أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل ندا - قراءة إنسانية للتغيير















المزيد.....

قراءة إنسانية للتغيير


عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 1798 - 2007 / 1 / 17 - 08:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الدائرة الكبرى بمعنى الظرف عالميا:
لماذا ولصالح من إستمرار الداثرة المفرعة من العدوان بالنهم؟ العدوان السلبى ينتج عن الظلم والقهر والعدوان بالنهم. المقهور يكبت فى نفسه ويمارس العدوان إما داخليا أو خارجيا. عدوان سلبى شبيه ب أو احد أشكاله الإضراب السلبى المنتشر, نتيجة للإحساس بالتهميش المتعمد والقهر. العدوان السلبى مرحلة من مراحل. ينشا فى قاعه وقمته و فى داخله العدوان الإيجابى والتطرف والإرهاب. لا يستطيع الكل إحداث التوازن إيجابيا أو سلبيا. الحديث الآن عن مليارات من البشر فى كافة المعمورة.
مثلا, البترول وحتى ولو بيع بمائة دولار يذهب جزء كبير ومبالغ فيه, للشركات العالمية الإحتكارية. والباقى يوضع فى حسابات البنوك العالمية والإحتكارية أيضا. ولا تتصرف فيه الشعوب إلا بحساب وطبقا لنظام السوء. أليس بهذا بقهر ونحن جائعون؟ هذا نهم وإعتداء على حقوق البشر أجمعين.
فى أحد مراسلات بنك أف أمريكا الإعلانية كتبت عبارة "بنك الثقة". أتساءل: كيف يثق أحد فى بنوك يتم تجميد الحسابات فيها لأسباب سياسية أو أمنية لمجرد الإختلاف مع سياسات امريكا العدوانية.

الحزب وسيلة أم غاية
فى مصر: الحد الفاصل بين الأنشطة التحضيرية لإنشاء حزب والنشاط الحزبى نفسه غير موجود. بل ان النشاط التحضيرى لإنشاء اى حزب, يستلزم فى بعض الأحيان نشاط سياسى مكثف وعنيف ومضنى وأكبر وأقوى من النشاط الحزبى نفسه المطروح الآن على الساحة. لأن شروط الإنشاء والتى تتطلبها لجنة الأحزاب, للموافقة على قيام الحزب قاسية جدا وشبه مستحيلة. وحتى لم يعد يجدى اللجوء للقضاء بعد تستيف وزارة العدل والتجنيد والتوزيع والفساد. بل أن معظم الأحزاب التى قاتلت من أجل إنشاء الحزب تراخت بعد الإنشاء وكأن الهدف كان إنشاء الحزب وليس ممارسة الدور الحزبى فى التغيير والتعبير عن أفكار الحزب وصولا الى الحكم, لتنفيذ برامجها السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
إذا لم تتحالف بدرجة ما مقبولة مع الحزب الحاكم وتفقد مصداقيتها أمام نفسها وأعضائها والتيارات الإخرى ستعانى وقد تموت.
والنتيجة المنطقية هى: إن لم تعترف لجنة الأحزاب بالحزب الجديد فإنه بإمكان الحزب الجديد الا يعترف بهذه اللجنة ويمارس نشاطه التحضيرى السياسى كما يشاء. يمكنه تأجير مقرات والإعداد لمؤتمرات وعمل الإتصالات اللازمة وخلافه حتى يستطيع تحقيق تلك الشروط. وإلا كيف يحقق الشروط؟ وفى نفس الوقت يستطيع أعضاءه الإنضمام للنشاط السياسى بشكل فردى أى مستقل ويمكنهم أيضا الإنضمام لأحزاب أخرى والتحالف مع أى تيار.

أصبحت أكره المثل القائل: كل ما تريد وإلبس ما يريده الآخرون.
لأننا عممنا هذا المثل تعميم مخل. فهذا المثل أصبح يطبق أيضا على الأفكار والآراء. لا تقول إلا ما يعجب الآخرون. قل فقط ما يريد الآخر سماعه. أين الإبداع الفكرى. أين الإبداع الإنسانى؟ خنقتوا التطور, وخنقتونا! نحن نموت. ما تموت ولا تروح فى داهية!

وحتى لو كان الآخرون بلا ذوق؟
وحتى لو كان الآخرون بلا ذوق. يصبح الإنسان بلا ذوق أيضا حين يردد بحمق أوعدم فهم ما يقوله الأخرين؟
هذا جمود. هذا جمود وتحجر وضياع. هذا إصرار مميت على التخلف فى زمن يتقدم فيه الإنسان ويتغير فى ثانية واحدة ما كان يستلزم سنين! فمثلا: عرف مفكروا الصين (العباقرة بالفعل), أن نابليون بونا برت قد مات بعد موته بستة شهور.

كان هدف سياسة الحكم بعد الثورة هو إستمرار مفهوم وسياسة ثورة 23 يوليو 52. كان الهدف المحافظة بقدر الإمكان على المكاسب القومية التى حققتها الثورة للشعب. الثورة التى كانت متجددة دوما. الميثاق وبيان 30 مارس وغيرهم كتجديد للذات. قال الأستاذ الدكتور فتحى سرور فى أحد اللقاءات التلفزيونية: أن الدستور المصرى وضع بحيث لا يسمح بتغييرة إلا فى القليل والقشور. بل وإستطرد قائلا ولكى يتم تغييره يستلزم إنقلاب عسكرى.

اللعبة الآن هى لعبة حاورينى يا طيطة. ويبدو ان أنظمة الحكم لا تعرف ماذا تريد بالضبط. فالنظام السائد يريد مزيدا من المعارضة والديمقراطية, وفى نفس الوقت لا يريد معارضة, لا يستطيع إمتصاصها. عارضنى فقط فيما أسمح لك به. معارضة فى الشكل وحذارى, حذارى أن تقترب من المضمون السيادى. المضمون السيادى الذى يحقق مصلحة الأقلية أولا ولنا الفتات هو الخط الاحمر. تماما مثل التفكير الدينى المتعصب. يا سادة, الرسول نفسه لم يكن متعصب. ولم يكن أى إنسان محترم متعصب. هذه هى صورة رب الأسره الأب المسيطر بالخوف والإرهاب. هذه هى صورة خاطئة لرب الأسرة. هذه هى صورة خاطئة للإله.
(طبقا لنظرية إرك برن.)
"انا صواب وأنت خطأ" خطأ
"انا خطأ وأنت صواب " خطأ
"انا خطأ وأنت خطأ" خطأ
"انا صواب وأنت صواب" هى الصواب الوحيد طبقا لمفهوم مكسب مكسب. بمعنى, لابد أن يحل أى خلاف إنسانى بحيث يخرج الجميع كسبان. وإلا أصبحنا قاهرين للغير ولا إنسانيين.

يسيطر علينا الفكر القبلى الشوفينى: رغم أننا تخطينا القبلية بمراحل. فكر قانون العيب. "عيب يا ولد إخرص, أهكذا تحدث أبوك؟" قالها السادات فى أحد المؤتمرات لأحد الطلبة الذى عارضه. وإتنفخ طبعا. طرد من رحمه الإله! أهذا هو الإله الجالس على عرش السماء؟ صورة الإله كما تراها الثقافة التسلطية. قالها السادات الله يرحمه ويبشبش الطوبة إللى تحت رأسه.
هكذا كان المفهوم. فهل لا زال؟

الشوفينية لا إنسانية بالضرورة. الشوفينية هى عندما نقول "أنا وأخويا على إبن عمى. وأنا وإبن عمى على الغريب." ضربا بالمبادئ والأخلاق والإنسانية عرض الحائط. وترتد كراهية وخوف. وتسود ثقافة الكراهية والخوف. الكلام عن سنة وشيعة ومسلم ومسيحى ويهودى وكافر ووو إجرام. المقياس الإنسانى هو السلوك.
عفوا, قد أبالغ أحيانا مبالغة مقصودة لتوضيح الصورة.

فتحى سرور وفكر التيار الطليعى الناصرى العتيق, كان ولا يزال على حد إعتقادى هو حائط الصد الأول وخط الدفاع الأول فى وجه الهيمنة الرأسمالية التابعة. أنسيتم (سيطرة رأس المال على الحكم). حائط الصد الأول وخط الدفاع الأول فى وجه الهيمنة الإمبريالية والصهيونية. إلا انه يناقض نفسه أحيانا. وأظن أن هذا ما أحدثته فينا نكسة 67. فلقد أحدثت شرخا وجرحا وألما, فى شخصياتنا جميعا كجيل قديم. ولازلنا كجيل قديم نعانى من جروحنا رغم ما حققناه من إنتصارات فى 73. هل إستطاعوا أن يغرسوا الإحساس بالدونيه فى نفوسنا بالقهر؟ أنسينا أن هذة النكسة سببها إسرائيل ومن وراء إسرائيل. أم تناسينا؟ هل إنهزمنا داخليا بالفعل؟ وهذه هى شروط الإستسلام؟ سلوكيات الإستسلام كثيرة جدا. وروائحه العفنه تملا الأرجاء.

نحن لا نقبل الذل والهوان. هكذا علمتمونا فى المدارس. الموت أفضل من الذل والهوان. فرغم إختلافنا الشديد مع صدام, لكن لدى إحساس متكرر بشكل وسواسى ربما, انه أشرف منى بسبب الإستسلام الذى نعانى منه. إحساس دفين بالعجز مع خليط ربما بالإحساس بالذنب.
تركناك يا صدام تعدم, كما تركنا المسيح يصلب, منذ آلاف السنين.
لكنك حى. حى حياة الشهداء.
أبكيك يا صدام. أبكيك رغم كل ما فعلته من أخطاء وفى شرفاء.

قلنا لعبد الناصر: لا تتنحى, لأننا نرفض الإستسلام.
من يرى الإستسلام حلا هو مرفوض. من يرى الإستسلام حلا, عليه أن يتنحى وبشرف.
كنا نردد لا تتنحى. وأصبحنا نردد نحوه نحوه.
أين حسنى مبارك الأصل الحقيقى الذى سمعنا خطابه الأول وتابعنا. تطور أم تبدل؟
ألا نصارح بعضنا الآخر وندرس الأسباب. لنعالج أسباب المشكلة. وبدلا من الخوض فى الفروع الخلافية التى لن تنتهى.
الإنسانية هى الوعاء الذى يجمع كل المتناقضات.
أنواجه الواقع, أم ندفن وجهنا فى الرمال؟
كلمة صادقة لعلها تجد آذان صاغية. وقد تكون فيها أخطاء من أى نوع.
فأنا بشر إنسان.

تأملات 1
الطاعة المطلقة العمياء عبودية بكل المقاييس.
والإيديولوجيات والأديان الوضعية الإنسانية, والمرسلة والإنسانية أيضا بالضرورة, كلها ضد العبودية لأنها إنسانية.
ففى الإسلام مثلا هذا شرك.
الأنظمة الشوفينية كلها أنظمة عبودية. فإذا إدعى أحد أن مصلحتة الشخصية فوق مصلحة الجميع فإنه بهذا يقول, أنه قد أعلن الحرب على الجميع فى نفس الوقت. إذا إدعى أحد أن مصلحة واشنطن فوق مصلحة الجميع فإنه بهذا يعلن أن واشنطن قد أعلنت الحرب على الجميع. وإذا إدعى أحد أن مصلحة اليهود فوق مصلحة الجميع فإنه بهذا يعلن أن الصهيونية قد أعلنت الحرب على الجميع. وتبدا عوامل الهدم الإنسانية اللا إنسانية فى العمل ضد عوامل البناء الإنسانية الإنسانية.
الإتحاد السوفيتى المنحل تحول من شكل من أشكال العبودية, الى شكل آخر من الأنظمة العبودية. فبدلا من كونه نظام عبودى شمولى, أصبح نظام عبودى يتبنى الرأسمالية الإحتكارية التى هى أيضا نظام عبودى فى الجوهر, رغم إدعائها العكس. مع محاولتها التجمل لإظهار هذا العكس شكلا فقط وضحكا على الذقون.
عبودية الإنسان لأخيه الإنسان بكل المقاييس ظلم. فعندما يخسر الإنسان نفسة لا يتبقى منه سوى الجسد الذى يعرضه أيضا للبيع لأعلى سعر! ماذا تبقى لكم؟ بعض الأموال!
إذا كانت المركزية هى تعبير عن النظام العبودى فإن الحديث أيضا عن اللا مركزية يعنى فقط الرغبة فى التقليل من العبودية حتى لا ينفجر الإناء.
أمة إنسانية واحدة
أفيقوا



#عادل_ندا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة إنسانية واحدة
- اطالب بعدم تغيير الدستور
- خطر جدا
- الرجال ثلاثة انواع
- السياسة بلا أخلاق إجرام (كنفوشيوس)
- أعدمتم صدام
- التحالف الإنسانى والتحالف اللا إنسانى
- الإله وهم تخدعون به أنفسكم
- الإدعاء وخداع النفس 6
- الإدعاء وخداع النفس 5
- الإدعاء وخداع النفس 4
- الإدعاء وخداع النفس 3
- الإدعاء وخداع النفس 2
- الإدعاء وخداع النفس 1
- الإدعاء وخداع النفس
- الصورة قص ولزق 2
- الصورة قص ولزق 1
- الأخطاء المنهجية تؤدى الى شيوع الأوهام ..أمثلة
- تأملات فى سموم الديمقراطية 2
- تأملات فى سموم الديمقراطية 1


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عادل ندا - قراءة إنسانية للتغيير