أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - المرسل إليه -اختفى في عواصم النفوذ والقرار














المزيد.....

المرسل إليه -اختفى في عواصم النفوذ والقرار


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 17:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المرسل إليه "اختفى في عواصم النفوذ والقرار ":ــ
تغفو النهارات..وتصحو الليالي..تضغط الأيام على قلوبنا كصخرات تهبط فوق جسدك ..تطبق على قفصك الصدري مانعة الهواء من النفاذ..لايمكن لفصاحة البليغ ان تضبط بايقاع الكلمات نوتة الروح وانتفاضة الجسد على وقع قذيفة..أو رؤية جسد طفل تمزق لحمه٠ الرقيق تحت ركام منزله ... او قضى بفعل خطوط الجوع المستدامة، أو نتيجة صاروخ موجه ومبرمج فقط لقتل (الإرهابيين)! لكنه أصاب هؤلاء البؤساء دون قصد! لايمكن للحكمة والعقل أن يتحكم بقوة الموت وضغطه المتواصل دون أن يختل توازن المرء فيدخل في هذيان محموم أو تتقمصه موهبة الانحراف..وربما ..ربما يحمل في فهرس عقله بعض الترتيب فيتمكن من صده عن ارتكاب الخطاً واقتراف اللامعقول..لكن هذه "الربما"تظل الاحتمال الأضعف..إلى أن تكف ثرثرة القذائف عن عبثها اليومي في أحياء المدن المنكوبة، في شرقنا العربي من سورية إلى فلسطين،فلبنان،إلى العراق فالسودان ثم اليمن ...الذي" كان سعيدا"!
حيث تحول الانسان في هذه البلدان إلى طريدة تهرب من قدرالموت إلى قدر الحلم المحمول في الذاكرة والفؤاد مذ تربع الجلادون والقتلة فوق هضاب الجولان، قاسيون أو شواطيء فلسطين ولبنان ووو كلها بلدان أسيرة ،محتلة بشكل أو آخر.
...ومن يتربعون على هضابها وسهولها يتمسكون بالسلطة والحكم بأظلافهم وأنيابهم وبسلطة السوط والتاريخ والقذائف الحديثة القادرة على تمزيق الأجساد البريئة والخرائط التي يراد لها أن تتجزأ وترسم حسب مصالح الدول صاحبة القرار والفيتو في هيئة الأمم! ، مهمة هذه السلطات المفروضة مناطقيا وعالميا أن تشعل نيران الحقد وتنفخ في كور يحرق الشجر و يحبس الماء ليقضي على حياة شعوب أرادت أن تعيش بكرامة وحرية فوق أرضها...فخلقوا لها حكاما من صنف لم يَرقَ يوماً لمكانة البشر ولم يتنسم رائحة زعفران الحب القادر على محو الضغينة، وعلى نفث الحقد والانتقام لماضيه من شعوب بريئة من دم وموت لم تقترفه أيديها،لكن مكانها هو المطلوب والمرسوم...وعليها دفع الثمن!.
جنون وشبق يعم ويتمادى ...يزج هذه الأوطان بمتاهة استمراء حفر الأضرحة والإكثار من الحُفَّر والخنادق بين المواطن وأخيه... لاتعبره سوى الضواري المتعطشة للدماء...يتخذ من أحياء المدن رحلة للصيد...
مدت التجربة أذرعتها واستوطنت الوقت...إلى أن كرس العسكر والقوى التي تدعمه فهرساً جديداً لهذه الأوطان...العسكر من طرفي النزاع غير المتكافئين بالقوة والعتاد ، لكن المخيف في الوضع أن الطرف الأضعف والذي باركناه واعتقدناه وُلد لحماية الأخوة والدفاع عن الضعفاء والابرياء ..راح بعض المحسوبين عليه..أو الدخلاء من خارجه..يصطادون الضحايا باسمه ويمارسون جنون الموت خاتمين بذلك مايخطط له أعداء هذه المنطقة ... وكأن العقل غائب أو مغيب في مكاتب النفوذ ودول المصالح ..فبات ركوب العنف مطية للايقاع بالخصم..وتسقط بالنتيجة الوعول البريئة في المصائد المكائد...لمجرد الاشتباه! أو السعي لرأب الصدوع وايجاد حلول تخرجنا من تراكم المحن والمآسي...
رباه أجبني: ..هل ورثنا لغة الوعيد والتعذيب واستَكَّنا لالتصاقها بجلدنا ؟ هل رضعنا القهر لنمارسه أم لنحاربه؟ أليس هذا منتهى الجحود لمباديء الإنسانية وحقوق الإنسان؟ أليس هذا نكران لدم من قضوا من أجل الحرية وللقرابين التي قدمتها الأمهات على مذبح الأوطان لنبنيها لكل أبنائها بغض النظر عن حدودها وخريطتها.. فنحن ابناء هذه البقاع التاريخية ؟..المؤلم أن جل من قضى في هذه الحروب المميتة راح دون أن يحمل عصا...جلهم أغمض عينيه وهو يلعب في باحة الدار..أو قضت وهي تحاول حماية أطفالها من الموت أو من غائلة الجوع...
رباه..أعود لأطمئن على كبد الايمان عند المواطن السوري،الفلسطيني،العراقي،السوداني واللبناني... الخ أعود لأسأله قبلك، عن مُرَوجي الخديعة والفتنة..عن نباشي القبورفي غفلة المعارضات وصراع ديكتها، عن شيوخ وقادة زرعنا فيهم أملاً لم يكونوا بمستوى المسؤولية..
أخي في هذه البقاع ...هل ستترك الصلب والبتر...يحوم كالأشباح يقتنص اللحظة والثغرة هنا والوهم هناك وتبقى مأسوراً مأخوذاً بحمية الإيجاب وإغماض العين على الخطيئة والسلب في الممارسة والفعل، إلى أن تصبح قانوناً يسود ويشرع ويبطر بفرض أجندات لم تأتِ على ذكرها لغتنا منذ عقود طويلة؟!..قل لي إذن لمن أوجه وإياك صوتنا المرتجف؟ بمن نأمل أن يبادر من أجلك ..من أجل مستقبل هذه المنطقة؟...قبل أن يموت صمتنا في صدرنا ونعود لننام على القذا ونستيقظ على موت متواصل في حروب تغتال وحدتنا وتنفث دخان التفرقة المذهبية وتسعى لربنا في حقول ودفاتر أيدي العبث التي لم تعد خافية على البصيرة والعقل؟..
أين هي وجوه من قدموكم أضحية ليتبقى لهم السيادة والقيادة؟...أين من هتفتم باسمهم جيوشا للحرية وإرساء الحلم؟...لكنهم اليوم مراكز وهيئات متعددة!...لكنهم اليوم مجالس وتيارات لاتلتقي إلا للتنازع...فلمن أشكو وجعي ووجعك؟...
هل يمكن لقربتنا أن تحتفظ لنا بماء الحياة الذي حملناه على ظهورنا عبر التاريخ ؟ يأتي اليوم هو نفسه من يسعى لتثقيبها بمخارز الثأر ومهرجانات الموت ، ومحاكم لم تطأ مدارس القانون ولا مكاتب القضاة؟! هل نتركهم يعبثون بمابنيناه بحِسنا المُواطني وحرصنا التاريخي على أمانة الانتماء؟..قل لي إذن..هل يسمعنا من بنى له مكتباً في القاهرة وآخر في استانبول وثالث في طهران وربما قريبا في بغداد ؟...أم أن رسائلنا ستعود على أعقابها محملة بختم " العنوان مجهول" ، أو المرسل إليه " اختفى في عواصم النفوذ والقرار"؟!!.
فلورنس غزلان ــ باريس



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا نجد تحت قمصان أصحاب حقوق الإنسان؟
- كتاب وكتابة:-
- ااأم الفلسطينية والأم السورية في - عيد الأم -
- الكراهية والطائفية لن تأخذنا إلا للجحيم:
- أين نقف اليوم من الحلم وكيف نقرأ الفشل؟
- قراءة نقدية تؤشر للأخطاء في مسيرة الثورة ، بمناسبة اقترابنا ...
- المرأة الفرنسية ...سيدة النساء هذا العام :ــ
- ماهي مكاسب حماس في غزة بعد الحرب؟
- ( مزار الدب ) قراءة في رواية المفكر الراحل ميشيل كيلو الصاد ...
- اغسلوا عينكم من قذاء إيران
- الكوميديا السوداء في السودان :ــ
- لم هذا اللغط حول قرار أوربا بإدخال مسحوق بعض الحشرات الغنية ...
- يوم العنف ضد المرأة:
- الأخلاق والدين عبارة عن قطعة قماش !
- السياسة غدت - تجارة -
- الأسبوع الأول من حزيران :
- مابين - شيرين أبو عاقلة - وتغريد المحزم:
- عيدٌ، بعد مذبحة - التضامن -!
- الخاسر الأكبر هو - الشعب الأوكراني - كما هي حال الشعب السوري ...
- طرطارة - تحسين - أي موتوسيكل تحسين


المزيد.....




- قطر.. حمد بن جاسم ينشر صورة أرشيفية للأمير مع رئيس إيران الأ ...
- ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟
- ملف الذاكرة بين فرنسا والجزائر: بين -غياب الجرأة- و-رفض تقدي ...
- -دور السعودية باقتحام مصر خط بارليف في حرب 1973-.. تفاعل بال ...
- مراسلتنا: مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في بلدة بافليه جنوبي ...
- حرب غزة| قصف متواصل وبايدن يحذر: -لن نقدم أسلحة جديدة لإسرائ ...
- بايدن يحذر تل أبيب.. أمريكا ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلح ...
- كيف ردت كيم كارداشيان على متظاهرة هتفت -الحرية لفلسطين-؟
- -المشي في المتاهة-: نشاط قديم يساعد في الحد من التوتر والقلق ...
- غزةـ صدى الاحتجاجات يتجاوز الجامعات الأمريكية في عام انتخابي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - المرسل إليه -اختفى في عواصم النفوذ والقرار