أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نائل الطوخي - أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب














المزيد.....

أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب


نائل الطوخي

الحوار المتمدن-العدد: 1822 - 2007 / 2 / 10 - 11:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


حاولت كثيرا إتقان اللغة الإنجليزية، وصلت إلى مستوى متوسط فيها لم أتجاوزه. ظل أمامي الغرب ذلك الكائن الغامض، المهول، الذي يبتلع كل من يقترب منه. كانت علاقة معقدة، ليست عداء خالصا. ربما كانت انبهارا، مع شعور بالرفض أحيانا، كان رفضي دوما قائما على أشياء غير ما يرى الشباب من نفس سني، الذين صادفتهم في المدرسة و الجامعة. رفضوا هم انحلال الغرب و رفضت أنا تعاليه، ذلك التعالي الذي يمكن ملاحظته في تجليات كثيرة جدا من الخطاب، التعالي الذي يصور الشعوب الأخرى و كأنها بحاجة دائمة لتتعلم كيف تمارس حياتها، كيف تفكر بل و حتى كيف تتعلم. ليس الغرب واحدا، و لكن دوما توجد لدى الغرب، عن طريق ما يسمعه ويراه عبر الإعلام، ما يقرأه في الصحف، ما يتم تسريبه في لغته، ذلك القياس الصارم الذي يؤكد أن الحياة الغربية هي الحياة و أن الإيمان هو الإيمان الكاثوليكي وأن العقل هو العقل الغربي، أما ما هو غير ذلك، فهو فولكلور، هو شيء للرؤية والاستمتاع به، وليس التفكير فيه وتأمله، بطبيعة الحال، لا توجد هذه الرغبة لدى الغربيين بشكل صارم. لأن هذه التسمية وهمية على ما أعتقد، تسمية الغرب، و إنما لدى العالم الأول، الأكثر تفوقا من الناحية التكنولوجية و العلمية، أو لدى "الأغنياء" بشكل عام.

الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا. أحببت لفترة ما هذه العبارة، كان فيها ما يشبه النبوءة السهلة بأن أصعب شيء لن يتحقق أبدا، و بما أنه لن يتحقق أبدا فمن المفضل ألا نسعى لتحقيقه، ربما بدا كثيرا أن الغرب غرب فعلا وأن الشرق شرق. ربما بدا أن الشرق يهاجم الغرب: يهاجم نيويورك و مدريد ولندن. الشرق هنا يعني العالم الإسلامي ولا شيء غيره، و الغرب يعني أوروبا و أمريكا. أي لا وجود لأمريكا اللاتينية و لا للصين و لا لأفريقيا الجنوبية، و لا حتى لروسيا. ومثلما أن الشرق يهاجم فالغرب يقوم بدوره أيضا: أمريكا تغزو العراق وأفغانستان، وتبارك إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين و اللبنانيين، أوروبا تسن قوانين صارمة لمنع الهجرة إليها و تحارب رموز "الهوية الشرقية"، ممثلة في الحجاب. دعونا لا ننسى أنه في كل هذا غابت إمبراطوريات الغرب و الشرق العنيدة والعصية على التصنيف، غير المندرجة تحت مسمى الغرب أو الشرق، أعني بها قلاع اليسار السابق و الحالي: أمريكا اللاتينية وشرق أسيا، وبالتحديد الصين، و طبعا أفريقيا، بما تحتويه من جائعين هم وقود سهل لأي مطالبة عالمية بالعدالة.

داخل الشرق والغرب محل الحديث، أي أوروبا وأمريكا والعالم الإسلامي، هناك الكثير من التقاطعات، كلها نمت بين الاثنين. انتمت باصولها إلى "الشرق" وبثقافتها إلى "الغرب"، إدوارد سعيد، طارق علي، فرانز فانون هومي بابا، وما عرف بدراسات التابع الهندية. كل محاولات تقويض المركزية الغربية نشأت من أناس كهؤلاء. أناس ينتمون إلى تلك الحافة بين الشرق والغرب. الغرب الآن صار مكانا يفكك ذاته، يؤكد، عبر هؤلاء المفكرين من ذوي الانتماءات الملتبسة، على أن العالم يتحول شرقا و شمالا و جنوبا، ولكنه يؤكد أيضا، أن أي تفكيك للغرب لابد أن ينتمي له بشكل أوبآخر، لابد أن يأخذ تصديقا منه، حتى لو صدر عن أناس ينتمون بأصولهم إلى الشرق، مثلما أن كارل ماركس قد ظهر في إحدى بقاع الرأسمالية الأكثر تطورا في العالم للصراع ضدها. ومثلما، في مثال أكثر مفارقة بكثير، استخدم بن لادن التكنولوجيا الغربية المتقدمة لضرب الغرب، ماديا لا معنويا هذه المرة. غير هذا فالجدل أكبر من أن يتم حصره بين ما يسمى بالغرب أو بالشرق، المصالح الغربية تتحقق على أرض الشرق وفقا للمناهج الشرقية "هل نذكر وجبات الطعمية التي كانت تقدمها مطاعم كنتاكي في القاهرة؟".

ليس هذا فقط، ففي يوم من الأيام، وقبل أن يتم تصوير الصراع وكأنه بين الشرق والغرب أو بين الهوية المسيحية – اليهودية و الإسلامية، كان الغرب منقسما على نفسه، وتم تصوير الصراع أيضا حينها وكأنه صراع بين الشرق و الغرب، ألم تأخذ محاولة تنقية الأجناس الأوروبية من الجنس اليهودي السامي هيئة الصراع بين الشرق و الغرب، نازيو ألمانيا يحاولون التخلص من يهودها؟ تم تصوير الصراع وكأنه بين العيون الزرقاء والعيون السوداء، الشقر والسمر، طويلي القامة و محنيي القامة، تم تصوير اليهودي هنا بنفس الأوصاف التي ستستخدم في السبعينيات لوصف العرب. وفقا لأي منطق يمكننا أن نفهم هذا، منطق الصراع بين الشرق والغرب؟ لماذا هناك دوما تلك الحاجة لتصوير الأمر و كأنه حرب بين الهويات؟ هل هو للتغطية على قذارة صراع المصالح؟ ربما، غير أن الخبر السيء هو أن الخدعة تنطلي على الكثيرين، في ظل كل هذا تظل بقعة الأمل الأكبر في العالم، غير المعنية بصراع كهذا، هي أمريكا اللاتينية، هي المقيمة خارج منطقة الصراع وداخل منطقة التاريخ بشكل مفزع. أعتقد أن النسبة الأكبر من عقلاء العالم يوجدون داخلها الآن.



#نائل_الطوخي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الناشرة الفرنسية تريزا كريميزي: في انتظار فتح الباب العربي
- محمد أركون: ماذا نحتاج أكثر من ابن رشد؟
- محاولة جديدة لنسبة الهرم إلى العبرانيين
- سعد الدين ابراهيم يحاضر امام جمعية لمحبي المصريين في اسرائيل ...
- الشاعر المصري عماد فؤاد: في بلجيكا مثلما في إمبابة، الأصولية ...
- روعة الديكتاتور وعمى المثقف.. مخلوقات محفوظ الملتبسة
- محفوظ عبد الرحمن: رفضت الكتابة عن صدام حسين
- صاحب مدونة على الإنترنت.. نتنياهو في اخر ادواره الثقافية
- رسائل من غرفة اعدام صدام
- عن المسيح و جيفارا و إسماعيل: صدام حسين.. البطل المدلل لكامي ...
- الرسالة الكامنة للانتحاري
- معارضو الشارع واولاد الشوارع
- عن اطفال الشوارع و معارضي الشوارع
- قراء غير جيدين أو تجار متنكرون: مجانين مكتبة الاسرة
- الحجاب صليب المسلمين
- الشيعة ما بين حزب الله و الكائنات ذوي الذيول
- الروائي الإسرائيلي دافيد جروسمان: انظروا كيف شاخت إسرائيل
- من كفر قاسم الى بيت حانون:ولازال القتل مستمرا
- الإخوان المسلمون يشترون طواقي حماس في مؤتمر بعنوان لبيك فلسط ...
- بيني و بين أبي. بين الإخوان والقاعدة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نائل الطوخي - أمريكا اللاتينية: الخيار الغائب في معادلة الشرق والغرب