أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - أرصفة أخرى_ثرثرة














المزيد.....

أرصفة أخرى_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1754 - 2006 / 12 / 4 - 11:38
المحور: سيرة ذاتية
    


ها أنا الآن أحمل الصفات التي طالما كرهتها في الآخرين, تحويل العنف باتجاه الأضعف, ضحية الأمس هو جلاد اليوم, أكثر قوانين البشر ثباتا.
توجد حلقة مفقودة أو خارج الوعي, بين مزاج لطيف ومتسامح ومحب, وبين هستريا وطباع هوجاء تتحدد بعدد الكؤوس وأخيلة طفلية ومخاوف لم أنجح في تبديدها أو تصريفها. يحدث الانتقال دون انتباه ومع وعي مشلول ومخدّر, ابتعدت كثيرا في إذلال جسدي.
الحياة بلا غاية ليست فقط نتيجة طفولة معذّبة ومهانة. في الآن هنا مركز الحياة النفسية, العقد والجروح وبقية البؤر ذات الشدّة النفسية العالية_حدثت وتشكلت في الماضي أجل, لكن ضغوطات اليوم واحتياجاته هي الأهم, توزّع القوى النفسية ووجهتها تتحدد في الحاضر.
جلسة الكلكة وتقطير العرق في منزل عيسى الجميل, وحضور الأصدقاء أمر مبهج, احتفال السحب يحمل طبقات من المعاني, عدا كونه أكثر عادات أهل المتوسط قدما_تجمع شرقه بشماله, في مناخ شديد التعلّق بالحياة والمتع بجميع الظروف. أما كيف يتحوّل مزاجي العالي إلى شره كحولي ورغبة في الكلام بلا توقف, ذلك سؤالي النفسي والأخلاقي قبل المعرفي.
من خبرتي الشخصية وقبل الكتب, أعرف أن هوس الكمال أبرز وجوه عقدة النقص ومركباتها الكثيرة, الشعور بالضآلة, بانعدام الوزن والشخصية, التحوّل إلى سراب وضجيج, له ما يفسّره , وسيبقى التبرير آخر همومي .
حالات سكري شبه طبق الأصل عن ثرثرتي, فيما يخصّ آراء الآخرين وتقديراتهم, وفي العالم الداخلي توجد مطابقة وليست شبه فقط, ثمة حاجة قهرية تدفعني إلى الكتابة, ألقى التشجيع والمؤازرة فعلا ومن أصدقاء تفصلنا بلاد وقارات وعلى الأغلب لن نلتقي يوما, والتقي بالصدّ ومختلف ضروب التثبيط في حالتي السكر والكتابة.
*
أكثر ما يشغلني اليوم هو "الرداءة", الرداءة بكل الجوانب. مرة كتبت نصّا مسرحيا يتيما, ضاع بفعل الإهمال واللاجدوى_كان ذلك قبل الأنترنيت وقبل الحوار المتمدن وغيره. عنوانه الأساسي كان" نحن لا نتبادل الكلام" وفكرته أنا الشخص محورها_حياتي في يوم واحد_ وشخوص المسرحية هم المؤلف والمخرج فقط: يقترح المؤلف كتابة نص الهدف الأساسي منه أن يكون رديئا بالمعنى الأدبي والفكري, فإما ينجح النص أو ينجح العرض...طالما أن غاية النص هي التعبير عن الرداءة في حياة شخص مختصرة عبر 24 ساعة, هناك كنت أحاول تجنب الفشل بالدرجة الأولى, وبدت اللعبة بعدما اكتملت ساذجة وغير مقنعة. اليوم أفكّر بالرداءة بشكل مختلف, مديح الرداءة جدّيا, كيف يكون الجديد بدون أخطاء؟ بعبارة أخرى, يخيّل إلي اليوم أن الرداءة أقصر الطرق إلى الجديد.
هوس الكمال هويّة مشتركة لكافة العقائد, أن تتحول حياة الجميع وبمختلف تفصيلاتها إلى نسخ مطابقة للنموذج والأصل, الذي حدث مرة بشكل أسطوري أو فعلي, ليس المهم.
آخر طرق الدفاع وأعمق وسائله, هي التحوّل إلى عبادة الأقوى, عقدة استوكهولم أو عقدة ألدمورو_استبطان القاهر نفسيا, وذلك يحدث للمجتمعات والأفراد. بالمقابل مديح الرداءة والعمل الجدّي على ممارستها فكرا وسلوكا, هي الدفاع الأقوى ضد هوس الكمال.
*
بعد ثلاثة أيام حافلة بالسكر وتبكيت الضمير, ابتعدت خلالها عن ثرثرتي وعالمي الداخلي, خرجت صباح اليوم إلى شوارع اللاذقية وأرصفتها, وبعد أخذ جرعة كافية من التسكّع وشمس الشتاء, أعود لهذياناتي, أشكّل عالما على ذوقي وخيالي. أفهم الآن خيار جان جينيه, وقراره الحكيم _بالشذوذ_ حتى النهاية. لم يترك له الناجحون وحراس الأخلاق والقيم, سوى الامتثال أو الخروج إلى الرداءة, حالة محمد شكري أكثر وضوحا في ثقافتنا وقيمنا, الفوضوي الصعلوك هو المعادل الفعلي للملك والسلطان, كلا الموقعين يسمح بالخروج عن الدور المرسوم من قبل, السادة عبر سلطاتهم والقوى المتجمعة بين أيديهم, يفرضون أمزجتهم ورغباتهم الخاصّة وينجحون في تجاوز التناقض بين الأخلاق والضرورات, ومثلهم الصعاليك في الجانب الآخر, يشيدون مدن الخيال ومماليكه على مقاسات العالم الداخلي.
لم انجح في الرداءة ولا في الإنجاز. لكنه رهاني في الأيام المتبقية لهذا العام اللعين 2006.
أحيانا أتلبّس مخاوفي وأفكاري السوداء, وأعيش حالة التطيّر نفسيا وواقعيا, ولوجود الرقم 6 ثلاث مرات في حياتي هذا العام 6|6|2006 يوم ولادتي الفعلية, أظنه كان كابوسيا إلى حد كبير, سينتهي بلا شك معي أو بدوني, ولن آسف بالحالتين.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- درس التواضع_ثرثرة
- هل تمارس النساء العادة السرية_ثرثرة
- إدارة الغضب_ثرثرة
- طريق اللاذقية دمشق حلب_ثرثرة
- الغراب الأبيض_مسودة رابعة
- الغراب الأبيض_مسودة ثالثة
- معرفة النفس_ثرثرة
- هامش الربح الصغير_ثرثرة
- سجين سياسي_ثرثرة
- ممر ضيق تضيئه ايمان مرسال_ثرثرة
- شتاء في غرفة_ثرثرة
- شيفرات الكلام_ثرثرة
- جمرات تحت الرماد_ثرثرة
- متى كان الوقت غير متأخر_ثرثرة
- ضحايا الابتزاز العاطفي_ثرثرة
- هيجان فكري سلوكي_ثرثرة
- صوت آخر_ثرثرة
- قمر يضيئ اللاذقية_ثرثرة
- ثقوب سوداء في الحاضر_ثرثرة
- الجهة الأخرى_ثرثرة


المزيد.....




- -لاس فيغاس آسيا-..كيف يبدو العيش في ماكاو؟
- شاهد ضباط شرطة لوس أنجلوس يزيلون مخيمًا مؤيدًا للفلسطينيين ف ...
- -خطوة مركزية في بناء دولة الاتحاد وتحصينها-.. أنور قرقاش يشي ...
- قيادي في -حماس-: سنُهدي -النصر المبي-ن للسيسي وكل الزعماء ال ...
- ثاني توهج قوي يحدث على الشمس في يوم واحد!
- الخارجية الروسية: الغرب نسي دروس الماضي ويمضي نحو سباق التسل ...
- بوتين يوجه ببدء الاستعدادات لإجراء تدريبات على استخدام الأسل ...
- سياسي بريطاني يحذر من تصريحات كاميرون -غير المنتخب- عن حق أو ...
- هل فقدت فرنسا صوابها؟
- أردوغان يلعب ورقةَ مناهضةِ إسرائيل


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حسين عجيب - أرصفة أخرى_ثرثرة