أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - مركب في الرمل_ثرثرة














المزيد.....

مركب في الرمل_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1773 - 2006 / 12 / 23 - 07:13
المحور: سيرة ذاتية
    


العيش يوما بيوم يبعد السأم, لكنه يترك الأعصاب مكشوفة, ونهبا للقلق والغضب والخوف, هكذا تدور الأيام الفارغة لي ولسواي, من لا نجد لحياتنا معنى ولطريقنا غاية.
يحدثني صديق عن ولده أو بنته, درجة الذكاء المرتفعة والحساسية الملائمة وحسن التقدير...و. بعضهم يستفيض ولا ينتبه لاشارت ضجري المتكررة, بعضهم يصفعني بشفقته... بلا أولاد أحسن, نيّالك. حقيقة الأمر لا أعرف إن كان اللا إنجاب عندي لعنة أو نعمة. أحيانا أشعر بالفخر لأن خط الوراثة الممتد منذ ملايين السنين إليّ سيتوقف وينقطع عندي. أحيانا أخرى أشعر بالعدم يسحقني, هكذا سأتلاشى يوما, مثل نفخة دخان في ليل هذا العالم, بلا أثر.
في العموم أشعر بالراحة لوضعي الشخصي, حالة اللامسؤلية عن آخر, والحرية المفتوحة في حياتي, تساعدني على الحلم والتعالي فوق سبب الصراع(السلطة والثروة والنفوذ), وتمنحني مقدرة على النظر من بعيد جدا, أو العكس, المقدرة على الغوص في التفاصيل المهملة.
بين النظرة المتعالية والنظرة باحتقار يتحدّد موقفي الشخصي, فيما يدور في هذه البلاد الممتدة من المحيط إلى الخليج, وبكلمات صديقي الماغوط:
قولوا لهذا التابوت
الممدّد حتى شواطئ الأطلسي
لا أمتلك ثمنا منديل لأرثيه

من يباشرون بإغراق المركب بما فيه , إن لم تجري انتخابات مبكّرة في فلسطين, لأن الشعب هو مصدر السلطات وصاحب الشرعية, نفسهم مع حلفائهم وأشباههم يريدون العكس في لبنان, وليس المعارضة هنا والموالاة هناك بأقل سعارا ضد المختلف, الذي هو نفسه حليف الأمس.
يقتتلون على السلطة والثروة والنفوذ ولا شيء آخر.
ليس العنف مرادفا للقوة ولا نقيضا لها. عنف الضعيف ووحشيته لا يختلفان بشيء عن عنف القوي ووحشيته, عند توفّر الوسائل والمناخات الملائمة, في بلاد العرب أوطاني .
الديماغوجيا مشترك بين الجميع, أخلاق التضحية بابها, وبين الغرف صراع غرائز مفتوح.
بعد أقلّ من سنة على سقوط الطاغية في بغداد, تبخّر الحلم, خيارات هذه البلاد ليست بين الدكتاتورية والديمقراطية فقط, الحروب الأهلية على الباب, وهي أقرب مما كنت أظن.
*
مئات المرات فكرت بالانتحار, لم يخطر في بالي يوما قتل أحد! أفكّر الآن, هذا الوجه الآخر للمشكلة. لماذا وصلت إلى درجة الرغبة المباشرة بقتل نفسي, قبل أن أدخل في الصراع؟
سهولة التنازل عن الحق الشخصي_هنا جوهر المشكلة_ حقيقة لم أعرف ما هو الحق الشخصي قبل تجاوزي الثلاثين.
طفولتي مهدورة من كافة جوانبها_قناعتي أن أكثرية الأكثرية الساحقة مثلي_ ولا يدركون ذلك. لم يكن في حياتي سوى الواجبات: طاعة الأبوين, احترام الكبار, تقديس السلطة والقوة, كلمة تدليس هي الأدق_ازدواجية المشاعر_ تمني واحتقار, وله ونفور...بنفس الدرجة والشدة, هو شعور المحرومين, الرغبة في امتلاك موقع القوي المتسلّط مع حسده والرغبة المضمرة في الحلول مكانه.
الحلّ النظري سهل وواضح:احترام دور الطفولة والأطفال, فينشأ جيل يحترم نفسه ورغباته. ومن يحترم نفسه بالمعنى الفعلي والشامل, يدرك ويستطيع احترام غيره, وهو شرط لازم وجازم حسب خبرتي وتجربتي. احترام الآخر هو المعيار الأساسي لاحترام النفس و الذات.
لكن ذلك يشترط دولة مؤسسات تحقق تكافؤ الفرص, ومجتمع ينتج ثقافة حياة. وذلك بدوره يشترط الدور الفعلي للمرأة في مختلف الجوانب. وماذا بعد ....أعرف أن هذه التصورات صارت أقرب للهذيان منها لواقع فعلي يمكن العمل عليه وفيه.
الضحية وجه آخر للجلاد, هي قفا العملة الآخر, مقلوب العطب والمشكلة.
لقد أحببت دور الضحية طويلا, بلا وعي ولم يتوفر خيار بعد رفض دور الجلاد _الواعي والقصدي, لكنني أفهم الآن في خياري السابق تغذية عكسية للمشكلة, هي أصلا إشكالية بلا حلول قابلة للتجريب والاختبار.
المنظومة الثقافية القيميمة السياسية في بلادنا, تنتج وبشكل آلي نموذجي الضحية والجلاد, كما يتوالد جنس النساء والرجال مع حالات الخنثى النادرة , ومنذ آلاف السنين العنف خبزنا اليومي, نمارسه بشكل آلي كما نتنفس ونشرب, بصعوبة ننتبه لذلك.

*
العدالة أم الحرية؟
ماذا تعني الحرية لجائع أو محروم أو مريض أو متشرد أو خائف أو....وماذا تعني العدالة؟
هي كلمات كبيرة جاءت مع الكهرباء والسيارة والأنترنيت, وأستخدمها الآن بالضبط مع استخدام الكمبيوتر للزينة.
مركبي غائص في الرمل, وأنا متعب, كيفما اتجهت أجد ما أهرب منه, يحاصرني.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرام في هونغ كونغ_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة خامسة
- اسم قديم للموت_ ثرثرة
- الموضوعية في (النظر والتفكير والسلوك) _ثرثرة
- المرأة ذات الجمال الخارق_ثرثرة
- سجن الذكريات_ثرثرة
- البيت الذي اسكنه الآن_ثرثرة
- كم نتشابه يا أخي_ثرثرة
- النظر من هناك_ثرثرة
- أرصفة أخرى_ثرثرة
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - مركب في الرمل_ثرثرة