الكونفيدرالية الديموقراطية للشغل بين المحافظة على التقدمية، واستهداف اليمين المتطرف.....25

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1811 - 2007 / 1 / 30 - 11:17
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

إهداء

• إلى كل الذين لازالوا يرصدون خفافيش الظلام، ويسعون الى إشاعة الأنوار في نسيج المجتمع المغربي.
• إلى كل المناضلين الشرفاء، الذين تمثلوا خطورة زحف جحافل الظلام.
• إلى المناضلين النقابيين، الذين لا يرون بديلا لفكر الطبقة العاملة سلاحا لمناهضة الفكر الظلامي في الإطارات النقابية.
• إلى مناضلي ك.د.ش. الذين يقيمون سدا منيعا بينهم، وبين عناصر إنتاج الظلام.
• إلى روح شهيد الطبقة العاملة: الشهيد عمر بنجلون، الذي استهدفته عناصر الظلام.
• من أجل نقابة بلا ظلاميين.
• من أجل فكر علمي رائد، يسود في صفوف الشغيلة المغربية.
• من أجل مجتمع بلا وصاية ظلامية.
• أقدم هذه القراءة للممارسة الكونفيدرالية.



دلالة التقدمية ودلالة اليمين المتطرف.....7

وبذلك نصل إلى أن تقدمية العمل السياسي، تتمظهر في عدة مستويات. مما يجعلها جوهر وأساس تقدمية واجهات كل عمل هادف إلى تغيير الواقع إلى الأحسن.

4) دور التقدمية في استنهاض الإطارات, وحمايتها من التسرب الرجعي, واليميني المتطرف.

فالتقدمية عندما تحضر فكرا، وممارسة، في إطار معين, تجعل افراد ذلك الإطار على بينة من الفكر التقدمي، والممارسة التقدمية, ويعملون على الربط الجدلي بينهما, فتصبح الممارسة مطورة للفكر، الذي يصير متحركا باستمرار، ويصبح الفكر مطورا للمارسة التي تقوي إرادة المنتمين لذلك الإطار، الذين يدرسون الواقع، باعتباره مصدر الفكر, والمستهدف بالممارسة. وبتلك الدراسة يقوون على الجوانب الإيجابية فيعملون على تطويرها، والمحافظة عليها. كما يقفون على الجوانب السلبية، فيخططون لمقاومتها، بناء على اكتشاف القوانين التي تساعد على التحكم فيه، وتقويته. والتقدمية عندما تجعل ممارستها هكذا، تتحول إلى قوة مادية، تلعب دوارا أساسيا، ومركزيا، في التحول الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي.

غير أنها لا تكون كذلك، بدون وجود تنظيمات تقدمية، تلعب دورا اساسيا. والعمل التقدمي يتحدد من خلال:

ا ـ التنظيم النقابي الذي يقوم يدوره كاملا، في دراسة وضعية الشغيلة على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي, والثفافي، والسياسي، حتى تدرك عمق الاستغلال الممارس عليها من قبل المستغلين, ومن قبل الدولة, وتخطط لمقاومة ذلك الاستغلال، بتنظيم الشغيلة, وتكوين ملفها المطلبي، ووضع برنامجها النضالي، من خلال الهيئات التقريرية, وقيادتها في اتجاه تحسين أوضاعها المادية، والمعنوية، حتى تشعر بكيانها كطبقة, وكقوة، تستطيع أن تقوم بالمعجزة لصالحها كطبقة, ولصالح الجماهير الشعبية المقهورة، التي تعقد كل عزمها، وبكل امكانياتها على دعم استفادة الشغيلة المادية، والمعنوية، نظرا لانعكاس تلك الاستفادة المباشرة على ساير الكادحين.

ب ـ التنظيم الجمعوي، الذي يقوم بالإلمام بالمجال الثقافي، وبدراسة الثقافة السائدة، دراسة علمية، وميدانية دقيقة، من أجل معرفة ما يجب عمله، لانتاج ثقافة مضادة، للثقافة السائدة, وتقوم بانتاج قيم تقدمية، تهدف إلى بناء إنسان جديد، بممارسة ثقافية جديد،ة تشعر حامليها بضرورة بناء منظومة من القيم، التي تساهم في تغيير الواقع الثقافي، بمناهضة القيم الرجعية المتخلفة، الناتجة عن انتشار الفكر الرجعي الخرافي / الغيبي، القائم على ممارسة العادات والتقاليد، والأعراف المركسة لتخلف الواقع، الساعية إلى جعل الإنسان قانعا، قابلا للاستغلال الممارس عليه. والثقافة التقدمية التي تعمد بالأساس على إشاعة الفكر العلمي، في الواقع عن طريق تأسيس، وبناء جمعيات ثقافية، تقوم بوضع برنامج ثقافي، يهدف إلى التأثير في الواقع، وتفعيل العناصر التقدمية في الثقافة المغربية، وجعلها تتفاعل مع العناصر التقدمية في الثقافة العربية الإسلامية، وفي الثقافة الإنسانية، حتى تتحول إلى عنصر مادي لحماية الواقع الاجتماعي من التغلغل الرجعي، واليميني المتطرف.

ج ـ والتنظيم السياسي، الذي نحتاج إلى جعله تقدميا, لأنه إما أن يتأسس كذلك، وإما أن يتإسس رجعيا. والتنظيم التقدمي، يستثمر العمل التقدمي، ونتائج العمل الثقافي التقدمي، لبناء تصور سياسي للواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والتخطيط المرحلي، لتحقيق الهدف الإستراتيجي، من أجل جعل ذلك الواقع في خدمة الجماهير الشعبية الكادحة، في أفق تغييره، تغييرا جذريا، بالقضاء النهائي، والأبدي على نظام الاستغلال الاقطاعي / البورجوازي، للشغيلة الصناعية، والتجاريةن والزراعية، عن طريق إقامة نظام سياسي، يحقق الحرية، والديموقراطية، والعدالة الاجتماعية؛ لأنه بدون الحرية يبقى الإنسان مستعبدا، وبدون الديمقراطية يسود الاستبداد, وبدون العدالة الاجتماعية يسود الاستغلال. فتقدمية التنظيم السياسي، وحدها، تقود إلى ذلك.

وبذلك تلعب التقدمية دورا رائدا، في جعل النقابات، والجمعيات، والتنظيمات السياسية، تعيد النظر في ممارستها، وتستنهض المنتمين إليها. وتجعلهم يلعبون دورهم في تغيير الواقع، حتى يتمكنوا من حفظ كرامتهم، التي تتحقق بها إنسانيتهم

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات