إليه اتحاد الأطباء العرب و عقد بدار الحكمة تحت عنوان "لبيك فلسطين"، وحضره الدكتور محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني والسيد عطا الله أبو السبح وزير الثقافة، وهو صاحب التصريحات الخاصة بمنع الرقص الشرقي الذي لم ير فيه إلا مظهرا من مظاهر الانحلال و بدراسة عرض أو عدم عرض فيلم مثل "الجنة الآن" لأنه ينتقد بشكل ما العمليات الاستشهادية التي يقوم بها المجاهدون. احتشدت القاعة بالإخوان المسلمين من كل نوع، وهم كما يعلم الجميع الأب الروحي لحركة حماس، و التي جاء منها الوزيران المدعوان. لم يظهر التعاطف بين الحركتين فقط في حالات صوفية دفعت شباب الإخوان إلى الاندفاع لتقبيل أيادي و صدور الوزيرين الحماسيين، و لكن أيضا في مزادات دفع فيها البعض مرحبا ألاف الجنيهات مقابل تذكارات شخصية حملت توقيعهما.

تأخر الدكتور محمود الزهار عن حضور المؤتمر بسبب لقاء مع السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية، ليتحدث الدبلوماسي غازي فخري في البداية أن أمريكا، ممثلة في كونداليزرا رايس، لا يهمها الديمقراطية التي اتت بحماس إلى السلطة و إنما ما يعنيها هو أمر واحد، الاعتراف بإسرائيل، و ردا على هذا الطلب قال فخري: فلسطين أرضنا من النهر إلى البحر وتحريرها سيتم يوما بإذن الله.

بعده تحدث الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء عن الحصار الدائر حايا على بيت حانون والذي راح ضحيته ستون شهيدا و 250 جريحا بينما لم يبد العالم أي قلق أو إدانة.

أما وزير الثقافة الفلسطيني فقد بدأ حديثه بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم ثم الترحيب بالشعب المصري قائلا أن الشعب الفلسطيني قد ابتلي بالسهم الصهيوني الخبيث عبر وعد مجرم أعطاه وزير خارجية بريطانيا لهؤلاء الذين لا وطن لهم و نبذتهم الدنيا لخبثهم و مكرهم، ثم أعلن أن حماس لن تعترف أبدا بإسرائيل "ولو ذبحونا من الوريد إلى الوريد" وأن التنازل عن فلسطين من خلال الاعتراف بإسرائيل هو إنكار لآية من آيات الله، و قال بأن حامس أنكرت "منذ اللحظة الأولى اتفاقات أوسلو واعتراف بعض أبناء قومنا بهذا الجسم الدخيل". و مع هذا فإن الدم الفلسطيني خط أحمر و لن تتسبب حماس في اقتتال فلسطيني فلسطيني، ومن هنا طير أبو السبح رسالة إلى الرئيس محمود عباس بأن يستنفر الشعب و الأجهزة الفلسطينية معا والتي يبلغ تعدادها 80 الف عنصر لمقاومة الاحتلال هاتفا "بئس البندقية التي لا توجه للاحتلال". وهنا قاطعت كلامه هتافات أخرى من عينة "يا حماس يا حماس.. انتي البندقية واحنا الرصاص. اصحى يا شعب و قل لحماس.. مصر هتفضل هي الأساس".

توقف السيد عطا الله أبو السبح ليبدأ بعده مزاد غريب، فقد قدمت "أخوات" دار العلوم باقة ورد هدية إلى محمود الزهار، إلى هنا و الأمور كانت جيدة. ولكن رسالة وصلت من إحدى "الأخوات" تعلن فيها أنها سبق و تصدقت بكل ذهبها على القضية الفلسطينية، أما الآن فلم تتبق لها إلا ساعة يد واحدة تريد أن تتبرع بها للقضية، وهي تطرحها للبيع بالمزاد في هذا المؤتمر. بدأ مزاد الساعة بخمسة آلاف جنيه, ولم ينطق احد، و بدا واضحا أن المزاد سينتهي بالفشل، ثم أعلن فجأة شخص أنه سيشتريها بعشرة آلاف!

من هنا تم الانتقال إلى الطواقي، طواقي حماس الخضراء وقد وقع عليها الدكتور محمود الزهار و السيد عطا الله أبو السبح، بيعت الطاقية التي وقع عليها الزهار بخمسة آلاف و الأخرى بألفين!! في كل هذا كان تحفيز الجمهور على الشراء يتم عن طريق تذكيره بالشيخ رجب الذي جاء بأربعمائة الف جنيه للقضية في ليلة واحدة! وهي الإشارة التي تكررت أكثر من مرة في المؤتمر إلى النجم الخفي للمؤتمر، الشيخ رجب زكي، إمام مسجد السيدة نفيسة، و الذي استطاع جمع 400 ألف جنيه لتقديمها لفلسطين عن طريق حيلة طريفة: طرح عمامته للبيع بالمزاد على مريديه.

كذلك في بداية حديثه لم ينس الدكتور محمود الزهار توجيه التحية إلى "صاحب البصيرة العظيمة الشيخ رجب آملا في أن يجمعني الله أنا و إياه في جنة الفردوس". ثم أكد أن كون إسرائيل زائلة هي حقيقة قرآنية لا ينكرها إلا من لم يقرأ سورة الإسراء أو يكفر بها، و أنه ردا على سؤال يوجهه له الكثير عن سبب دخول حماس الانتخابات، و هل كان من الأفضل لها أن تظل فصيلا مقاوما لا يدخل لعبة السياسة، قال أن هذا تم لأنهم لم يستطعوا رؤية البلاد تسير إلى ما تسير إليه على المستوى الديني و الأخلاقي و المادي وأنهم بهذا صاروا أكثر قوة الآن: "لا يستطيع ان يطلب منا أحد أن نسلم أسلحتنا إلى السلطة الشرعية لأننا نحن أصبحنا السلطة الشرعية". وأكد أن برنامج المقاومة ليس هو البندقية كما يظن الناس و إنما الثقافة، و تعني الثقافة هنا تعليم معنى المقاومة، و العادات و التقاليد. كما أكد الزهار على أن عودة الإسلام الآن ضرورة كونية عندما تنحرف البشرية، حيث العالم ينتظر كتابا جديدا غير كتاب البيت الأبيض.

وفي المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد ذلك سئل الزهار عن مشكلة الجندي الإسرائيلي الأسير و الوساطة المصرية التي قال أنه قبل بها لعدم ثقتهم في إسرائيل و سوف يتم تسليم الجندي الأسير لمصر لضمان تنفيذ تعهدات إسرائيل. وردا على سؤال عن مرتبات الموظفين التي لم تدفع قال أن للحكومة في ذمة إسرائيل 55 مليون دولار كمساعدات قطعتها عنهم، و أنه حالما يتم دفع هذا المبلغ سيتم حل مشكلة المرتبات، وكان قد أكد في المؤتمر العام من قبل على أنه قد تناهى إلى سمعه أن فلسطينيين هم من أوحوا بمنع المساعدات عن السلطة إلى واشنطن.

كما سئل الزهار عن كيفية دخول حماس الحكومة تحت مظلة اوسلو بينما هي ترفض الاعتراف بأوسلو فأجاب بأنهم أعلنوا في دعايتهم الانتخابية أنهم يريدون كسر رأس أوسلو و بما أن الكل ملوث فهم قد عملوا على إطار سياسي فرض عليهم فنظفوه و طهروه، وأضاف: "هويتي مكتوبة بالعبرية. فهل يعني هذا أنني أعترف بإسرائيل؟"

غير أن المشكلة ربما ظلت تكمن في الثقافة، فوزير الثقافة والذي لم يوجه له إلا سؤالان، لم يتكلم عن أي إجراءات أو أي فعاليات محددة يمكن لوزير ثقافة في حكومة حماس أن يقوم بها، فقد قال مثلا في سؤال له عن كيفية الحفاظ على الهوية العربية و الإسلامية في ظل محاولات تهويد فلسطين أن "عملهم الثقافي يقم على الوقوف ضد اي فكر وافد يتعارض مع أحكام هذا الدين مثل كل ما هو منحل وهابط"، كما رد على سؤال من "أخبار الأدب" حول كيفية رؤية حماس للثقافة بشكل عام قائلا أنها رؤية لا تخرج عن الموروث العربي مردفا أنه ليس كل ما يخرج من حماس سيء وإنما "ما يكرس الانتماء لهذه الأرض والعقيدة سنعمل على تكريسه". وهو ما يبدو ليس غامضا فقط و إنما أيضا يطرح مخاوف بالنسبة لسلطة تختزل الثقافة في ما يعمل على التكريس للأرض و العقيدة و ترى بوجوب محاربة كل ما هو وافد ومنحل.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيني و بين أبي. بين الإخوان والقاعدة
- كتب المسلمين الاعلى مبيعا في اسرائيل.. اشكال من العنصرية ضد ...
- الرواية بعد محفوظ.. العقوق الجميل لأبناء الجبلاوي
- يوم الكيبور.. صفعة لصورة الدولة التي لا تقهر
- السلطة المطلقة للافيه الرمضاني.. من الشعر و المسرح إلى شوقية ...
- حسين عبد العليم: تحريم الجنس أمر ممل جدا
- الأم المقدسة، أمي، الأرض و الهوية
- أمي، الأم المقدسة، الأرض و الهوية
- عن تصريحات البابا و الأديان المصابة بالزهايمر
- صلالة مدينة تشبه الألعاب الإلكترونية
- الجمالية ترد الحكي على نجيب محفوظ
- تشومسكي: أمريكا تعجل بنهاية العالم
- منع الرؤية و مباركة الجنود.. العمى المرغوب فيه لإسرائيل
- في بيان من تشومسكي وساراماجو: إسرائيل هي الحلقة الأولى في سل ...
- سينمائيون إسرائيليون للبنانيين: نحن معكم
- صورة حسن نصر الله عند المثقفين المصريين. دفء و ملاحة و مقاوم ...
- ماذا يفعل أدباء إسرائيل وقت الحرب !؟
- من قلوبنا سلام لفيروز
- عبد الناصر هو البطل الملحمي، المدخن المحترف و بائع التذاكر.. ...
- دافنشي, يعقوبيان، و جرائم النشر، حرية التعبير في مجلس الشعب


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نائل الطوخي - الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسطين